الوطن:
2024-11-24@16:44:08 GMT

الأنبا تكلا يكتب: القديسة العذراء مريم أمنا

تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT

الأنبا تكلا يكتب: القديسة العذراء مريم أمنا

يا أحبائى إن الرب عندما قال ليوحنا الحبيب على الصليب: «هوذا أمك»، وعندما قال لأمنا العذراء: «هوذا ابنكِ»، صارت القديسة الطاهرة مريم هى بالحقيقة أمنا، وصرنا لها أبناء.

وإن كانت أمنا العذراء قد فرحت بالبشارة، فهى كأم فرحت لخلاص البشرية كلها، وإن كانت قد تعبت فى الحبل والميلاد والهروب لمصر والعودة والصلب، إلا أنها قد تعبت من أجلنا كأم.

. وفى الحقيقة كل ما بذلته العذراء من أجل الرب كان من أجلنا نحن أيضاً.. كأم للمسيح وللبشرية كلها.

وموقفها فى عُرس قانا الجليل يوضح أمومتها.. كيف اهتمت بالناس دون أن يطلبوا منها شيئاً، والرب استجاب لها.

وفى الحقيقة أن كل ما نقوله للكنيسة نقوله للعذراء، فهناك تشابه كبير بينهما:

1- القديسة مريم والكنيسة كلتاهما أم وعذراء فى نفس الوقت، كل منهما قد حملت بالروح القدس بغير زرع بشر، معطية ميلاداً للابن الذى بلا عيب.

فالقديسة مريم هى أم الكلمة الإلهى ولدته حسب الجسد، والكنيسة أم أعضائها ولدتهم بالمعمودية ليشاركوا السيد المسيح حياته.

الكنيسة هى أم لأمم كثيرة الذين يمثلون جسداً واحداً وذلك على مثال العذراء مريم أم الكثيرين، وفى نفس الوقت هى أم للواحد.

القديسة مريم عذراء حسب الجسد والروح، والكنيسة يمكن دعوتها عذراء إذ لا تنحرف قط عن الإيمان، بل تبقى أمينة على تعاليم السيد المسيح إلى النهاية.

2- تحمل الكنيسة ذات لقب القديسة مريم أى (حواء الجديدة). فإن القديسة مريم قد ولدت (الابن المتجسد) واهب الحياة للمؤمنين، أما الكنيسة فهى أم المؤمنين الذين يتقبلون الحياة خلال اتحادهم بالرأس الإله المتجسد.

3- تشابه الكنيسة القديسة مريم بكونها (أمة الرب) فهى كأمة الرب المتضعة ترفض كل المجهودات البشرية الذاتية وتصير علامة لنعمة الله الذى يطلبنا فى اتضاع طبيعتنا ليقودنا إلى مجد ملكوته.

4- كلتاهما تحب التسبيح؛ فأمنا القديسة حينما ذهبت لـ«أليصابات» تكلمت مع الله بالتسبيح، والكنيسة مليئة بالتسابيح والألحان الروحية الجميلة والعميقة.

5- كلتاهما خادم.. أمنا العذراء خادمة.. حينما سمعت أن «أليصابات» حبلى بابن فى شيخوختها قامت فى الحال وخدمتها ثلاثة أشهر، وهكذا الكنيسة تخدم أولادها حتى يثمروا ويكثروا ويملأوا الأرض.

6- كلتاهما شفيع.. شفعت فى أهل عُرس قانا الجليل وتشفع فينا ليلاً ونهاراً، والكنيسة تشفع فى كل المخلوقات من خلال صلواتها وتسابيحها وقداساتها.

7- دعى كل منهما بسماء.. حيث مسكن الله.. الرب سكن فى أحشاء أمنا الطاهرة القديسة مريم تسعة أشهر فصارت كسماء.. والكنيسة هى بيت الرب الذى يسكن فيه، ولذلك فهى أيضاً سماء.. (إذا ما وقفنا فى هيكلك المقدس....).

8- دعى كل منهما باب الرجاء.. فإن كان الرب هو الرجاء فهى باب الرجاء.. وإن كان الرب هو الحياة فهى باب الحياة، وإن كان الرب هو الخلاص فهى باب الخلاص.

وكذلك الكنيسة لُقبت بالباب منذ أقدم العصور، فحينما حلم يعقوب حلم (السلم) قال عنه: «ما أرهب هذا المكان، ما هذا إلا بيت الله، وهذا هو باب السماء» (تك 28: 17).

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: السيدة العذراء السيدة البتول كنيسة العذراء القدس وإن کان

إقرأ أيضاً:

عبد الله بوصوف يكتب..النظام الجزائري من معركة كسر العظام الى معركة كسر الأقلام

 

أصبح النظام العسكري الجزائري يقفز من مصيبة فيسقط في فضيحة…فهو لا يقبل عنه بديلا حضاريا و ديمقراطيا إذ تعود الانقلاب على صناديق الاقتراع كما حدث قبل العشرية السوداء و قتل الالف الأبرياء و مثلهم من مجهولي المصير… وبنفس التغول و نفس الغطرسة و منطق فرض الأمر الواقع سيواجه الحراك الشعبي المبارك الذي قطع الطريق على عبد العزيز بوتفليقة..فقامت الافعى(النظام العسكري ) بتغيير جلدها لا عاداتها و اسلوبها في القتل بالسم…و هكذا تم الزج بآلاف الشباب الغاضب في السجون و دفع اعداد أخرى للهجرة الغير الشرعية..

فمطالب الشارع الجزائري كانت واضحة منذ الانقلاب على الثورة في يوليوز 1962…لكن ذات النظام العسكري تعود الالتفاف على تلك المطالب الاجتماعية والاقتصادية و السياسية و الحقوقية المشروعة..و نسج لنفسه عقيدة جديدة و بروباغاندا للتخدير الجماعي و أن صرف مقدرات الشعب الجزائري على ملفات بعيدة عن معاشه و خبزه و حليبه و لحمه…أنه واجب وطني في سبيل تمويل مجموعات ارهابية في إفريقيا و آسيا و أمريكا اللاتينية… كما كانت غاية الالة الإعلامية الجزائري هي تدجين المواطن الجزائري الذي يجب أن يرى كل تبذير لثروات الجزائر هو تدبير حكيم من طرف النظام الحاكم…
استمرت آلة النظام العسكري في معركة كسر عظام قادة و منظمات الحراك الشعبي و المعارضين السياسيين والحزبيين و النقابيين و رمت بهم في السجون و الحبس الإحتياطي و إثقالهم بغرامات كبيرة وإغلاق مقرات إعلامية. ..و أصبح المشهد السياسي و العمليات الانتخابية مجرد مسرحية هجرها الناخب الجزائري..
و لعل الإخراج الرديء للرئاسيات الأخيرة هو أكبر إحراج سياسي و إعلامي منذ انقلاب بومدين على الرئيس بنبلا…

عمليات كسر العظام ستتواصل مع رجال الإعلام “المزعجين ” و سيواصل رجال النظام الجزائري بطشهم بصناع الإعلام الغير الرسمي و كل الخارجين عن الخط التحريري للمخابرات الجزائرية كعمر فرحات و سفيان غيروس و إحسان القاضي و غيرهم كثير…صحيح ان ذات النظام كان يظطر لاطلاق سراح المعتقلين خاصة قادة الحراك الشعبي و اعلاميين…. لكنه جاء مرة في إطار ” تكتيك المهادنة ” بعد انتخاب الرئيس عبد المجيد تبون ( سنتي 2019 و 2024 ) حيث أطلق حوالي 4000 معتقل من بينهم صحافيين…و مرة أخرى تحت ضغط المنظمات الحقوقية الدولية..بعد حملات و تقارير حقوقية و إعلامية فاضحة لعورة نظام ” دموي ” يستشيط غضبا من الرأي الآخر أو الرأي المخالف…بدليل أن لا حديث اليوم إلا عن معركة كسر الأقلام الجريئة التي تصدع بقول الحقيقة التاريخية أمام الجميع و فوق أرض الجزائر ذاتها…فالكاتب الفرنسي ذو الأصل الجزائري ” بوعلام صنصال ” (75 سنة ) تم اعتقاله يوم 16 نوفمبر من مطار الجزائر قادما من فرنسا على خلفية تصريحاته تخص التاريخ الفرنسي في الجزائر و مرحلة الاستعمار و تسليم أراضي مغربية للجزائر / الفرنسية وخاصة الصحراء الشرقية و التأكيد على مغربية الصحراء…

فصاحب Le Serment des barbares سنة 1999 و الحاصل على جوائز أدبية مميزة لم يغير رأيه من طبيعة وتاريخ النظام الجزائري و لم يغادر الى فرنسا بل فضل البقاء في مدينة بومرداس…رغم المضايقات و الرقابة و العيون اللصيقة للأجهزة الجزائرية التي ستواصل معركة كسر قلم صنصال بمنع كتابه Poste restante, Alger من المشاركة في المعرض الدولي للكتاب بالجزائر لسنة 2006..وهو الكتاب الذي تضمن قراءة نقدية للحالة السياسية للنظام العسكري…

ليس هذا فحسب فالنظام العسكري يحاول استفزاز فرنسا بعد موقفها الصريح والتاريخ بمغربية الصحراء و بعد زيارة الدولة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون و التوقيع على جيل جديد من الاتفاقيات الاستراتيجية المهمة…من خلال التحرش و اعتقال كل المفكرين و الكتاب الجزائريين المستقرين بفرنسا او يكتبون يالفرنسية…
فالكاتب و القاص ” بوعلام صنصال” يحمل الجنسية الفرنسية و كتاباته بالفرنسية..و اعتراف ذات الكاتب بمغربية الصحراء من داخل الجزائر هو فقط الشرارة الأولى التي بإمكانها تشجيع كل الأقلام الجريئة من داخل الجزائر لقول الحقيقة التاريخية حول الصحراء المغربية…لذالك سارعت أجهزة مطار الجزائر الى اعتقاله في مكان مجهول لحد الآن…
تحرش النظام الجزائري بالاقلام سيطال أيضا الكاتب و اللاجئ الجزائري بفرنسا “كمال داود ” 54 سنة..والفائز بجائزة ” الغونكور ” الفرنسية الشهيرة لسنة 2024 عن قصته Houris..فهرع النظام باسم مواطنة تدعى ” سعدة عربان ” 31 سنة لرفع دعوى قضائية ضد “كمال داود” بتهمة السرقة الأدبية..بتوظفه لقصتها الشخصية في زمن الحرب الاهلية وأنها فقدت النطق بعد قيام الاسلاميين بقطع أحبالها الصوتية بعد محاولة ذبحها…و نجاتها من الموت بأعجوبة…

هنا أيضا النظام الجزائري يحاول كسر قلم ” كمال داود” من جهة ، و التلويح بالذكريات الأليمة للحرب الأهلية و أن ذات النظام انقد الجزائريين من الإسلاميين بعد فوزهم في الانتخابات ( سياسة الخوف )…و كأنهم يعيدون التأكيد على خطوطهم الحمراء أي قضية الصحراء المغربية و الديمقراطية وتداول السلط…

فالهزائم المتتالية للنظام العسكري سواء على المستوى السياسي او الديبلوماسي رفع من درجة حساسيته وجعل من بث الارقام الهزلية لنتائج الرئاسيات أولا، و بث مباشر لصور الرئيس تبون و أحد موظفيه ثانيا أسباب عجلت بإقالة المدير العام للتلفزيون العمومي الجزائري..” محمد النذير بوقابس” في شهر غشت الماضي و الذي عُين بدوره بعد إقالة مماثلة للمدير العام للتلفزيون “شعبان لونكال ” بعد بثه خبر فوز المغرب على البرتغال وتاهله الى دور الربع لمونديال قطر 2022..

لقد أعتقد النظام العسكري أنه بهذه الاعتقالات و التهم المفبركة و أعمال الرقابة على كل الفاعلين السياسيين و الإعلاميين و الحقوقيين… أنه سيحد من تأثيرهم داخل الجزائر أو خارجها…في حين يكون قد وضع نفسه أمام كشافات المنظمات الحقوقية و تقارير المؤسسات الاعلامية و أمام ضمير المجتمع الدولي…و أقل وصف ينطبق على النظام العسكري في الجزائر هذه الاثناء هو أنه تحت سيف ديموقليس….
عبد الله بوصوف…

مقالات مشابهة

  • الكنيسة تحتفل بذكرى ميلاد العذراء وإليصابات
  • عودة: حان وقت إنهاء المغامرة بهذا البلد من أجل أهداف لا تخصه
  • عبد الله بوصوف يكتب..النظام الجزائري من معركة كسر العظام الى معركة كسر الأقلام
  • الأنبا عمانوئيل يترأس قداس عيد الملاك ميخائيل والسيامة الكهنوتية للأب مايكل والإنجيلية للشماس تامر
  • الأنبا عمانوئيل يترأس قداس عيد الملاك ميخائيل
  • الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: الشهادتان
  • " لإيمان رداء".. الأنبا باخوم يترأس اللقاء الثاني من السلسلة الرابعة لاجتماعات الشباب و أبونا المطران
  • الكنيسة الأرثوذكسية تهنئ سلطنة عمان بذكرى العيد الوطني
  • الأنبا باسيليوس يترأس افتتاح تساعية الدعوات بالإيبارشية بكنيسة السيدة العذراء بطوه
  • الأنبا باسيليوس يترأس لقاء أمناء خدمة التعليم المسيحي بالإيبارشية بكنيسة السيدة العذراء بجاهين