وزير الدفاع السوري يتحدث عن موقف دمشق إزاء روسيا.. لا أعداء دائمين
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
كشف وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة على إمكانية موافقة دمشق على احتفاظ روسيا بقاعدتها البحرية في طرطوس والجوية في اللاذقية في حال توصلوا إلى اتفاق يصب في صالح سوريا، مشيرا إلى تحسن في موقف موسكو تجاه الإدارة السورية الجديدة.
وقال أبو قصرة في لقاء مع صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الخميس، إن سوريا منفتحة على السماح لروسيا بالاحتفاظ بقواعدها الجوية والبحرية على الساحل المتوسطي، طالما أن أي اتفاق مع الكرملين يخدم مصالح البلاد.
وأضاف أن موقف روسيا تجاه الحكومة السورية الجديدة "تحسن بشكل ملحوظ" منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في الثامن من كانون الثاني / ديسمبر الماضي، لافتا إلى أن دمشق تدرس مطالب موسكو.
وحول تعرض المعارضة السورية سابقا للقصف من المقاتلات الروسية شمالي البلاد قبل سقوط النظام ودخول الفصائل إلى دمشق، قال وزير الدفاع السوري "في السياسة، لا يوجد أعداء دائمون".
وعند سؤاله من قبل الصحيفة الأمريكية عما إذا كانت دمشق ستسمح لموسكو بالاحتفاظ بقاعدتيها على ساحل البحر الأبيض المتوسط، أوضح أبو قصرة أنه "في حال حصلنا على منافع لسوريا من ذلك، فالإجابة نعم".
وكانت روسيا خصماً رئيسياً خلال الحرب، حيث تدخلت في عام 2015 لدعم الأسد وجيشه بينما شنت موجات من الغارات الجوية المدمرة على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
وتشير الصحيفة إلى أن روسيا قادرة على منح سوريا ما تريده وهو بشار الأسد الذي فر من البلاد على متن طائرة متوجها إلى العاصمة الروسية موسكو.
ورفض أبو قصرة الحديث عما إذا كان الرئيس السوري أحمد الشرع طلب تسليم الأٍسد خلال اجتماعه مع مسؤولين من روسيا في العاصمة السورية دمشق، لكنه قال إن مسألة محاسبة الأسد قد طُرحت خلال الاجتماع.
وقال أبو قصرة "عندما قرر بشار الأسد الذهاب إلى روسيا، ظن أنه من المستحيل أن نتوصل إلى اتفاق" مع الروس، مضيفا "ربما تُستعاد العلاقات معهم بطريقة تخدم مصالح سوريا أولاً ثم مصالحهم".
يأتي ذلك بعد أيام من تأكيد الكرملين مواصلة روسيا محادثاتها مع الحكومة السورية الجديدة بعد سقوط حليفها بشار الأسد بشأن عدة موضوعات، من بينها مصير قاعدتين عسكريتين لموسكو في البلاد.
وتسعى روسيا، التي دعمت قواتها الجوية الأسد لسنوات عديدة، للتوصل إلى تفاهم مع الإدارة الجديدة يضمن لها الاحتفاظ بقاعدتها البحرية في طرطوس وقاعدة حميميم الجوية بالقرب من مدينة اللاذقية.
والشهر الماضي، توجه نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إلى دمشق لإجراء أول محادثات مع الإدارة السورية الجديدة منذ الإطاحة بالأسد.
وقال مصدر سوري مطلع على المحادثات مع موسكو لوكالة رويترز، إن الرئيس السوري أحمد الشرع طلب من روسيا تسليم الأسد ومساعديه المقربين خلال المحادثات مع بوغدانوف.
وأحجم المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف عن التعليق حول ما إذا كان جرى طرح هذا الطلب. ووصف أول زيارة لوفد روسي إلى دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد بأنه "اتصال مهم".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية دمشق روسيا سوريا الأسد سوريا الأسد روسيا دمشق المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السوریة الجدیدة بشار الأسد أبو قصرة
إقرأ أيضاً:
العثمانية الجديدة على المحك السوري
أمضى الرئيس التركي رجب أردوغان سنواته العشر الأولى وهو ينتظر على أبواب الاتحاد الأوروبي، حتى حسم قناعته بأن لا مكان لتركيا في الاتحاد مهما فعلت وقدّمت من تنازلات لسبب بسيط غير قابل للتغيير، هو الديمغرافيا الإسلامية الكبيرة التي تمثلها تركيا، وفي عام 2010م عندما قرّر أردوغان الاستدارة نحو هوية تركيا الإسلامية كمدى حيويّ بديل، اختار شعار وزير خارجيته –آنذاك- أحمد داود أوغلو نزاعات صفر مع الجيران، وكان الانفتاح التركي السوري أبرز مؤشرات هذا التحول، لكن سرعان ما اختارت تركيا أردوغان التقاطع مع المشروع الأمريكي الأوروبي الذي استهدف سوريا والرئيس بشار الأسد، وتحوّلت إلى القاعدة الرئيسية لحرب رأى فيها أردوغان فرصة وحيدة وثمينة لاستعادة أمجاد العثمانية.
لقيت نظرية العثمانية الجديدة عبر قيادة تركيا وقطر لتنظيم الإخوان المسلمين في المنطقة اهتماماً أمريكياً وأوروبياً، وقد ظهر مع الربيع العربي أن الإخوان المسلمين هم الجهة المهيأة لتسلم السلطة في كل من تونس ومصر، والاستعداد لتسلم سوريا وليبيا واليمن، ولفترة غير قصيرة سادت قراءات وضعت العثمانية في مستوى الاتحاد الأوروبي كمنظومة سياسية اقتصادية أمنية إقليمية مهيأة لاحتواء دول الشرق الإسلامية، بمثل ما قام الاتحاد الأوروبي باحتواء دول أوروبا الشرقية، ما يتيح الإطباق على روسيا عبر فكي كماشة أوروبي وعثماني من جهة، ومن جهة مقابلة محاصرة الصين بعالم إسلاميّ تقوده تركيا، وفي الطريق إلى ذلك محاصرة إيران داخل حدودها، وفي كل الأحوال بدت السيطرة على سوريا بيضة القبان في هذا المشروع.
نجحت تركيا بإدارة معركتها للظفر بسوريا، حيث تراجعت وتقدّمت بعناية، كي لا تخوض المعركة في غير أوانها من جهة، وكي لا تخسر أوراقها في التسويات والتنازلات من جهة مقابلة، وقد جاءت الفرصة أخيراً بعد حرب الطوفان التي أنهكت قوى المقاومة، وأصاب الوهن الكثير من مفاصل الحياة السورية بفعل العقوبات الأمريكية والضربات الإسرائيلية، وبقاء جبهتي شمال شرق وشمال غرب سوريا مفتوحتين، وجاءت الترتيبات الاستخبارية والعسكرية لتكمل ما أظهرته الظروف من فرصة، ورمت تركيا بثقلها للفوز بالجائزة الكبرى، وحساباتها أن ما يقدمه التغيير في سوريا لكل من واشنطن وتل أبيب سيكون كافياً لترك تركيا تدير سوريا منفردة، فالتغيير يُخرج إيران وحزب الله من سوريا، ويقطع طريق إمداد المقاومة ويضعف روسيا، وينهي الجيش السوري ومقدراته، وهذه المكاسب التي تفوق التصور يجب أن تتكفل بالحصول على وقف “إسرائيل” تدخلاتها ما دام السبب قد زال وهو وجود إيران وحزب الله، والحصول على رفع العقوبات الأمريكية ما دام السبب قد زال وهو النظام السابق، وفي الطريق حل المسألة الكردية شمال شرق سوريا وتمكين النظام الجديد من السيطرة على حقول النفط والغاز.
انتهت فترة الاختبار وسقط الرهان التركي، وها هي أنقرة وجهاً لوجه مع قرار إسرائيلي برفع وتيرة التصعيد وسقف المطالب والأهداف في وقت واحد، واصطفاف أمريكي وراء “إسرائيل” يترجمه التلكؤ في رفع العقوبات وإيجاد الحجج والذرائع لذلك، وما يجري في المسألة الكردية كافٍ لتفسير كل شيء، وخلال اليومين الأخيرين وصل سقف الأهداف الإسرائيلي إلى رسم خطوط حمراء أمام تركيا ورفض التسليم بالتعامل معها كدولة رعاية للنظام الجديد في دمشق، تجب مفاوضته ومراعاته في الحسابات الإسرائيلية حول سوريا، فقد قالت الغارات الأخيرة إن خط الانتشار العسكري التركي المسموح في سوريا هو الخط السابق لسقوط النظام، فلا وجود في حماة ولا في حمص وحكماً لا وجود في دمشق، وعلى تركيا إذا أرادت الدفاع عن مشروعها التاريخي الوليد أن تقاتل.
أنقرة في قلب أزمة سياسية داخلية عميقة، وانتكاسة مشروعها في سوريا كانت سبباً في تسريع الأزمة، ومعاهدة الدفاع السورية التركية صارت خطاً أحمر إسرائيلياً، ومثله نشر دفاعات جوية تركية في سوريا، ومثله الرهان على تحويل سوريا إلى قاعدة انطلاق العثمانية الجديدة، وبدون سوريا تفقد أوراق تركيا الإقليمية الكثير من أهميتها، من ليبيا إلى السودان والصومال وصولاً إلى اذربيجان، فهل تقاتل تركيا أم تتراجع؟
العثمانية الجديدة على المحكّ السوري بعد خمسة عشر عاماً من الاعتقاد بأن الذكاء التركي نجح بتجاوز كل المطبات والعقبات، حيث التراجع نهاية المشروع وربما معه النظام في تركيا، والمضي قدماً بقوة مخاطرة بمواجهة مكشوفة قد تقابل بضغط أمريكي شديد القسوة، والرهان على التوصل إلى تسوية، يعني فقط قبول الشروط الإسرائيلية التي لا تضمن أي حكومة في دمشق البقاء إذا قبلت بها، وفي طليعتها التوقيع على ضمّ الجولان لـ”إسرائيل” وإقامة منطقة أمنية إسرائيلية تمتدّ إلى أطراف دمشق، بما يعنيه كل ذلك من قبول تركي بدور حارس مصالح أمنية حدودية لـ”إسرائيل” وقد صار جاراً لها، وإنهاء اللعبة الإعلامية التي تتخذ من فلسطين عنواناً لمشروع العثمانية الجديدة، فالطريق مفتوح فقط لـ”ميني عثمانية” تخدم المشروع الإسرائيلي علناً كحال “ميني منظمة تحرير” فلسطينية تفعل الشيء نفسه.
* رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية