لبنان ٢٤:
2025-02-07@11:12:01 GMT

تريث بري وسلام... أسبابه أميركية

تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT

يمكن القول إنه من صنف المواقف المزدوجة التي يجوز تأويلها على نحوين مختلفين، ما شهده قصر بعبدا يوم أمس بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف نواف سلام والذي انتهى الى انفضاض الاجتماع الثلاثي مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون من دون تفاهم، ونسف ما كان متوقعاً على صعيد إنجاز التشكيلة الحكومية نتيجة تمسك سلام برئيسة معهد باسل فليحان المالي لمياء المبيض وتمسك بري بالقاضي عبد الرضا ناصر الذي زار بعبدا يوم الأربعاء.



صحيح أن موضوع المقعد الشيعي الخامس يعكس حساسية خاصة لكلا الطرفين، فمن زاوية الرئيس سلام هو يريد نزع قدرة الثنائي الشيعي على التعطيل من ناحية امتلاك فيتو الميثاقية، أما من زاوية الرئيس بري فهو يحرص على عدم توزير شخصية شيعية يمكن أن تعكس رمزية تموضعها السياسي في إطار ثورة 17 تشرين الاول 2019 انكسارا سياسياً للخيار الذي يمثله الثنائي، مبدياً استعداده لتسليم الرئيس المكلف أسماء شيعية أخرى للحقيبة الخامسة لكنه لن يقبل بلمياء والتي كان قد طلبها منه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في حكومة سابقة لكنه رفض، في حين جاء رد الرئيس سلام أنه لن يشكل حكومة من دون مبيض.

ومع ذلك فإن الأكثر حراجة، بحسب مصادر سياسية مراقبة، أن كلا الرئيسين سلام وبري يتريثان لحسابات مختلفة تتصل بكلا الطرفين. فالأول يبدو أنه ينتظر وصول المبعوثة الأميركية للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس كي يتبين حقيقة التقويم الأميركي لمسار التأليف ودرءاً لأن تكون هناك أي دعسة ناقصة، خاصة في ظل المواقف الأميركية التصعيدية التي جرها تناقلها ومفادها أن واشنطن تريد ضمان عدم وجود دور لحزب الله في الحكومة، وإن تكن انطباعاته الأولية بعدم وجود فيتو على الأسماء الشيعية التي تضمنتها التشكيلة الحكومية، أما بري فهو ينتظر من جهته وصول الموفدة الأميركية وأيضاً زيارة الموفد السعودي يزيد بن فرحان، من أجل التشدد في الحصول على مزيد من التطمينات التي تتصل بمسارات المرحلة المقبلة، لأن أكثر ما يهتم به الأميركيون في هذه المرحلة هو تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتطبيق الاجراءات التنفيذية للقرار 1701 وترسيم الحدود وسحب سلاح حزب الله وربط عملية الاعمار بهذه المسارات.

ما يهم رئيس المجلس النيابي في هذه المرحلة، بحسب زواره، هو التأكد من أن إسرائيل سوف تنسحب انسحاباً كاملاً وتثبيت وقف إطلاق النار وإيقاف الأعمال العدائية وإدارة ما يتصل بشمال نهر الليطاني بالتفاهم والروية مع الحكومة اللبنانية والرئيس عون والحؤول دون الضغوطات الدولية التي تحمل الساحة الداخلية أكثر مما تحتمل، مع الإشارة في هذا السياق إلى أن الرئيس بري شكل على مدى الأشهر الماضية وباعتراف الأميركيين، ضمانة إيجابية في إدارة الموقف التفاوضي الذي أدى إلى إيقاف الحرب والحؤول دون انرلاق الوضع الى مستويات أكثر خطورة، ولذلك تبدي مصادر دبلوماسية تأكيدها أن لا فيتو أميركيا على مشاركة حركة أمل في الحكومة وإسناد وزارة المال إليها.

وبانتظار أن تتظهر معالم السياسية الأميركية الجديدة تجاه لبنان، فإن أوساطاً دبلوماسية تؤكد أن الولايات المتحدة لا تزال في المرحلة الانتقالية وأن الفريق الذي سيفوض من قبل البيت الأبيض لملفات الشرق الأوسط لم يكتمل بعد، وإلى حين، فإن تشكيل الحكومة إنما مجرد بداية، في مسار شائك ومعقد يحتاج الى كثير من التفاهمات والمعالجات الهادئة لتلافي الألغام الكثيرة المزروعة في طريقها مثل سلاح حزب الله وإعادة الإعمار وتعديل قانون الانتخابات النيابية.
  المصدر: خاص لبنان24

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

قلق متزايد في الولايات المتحدة من سيطرة إيلون ماسك على الحكومة الأميركية

واشنطن"أ.ف.ب": تثير السلطة غير المسبوقة الممنوحة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحليفه الأغنى في العالم إيلون ماسك القلق بشكل متزايد إذ بدأ الأخير يدخل تغييرات كبيرة على الحكومة الأمريكية.

وسيطر الملياردير المولود في جنوب إفريقيا على نظام مدفوعات وزارة الخزانة الأميركية الذي يدير تريليونات الدولارات. وأعلن بمفرده تفكيك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (يو إس إيد) الإنسانية فيما ساهم في إزاحة كبار المسؤولين.

وبالنسبة إلى شخص يهاجم عادة الموظفين الرسميين غير المنتخبين، لا يخضع الرئيس التنفيذي غير المنتخب لشركتي "تيسلا" و"سبايس إكس" لأي إجراءات محاسبة تذكر في وقت يقود حملة ترامب لخفض عدد الموظفين في الحكومة الأمريكية.

وسعى ترامب للتقليل من أهمية المسألة الاثنين لدى سؤاله عنها في المكتب البيضوي، مشيرا إلى أن "إيلون لا يمكنه القيام بشيء، ولن يقوم بشيء، من دون موافقتنا".

وأكد "سنعطيه الموافقة عندما يكون ذلك مناسبا وعندما لا يكون كذلك، فلن نفعل. لكنه يبلغنا" بكل الأمور. وتابع "إنه أمر يشعر بحماسة كبيرة حياله وأنا معجب" بما يقوم به.

وبدت سلطات ماسك غير محدودة تقريبا، ما دفع الديموقراطيين إلى اتهامه بالاستيلاء على السلطة بشكل غير دستوري.

وما زال ماسك حتى اللحظة غير مسجل لا كموظف فدرالي ولا كمسؤول حكومي، رغم أن الإعلام الأميركي ذكر الاثنين أنه بات الآن مسجّلا كـ"موظف حكومي خاص".

يشير معارضوه إلى أن ماسك كان أكبر متبرع لحملة ترامب الانتخابية الناجحة، إذ قدّم له مبلغا وصل إلى ربع مليار دولار.

كما أن شركاته ترتبط بعقود ضخمة مع الحكومة الأمريكية.

وسيطر فريق الإدارة المكوّن من شباب تم اختيارهم من شركاته الخاصة على نظام المدفوعات التابع لوزارة الخزانة الأميركية واحتلوا مناصب حكومية بارزة.

وساهم هؤلاء في التحرك الرامي إلى دفع الموظفين الفدراليين لأخذ مدفوعات نهاية الخدمة والمغادرة عبر رسائل وصلت بالبريد الإلكتروني تشبه إلى حد كبير تلك التي أُرسلت إلى موظفي تويتر عندما استحوذ ماسك على الشبكة الاجتماعية وغير اسمها إلى "إكس".

أعلن ماسك شخصيا أنه سيتم "إغلاق" وكالة "يو إس إيد" الضخمة أثناء دردشة حية على "إكس" واصفا إياها بـ"المنظمة الإجرامية".

وأثار تحرّك ماسك ومساعديه من دون أي قيود الدهشة على نطاق واسع.

وأفادت تقارير عن مواجهة لافتة بعد ذلك عندما طلب مساعدو ماسك الوصول إلى غرفة محصّنة في "يو إس إيد" حيث توجد معلومات "سريّة".

ووقعت حادثة مشابهة عندما أُعطي مسؤول في وزارة الخزانة إجازة إدارية، بحسب تقارير، بعدما رفض السماح لمساعدي ماسك بالوصول إلى هذا النوع من المعلومات.

وتنحى رئيس إدارة الطيران الفدرالي يوم تنصيب ترامب عندما انتقد ماسك إشراف الوكالة على عمليات إطلاق الصواريخ. وبعد أيام، اضطُر ترامب للمسارعة لتعيين بديل له عقب حادث تحطم الطائرة الدموي في واشنطن.

وفاقم قيام ماسك بما يشبه التحية النازية يوم تنصيب ترامب الجدل.

من جهته، شدد ترامب امس على أنه "في حال اندلاع نزاع، فلن نسمح له بالاقتراب منه"، في تصريحات لم تنجح في تهدئة المعارضين.

وبدأ الديموقراطيون الذين التزموا الصمت إلى حد واسع خلال أول أسبوعين لترامب في السلطة، التحرّك ضد خطوات ماسك.

وقالت السناتورة إليزابيث وارن "لم ينتخب أي أحد ماسك".

ويجري الديموقراطيون في "لجنة الطرق والوسائل" التابعة لمجلس النواب اتصالا طارئا مكرس في جزء منه لهذه المسألة.

وانتقد هؤلاء "إدارة الكفاءة الحكومية" على اعتبارها محاولة غير دستورية لممارسة سلطات رئاسية على أموال أقرها الكونغرس.

وقال زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر امس إن "الأمر أشبه بإدخال نمر إلى حديقة للحيوانات الأليفة وتمني الأفضل".

وفي تصريحات أدلى بها أثناء تظاهرة لموظفي "يو إس إيد"، قال السناتور كريس فان هولن إن "محاولة إيلون ماسك هذه للسيطرة... لن تصمد".

في الأثناء، تجري مراقبة الوضع عن كثب في واشنطن بانتظار النهاية المحتملة لشهر العسل في البيت الأبيض بين شخصيتين استعراضيتين ومغرورتين مثل ماسك وترامب.

وتفيد تقارير بأن ماسك لا يؤدي عمله في المبنى نفسه بعدما منع من الحصول على مكتب في الجناح الغربي لموظفيه ووضع بدلا من ذلك في "مبنى أيزنهاور"، وهو قسم منفصل ضمن مجمع البيت الأبيض.

مقالات مشابهة

  • رسائل تحذير أميركية متشدّدة من مشاركة حزب الله في الحكومة
  • لا حكومة اليوم... برّي غادر من باب خلفيّ وسلام لم يُصرّح
  • حاصباني: مسار التأليف إيجابي وسلام أكد رفض الممارسات التعطيلية والثلث المعطّل
  • الحكومة في مخاضها الأخير وسلام يُفكّك العقدة القواتية؟
  • الصيغة الوزارية التي اقترحها الرئيس المكلّف( بالاسماء)
  • الرئيس اللبناني يبحث مع نواف سلام مستجدات تشكيل الحكومة وسط تحديات سياسية
  • الرئيس الصماد .. القائد الذي حمى وبنى واستشهد شامخا
  • الرئيس اللبناني: نأمل باقتراب تشكيل الحكومة بعد حلحلة غالبية العقد
  • قلق متزايد في الولايات المتحدة من سيطرة إيلون ماسك على الحكومة الأميركية