القوّات هي السرّ... هكذا سيستفيد التيّار مِنْ إقصائه مِنَ الحكومة
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
تُشير آخر تشكيلة حكوميّة مُسرّبة إلى أنّ "التيّار الوطنيّ الحرّ" لن يكون ممثلاً في حكومة الرئيس نواف سلام، مقابل حصول "القوّات اللبنانيّة" على 4 حقائب، والكتائب على وزارة. وفي آخر كلمة له، أوضح النائب جبران باسيل أنّ تكتّله سيكون داعماً لرئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون، ولفت إلى أنّه لن يُعرقل إنطلاقة العهد الجديد ولن يتمسّك بالوزارات أو المراكز كيّ ينجح الرئيس المكلّف في مهمّته.
كذلك، قال باسيل إنّه ليس حليفاً مع "الثنائيّ الشيعيّ" ولا مع المُعارضة، أيّ أنّه اختار أنّ يبقى في الموقع الوسطيّ كما روّج لنفسه خلال الإنتخابات الرئاسيّة. وقد شكّل وصول الرئيس عون إلى بعبدا أوّل إنتكاسة سياسيّة لـ"الوطنيّ الحرّ"، وعلى الرغم من مُساهمته في تسميّة سلام، لم يقم الأخير بإسناد أيّ حقيبة إلى "التيّار"، لأنّ تكتّل "لبنان القويّ" أخذ فرصته خلال ولاية الرئيس ميشال عون، ولم يتمكّن من مُعالجة المشاكل ولا من إطلاق عجلة الإصلاحات.
وكما هو واضح في المشهد السياسيّ الجديد، فإنّ "التيّار" لن يكون شريكاً في حكومة العهد الأولى، بانتظار الإنتخابات النيابيّة المُقبلة، وما يُمكن لـ"الوطنيّ الحرّ" أنّ يُحقّقه من نتائج إيجابيّة فيها. ويرى مراقبون أنّ باسيل يُعوّل كثيراً على الإستحقاق الإنتخابيّ في عام 2026، وقد يبدو موقفه في البقاء على الحياد مُقابل عدم عرقلة العمل الحكوميّ، إضافة إلى تصوير نفسه أنّه "الضحيّة"، من العوامل التي قد تزيد من شعبيّته مستقبلاً، وخصوصاً إنّ لم ينجح وزراء "القوّات" و"الكتائب" في مهمّتهم، ووُضِعَت العراقيل السياسيّة أمامهم، تماماً كما كانت تُوحي ميرنا الشالوحي من خلال القول "ما خلونا نشتغل".
وإذا أُسنِدَت وزارة الطاقة لـ"القوّات" في التعديلات الحكومية فإنّ هناك مهمّة شاقة تنتظر معراب لإحداث فرقٍ وإيجاد الحلول لتأمين التيّار الكهربائيّ. أما إذا فشلت في هذه المهمّة، فإنّ أعذار "التيّار" السابقة ستكون مبرّرة، من أنّه من دون الجباية على كافة الأراضي اللبنانيّة ومن دون تأمين الإعتمادات ورفع الولايات المتّحدة حظرها على لبنان والسماح له باستجرار الغاز، لن يتحسّن وضع الكهرباء. ويُضيف المراقبون أنّ معراب أمام فرصة حقيقيّة لترجمة الحلول الكهربائيّة التي كانت تطرحها لتأمين التيّار للمواطنين، وأيّ فشل سيخدم "الوطنيّ الحرّ" في الإنتخابات النيابيّة المُقبلة، وسيزيد من رصيده الشعبيّ مقابل تراجع "الجمهوريّة القويّة".
ولعلّ "التيّار" يترقّب كيف سيقوم جميع الوزراء المُشاركين في الحكومة الأولى من عهد عون بحلّ المشاكل، فهناك معضلات كثيرة أهمّها الديبلوماسيّة الفاعلة لإخراج العدوّ الإسرائيليّ من بقيّة البلدات الجنوبيّة اللبنانيّة وإعادة الأسرى اللبنانيين، كذلك، ترسيم الحدود البريّة، والأهمّ إنجاح إتّفاق وقف إطلاق النار وعدم السماح لإسرائيل بتمديد الهدنة، وإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم، وهذه مهمّات تقع على عاتق وزير الخارجيّة الذي سيكون من حصّة "القوّات"، إلى جانب كلّ من عون وسلام.
وفي هذا الإطار، يرى المراقبون أنّ الهدف من مُوافقة "التيّار" في البقاء خارج الحكومة الإستفادة من أيّ دعسة ناقصة لوزراء "القوّات" و"الكتائب"، والإستثمار في هذا الأمر في الإنتخابات النيابيّة، فإذا زاد "الوطنيّ الحرّ" وعزّز مقاعده في مجلس النواب، فإنّ أيّ رئيس حكومة سيعمل على تشكيل مجلس الوزراء انطلاقاً من نتائج الإستحقاق الإنتخابيّ.
ويقول المراقبون إنّ باسيل يأخذ حاليّاً إستراحة سياسيّة وكان بدأ جولاته الإنتخابيّة قبل أشهر، فعينه على الإنتخابات النيابيّة، وهو ينتقد دور "الثنائيّ الشيعيّ" في إدخال البلاد في الحرب، ويُريد أنّ يكون حليفاً مع المُعارضة "على القطعة"، هكذا يُعزّز من شعبيته بعدما خسر كثيراً في الشارع المسيحيّ بسبب الفشل في إعادة الأموال للمودعين وعدم تحقيق الإصلاحات وتقديم الخدمات للمواطنين في عهد ميشال عون.
المصدر: خاص لبنان24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الإنتخابات النیابی ة التی ار
إقرأ أيضاً:
كيف أصبح ويتكوف كلمة السر في مصير اتفاق غزة؟
واشنطن ـ بعدما نال الكثير من الثناء على دوره المباشر في الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليوافق على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة في يناير/كانون الثاني الماضي، تعود الأنظار من جديد على مسعى مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، لحلحلة حالة الجمود الحالية بعد رفض إسرائيل البدء في مرحلة الاتفاق الثانية، وخرقها تعهدات مرحلة الاتفاق الأولى.
ومع تكرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحديث بصورة شبه يومية عن غزة، وما يطرح من أفكار تبدو غريبة وشاذة، يعول الكثيرون على ويتكوف كممثل ذي مصداقية ونفوذ للجانب الأميركي بعيدا عن صخب ترامب.
وقد تعقد مسار اتفاق غزة بعد دعم واشنطن لرفض إسرائيل بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، وطرح ويتكوف فكرة تمديد المرحلة الأولى حتى نهاية شهر رمضان المبارك، ونهاية أعياد الفصح اليهودية منتصف الشهر القادم مقابل الإفراج عن بقية الأسرى والمحتجزين، وهو ما ترفضه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بحزم على أرضية مخالفته الواضحة لما سبق الاتفاق عليه.
جدير بالذكر أنه خلال المرحلة الأولى من الاتفاق الذي وصفه ترامب "بالصفقة الملحمية" انسحبت القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة بالسكان إلى مناطق عازلة حدودية، وتم إطلاق سراح 33 أسيرا إسرائيليا مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين المعتقلين لدى إسرائيل، وسمح بإدخال المئات من شاحنات المساعدات يوميا.
إعلانوتتطلع مختلف الأطراف إلى زيارة ويتكوف للمنطقة خلال الأيام القليلة القادمة لما لها من تداعيات مباشرة على قطاع غزة، سواء فيما يتعلق بالاتفاق على وقف إطلاق النار مرورا بالإفراج عن بقية الأسرى، ووصولا لخطط إعادة الإعمار.
هل يتشدد ويتكوف؟وفي حديث للجزيرة نت، توقع خبير الشؤون الدولية والسياسة الأميركية آدم شابيرو أن يقدم ويتكوف إنذارا نهائيا لحماس، وأن يظهر علنا دعمه الكامل لنتنياهو خلال الزيارة، مرجحا أنه "في الوقت الذي يرغب فيه ترامب بعقد صفقة يفرج بها عن الأميركيين فقط الذين تحتفظ بهم حركة حماس، لا يبدو أنه مستعد لتقديم أي شيء في المقابل".
ومن جانبه، اعتبر رئيس برنامج العلاقات الدولية بجامعة سيراكيوز بولاية نيويورك الدكتور أسامة خليل أن التوصل لصفقة توقف القتال لا يصب في مصلحة رئيس الوزراء الإسرائيلي حاليا.
وفي حديث للجزيرة نت، أشار خليل إلى أن "نتنياهو ليس لديه مصلحة في الوفاء ببنود اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ المرحلة الثانية من تبادل الأسرى، بعد أن تعرض للحرج مرارا وتكرارا من قبل حماس خلال المرحلة الأولى من التبادلات وانتقد بشدة من قبل عائلات الرهائن بسبب أفعاله".
وأضاف خليل أن الأمر تفاقم بعد الكشف عن إخفاقات الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، فضلا عن "عدم قدرته على هزيمة حماس بعد 15 شهرا من العدوان، كما يواجه نتنياهو ضغوطا من الجناح اليميني المتشدد في ائتلافه لمواصلة القتال وطرد الفلسطينيين وإعادة إدخال المستوطنين إلى غزة".
محامي ترامب وداعم نتنياهووبينما يدافع مبعوث ترامب عن قرار إدارة الرئيس بدء محادثات مباشرة مع حماس فيما يمثل مخالفة لسياسة أميركية طويلة الأمد بعدم التفاوض مع جماعات تصنفها واشنطن بـ"الإرهاب" يرفض ويتكوف الحديث عما تقدمه واشنطن في المقابل لحماس.
وفي حديثه إلى الصحفيين خارج البيت الأبيض، قال ويتكوف إن مبعوث ترامب للأسرى الرهائن آدم بولر أجرى مثل هذه المحادثات الأيام الأخيرة -وليس الأسابيع- وأن هذه المهام تقع في نطاق اختصاصه، مؤكدا أن جوهر ما تقوم به إدارة ترامب هو "التأكيد على أننا مستعدون لإجراء حوار، لكن إذا لم ينجح الحوار، فإن البديل ليس بديلا جيدا لحماس".
إعلانوفي الوقت ذاته، أشارت تقارير إلى عدم رضاء نتنياهو عن مفاوضات واشنطن المباشرة مع حماس على الرغم من إطلاع واشنطن إسرائيل على تفاصيل هذه المباحثات.
ويدعم ويتكوف طرح نتنياهو بتمديد مرحلة الاتفاق الأولى القاضية باستئناف إدخال مساعدات وتمديد وقف القتال مقابل الإفراج عن بقية الأسرى، وأشارت تقارير إلى هذه الخطة كانت واحدة من عدة خيارات تمت مناقشتها كطريقة محتملة للمضي قدما خلال المحادثات الأخيرة بين مسؤولين أميركيين وحماس.
وتتسق مخاوف حركة حماس من معاودة القتال بعد الإفراج عن بقية الأسرى مع ما يخرج من كبار الداعمين لإسرائيل في واشنطن، حيث عرض السناتور الديمقراطي جون فيترمان من ولاية بنسلفانيا، وهو مؤيد قوي لإسرائيل، ما تخشاه حركة حماس بكل صراحة.
وغرد السيناتور على منصة إكس معبرا عن دعمه لمطالب وتهديدات ترامب لحماس، وقال "أطلقوا سراح جميع الرهائن ثم أكملوا قتل أعضاء حماس مرة أخرى، أنا أتفق تماما مع الرئيس ترامب".
سلوك جيدفي حين عبر ويتكوف أمس عن آماله برؤية بعض السلوك الجيد الأسبوع المقبل، تدرس حماس فوائد التوصل إلى اتفاق مباشر مع إدارة ترامب، مع التأكيد على أن الهدف النهائي للمفاوضات يجب أن يكون الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة والإنهاء الدائم للحرب بالتزامن مع الإفراج النهائي عن الأسرى.
ويخطط ويتكوف للسفر إلى المنطقة الأسبوع المقبل، ولم يتضح بعد ما إذا كان يعتزم الاجتماع مباشرة مع حماس لتضييق مساحة الخلافات بين الطرفين.