هاتفك تحت المراقبة.. برامج التجسس ترصدك دون أن تشعر (شاهد)
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
عرض برنامج "صباح جديد"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، ويقدمه الإعلاميان فادي غالي وشروق وجدي، تقريرًا تلفزيونيًا بعنوان: "هاتفك تحت المراقبة.. برامج التجسس ترصدك دون أن تشعر".
أوضح التقرير أنه في عصر أصبحت فيه الهواتف الذكية امتدادًا لحياتنا، لم تعد مجرد أدوات للتواصل، بل تحولت إلى خزائن رقمية تحمل أسرارنا، بدءًا من المحادثات والصور، وصولًا إلى الحسابات المالية.
لكن، ماذا لو تحولت هذه الأجهزة إلى نوافذ مفتوحة يتسلل منها المتلصص؟ لم يعد خطر برامج التجسس يقتصر على الحواسيب، بل وجد طريقه إلى الهواتف المحمولة، مستغلًا اعتمادنا المكثف عليها، ويدرك قراصنة الإنترنت هذه الحقيقة، لذا يطورون برمجيات خبيثة تتخفى خلف التطبيقات غير الموثوقة والروابط المشبوهة، لتحوّل أجهزتنا إلى عيون رقمية تراقبنا بصمت.
بعض هذه البرامج يسرق البيانات، وبعضها الآخر يزعج المستخدمين بالإعلانات غير المرغوب فيها، لكن الأخطر هو تلك التطبيقات التي تتعقب تحركاتنا، تسجل مكالماتنا، بل وقد تفتح الكاميرا والميكروفون دون علمنا.
الظلام الرقميلكن وسط هذا الظلام الرقمي، يظل الوعي هو خط الدفاع الأول، فتحديث النظام، وتجنب تحميل التطبيقات من مصادر غير رسمية، ومراقبة الأداء غير المعتاد للهاتف، كلها خطوات بسيطة لكنها ضرورية لحماية خصوصيتنا.
وفي النهاية، التكنولوجيا سلاح ذو حدين، ونحن وحدنا من يقرر: هل ستحمي حياتنا، أم ستكشفها للغرباء؟
يذكر أن مسؤول في تطبيق واتساب، قال إن شركة باراجون الإسرائيلية المتخصصة في برامج التجسس استهدفت مستخدمي واتساب في أكثر من عشرين دولة، بما في ذلك العديد من الدول الأوروبية. وأوضح المسؤول أن الهجمات تمثلت في إرسال مستندات إلكترونية ضارة إلى المستخدمين، دون الحاجة إلى تفاعلهم، مما يجعلها اختراقات دون نقرة، وهي أسلوب اختراق خفي وصعب الاكتشاف.
وأكد المسؤول أن واتساب تمكن من تعطيل جهود الاختراق بعد اكتشاف الهجوم، وقام بإبلاغ مجموعة Citizen Lab الكندية المتخصصة في مراقبة الإنترنت، التي بدأت في متابعة القضية. كما ذكر المسؤول أنه تم إبلاغ الجهات القانونية وشركاء الصناعة بهذا الهجوم، لكنه امتنع عن تقديم تفاصيل إضافية حول كيفية تحديد باراجون كمصدر للهجوم.
وأشار جون سكوت رايلتون الباحث في Citizen Lab إلى أن اكتشاف برنامج Paragon للتجسس على مستخدمي واتساب يُعتبر تذكيرًا خطيرًا بانتشار برامج التجسس المرتزقة التي تواصل استهداف الصحفيين والناشطين السياسيين والمعارضين، بما في ذلك مسؤولين أمريكيين.
تسعى شركات مثل باراجون إلى بيع برامج التجسس المتطورة للحكومات، مدعيةً أن أدواتها ضرورية لمكافحة الجريمة وحماية الأمن القومي، لكن استخدامها غالبًا ما يتجاوز هذه الأغراض المشروعة ويستهدف شخصيات معارضة وأشخاصًا ذوي تأثير سياسي.
على الرغم من سمعة باراجون في صناعة برامج التجسس باعتبارها واحدة من الشركات التي تحاول العمل بشكل مسؤول، إلا أن الاكتشافات الأخيرة كشفت عن استخدامها في الاختراقات غير القانونية، ما يثير المزيد من القلق حول انتشار تكنولوجيا المراقبة بشكل غير منضبط.
ناتاليا كرابيفا، المستشارة القانونية التقنية في Access Now، أكدت أن الكشف عن اختراقات واتساب الأخيرة يعكس تزايد الانتهاكات في صناعة برامج التجسس التجارية.
وأضافت أن البرامج مثل التي تبيعها باراجون لا تقتصر على تفاحة فاسدة واحدة بل تشكل جزءًا من مشكلة أوسع تهدد خصوصية المستخدمين حول العالم.
لم ترد شركة AE Industrial Partners، التي استحوذت مؤخرًا على باراجون، على الفور على طلب التعليق، ما يزيد من الغموض المحيط بالهجوم الذي استهدف مستخدمي واتساب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: برامج التجسس المراقبة الهواتف الذكية الوفد بوابة الوفد برامج التجسس
إقرأ أيضاً:
الحكومة الأمريكية تتهم ثلاثة جنود بالتجسس لصالح الصين.. باعوا أسرار عسكرية
ألقت السلطات الأمريكية القبض على جنديين عاملين في الجيش الأمريكي وجندي سابق، الخميس الماضي، بتهمة بيع أسرار عسكرية لمشترين في الصين، وفق ما أعلنته وزارة العدل الأمريكية.
وتم تحديد هوية الجنديين العاملين على أنهما جيان تشاو ولي تيان، المتمركزين في قاعدة لويس ماكورد المشتركة بولاية واشنطن، حيث يشغل تشاو منصب رقيب إمداد في اللواء 17 للمدفعية الميدانية، بينما يعمل تيان كمسؤول خدمات صحية. أما الجندي السابق، رويو دوان من هيلسبورو بولاية أوريغون، فقد خدم في الجيش خلال الفترة من 2013 إلى 2017.
ووُجهت إلى تيان ودوان تهمة "التآمر لارتكاب الرشوة وسرقة ممتلكات حكومية"، بينما يواجه تشاو نفس التهمة بالإضافة إلى تهمة الحصول على "معلومات تتعلق بالدفاع الوطني" ونقلها إلى "شخص غير مصرح له بتلقيها".
وبحسب لائحة الاتهام التي قدمت الأربعاء الماضي في المحكمة الجزئية الأمريكية لغرب واشنطن، فإن تشاو، الذي كان يدير ممتلكات عسكرية تزيد قيمتها عن 55 مليون دولار، متهم ببيع ما يقرب من عشرين قرصًا صلبًا مصنفًا على أنه "سري" أو "سري للغاية"، إلى جانب وثائق ومعلومات عسكرية حساسة تتعلق بأنظمة الصواريخ المدفعية عالية الحركة (HIMARS)، لمشترين في الصين، بما في ذلك متآمر متمركز في مدينة تشانغتشون.
كما يُزعم أن تشاو حصل على معلومات تتعلق بالاستعدادات العسكرية الأمريكية في حالة نشوب صراع مع الصين وقام ببيعها، حيث تلقى مدفوعات لا تقل عن 15 ألف دولار بدءًا من آب/أغسطس 2024.
وأشارت لائحة اتهام منفصلة في مقاطعة أوريغون إلى أن دوان وتيان تآمرا بين تشرين الثاني/ نوفمبر 2021 و19 كانون الأول/ ديسمبر 2024 على الأقل لسرقة ونقل معلومات عسكرية حساسة تتعلق بقدرات الجيش الأمريكي التشغيلية، بما في ذلك كتيبات تقنية.
استخدموا حسابات "غوغل درايف"
وتزعم لائحة الاتهام أن تيان أرسل إلى دوان روابط لحسابات "غوغل درايف" تحتوي معلومات حساسة عن أنظمة أسلحة عسكرية أمريكية، مثل مركبات القتال من طراز برادلي وسترايكر.
وصرحت المدعية العامة الأمريكية باميلا جيه بوندي في بيان: "المتهمون الذين تم القبض عليهم متهمون بخيانة بلدهم والعمل على إضعاف القدرات الدفاعية الأمريكية لصالح خصومنا في الصين"، مؤكدة أنهم "سيواجهون عدالة سريعة وصارمة وشاملة".
من جانبه، قال العميل الخاص المسؤول عن مكتب سياتل الميداني التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي٬ دبليو مايك هيرينغتون: "يجب أن ترسل هذه الاعتقالات رسالة إلى الجواسيس المحتملين مفادها أننا وشركاؤنا لدينا الإرادة والقدرة على العثور عليكم ومحاسبتكم".
وتم التحقيق في القضية من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي وقيادة استخبارات الجيش. وفي تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وصفت لجنة في مجلس الشيوخ الأمريكي التجسس الصيني، سواء عبر أفراد أو عبر الفضاء السيبراني أو تشويه المعلومات السرية، بأنه يشكل "تهديدًا هائلاً"، معتبرة أنه الأخطر مقارنة بأنشطة روسيا وإيران وكوريا الشمالية.
ويؤكد مكتب التحقيقات الفيدرالي على موقعه الإلكتروني أن أعمال التجسس التي تقوم بها الحكومة الصينية والحزب الشيوعي الصيني تشكل "تهديدًا خطيرًا"، وأن مواجهة هذا الخطر تعد "أولوية" للمكتب.
أعظم تهديد على المدى الطويل
وكان مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق، كريستوفر راي، قد وصف في عام 2020 أنشطة التجسس والسرقة التي تتهم بها الحكومة الصينية بأنها "أعظم تهديد على المدى الطويل" لمستقبل الولايات المتحدة.
وفي آيار/ مايو 2024، زار مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) سابقا، وليام بيرنز، بكين، حيث ناقش قضايا التجسس، وذلك بعد إلغاء وزير الخارجية الأمريكي السابق أنتوني بلينكن زيارة مقررة إلى الصين في شباط/ فبراير 2024، إثر إسقاط منطاد صيني فوق الأراضي الأمريكية، زعمت واشنطن أنه كان يستخدم لأغراض تجسسية، وهو ما نفته بكين. ووصف بيرنز المنطاد بأنه "منصة ذكية".
وفي حزيران/ يونيو 2024، تسربت معلومات استخبارية تفيد بموافقة كوبا على منح الصين إذنًا لبناء منشأة تجسس على أراضيها، وهو ما نفته الحكومتان الكوبية والصينية.