ما زالت ردود الفعل والمواقف المحلية إزاء إعلان بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (أونسميل) الثلاثاء الماضي تشكيل لجنة استشارية مستمرة، بين مؤيد ومعارض ومتحفظ.

ورغم خلافهما على رئاسة المجلس الأعلى للدولة فإن محمد تكالة وخالد المشري اتفقا على انتقاد إعلان تشكيل لجنة استشارية من 20 عضوا تقول البعثة إنه تم اختيارهم وفق معايير المهنية والخبرة في القضايا القانونية والدستورية.

وأشار تكالة بصفته رئيس المجلس -في بيان نشره المكتب الإعلامي للمجلس- إلى أن البعثة الأممية عينت اللجنة دون التشاور مع مجلسي النواب والدولة، في حين تحفّظ غريمه المشري -في منشور له عبر منصة فيسبوك- على أعضاء اللجنة التي عدها غير متوازنة.

وللوقوف على أسباب رفض المجلس الأعلى للدولة تشكيل اللجنة الأممية وجهت الجزيرة نت أسئلة إلى بعض الشخصيات الليبية الوازنة.

هل يعتبر رفض المجلس تركيبة اللجنة سببا كافيا لعدم الاعتراف بمخرجاتها لاحقا؟

يقول مقرر المجلس الأعلى للدولة بلقاسم دبرز إنهم طلبوا من البعثة إضافة بعض التعديلات، وإنهم يترقبون أن تستجيب لمطالبهم.

وأضاف بلقاسم "إذا تعاونت فسنكون على استعداد للتعاون معها، أما إذا رفضت التعديل فسنكون مضطرين للاعتراض على مخرجات اللجنة".

من جهته، يعتبر المحلل السياسي إبراهيم بلقاسم أن تشكيل اللجنة الاستشارية خيار لا بديل عنه، مشيرا إلى أنها شُكّلت وفق معايير أممية لضمان استقلاليتها، ومؤكدا أن أعضاءها (محامون وقانونيون وقضاة) لا يمثلون أي طرف من أطراف النزاع، وهو ما يمنحها نوعا من التوازن.

إعلان ما أبرز التحديات التي تواجه اللجنة الاستشارية؟

يرى دبرز أن التحدي الأول يتمثل في أن اللجنة استشارية، وبالتالي فإن توصياتها غير ملزمة للأطراف الليبية.

وأضاف أن هناك إشكالية في التمثيل الجغرافي، إذ لم تشمل اللجنة ممثلين عن بعض المناطق مثل الزنتان والزاوية وجزء كبير من الجنوب ومناطق شرقي البلاد.

لكن الإشكالية الكبرى -حسب كلامه- تكمن في طبيعة الأزمة الليبية نفسها، فالخلاف في جوهره ليس قانونيا بقدر ما هو سياسي، فكيف يمكن للجنة استشارية قانونية وفنية أن تضع حلولا لأزمة سياسية معقدة، ولا سيما في ظل غياب تمثيل أطراف الصراع؟

كيف يمكن تقييم خطوة تشكيل اللجنة الاستشارية من حيث المعايير والتوازن؟

يؤكد عضو مجلس النواب جبريل أوحيدة أن البرلمان لا يعارض تشكيل اللجنة الاستشارية شريطة أن تكون لجنة فنية متخصصة تدرس خارطة طريق الانتخابات وتقدم مشورة وطنية موضوعية دون المساس بالسيادة الليبية.

أما عضو مجلس النواب علي الصول فيعتبر أن تشكيل البعثة الأممية للجنة هو بالأساس تجاوز للصلاحيات ومحاولة فرض إملاءات مشروطة على الليبيين.

وأوضح الصول أن اختصاص البعثة هو دعم التوافق الليبي في العملية السياسية عبر تشكيل حكومة وإجراء انتخابات عامة، وليس فرض سيناريوهات معينة أو إشراك أطراف وشخصيات غير فاعلة في المشهد.

من جهتها، تقول عضوة مجلس النواب أسمهان بالعون إن هناك مساعي في البرلمان للخروج بفكرة متكاملة ومبلورة بشأن آخر تحركات البعثة الأممية، بما فيها تشكيل اللجنة الاستشارية.

بدوره، رحب عضو مجلس الدولة بلقاسم قزيط بجهود البعثة الأممية، معتبرا أن اللجنة متوازنة وجيدة في تمثيلها، ومشيرا إلى أن الدعم الدولي الذي تحظى به اللجنة هو من أبرز نقاط قوتها.

هل تنجح اللجنة الاستشارية في معالجة القضايا الخلافية بشأن قوانين الانتخابات؟

أثنى عضو مجلس الدولة سعد بن شرادة على ما يتمتع به أعضاء اللجنة الاستشارية من خبرات، ودعا اللجنة إلى التركيز على مختلف القضايا عدا القوانين الانتخابية نظرا لتعقيد الملف الذي أحرز فيه مجلسا النواب والدولة تقدما كبيرا عبر لجنة "6+6″، متهما البعثة الأممية بفتح ملف القوانين الانتخابية لإقصاء بعض الشخصيات الليبية، على حد قوله.

إعلان

من جهته، أشار المحلل السياسي إبراهيم بلقاسم إلى ثقة ستيفاني خوري نائبة رئيس البعثة الأممية في عدم اعتراض مجلسي النواب والدولة على مخرجات اللجنة الاستشارية.

لكن في حال رفض المجلسين الخطة الحالية فإن البعثة تمتلك -حسب المحلل السياسي- خطتين بديلتين:

الخطة الأولى: تمرير مخرجات لجنة "6+6" إلى مجلسي النواب والدولة، ليتم اعتمادها كإطار دستوري وقوانين انتخابية، وإذا استجاب المجلسان وتعاونا فستتم مكافأتهما عبر تشكيل حكومة جديدة مصغرة ذات مهمة ومدد محددة تقتصر على الإشراف على الانتخابات، بميزانية محدودة وصلاحيات مقيدة. الخطة الثانية: تفعيل المادة الـ64 من الاتفاق السياسي التي تنص على استدعاء لجنة الحوار السياسي وإطلاق منتدى حوار سياسي جديد، مما يعني تجاوز المجلسين وإقرار القوانين التي ستفرزها اللجنة الاستشارية.

وفي حال التوصل إلى هذا السيناريو ستشكل حكومة جديدة مصغرة غير خاضعة لمجلسي النواب والدولة.

ويرى بلقاسم أن خوري تتحرك بثقة، مستندة إلى دعم المجتمع الدولي لمقاربتها، وتضع 3 أهداف رئيسية:

تعديل القوانين الانتخابية التي أفرزتها لجنة "6+6". تشكيل حكومة موحدة في ليبيا، سواء عبر دمج الحكومتين أو تغييرهما. إجراء انتخابات برلمانية مع إمكانية استفتاء لاحق على الدستور. كيف نفسر صمت المجلس الرئاسي؟

حاولت الجزيرة نت التواصل مع المجلس الرئاسي عبر الناطقة الرسمية باسمه نجوى وهيبة ولم تحصل على رد.

ويلفت المحلل السياسي بلقاسم إلى أن صمت المجلس الرئاسي مؤشر لا يمكن تجاهله، ففي حال فشل المسار الأممي من الممكن أن يفتح الباب أمام احتمال تدخل المجلس -لاحقا- كضامن للمسار السياسي، وهو دور قد تترتب عليه قرارات كبرى، مثل تجميد المؤسسات القائمة، وهذه مسألة خطيرة جدا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات تشکیل اللجنة الاستشاریة النواب والدولة المحلل السیاسی البعثة الأممیة لجنة استشاریة عضو مجلس إلى أن

إقرأ أيضاً:

مصادر.. عمومية اللجنة الأولمبية غير العادية باطلة لهذه الأسباب

تعقد اليوم الجمعة الجمعية العمومية غير العادية للجنة الأولمبية المصرية للنظر في تعديل بعض مواد لائحة النظام الأساسي واعتماد التعديلات الواردة من اللجنة الأولمبية الدولية وكذلك عرض موقف الاتحاد المصري للملاكمه في ضوء الخطابات الصادرة من اللجنة الأولمبية الدولية.

وكشفت مصادر خاصة انه بالرجوع إلى اللوائح يظهر أن الدعوة للجمعية العمومية غير العادية للجنة الأولمبية باطلة  حيث أن مجلس إدارة اللجنة الأولمبية المصرية حالياً غير مكتمل نصابه القانوني بعد فقدان العديد من رؤساء الاتحادات مناصبهم المنتخبه في اتحاداتهم والتي بالتبعية تفقدهم عضويتهم باللجنة الأولمبية وفقاً للنص الواضح الصريح بلائحة النظام الأساسي للجنة الأولمبية المصرية بالمادة 48 بند رقم 9  بعدما أصبح عدد أعضاء مجلس الإدارة الحاليين 6 أعضاء فقط من أصل 14 عضو وهو ما يعني عدم إكتمال النصاب القانوني لصحة انعقاد مجلس الإدارة.

وكشفت مصادر مختصة في اللوائح الرياضية أنه اذا كان هناك نيه لتعديل بنود لائحة النظام الأساسي للجنة الأولمبية بغرض تطبيقها على إجراءات الجمعية العمومية العادية المحدد لها يوم 23 أبريل 2025 والمتضمنة بند انتخابات مجلس إدارة جديد للدورة الانتخابية 2024 / 2028، فلا يجوز ايضا حيث أن أساس الدعوة لهذه الجمعية العمومية وجدول اعمالها تم على اللائحة الحالية للجنة الأولمبية المصرية والمنشورة بالجريدة الرسمية في 24 أغسطس 2020، ولا يجوز تطبيق اللائحة المعدلة على أي إجراء من إجراءات الجمعية العمومية العادية حتى وان تم نشر تعديلات اللائحة قبل فتح باب الترشح المحدد له 1 مارس 2025 وانعقاد الجمعية العمومية العادية المحدد له 23 أبريل 2025.

وأكد المصدر أن هناك عدة أسباب من حيث الموضوع تؤدي إلى بطلان عمومية اللجنة الأولمبية غير العادية اليوم، حيث ورد بخطاب الدعوة الصادر من اللجنة الأولمبية المصرية أنه سيتم النظر في التعديلات الواردة من اللجنة الأولمبية الدولية ، فإن هذه التعديلات كانت منذ عام 2016 وقام حينها مجلس إدارة اللجنة الأولمبية المصرية بدراستها مع اللجنة الأولمبية الدولية والرد عليهم وتم الالتزام بالتعديلات الملزمة منها والتي ترتبط وتتسق مع الميثاق الأولمبي.

واوضح المصدر أن باقي التعديلات الأخرى كانت مجرد مقترحات غير ملزمة ولم يوافق عليها مجلس إدارة اللجنة الأولمبية المصرية حينها وتم إخطار اللجنة الأولمبية الدولية بذلك.

مقالات مشابهة

  • بن شرادة: أوصى اللجنة الاستشارية بعدم التدخل في  القوانين الانتخابية المنجزة من لجنة 6+6
  • مصادر.. عمومية اللجنة الأولمبية غير العادية باطلة لهذه الأسباب
  • لجنة استشارية جديدة في ليبيا برعاية أممية.. ما مهامها وفرص نجاحها؟
  • اللجنة الاستشارية.. مبادرة أممية جديدة، ما طبيعة عملها؟
  • الأمم المتحدة تعلن تشكيل لجنة خبراء لتيسير إجراء الانتخابات الليبية
  • تشكيل لجنة خبراء لتيسير إجراء الانتخابات الليبية.. (أسماء)
  • الأمم المتحدة تعلن تشكيل لجنة خبراء لتيسير إجراء الانتخابات الليبية  
  • بعثة الأمم المتحدة تعلن تشكيل «اللجنة الاستشارية»
  • بن شرادة: تشكيل اللجنة الاستشارية محاولة جديدة لإطالة الأزمة الليبية