سفير اليمن بسوريا يدعو إلى تفعيل سلاح المقاطعة التجارية نصرة للقرآن والمقدسات الإسلامية
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
يمانيون../
دعا سفيرُ بلادنا لدى الجمهورية العربية السورية، عبدالله علي صبري، إلى تفعيل سلاح المقاطعة التجارية في مواجهة الدول التي تنتهكُ مقدَّساتِ ورموز الأُمَّــة، مؤكّـداً على ضرورة التصدي للهجمة الغربية على القرآن الكريم والمقدسات الإسلامية في فلسطين المحتلّة.
ولفت السفير صبري خلال مشاركته، اليوم الاثنين، في الملتقى الشبابي للدفاع عن مقدسات الأُمَّــة المنعقد بالعاصمة السورية دمشق، تحت عنوان “الكيان الصهيوني ودوره في الحرب على المقدسات”، إلى أن “الأعداء اليوم يفرضون العقوبات والحصار والحرب الاقتصادية على دولنا ومجتمعاتنا وبالأخص على محور المقاومة”.
وأوضح أن “المطلوبَ من الشعوب العربية والإسلامية هو التحَرُّكُ بشكل عملي لمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية وكذا بضائع دولة السويد والدول التي تواطأت مع حوادث الإساءة للمقدسات والرموز الدينية والإسلامية وعلى رأسها القرآن الكريم”.
وأشَارَ صبري، إلى “التناقض بين حالة الغرب ودعوى احترام الرأي والتعبير كقيمة مقدسة، فيما القوانين لديهم تجرم معاداة السامية مثلاً، كما أن القيم الإنسانية قد انحرفت بفعل الغرب إلى درجة دعم وتشجيع المثلية والشذوذ الجنسي في حالة انحطاط حضاري وأخلاقي غير مسبوق”.
إلى ذلك، ألقيت في الملتقى الذي نظمته جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية، كلمةٌ عن فلسطين ألقاها خالد عبد المجيد أمين عام جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، وكلمة عن جمهورية إيران الإسلامية ألقاها الدكتور حسين العلوي رئيس جامعة المصطفى العالمية بدمشق، إضافة إلى كلمة لرئيس الجمعية الدكتور محمد البحيصي.
حضر الفعالية حشدٌ كبيرٌ من الشباب وقيادات الفصائل الفلسطينية المقاومة وشخصيات سياسية واجتماعية سورية.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
دنابيع السياسة العربية.. من دنبوع اليمن إلى دنبوع فلسطين
محمد الجوهري
تصريحات الرئيس الفلسطيني المزعوم محمود عباس (أبو مازن) عن مجاهدي حماس في غزة، وألفاظه النابية بحقهم، لا تقدم جديداً سوى المزيد من السقوط الأخلاقي للسلطات العميلة التي تستمد شرعيتها من البيت الأبيض، الحليف الرئيسي للكيان الصهيوني. وهذه الظاهرة ليست وليدة اليوم، بل هي عُرف سياسي متفشٍّ في أغلب الجمهوريات العربية، حيث تبقى تلك الأنظمة خانعة كماً وكيفاً، مقابل بقائها في السلطة الوهمية، واستفادة أصحابها من بعض الامتيازات الخاصة، كالأرصدة الضخمة وممارسة الفساد بحق الشعوب دون حسيب أو رقيب.
ولم يعد خافياً أن عباس وأفراد عائلته يملكون مصالح مشتركة مع الاحتلال، وبسببها لا يزال في السلطة منذ أكثر من عشرين عاماً، حيث ترتبط هذه المصالح باستمرار خدماته للكيان الصهيوني. وينطبق هذا الوضع على أعضاء حكومته العميلة، المشاركين في قمع الشعب الفلسطيني، وتبرير كل إجرام إسرائيلي بحقه، كما هو الحال في غزة والضفة، حيث ينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات قتل وخطف علني، بتواطؤ عباس وأزلامه.
في اليمن، كما في فلسطين، توجد حكومتان: إحداهما مرضيٌّ عنها دولياً وتحظى بدعم أمريكي، وأخرى منبوذة دولياً لكنها تستمد قوتها من الشارع اليمني. ومن البدهي أن تقف الأخيرة مع الشعب الفلسطيني في مظلوميته الكبرى، حيث لا ضغوطات غربية تمنعها من ذلك، بخلاف الأخرى التي يتمنى أعضاؤها أن يكون لهم موقف مشرف من غزة، لكن ذلك يتعارض مع مصدر شرعيتهم في البيت الأبيض، ما يفقدهم إياها بمجرد إعلان تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.
وعلى هذا القياس تتشكل أغلب الحكومات العربية؛ فإذا أراد شعبٌ ما أن يسترد حريته، صُدم بالهيمنة الأمريكية التي بدورها تفرض عليه حكومة شكلية لا شرعية لها سوى من المجتمع الدولي، الذي تهيمن عليه الغطرسة الأمريكية. ولهذا، فإن ظاهرة “الدنابيع” هي الأكثر انتشاراً في عالمنا العربي.
وكلمة “دنبوع” -في الأصل- تشير إلى الفار عبد ربه منصور هادي، فهذا لقبه، وهو ليس أول رئيس شكلي في المنطقة، لكن غباءه الشديد فضح عمالته وتبعيته للسعودية وأسيادها الغربيين في أكثر من موقف، وأهمها تصريحه العفوي بشأن تفاجئه بالعدوان السعودي على بلاده، رغم أن الأخيرة زعمت أن عاصفة الحزم كانت بطلب منه. وله أيضاً تصريح سابق يكشف عبوديته لنظام عفاش، حين أكد أنه لم يستلم أي سلطة من سلفه سوى العلم الجمهوري.
مطلع العام 2022، اضطرت السعودية إلى استبدال الدنبوع بآخر لا يقل عنه عمالة للغرب، وهو المرتزق رشاد العليمي الذي لا يقل عنه ولاءً للخارج، إذ يطالب منذ عام ونصف بتدخل أمريكي لاحتلال بلاده بحجة حماية الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر، في سقوطٍ أخلاقي لا نظير له في التاريخ اليمني الحديث أو القديم. فالعليمي لا يبالي بأي معايير أخلاقية، ولا يكترث لأي دوافع سوى عبوديته للمال، كما لا يحرص على تقديم أي صورة مشرفة له أمام المجتمع اليمني، إذ إن الشرف ليس من دوافعه هو وأمثاله في مجلس الثامنة الخونة الموالي للغرب والصهاينة.
وهكذا يتجلى المشهد العربي في صورته القاتمة: زعامات مستوردة، أنظمة مصطنعة، لا شرعية لها إلا بقدر خدمتها لمصالح الاستعمار الغربي، ولا قيمة لها لدى شعوبها إلا بمقدار ما تُمعن في قهرهم ونهبهم. وما محمود عباس سوى حلقة صغيرة في سلسلة طويلة من دنابيع السياسة العربية الذين ما إن تهب عليهم رياح التحرر حتى ينكشف عوارهم، ويسقط قناع الزيف عن وجوههم الباهتة.
ولم يكن عباس حالة شاذة؛ فقد سبقه ولحقه كثيرون، كأنور السادات، الذي رهن القرار المصري لواشنطن، ووقع اتفاقيات الاستسلام مع الصهاينة، ثم سُمّي عهده “عصر الانفتاح على الغرب” ولو على حساب كرامة مصر، وكذلك خلفه حسني مبارك، الذي جعل من مصر مخفراً كبيراً لحماية حدود الكيان الصهيوني في وجه المقاومة الفلسطينية، وبارك حصار غزة لسنوات طويلة.
وكذلك حال ملوك الخليج والأردن، فالشرعية هناك مطلقة للطغاة، وليس للشعب أي حق في الحديث عن حقوقه المصادرة، وأولها حق التعبير والتضامن مع الشعب الفلسطيني، وكل هؤلاء، وأمثالهم، يثبتون حقيقة أن الاحتلال العسكري ليس الشكل الوحيد للاستعمار، بل إن أخطر أشكاله هو الاحتلال السياسي الداخلي، عبر وكلاء صغار بلباس الزعماء.