الوطن:
2024-10-03@19:55:49 GMT

الأنبا تكلا يكتب: القديسة العذراء مريم أمنا

تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT

الأنبا تكلا يكتب: القديسة العذراء مريم أمنا

يا أحبائى إن الرب عندما قال ليوحنا الحبيب على الصليب: «هوذا أمك»، وعندما قال لأمنا العذراء: «هوذا ابنكِ»، صارت القديسة الطاهرة مريم هى بالحقيقة أمنا، وصرنا لها أبناء.

وإن كانت أمنا العذراء قد فرحت بالبشارة، فهى كأم فرحت لخلاص البشرية كلها، وإن كانت قد تعبت فى الحبل والميلاد والهروب لمصر والعودة والصلب، إلا أنها قد تعبت من أجلنا كأم.

. وفى الحقيقة كل ما بذلته العذراء من أجل الرب كان من أجلنا نحن أيضاً.. كأم للمسيح وللبشرية كلها.

وموقفها فى عُرس قانا الجليل يوضح أمومتها.. كيف اهتمت بالناس دون أن يطلبوا منها شيئاً، والرب استجاب لها.

وفى الحقيقة أن كل ما نقوله للكنيسة نقوله للعذراء، فهناك تشابه كبير بينهما:

1- القديسة مريم والكنيسة كلتاهما أم وعذراء فى نفس الوقت، كل منهما قد حملت بالروح القدس بغير زرع بشر، معطية ميلاداً للابن الذى بلا عيب.

فالقديسة مريم هى أم الكلمة الإلهى ولدته حسب الجسد، والكنيسة أم أعضائها ولدتهم بالمعمودية ليشاركوا السيد المسيح حياته.

الكنيسة هى أم لأمم كثيرة الذين يمثلون جسداً واحداً وذلك على مثال العذراء مريم أم الكثيرين، وفى نفس الوقت هى أم للواحد.

القديسة مريم عذراء حسب الجسد والروح، والكنيسة يمكن دعوتها عذراء إذ لا تنحرف قط عن الإيمان، بل تبقى أمينة على تعاليم السيد المسيح إلى النهاية.

2- تحمل الكنيسة ذات لقب القديسة مريم أى (حواء الجديدة). فإن القديسة مريم قد ولدت (الابن المتجسد) واهب الحياة للمؤمنين، أما الكنيسة فهى أم المؤمنين الذين يتقبلون الحياة خلال اتحادهم بالرأس الإله المتجسد.

3- تشابه الكنيسة القديسة مريم بكونها (أمة الرب) فهى كأمة الرب المتضعة ترفض كل المجهودات البشرية الذاتية وتصير علامة لنعمة الله الذى يطلبنا فى اتضاع طبيعتنا ليقودنا إلى مجد ملكوته.

4- كلتاهما تحب التسبيح؛ فأمنا القديسة حينما ذهبت لـ«أليصابات» تكلمت مع الله بالتسبيح، والكنيسة مليئة بالتسابيح والألحان الروحية الجميلة والعميقة.

5- كلتاهما خادم.. أمنا العذراء خادمة.. حينما سمعت أن «أليصابات» حبلى بابن فى شيخوختها قامت فى الحال وخدمتها ثلاثة أشهر، وهكذا الكنيسة تخدم أولادها حتى يثمروا ويكثروا ويملأوا الأرض.

6- كلتاهما شفيع.. شفعت فى أهل عُرس قانا الجليل وتشفع فينا ليلاً ونهاراً، والكنيسة تشفع فى كل المخلوقات من خلال صلواتها وتسابيحها وقداساتها.

7- دعى كل منهما بسماء.. حيث مسكن الله.. الرب سكن فى أحشاء أمنا الطاهرة القديسة مريم تسعة أشهر فصارت كسماء.. والكنيسة هى بيت الرب الذى يسكن فيه، ولذلك فهى أيضاً سماء.. (إذا ما وقفنا فى هيكلك المقدس....).

8- دعى كل منهما باب الرجاء.. فإن كان الرب هو الرجاء فهى باب الرجاء.. وإن كان الرب هو الحياة فهى باب الحياة، وإن كان الرب هو الخلاص فهى باب الخلاص.

وكذلك الكنيسة لُقبت بالباب منذ أقدم العصور، فحينما حلم يعقوب حلم (السلم) قال عنه: «ما أرهب هذا المكان، ما هذا إلا بيت الله، وهذا هو باب السماء» (تك 28: 17).

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: السيدة العذراء السيدة البتول كنيسة العذراء القدس وإن کان

إقرأ أيضاً:

عيد القديسة تريزيا.. سأقضي حياتي في السماء أعمل الخير على الأرض

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال إدمون رزق الراهب الماروني المريمي في عيد القدّيسة تيريزيا الطفل يسوع اثناء عظته في دير القدّيسة تيريزيا - سهيلة بلبنان.

إن تريزا الطفل يسوع طفلة صغيرة تجمعُنا اليومَ حولَ مائدةِ المسيح وحولَ مائدةِ الحُب! فهي طفلةٌ قلبُها وُسعَ السماءِ، وحبُّها يُمطرُ ورودًا وعزاءً ورجاءً، وصلاتُها تُغيِّرُ أقسى القلوب! صريحةٌ في حُبِّها ليسوع وإيمانِها به، وكيف لا؟ وهي ثمرةُ والدَين قدّيسَين، قالت عنهما: "أعطاني الرب والدَين، هما أقربُ إلى السماءِ منها إلى الأرض". وأمّا أخواتها الأربعة فقد كُنّ أيضًا راهبات، منهنّ Soeur Léonie الّتي فتحتِ الكنيسةُ الكاثوليكيّة دعوى قداستِها سنة 2015 

ففي عيدِها اليوم، أُريدُ أن نتأمَّل معًا باسمها الّذي نحبُهُ كثيرًا في لبنان. و"تيريزيا" يجدُ مصدَرَهُ في اللغةِ اليونانيّة ومعناه "الّذي يحصُد"؛ وفي حياتِها الرهبانيّة اختارت لنفسها اسم "تريزيا الطفل يسوع والوجه الأقدس"، ليكون ليسوعَ مكانًا في إسمِها وحياتها ورسالتِها، مختارةً هكذا أن تكونَ رسالتُها رسالةَ "طفولةٍ" و"قداسةٍ"، حملَتها في روحِها وفي وجهِها، فكان المسيح يحصُدُ من خلالها توبةَ نفوس كثيرة.
 صادقَت نفسُ تيريزيا الحُبَّ الإلهي فسارت معه، متفانيةً في الصلاةِ من أجلِ النفوس، تودُّ أن ينتصرَ يسوع ضدَّ الشرير والشرور، وألّا يخسرَ أيَّ نفسٍ. صلَّت لـPranzini ليتوبَ، وكم كانت فرحتُها كبيرةً برجوعه إلى يسوع قبل مَوتِهِ ووصلّت من أجلِ الرسالات والـمُرسَلين الذّين يحملون راية الحُبِّ الإلهي وكلمتَهُ إلى أقاصي الأرض، تاركين أهلَهم وساعين فقط للبشارةِ بالإنجيل!
 وأضاف ومع أنّها وُلدت في عائلةٍ بورجوازية، لم يكن عملُ الخير وحدُهُ عربونًا لعيشِها الإيمانَ والمحبّةَ، إنّما قدّمت فكرَها ونفسَها وقلبَها، وعملَها وصمتَها وتحمّلَها للانتقادات، وأجملُ ما تُعلِّمُنا أنّها قبلَت نفسَها بصغرِها وضعفِها، كما تقولُ في الترتيلةِ " أنتَ الّذي يعرفُ أقصى درجاتِ صِغرى". 

وهكذا اتكلت على يسوع كي تنموَ وتكبرَ بالنعمة بحضورهِ في قلبِها وحياتِها.
 ومرّت السنينُ (مئة وسبع وعشرون سنةٍ) على دخولِ تيريزيا الصغيرة الحياةَ الأبديّة، وهي لا زالت تمطرُ ورودًا من السماء في حياةِ من يقصِدُها ومَن يطلُب شفاعتَها.
 

​نأتي إلى تيريزيا بأسئلةٍ كثيرةٍ، نطلبُ منها الآياتِ والإيجاباتِ، ولكن ألا نريدُ أن نتعلّمَ منها شيئًا، وهي في بساطةِ إيمانِها، أعلنتها الكنيسةُ ملفانةً ؟
 

فتُعلّمنا تيريزيا أنَّ في صِغَرِنا شوقٌ كبيرٌ إلى عظمةِ الربِّ، الّذي يعتني فينا مثلَ ما يعتني بكلِّ مخلوقاتِهِ، فنحنُ لهُ "أفضلُ من عصافيرَ كثيرة"!
وتُعلّمنا تيريزيا أنَّ الحُبَّ  إذا اجتاح القلوبَ، يجعلُ فيها عرشَهُ ويزرعُ فيها الفرح، فهي ما انفكّت تُردِّد " يسوع، فرحي هو أن أحبّك".
 

واستطرد و تُعلّمُنا تيريزيا كيف نعودُ أطفالاً لندخُلَ ملكوت السماوات، إذ نحيا الحُبَّ والعطاءَ في الأمور اليوميّة ونتكِّلَ اتِّكالاً كُليًّا على الله ونثق ثقةً عمياءَ بعنايتِهِ وسهرِهِ علينا. 

 

وهي كما وصفَها القدّيس البابا يوحنّا بولس الثاني الخبيرة في علمِ الحُب" لأنّها اهتمّت ولا زالت تهتمُّ حتى يومِنا هذا بمساعدةِ النفوس البسيطة والنفوس الخاطئة والمتألّمة الّتي تسألها العناية.

 

 

 وهكذا ببساطةٍ تُنير قدّيستُنا الصغيرةُ وجهَ الكنيسةِ بإشراقِ قلبِها ومقاصدِها لمساعدةِ يسوع في مشروعِهِ الخلاصيّ، في كسبِ النفوس.
- تُعلِّمنا تيريزيا أنَّ ظلمةَ الأحداثِ لا يمكنها أن تخمدَ فينا نورَ المسيح، وأنّه يمكننا أن نكونَ رُسُلاً في التبشير من حيثُ نحنُ الآن، نحملُ الكلمةَ إلى القلوبِ ونحيا المشورات الإنجيليّة بتجرّدٍ تام، فنكونَ سندًا للكنيسةِ ندعمُها بالصلاةِ والأعمالِ الصغيرة ... هكذا أصبحَتْ هي شفيعةَ الرسالات، دون أن تتركَ ديرَها.
- أخيرًا وليسَ آخِرًا، تُعلّمُنا القدّيسة تيريزيا أنّ عَمَلَ الخيرِ لا يحدُّهُ حدود، لا زمانٌ ولا مكان، فهي تردّدُ : "سأقضي حياتي في السماء أعمل الخير على الأرض".
صلاتي اليومَ، أيّها الأحبّاءُ، في عيدِ تيريزيا،  أنّ نؤمنَ أنَّ اللهَ وحدَه قادرٌ أن يُخلّصَنا، وأنّهُ لا يتركُنا في الظلمةِ، ولسنا وحدَنا في الطريقِ، فهو يضعُ في حياتِنا مناراتٍ صغيرةً ترشدُنا إليه وهم القدّيسين الّذين يعلّمونَنا أن نقتربَ منه دون خوف. نحنُ أقوياءَ به، وحياتُنا مرآةٌ لحُبِّهِ وعنايته. ندعوهُ الآنَ كما دعتهُ تيريزيا "تعالَ إلى قلبنا... لأنَّ قلبَنا يتوقُ إليكَ!" لكَ المجد ولأبيكَ، ولروحِكَ القدّوس، الآن وكلّ آن وإلى الأبد.
 

مقالات مشابهة

  • الكنيسة الكاثوليكية بمصر توجه دعوة للصلاة من أجل السلام في العالم
  • شمشون يكتب نهايته في لبنان.. قراءة في كتابات إسرائيلية وغربية
  • فى ذكرى رحيله.. الأنبا بيشوي خادم أمين ورمز للعطاء في الكنيسة القبطية
  • عادل حمودة يكتب: سنة على الحرب فى غزة انتهت بمشهد اغتيال «نصر الله»
  • الرهبنة الكرملية بمصر تستقبل المهنئين بعيد القديسة تريزا الطفل يسوع
  • برج العذراء.. حظك اليوم الأربعاء 2 أكتوبر: حاول إرضاء مديرك
  • عيد القديسة تريزيا.. سأقضي حياتي في السماء أعمل الخير على الأرض
  • الأنبا مارك يشارك في احتفالات الكنيسة الأرمينية الأرثوذكسية بتكريس زيت الميرون
  • الكنيسة الكاثوليكية تحتفل باليوم العالمي الـ110 للمهاجرين واللاجئين في القدس
  • في أول تعليق على اغتيال نصرالله.. بلينكن: العالم أصبح أكثر أمنا