رجل المخابرات .. منعطفات وبصمات
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
حتَّى الذين يختلفون مع تجربة جهاز الأمن السوداني ونهجه فيما يتعلق بملفات الأمن الداخلي إبان حقبة نظام “البشير” ، باتوا يعترفون بأنَّ جهاز المخابرات العامة تحت قيادة الفريق اول “احمد ابراهيم مفضل” يشهد منذ اليوم الأول، ثورة تقود إلى تغييرات مهمة في توزيع الادوار واداء الواجب في حفظ الامن القومي.
الجانب المهم والمختلف، هذه المرة، أن “مفضل” ليس شخصاً ، كما كان “صلاح قوش” بل تيار عريض داخل الدولة العسكرية والأمنية مستعداً مسلحاً بمشروع وطني مهني ، بعيداً عن التجارب السابقة ، ومزاجٍ شعبي عام راغب فيه وداعم أطروحاته، بهذا الزخم هو قائد ثورة مختلفة عن سياق التجربة السابقة الشمولية المنحازة ايدولوجياً.
أسرفت حقبة نظام ٢٠١٩ في التضييق على جهاز المخابرات العامة ، انتزعت سلاحه، وساهمت في الدعاية الإعلامية ضد قواته المقاتلة “هيئة العمليات ” ترنّح جهاز المخابرات وترنّح معه السودان الخارج بجروح كثيرة من ركام الحقبة السابقة .
أنقذ “مفضل” جهاز المخابرات العامة من التفكك وروّض بارونات النظام السابق ، وأخضع حيتان “حميدتي” التي زرعها عنوة داخل الجهاز ؛هادئ وبارد ولا يعوزه المكر والدهاء ، انحنى لعاصفة ما بعد ديسمبر ، وأعاد بناء المؤسسة القوية التي تقاتل اليوم على أرض معركة الكرامة ، وعلى سوح العمل المخابراتي الخارجي .
ذات اليد التي تحمل البندقية للدفاع عن الوطن، يمكنها أن تصنع السلام ، نجح جهاز المخابرات العامة في بناء جسور من التفاهم بين حكومة جنوب السودان و “سايمون دوال” احد أبرز المعارضين، في الوقت الذي تعمل فيه “الإمارات” بعزم كبير على إبعاد القيادات الجنوبية التي تحتفظ باشواق ومحبة للسودان الشمالي كالجنرال “توت قلواك” الذي أبعد بمؤامرة، وتصعيد عناصر انفصالية لا تمانع في بيع الوجدان المشترك وازلية انسياب النيل من الجنوب إلى الشمال.
حتى الآن عرضت “الامارات” على الرئيس “سلفاكير” مبلغ (20) مليار دولار مقابل نفط الجنوب،حتى يفقد السودان مورد رسوم العبور وبالتالي خروج بعض الموانئ عن الخدمة .
مع الاغراءات الاماراتية، أفلح جهاز المخابرات العامة في التأكيد على تأثير البلدين على بعضهما ، ومدى متانة الروابط، وهذه البصمة المهمة لها علاقة مباشرة بالفريق أول “مفضل” وقدراته، وبالمنعطف وحساسيته، وبثقل المسرح الذي يتحرك عليه.
محبتي واحترامي
رشان اوشي
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: جهاز المخابرات العامة
إقرأ أيضاً:
مصدر دبلوماسي بجوبا يكشف ل “المحقق” حقيقة وضع الجالية السودانية ويؤكد: “ما جرى معزول”
أكد مصدر دبلوماسي رفيع بعاصمة جنوب السودان، جوبا، أن أوضاع الجالية السودانية بالعاصمة وولايات دولة جنوب السودان تشهد استقراراً بدرجة كبيرة،
و قال المصدر لموقع “المحقق” الإخباري (الخميس) إن البعثة الدبلوماسية السودانية بجوبا أصبحت لا تتلقى حالياً بلاغات أو شكاوى اعتداءات من الجالية كما كان في الفترة السابقة.
لهذه الأسباب:
و أرجع المصدر الهدوء لعاملين الأول جهود حكومة جنوب السودان بالانتشار الكثيف للقوات الأمنية للسيطرة على الأوضاع فضلاً عن فرضها لحظر التجوال لمدة 12 ساعة (من 6 مساءاً إلى 6 صباحاً) فيما شكل قرار قطع الشبكة عن مواقع التواصل الاجتماعي عاملاً مهماً فى تخفيف حدة بث خطاب الكراهية الهمجي المؤجج للأزمة من قبل بعض العناصر.
عودة الحياة:
و كشف المصدر عن عودة الحياة إلى طبيعتها مشيرا إلى أن التجار عادوا الى مواقع عملهم و تم فتح الأسواق. و أشار المصدر في هذا الصدد إلى أن إغلاق الأسواق الذى تم في 16 يناير الماضي و حتى 31 منه، و شمل أيضاً إلى جانب التجار السودانيين تجار من دول أخرى على رأسها الصومال و إثيوبيا و إريتريا ألحق ضرراً كبيراً بالمواطن الجنوب سوداني ، حيث أصبحت هنالك حالة شلل تام بالسوق و ارتفعت الأسعار بسبب الندرة معتبراً أن الشلل الذى أصاب السوق كان أحد أهم الارتدادات السالبة للأزمة، ولم يستبعد المصدر أن يكون نجم عنها تكلفة اقتصادية باهظة و ذلك بسبب تضرر المواطن في احتياجاته اليومية، الأمر الذي أسهم في خلق خطاب مضاد للخطاب السائد فضلا عن اتاحته لمساحة كبيرة للأصوات الجنوب سودانية التى تتسم بالعقلانية و الموضوعية فى التعامل مع الأزمة و المطالبة بأن تتم محاسبة الذين تسببوا في التحريض.
استغلال:
و تابع المصدر: “هناك مجرمين و متفلتين يستغلون الأزمات لممارسة السرقة والنهب، و لكن هنالك أيضاً محرضين معروفين للرأي العام يبثون خطاب الكراهية”.
و أكد أن الخطاب المضاد لخطاب الكراهية أسهم في خلق حالة استقرار تصدى بصفه جبرية للذين حاولوا جعل المسألة مستدامة.
“ارتباط مصالح”
و حول عمليات الإجلاء للرعايا السودانيين أكد المصدر الدبلوماسي في حديثه مع “المحقق” أن هنالك بعض أفراد الجالية فضل البقاء بالجنوب لارتباطهم بمصالح اقتصادية تجارية أو عملية كالأطباء و أساتذة وطلاب الجامعات، وأضاف أن هؤلاء وجدوا تفاعلا إيجابياً بعد رجوعهم لأماكن عملهم عكس ما كان متوقعاً حيث كان ينتاب البعثة القلق من حدوث حالات شد و جذب،
مشيراً إلى أن طلاب الجامعات جلسوا لامتحاناتهم وفق الجداول الموضوعة أصلا من قبل جامعاتهم دون حدوث أي احتكاك ، بل على العكس فقد وجدوا الدعم و المساندة من زملائهم الجنوب سودانيين.
حدث معزول:
و اعتبر المصدر أن ما حدث للجالية بدولة جنوب السودان أمر معزول عن غالب أهل جنوب السودان، و أن من قامت به فئة ضيقة و منبتة ساعدت وسائل التواصل الاجتماعي فى أن يكون لها صوت عالٍ طغى على أصوات الآخرين و أن ما حدث لا يمثل راى غالب أهل جنوب السودان الذين يربطهم بالسودان التاريخ كما أنه لا يمثل غالب النخب المثقفة و المتعلمة و أساتذة الجامعات ، و تابع بقوله ..بل حتى المواطن البسيط كان ينتقد هذا السلوك
علاقة خاصة:
و لفت إلى أن بعض الأحياء شكلت لجان داخل المدن من الشباب لحماية اصحاب البقالات الصغيرة و الدكاكين من التجار السودانيين في جوبا و الولايات الأخرى عازياً ذلك للعلاقة الوثيقة التى قامت بين المواطنين الجنوب سودانيين و تجار الشمال الذين كثيرا ما يشيرون إلى أنهم يراعون لأوضاعهم المالية عبر منحهم احتياجاتهم بالدفع الآجل أو ما يعرف (بدفتر الشهر) خلاف الجنسيات الأخرى من التجار الأجانب بدولة الجنوب الذين يطالبون بالدفع العاجل .
الترحيل الطوعى:
و فيما يلى العودة الطوعية أشار المصدر إلى أنه و نتيجة لهدوء الأوضاع و عودتها إلى طبيعتها فقد أنسحب بعض من الذين قيدوا أسماءهم للعودة للوطن و ذكر مثالا لذلك منطقة (بور) حيث سجل (170) سودانياً للعودة غير أن الذين غادروا ضمن عمليات التفويج الذى تفذته السفارة (23) فقط أي بنسبة انسحاب بلغت 80% حيث فضل هؤلاء البقاء نتيجة التطمينات و أن الوضع عاد إلى طبيعته لمواصلة عملهم بالجنوب ، و قال المصدر إن البعثة تمكنت حتى الآن من إجلاء 4127 مواطناً و مواطنة عبر (26) رحلة جوية (تاركو – بدر ) كمرحلة أولى كان آخرها يوم الثلاثاء الماضى و لفت إلى أن السفارة منحت اولوية الاجلاء للأسر و الأبناء ثم الشباب.
مرحلة لاحقة:
و كشف المصدر عن أن الترتيبات تمضي لإنفاذ المرحلة الثانية من الإجلاء حيث تطالب مجموعة أخرى فى مدينتي واو و أويل بالاجلاء لافتا إلى أن التنسيق و الترتيب جاري حاليا مع مجلس السيادة الإنتقالي و سلطة الطيران المدني و الشركات لإجلائهم و هى أن كل الأطراف مستعدة لتسيير جسر جوي آخر لإجلاء الراغبين فى العودة الطوعية إلى أرض الوطن .
حضور برغم الظروف؛
المصدر أكد أنه برغم عمليات الاجلاء التى تمت حتى الآن ، إلا أن وجود السودانيين بدولة جنوب السودان ما زال قائما من خلال حضورهم فى الأعمال التجارية و القطاع الصحي و التعليم العالي و العام و أكد أن المدارس السودانية لم تتأثر بالأزمة و أن الطلاب السودانيين انتظموا فى مدارسهم وأن عدداً منهم سوف يجلسون لإمتحانات الشهادة السودانية للعام (2024) م المقرر له الفترة المقبلة و تابع يمكننا القول أن الأمور عادت إلى نصابها.
المحقق – مريم أبشر – خاص
إنضم لقناة النيلين على واتساب