ذكر تقرير نشره موقع كراسنايا فيسنا الروسي أن العراق يعيش وضعا إستراتيجيا صعبا للغاية، إذ وجد نفسه بعد سقوط نظام بشار الأسد في مواجهة تحديات مرتبطة بالعلاقة مع إيران وتركيا والولايات المتحدة، وسط انقسامات داخلية حادة.

وأضاف الكاتب إفغينيا شيفتشينكو أنه بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في سوريا، أصبح العراق النقطة التالية المهددة بانعدام الاستقرار في الشرق الأوسط؛ فقد أدى ضعف محور المقاومة الإيراني فضلا عن تراجع نفوذ روسيا في المنطقة إلى تعزيز دور لاعبين آخرين وهو ما ينذر بحدوث تغيير في العراق، خاصة مع عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف عالمية: خطة ترامب لغزة قد تسبب اضطرابات في المنطقة وانتفاضة بالضفةlist 2 of 2محللون إسرائيليون: خطة ترامب خدعة وارتباط الغزيين بالأرض قد يحبطهاend of list

وذكر الكاتب أن موازين القوى تغيرت في المنطقة منذ أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، فقد دخلت إسرائيل إلى لبنان وعملت على إضعاف قدرات حزب الله، الحليف الرئيسي لإيران، ولا تزال تحافظ على وجودها هناك.

تقويض نفوذ

في الوقت نفسه، قوض سقوط نظام الأسد نفوذ إيران في المنطقة إذ طردت من سوريا، وانخفضت قدرتها على دعم حزب الله.

وفي ظل هذه الظروف، بات العراق يحظى بأهمية كبيرة لدى إيران التي تسعى للحفاظ على نفوذها في هذا البلد من خلال الجماعات المسلحة.

وتابع إفغينيا شيفتشينكو أن الفصائل العسكرية الموالية لإيران في العراق تولت الدفاع عن بشار الأسد منذ اندلاع الحرب في سوريا، وهي الحقيقة التي لن تتغافل عنها الحكومة الجديدة في دمشق والكفيلة بخلق شرخ في العلاقات معها.

إعلان

وعن طريق استخدام هذه الفصائل كأدوات نفوذ في العراق -يتابع الكاتب شيفتشينكو- تمارس القيادة الإيرانية ضغوطا على العراق لتعزيز مواقعها السياسية والاقتصادية والدفاعية فيه، ومن أجل تعويض خسارة نفوذها الأخيرة في سوريا.

ترامب

ويرى الكاتب أن ترامب يعتزم تقليص القوات الأميركية في العراق ويسعى في الوقت ذاته إلى تقليص نفوذ طهران وضمان تخليها عن تطوير الأسلحة النووية.

وعليه، يعتمد مستقبل المنطقة على مدى إمكانية توصل إيران والولايات المتحدة إلى اتفاق، أو لجوء واشنطن إلى تنفيذ "الخطة البديلة" ومنح تل أبيب الضوء الأخضر لضرب البنية التحتية النووية الإيرانية.

وتدّعي بعض الأطراف أن إيران مستعدة للتفاوض مع ترامب والتخلّي عن بعض مواقعها في العراق وإيقاف الهجمات ضد القوات الأميركية الموجودة في البلاد في إطار هذه الصفقة.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2024 أرسلت السلطات العراقية مدير مخابراتها الوطنية حميد الشطري للقاء الحكومة السورية الجديدة. وفي يناير/كانون الثاني من العام الجديد 2025، حضر وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين مؤتمرا حول سوريا في السعودية.

ونقل الكاتب عن المحلل العراقي وأستاذ العلوم السياسية عصام الفيلي حديثه عن إمكانية تغيير الإستراتيجية الإيرانية تجاه العراق وإعادة تقييم المشهد الإقليمي والبحث عن حلول دبلوماسية مع الولايات المتحدة في الفترة المقبلة.

موضوع الأكراد

وأفاد الكاتب بأنه مع تسلّم القيادات الجديدة السلطة في سوريا، أصبحت قوات سوريا الديمقراطية الموالية للولايات المتحدة مهددة بالهزيمة.

ويتسم الوضع في العراق بالتعقيد بسبب وجود معسكرات عدة في الأراضي التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية الكردية، وأكبرها مخيم الهول. ويهدد إطلاق تركيا عملية جادة ضد قوات سوريا الديمقراطية الأكراد بفقدان السيطرة على هذه المعسكرات.

إعلان

ويقضّ التهديد الأمني الذي يواجهه الأكراد السوريون مضجع كردستان العراق، وقد تولى أحد الأطراف في هذه المنطقة شبه المستقلة بالفعل بذل محاولات للمصالحة بين الأكراد السوريين والحكومة الجديدة في دمشق.

ونسب الكاتب إلى خبير عراقي مختص بالشأن الكردي قوله إن محاولات تسوية الوضع مع الأكراد في سوريا قد تؤدي إلى جرّ أحزاب كردستان العراق إلى الصراع مع تركيا أو إيران، ونقل الصراع الكردي من الأراضي السورية إلى الأراضي العراقية.

وضع حرج

وتابع الكاتب أن بقاء الخلاف بين قوات سوريا الديمقراطية والسلطة الجديدة في سوريا ولجوء الأكراد السوريين إلى المناطق الكردية في العراق وإيران طلبا للمساعدة يهدد بانطلاق موجات جديدة من الاشتباكات العسكرية. وفي هذه الحالة ستكون وحدة الأراضي السورية والعراقية تحت طائلة التهديد.

وبيّن الكاتب أن تنامي النفوذ التركي في العراق يثير قلق الأكراد، إذ تحاول أنقرة في الوقت الحالي التوصل إلى اتفاق مع واشنطن بشأن سحب القوات الأميركية من سوريا. وإذا توصل الجانبين إلى اتفاق، ستبدأ تركيا تنفيذ عمليتها العسكرية الخاصة ضد الجماعات الكردية التي تشكل تهديدا لها.

وبحسب الكاتب، يساور جميع الدول التي تجمعها مصالح مع العراق قلق إزاء استقراره نظرا إلى إمكانية انتقال الصراعات العسكرية المشتعلة بين القوى العديدة في المنطقة التي يغذيها عدم تحقيق المطالب والوضع المحفوف بالمخاطر وغير الآمن؛ إلى أراضيه.

وأكد أنه في ظل هذه الظروف، يجري رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني جولة أخرى من المناورات السياسية لمنع تحول الأراضي العراقية إلى منطقة فوضى عسكرية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات قوات سوریا الدیمقراطیة فی المنطقة الکاتب أن فی العراق فی سوریا

إقرأ أيضاً:

انهيار كامل للخدمات | ماذا ينتظر سكان قطاع غزة بعد عودتهم؟.. تفاصيل

يواجه سكان قطاع غزة تحديات إنسانية كبيرة مع عودتهم إلى مناطقهم بعد الهدنة الحالية، حيث تتراكم أكوام النفايات في الشوارع وسط انهيار كامل للخدمات البلدية نتيجة الحرب المدمرة.

مع توقف خدمات جمع القمامة طوال فترة الحرب على غزة، اضطر سكان القطاع للتخلص من النفايات عبر رميها في الشوارع، وأصبحوا يعيشون وسط أكوام من تلك المخلفات التي تجذب القوارض والحشرات مما خلق بيئة صحية خطيرة خصوصا مع عودة مئات الآلاف إلى مدينة غزة والمناطق المحيطة بها.

وقد صرح أبو سعد صالح، أحد سكان المدينة، قائلاً: "نعاني من تراكم القمامة نتيجة الظروف والحرب، كيف يمكن للناس التخلص منها؟ لذلك يرمونها في الشوارع". وأضاف متأسفًا: "تنتشر الأمراض بين الناس، والحكة والسعال بين الأطفال. يحرق الناس القمامة والدخان يدخل منازلنا".

دمرت الهجمات الإسرائيلية المتكررة معظم مدينة غزة والمناطق المحيطة بها خلال 15 شهرًا من الحرب، حيث نزح حوالي مليون فلسطيني من الشمال هربًا من القصف الجوي والهجمات البرية، بينما آثر عشرات الآلاف البقاء هناك طيلة فترة الحرب.

يقول رباح الكرد "عندما نلقي بالقمامة، فإنّها تتسبب في انتشار البعوض والذباب، وفي تفشي في الأمراض" لذلك يلجأ السكان يلجأون إلى حرق القمامة كحل مؤقّت.

وبالإضافة إلى أزمة النفايات، يجد النازحون العائدون أنفسهم بلا مأوى بعد أنّ دمر القصف الإسرائيلي بيوتهم، كما يعانون من شح المياه، وانقطاع شبه تام للكهرباء. فأصبحت أكوام النفايات مكانا للبحث عما يسد الرمق أو يقضي حاجة. إذ يمضي الأطفال جزء من وقتهم وهم يفتشون وسط أكوام القمامة عن الطعام أو عن أي شيء يمكن لأسرهم استخدامُه .

ويحذر سكان القطاع من الآثار الصحية الخطيرة المترتبة عن هذه الظاهرة، ولفتوا إلى أن القمامة تسببت في ظهور الأمراض الجلدية لدى الأطفال وكبار السن، خاصة أولئك المصابين بالأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.

تدهور الأوضاع المعيشية

أكد الكاتب والباحث السياسي، صالح النزلي، أن الجهود الحالية في قطاع غزة تتركز على العمل الإغاثي، في ظل تدهور الأوضاع المعيشية نتيجة انعدام فرص الحياة وهدم آلاف المنازل، ما دفع الفلسطينيين للجوء إلى الخيام.

وشدد على أن ملف النازحين يعد من أبرز القضايا العاجلة، حيث يعيش عشرات الآلاف في خيام تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، ما يفاقم الأزمة الإنسانية والصحية والبيئية في القطاع، مشيرُا إلى أن المنظومة الصحية في غزة تعرضت لانهيار كامل، ولم تعد المستشفيات قادرة على تقديم الخدمات الطبية اللازمة.

كما أكد النزلي على ضرورة التركيز أيضًا على قطاع التعليم، في ظل تدمير مئات المدارس، مشددًا على أهمية العمل السريع لإعادة تأهيل البنية التحتية وضمان حياة كريمة للنازحين في غزة.

مقالات مشابهة

  • ماذا تعرف عن المحكمة الجنائية الدولية التي عاقبها ترامب؟
  • صيف أمريكي ساخن ينتظر المنظمات الإرهابية
  • رئيس وزراء العراق: نلعب دور الوسيط بين طهران وواشنطن ونسعى لاستقرار سوريا
  • المشهداني لمبعوث بوتين: العراق داعم لوحدة سوريا ولا يرغب بالتدخل في شؤون أي بلد
  • ما الذي ينتظر العراق بعد استئناف حملة الضغط الأقصى على إيران؟
  • ترامب: خطة لتولي واشنطن إدارة قطاع غزة بعد القضاء على حماس
  • تحذيرات من كولومبو البحر المتوسط.. ماذا ينتظر دول المنطقة؟
  • أردوغان يبحث مع الشرع اتخاذ خطوات ضد الأكراد في سوريا
  • انهيار كامل للخدمات | ماذا ينتظر سكان قطاع غزة بعد عودتهم؟.. تفاصيل