الوجه الاخر للجالية السودانية بلندن
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
الوجه الاخر للجالية السودانية بلندن
كل عام ترذلون! السودانيون في بريطانيا واسقاطات التدهور الفكري والأخلاقي في الوطن الام
بالأمس أعلنت الجالية السودانية بلندن تأجيل انعقاد جمعيتها العمومية التي كان من المقرر انعقادها يوم الاحد 9 فبراير . ذلك اثر ورود تنبيه و نصيحة من السلطات الرسمية ببريطانيا بضرورة تأجيل اجتماع الجمعية العمومية للجالية لتوقعها لامكانية حدوث أعمال شغب و عنف من بعض المجموعات السودانية بلندن و ايضاً ورود تحذير من ن ادارة القاعة بالغاء الاجتماع حال حدوث اى شغب او تخريب داخل القاعة يهدد الممتلكات و السلامة العامة.
التهديد يبدوا من الجماعة التي سبق لها ان تحرشت بالذين حضروا ندوة حمدوك في اكتوبر الماضي حين قامت بالتحرش اللفظي ضد الحضور حاملين العصي امام القاعة لمنع دخول حمدوك و رفاقه مما استدعي تدخل الشرطة البريطانية ! .
هذه المجموعة رغم محاولاتها تسديد اشتراكات اكبر عدد من الاشخاص لتأهليهم لحضور الجمعية العمومية و بالتالي أحقيتهم في التصويت ، إلا انه يبدوا انها قد اكتشفت ان عدد المؤيدين لها لا يجلب لها الفوز في انتخابات الجالية فاتخذت القرار بمنع انعقاد الجمعية عن طريق البلطجة و العنف !!
قبل ان يكون للجالية السودانية بلندن مهاجرين من السودان كانت تشرف علي شؤونهم جمعيات واتحادات الطلبة والمبعوثين ، و كانوا وقتها من الصفوة .
في عام ١٩٩٣ عندما زاد عدد المهاجرين وتناقص عدد المبعوثين ( نتيجة لظروف الحكم في السودان ) ، تكون مجلس ادارة للجالية من المهاجرين المقيمين برئاسة المرحوم د عمر يوسف العجب ونائبه احمد بدري . ثم آلت الرئاسة لاحمد لعدة دورات . كانت وقتها مجالس الجالية بعيدة عن ساس يسوس . و كان المجتمع معافا من الحقد و الضغينة ويسود الاحترام بين الجميع .
للأسف الان اصبح التناطح الحزبي و العصبية الايدلوجية و العرقية تفرض وجودها علي العمل الاجتماعي و النفعي في كل مناحي الحياه . كما ان طرق التعبير عن الرأي اتخذت منحي مختلف حيث ساد العنف و انحدر مستوي الخلاف الفكري الي درك سحيق لا يتماها مع قيم البلد التي يقيمون فيها ، بلد تعتبر ام الديموقراطيات في العالم
كيف حدث ذلك لهذا للسودان و لاهله المتسامحين ؟ و ما سبب هذا التغير ؟ لماذا ساد خطاب الكراهية و التخوين ؟ !
علينا دراسة هذه الظواهر و اجتثاثها . كما علينا البحث عن سببها ، الإعلام ام الحكومات ام التربية ام ماذا ؟
حقيقة ان السودان الذي ترعرعنا في كنفه لم نشاهد فيه مثل هذا السلوك الذي يبدوا دخيلا و نامل ان يكون عارضا و لا يصبح سمة لهذا الشعب الطيب .
يحضرني قول مأثور للسيدة اليانور روزفلت زوجة الرئيس الأمريكي الأسبق روزفلت و كانت سياسية و عضو مجلس النواب حين قالت :-
العقول العظيمة تناقش الافكار
و العادية تناقش الاحداث
اما الصغيرة تناقش الاشخاص
الان اري ان الميديا تشخصن القضايا و تعمل علي قتل شخصية الخصوم السياسين كما ساد التنابذ و القدح في الخصوم دون التطرق للأفكار ! فهل اصبحنا من اصحاب العقول الصغير ؟ .
gafargadoura@hotmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الجوع ..الوجه الآخر للحرب
غزة- «عُمان»- بهاء طباسي:
في حي الشجاعية المنكوب والمحاصر بمدينة غزة، حيث لم يبقَ سوى بقايا جدران وأجسادٍ أنهكها الانتظار، كانت الطفلة شهد ديب، ذات الأعوام التسعة، تراقب والدتها وهي تحاول إعداد خبز الصاج من طحين الشعير الذي حصلت عليه بصعوبة من إحدى المساعدات الميدانية.
شهد، التي لطالما اعتادت على رائحة الخبز الطازج تفوح من مخبز الحي قبل حرب السابع من أكتوبر 2023، باتت اليوم تعتبر لقمة الخبز حدثًا يستحق الاحتفال.تحكي بصوت مبحوح وهي تنظر إلى ابن عمها سيف، الذي فقد والده في قصف حديث: «سيف ما أكل من امبارح، بحاول أعطيه نص حصتي ».
في الليل، حين تهدأ أصوات الطائرات وتعلو أصوات البطون الخاوية، تجتمع شهد وسيف وأفراد العائلة في الغرفة الوحيدة التي بقيت من بيتهم المدمر. يتقاسمون الرغيف اليابس وذكريات الخبز الساخن ورائحة القهوة التي كانت تُعدّها الجدة. الآن لا قهوة ولا خبز.. فقط الخوف والجوع.
يحاول والد شهد، محمد ديب، أن يحتال على الجوع بمزاحه مع الأطفال. «سوف نعمل مطعم من الحصص التموينية»، يقول وهو يعجن قليلاً من العدس المسلوق. لكن عيناه تفضحان الحزن. ويهمس لزوجته: «لو الوضع استمر هكذا، أولادنا حيموتوا من الجوع قبل القصف».قصة شهد وسيف ليست استثناءً، بل هي حكاية كل طفل غزيّ في هذه الأيام السوداء. الجوع لم يعد طيفًا مخيفًا، بل صار جارًا دائمًا، يطرق أبواب البيوت كل مساء، ويجلس في حضن الأمهات وهن يفتشن عن شيء يسد الرمق.
خيام تحت خط المجاعة
في منطقة المواصي بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، حيث تتكدّس الخيام وتُرسم خرائط جديدة لمعاناة الجوع والنزوح، يتحدث محمد موسى (31 عامًا) بصوت غاضب متعب: «الاحتلال أغلق المعابر من 2 مارس، والطحين اختفى من السوق. حتى الطحين الحر صار أغلى من الذهب. الناس ما عندها فلوس، ولا حتى الأغنياء قادرين يشتروه».
محمد، الذي كان يملك دكانًا صغيرًا هدمته آلة الدمار الإسرائيلية، يروي أن المخابز أغلقت أبوابها منذ أسابيع. «لا يوجد سولار، ولا طحين. أصحاب المخابز أغلقوها ولم يفتحوها، لأنهم ليسوا قادرين على الاستمرار بسبب انقطاع غاز الطهي. الناس تأتي لعندي تسأل، وأنا ما عندي شيء أعطيهم. الوضع مأساوي، جوع بكل خيمة».
يوضح محمد أن وكالة الأونروا لم تعد قادرة على توزيع الدقيق، ومخازنها فارغة. يكمل لـ«عُمان»: «أصبحنا ننتظر الإغاثة كأنها معجزة. في كل مرة نسمع أن هناك مساعدات، نركض، لكن الطائرات والقصف يمنعنا من الوصل إليها، صار توزيع الطعام مغامرة حياة أو موت».
يعاني محمد من أزمة في تأمين الطعام لأطفاله الثلاثة. «كل يوم أصحوا وأنا أفكر كيف أطعميهم. مرة خبز، مرة رز، ومرة ننام بلا عشاء. إبني الصغير يسألني: بابا، في خبز اليوم؟ وأنا ما عندي إجابة».يختم شهادته بحزن: «الجوع هو الوجه الآخر للحرب، لكن ممكن أوجع، لأنه بيموتك ببطء، وبلا صوت. لا صاروخ، ولا شظايا. لكن وجع دائم في البطن، وفي القلب».
جغرافيا الخبز الممنوع
من وسط مدينة غزة، يتحدث علي فيصل عملية بمرارة: «يا عالم، إحنا صرنا نناشد عشان رغيف خبز. القضية مش سياسية، ولا حتى عسكرية، القضية إنك تلاقي لقمة تأكلها».يتذكر علي أيامًا لم تكن بعيدة، حين كان الخبز متاحًا، والموائد تُعد بأبسط المكونات. اليوم، يقول، حتى هذا الحلم صار بعيدًا: «كل شيء تغيّر، ليست فقط الأسعار. الناس بطّلت تضحك، الأطفال بطّلوا يلعبوا. الكل مشغول بالجوع»
يحكي علي عن طوابير طويلة أمام المخابز المغلقة. «نقف من الفجر، يمكن نجد شيء، لكن في الآخر نعود بخيبة. الذي تحصل على شيء بسيط من الطحين يخبز على الصاج، أو عند أحد عنده فرن على النار أو ما تبقى من غاز الطهي، والباقي يحاول أن يجد بدائل، حتى لو كانت مضرّة».
يضيف الرجل لـ«عُمان»: «زوجتي صارت تطحن الرز وتخبز منه. طعمه غريب، لكنه يشبع الأولاد قليلاً، نعمل الذي نستطيع عليه، لكن إلى متى؟».ويختم: «أنا أناشد كل إنسان عنده ضمير: أنقذوا أطفالنا. لم نطالب بشيء غير أكل وماء. ما بدنا سياسة، بدنا حياة، بسيطة، فيها خبز وسلام».
تحت قصف الجوع
من بين الأزقة الضيقة لمخيم جباليا، يروي أبو عبد الله تنيرة المأساة اليومية: «الاحتلال لم يكتفي بالقصف، صار يطاردنا بلقمة العيش. حتى السكر صار غالي، والدقيق اختفى. نحن نعيش على البقوليات في أحسن الأحوال، وأحيانًا لم نجد حتى العدس».
أبو عبد الله، الذي فقد اثنين من أبنائه، يقول إن الجوع الحالي غير مسبوق. «زمان كنا نحكي عن فقر، اليوم نحكي عن مجاعة. الجوع ما بخلي الواحد يقدر يتحرك. ابنتي الصغيرة وقعت من قلة الأكل، والحكيم قال لازم تتغذى، طيب من أين الغذاء».
يشير خلال حديثه لـ«عُمان» إلى أن المخابز أغلقت، والأسواق فارغة: «كل شيء صار بالدولار، بس إحنا ما معنا شيكل واحد. حتى الذين كانوا يساعدوننا لم يستطيعوا، لأن الكل صار يحتاج، الكل في جوع».
يطالب أبو عبد الله بحلول عاجلة: «مش لازم نظل ننتظر العالم. لازم السلطة الفلسطينية تتحرك، لازم المجتمع الدولي يعرف أن لدينا أطفال تموت كل يوم ليس من القصف، إنما من الجوع».وينهي قائلاً: «إذا ضلينا هيك، غزة حتكون أول منطقة بالعالم بتموت فيها الناس من الجوع، مش الحرب».
بين نارين
وفي خان يونس، المدينة الجنوبية التي استقبلت عشرات الآلاف من النازحين، يقول ياسر الحزين: «الطحين، إذا لقيناه، بـ50 دولار. كيلو السكر بـ20. المواطن البسيط صار بين نارين: الجوع أو الدَين، وكل يوم الوضع بيزيد سوء».
يروي ياسر عن حفيده الرضيع: «عمره 8 شهور، لا يوجد حليب، اضطررنا إلى أن نطعمه خبز وشاي. أنا بعرف أن هذا خطأ، لكن ما نعمل؟ هل اتركه للموت؟».
ويشير خلال حديثه لـ«عُمان» إلى أن المواد التموينية الأساسية غير متوفرة، وإن وُجدت فهي بأسعار خيالية: «الناس صارت تبيع أدوات البيت لكي تشتري الأكل الغالي الثمن وإن وجد، لم يبقى كرامة. نحن نتحايل على الحياة».
يضيف: «في غزة هناك أناس تستلف من الجيران، لكن بعضهم غير قادر على ذلك، لم يبقى أحد مرتاح. المساعدات لم تصل، وكل يوم قصف جديد. والذي يبقى حيًا، يموت من الجوع».
يرى ياسر أن الجوع هو أقسى أنواع الحروب: «القصف بيخوف، لكن الجوع يفتك بنا، بأجسادنا ونفسياتنا، لم يعد طاقة عند الناس».
نذير مجاعة وشيكة
وحذّر برنامج الأغذية العالمي من أن آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة يواجهون خطر الجوع الحاد، مع تناقص مخزونات الغذاء إلى مستويات خطيرة، وإغلاق المعابر أمام دخول المساعدات الإنسانية والتجارية. وأكد البرنامج أن آخر قافلة غذائية دخلت القطاع تعود لأكثر من ثلاثة أسابيع، مما يُنذر بكارثة غذائية إذا لم يُفتح المجال لإدخال الإمدادات فورًا.
وأوضح البيان الأممي أن البرنامج لا يملك في غزة سوى 5,700 طن من الغذاء، وهي كمية تكفي بالكاد لأسبوعين في ظل احتياجات السكان المتزايدة. وفي مواجهة الوضع المتفاقم، قررت الفرق الإنسانية تسريع عمليات التوزيع لتشمل المخابز والمطابخ الجماعية والعائلات الأكثر احتياجًا، في محاولة أخيرة لاحتواء أزمة المجاعة.
بالتزامن مع ندرة المواد الغذائية، ارتفعت أسعارها داخل القطاع بشكل فاحش، حيث وصل ثمن كيس الدقيق إلى 50 دولارًا، بزيادة 400%، بينما ارتفع سعر غاز الطهي بنسبة 300% عن شهر فبراير. وأشار البيان إلى أن التصعيد العسكري يعيق حركة فرق الإغاثة، ويعرّض حياة العاملين للخطر، ما يزيد من صعوبة إيصال الغذاء إلى المحتاجين.
واختتم البرنامج بيانه بمناشدة عاجلة لكافة الأطراف بضرورة حماية المدنيين وتحييد العمل الإنساني عن الصراع. وطالب بالسماح الفوري وغير المشروط بدخول المساعدات إلى غزة، محذرًا من أن استمرار الوضع الحالي يعني انزلاق سكان القطاع إلى مجاعة جماعية، ستطال الأطفال والنساء وكبار السن قبل غيرهم.