تريث بري وسلام... أسبابه أميركية
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
يمكن القول إنه من صنف المواقف المزدوجة التي يجوز تأويلها على نحوين مختلفين، ما شهده قصر بعبدا يوم أمس بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف نواف سلام والذي انتهى الى انفضاض الاجتماع الثلاثي مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون من دون تفاهم، ونسف ما كان متوقعاً على صعيد إنجاز التشكيلة الحكومية نتيجة تمسك سلام برئيسة معهد باسل فليحان المالي لمياء المبيض وتمسك بري بالقاضي عبد الرضا ناصر الذي زار بعبدا يوم الأربعاء.
صحيح أن موضوع المقعد الشيعي الخامس يعكس حساسية خاصة لكلا الطرفين، فمن زاوية الرئيس سلام هو يريد نزع قدرة الثنائي الشيعي على التعطيل من ناحية امتلاك فيتو الميثاقية، أما من زاوية الرئيس بري فهو يحرص على عدم توزير شخصية شيعية يمكن أن تعكس رمزية تموضعها السياسي في إطار ثورة 17 تشرين الاول 2019 انكسارا سياسياً للخيار الذي يمثله الثنائي، مبدياً استعداده لتسليم الرئيس المكلف أسماء شيعية أخرى للحقيبة الخامسة لكنه لن يقبل بلمياء والتي كان قد طلبها منه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في حكومة سابقة لكنه رفض، في حين جاء رد الرئيس سلام أنه لن يشكل حكومة من دون مبيض.
ومع ذلك فإن الأكثر حراجة، بحسب مصادر سياسية مراقبة، أن كلا الرئيسين سلام وبري يتريثان لحسابات مختلفة تتصل بكلا الطرفين. فالأول يبدو أنه ينتظر وصول المبعوثة الأميركية للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس كي يتبين حقيقة التقويم الأميركي لمسار التأليف ودرءاً لأن تكون هناك أي دعسة ناقصة، خاصة في ظل المواقف الأميركية التصعيدية التي جرها تناقلها ومفادها أن واشنطن تريد ضمان عدم وجود دور لحزب الله في الحكومة، وإن تكن انطباعاته الأولية بعدم وجود فيتو على الأسماء الشيعية التي تضمنتها التشكيلة الحكومية، أما بري فهو ينتظر من جهته وصول الموفدة الأميركية وأيضاً زيارة الموفد السعودي يزيد بن فرحان، من أجل التشدد في الحصول على مزيد من التطمينات التي تتصل بمسارات المرحلة المقبلة، لأن أكثر ما يهتم به الأميركيون في هذه المرحلة هو تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتطبيق الاجراءات التنفيذية للقرار 1701 وترسيم الحدود وسحب سلاح حزب الله وربط عملية الاعمار بهذه المسارات.
ما يهم رئيس المجلس النيابي في هذه المرحلة، بحسب زواره، هو التأكد من أن إسرائيل سوف تنسحب انسحاباً كاملاً وتثبيت وقف إطلاق النار وإيقاف الأعمال العدائية وإدارة ما يتصل بشمال نهر الليطاني بالتفاهم والروية مع الحكومة اللبنانية والرئيس عون والحؤول دون الضغوطات الدولية التي تحمل الساحة الداخلية أكثر مما تحتمل، مع الإشارة في هذا السياق إلى أن الرئيس بري شكل على مدى الأشهر الماضية وباعتراف الأميركيين، ضمانة إيجابية في إدارة الموقف التفاوضي الذي أدى إلى إيقاف الحرب والحؤول دون انرلاق الوضع الى مستويات أكثر خطورة، ولذلك تبدي مصادر دبلوماسية تأكيدها أن لا فيتو أميركيا على مشاركة حركة أمل في الحكومة وإسناد وزارة المال إليها.
وبانتظار أن تتظهر معالم السياسية الأميركية الجديدة تجاه لبنان، فإن أوساطاً دبلوماسية تؤكد أن الولايات المتحدة لا تزال في المرحلة الانتقالية وأن الفريق الذي سيفوض من قبل البيت الأبيض لملفات الشرق الأوسط لم يكتمل بعد، وإلى حين، فإن تشكيل الحكومة إنما مجرد بداية، في مسار شائك ومعقد يحتاج الى كثير من التفاهمات والمعالجات الهادئة لتلافي الألغام الكثيرة المزروعة في طريقها مثل سلاح حزب الله وإعادة الإعمار وتعديل قانون الانتخابات النيابية.
المصدر: خاص لبنان24
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
تعاون بين «أميركية الشارقة» و«أمازون ويب سيرفيسيس»
الشارقة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةدخلت الجامعة الأميركية في الشارقة في تعاون استراتيجي مع شركة «أمازون ويب سيرفيسيس» بهدف تطوير بيئة البحث العلمي وتوسيع نطاق استخدام تقنيات الحوسبة السحابية في مختلف قطاعات الجامعة.
ويأتي هذا التعاون في إطار التزام الجامعة بتعزيز تحولها الرقمي وترسيخ مكانتها كمؤسسة رائدة في مجالات البحث والابتكار.
وتوفّر «أمازون ويب سيرفيسيس» بموجب هذا التعاون حزمة متكاملة من الدعم الفني والاستشاري، تشمل بنية تحتية متطورة، وتدريباً متخصصاً، وخدمات تقنية تعزز من قدرات الجامعة الرقمية وتنمي كفاءات مجتمعها الأكاديمي.
وأكد الدكتور تود لورسن، مدير الجامعة الأميركية في الشارقة، على أهمية هذا التعاون، قائلًا: «تعزّز هذه الاتفاقية مكانة الجامعة عبر جعلها في طليعة المؤسسات التعليمية التي تستثمر في التقنيات السحابية لدعم البحث العلمي والتميّز الأكاديمي. ونحن نتيح من خلال هذا التعاون مع شركة «أمازون ويب سيرفيسيس» لكل من أعضاء هيئتنا التدريسية وطلبتنا فرصة العمل بأحدث الأدوات التقنية، وتطبيقها لمواجهة تحديات اليوم وصناعة حلول الغد. إنها خطوة استراتيجية تعكس التزامنا العميق برسالتنا التعليمية، وتعزّز أثرنا المؤسسي في المنطقة». كما يشمل التعاون تأسيس مركز تميز في الحوسبة السحابية في الجامعة، يتولى قيادة جهود التوعية وتطوير أطر الحوكمة الرقمية وتنفيذ مبادرات التحول الرقمي في مختلف وحدات الجامعة. ويعمل المركز على تنظيم برامج تدريبية، ووضع أطر عمل قائمة على أفضل الممارسات، وتوفير منصات لتبادل المعرفة، مما يعزّز من جاهزية الجامعة لمواكبة المتغيرات الرقمية وتحقيق أهدافها بعيدة المدى.
ويتيح التعاون لأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية في الجامعة فرصة الاستفادة من خبرات مهندسي الحلول لدى شركة «أمازون ويب سيرفيسيس»، من خلال تقديم دعم فني متواصل لتصميم وتحسين البيئات السحابية التي تخدم البحث والتعليم.
ويشمل التعاون أيضًا تنظيم دورات تدريبية متخصصة تُعرف باسم «أيام التمكين»، تركز على تطوير كفاءة العمل البحثي، وتحليل البيانات، وترشيد التكاليف، وتعزيز أمن المعلومات.
ويشارك خبراء الشركة في فعاليات بحثية تقام داخل الحرم الجامعي، تُعرض خلالها تجارب دولية وأفضل الممارسات في مجال الحوسبة السحابية.
وقال الدكتور ستيف غريفيثس، نائب مدير الجامعة لشؤون البحث العلمي: «يشكّل هذا التعاون ركيزة أساسية في الاستراتيجية البحثية الجديدة للجامعة. إذ يتيح لنا دمج تقنيات الحوسبة السحابية ضمن بيئتنا البحثية لتعزيز الكفاءة والمرونة، والانطلاق نحو رؤى بحثية أكثر تطوراً وابتكاراً».