عربي21:
2025-03-10@02:13:27 GMT

المثقف القلق.. هل يحمل أجوبة تغييرية؟ قراءة في كتاب

تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT

المثقف القلق.. هل يحمل أجوبة تغييرية؟ قراءة في كتاب

الكتاب: المثقف القلق ضد مثقف اليقين
المؤلف: خالد الحروب
الناشر: الأهلية للنشر والتوزيع


على مدى عقود طويلة وفي "سياق خطابات ما بعد الكولونيالية" تم افتراض دور كبير للمثقف باعتباره صاحب رؤية مستقبلية، يمتلك قدرة على إحداث التغيير المنشود في مجتمعه، ومساعدته على النهوض والتطور، سيما في البلدان النامية، وتلك التي عانت لعقود من الاستعمار.

غير أن الواقع أثبت محدودية هذا الدور وفاعليته، خاصة مع "مراجعة كثير من المثقفين لذواتهم الفكرية.. وبروز نزعات أكثر تواضعا لجهة امتلاك المعرفة والأجوبة التغييرية التي تستهدف واقع المجتمعات الصعب والمركب".

وهو ما يمكن ملاحظته أيضا في تراجع مساحة سيطرة الأيديولوجيات التي كانت سائدة في القرن العشرين إلى صالح حالة أكبر من "اللايقين والقلق"، دخل فيها الكثير من المثقفين، ممن كانوا في السابق "يقينيين" إزاء ما يطرحونه من أفكار ورؤى. هذا ما يقوله الباحث والأكاديمي خالد الحروب في مقدمة كتابه الذي يناقش فيه مفهوم "المثقف القلق والمقلق" كنقيض لمفهوم "مثقف اليقين والموقن".

يمكن ملاحظة الأهمية الكبيرة التي يحظى بها المثقف في المجتمعات النامية بالمقارنة مع تلك التي يحتلها في المجتمعات المتقدمة، فالاختلافات في الظروف التي أدت إلى تطور المثقف يمكن لها أن تحدد ماهية ومدى التأثير الذي يصنعه في مجتمعه. ومشاركة المثقفين في هذه المجتمعات (النامية) يمكن اعتبارها ضرورة اجتماعية وفكرية، وليست ترفا فكريا.يبدأ القسم الأول من الكتاب بقراءة نقدية في الأدبيات العالمية والعربية لمقارباتها لمفهوم "المثقف" ودوره، ثم ينتقل الحروب لمناقشة مفهوم "المثقف العضوي" خاصة في السياقات العربية، ومفهوم "مثقف السلطة والقبيلة" من حيث أنه "التجسيد الأوضح للمثقف اليقيني"، ومفهوم "المثقف الناقد" الذي يعتبره تحولا جوهريا في فهم دور المثقف، ثم مفهوم "المثقف القلق والمقلق" الذي يمثل المرحلة الأكثر تطورا، مقدما بعد ذلك مقاربة لما يصفه بـ "الطبقة الوسطى الثقافية".

أما القسم الثاني من الكتاب فقد ضمنه الحروب مجموعة من المقالات المنشورة له في أوقات مختلفة، تناقش قضايا متنوعة لكنها، بحسب ما يقول، "تقع في قلب اهتمامات المثقف ودوره ووظيفته وتحولاته، وفيها مقادير متفاوتة من القلق والإقلاق".

يقول الحروب: إنه من الضروري عند تعريف المثقف ودوره وأهميته الالتفات إلى نوع المجتمع الذي يعيش فيه، إذ تختلف معايير ذلك في المجتمعات المتقدمة عنها في المجتمعات النامية، وإن كان بالإمكان النظر إلى المثقفين، بشكل عام، باعتبارهم شريحة متميزة لجهة امتلاكهم وعيا تاريخيا وعمقا فكريا يؤهلهم لطرح رؤى تغييرية.

ويقول إنه يمكن ملاحظة الأهمية الكبيرة التي يحظى بها المثقف في المجتمعات النامية بالمقارنة مع تلك التي يحتلها في المجتمعات المتقدمة، فالاختلافات في الظروف التي أدت إلى تطور المثقف يمكن لها أن تحدد ماهية ومدى التأثير الذي يصنعه في مجتمعه. ومشاركة المثقفين في هذه المجتمعات (النامية) يمكن اعتبارها ضرورة اجتماعية وفكرية، وليست ترفا فكريا.

وإجمالا فإن تعريف المثقف ودوره يرتكز على نوعين رئيسيين، الأول هو "المثقف الناقد"، المتحرر من أي التزامات أيديولوجية مسبقة، وإن كان ذلك لا يعني بالضرورة تخليه عن الانحياز. و"المثقف الاجتماعي" الذي يلتزم "مواقف ثابتة تجاه فكرة اجتماعية ـ سياسية.. وينضوي تحت هذه الفئة نوع يمكن وصفه بالمثقف التبريري أو الاعتذاري، الذي يتجنب الدخول في مواجهة مع الوضع السائد". وهذا الأخير يعتبره الحروب حالة "متقدمة" عن المثقف المهادن الذي يميل إلى السكوت والحياد، بينما يجسد المثقف الشعبوي أسوأ مراحل المثقف التبريري.

حالة انفصامية

يلفت الحروب الانتباه إلى أن المثقفين العرب على تنوعهم قد انخرطوا خلال المراحل الكبرى من التاريخ المعاصر في قضايا أمتهم. سواء في حروب التحرير والنضال ضد الاستعمار، أو في الصراع ضد إسرائيل، وبعضهم وجد نفسه في صف النخبة الحاكمة في بلده، وآخرون كانوا في المعارضة وأحيانا في السجن. وهؤلاء كلهم توزعوا على أيديولوجيات مختلفة، فالماركسيون منهم تبنوا في معظمهم نهجا غرامشيا، والقوميون العرب خاضوا صراعاتهم ضد التجزئة والقطرية، وفي المقابل كان هناك مثقفون يرون في أفكار الوحدة العربية طوباوية غير واقعية.

كما كان هناك مثقفون ليبراليون تبنوا أفكار الحداثة السياسية كالديمقراطية والعلمانية، والمثقفون الإسلامويون الذين رأوا في الإسلام حلا لضعف البلدان العربية. لكن واقع الحال يظهر، بحسب الحروب، أن طبقة المثقفين والمفكرين العرب لم تتمكن من خلق مشهد فكري حقيقي يتم فيه تداول الأفكار وتعميقها وإنضاجها. وعلى العكس من ذلك استقر المشهد على حالة "انفصامية" جزؤها الأول تكفيري، وجزؤها الثاني إقصائي، لا تنتج إلا خطابات استعدائية وآليات لقمع الآخر.

من جهة أخرى فإن تحولات كثيرة عرفها مفهوم "المثقف العضوي" شوهت الدور الذي طرحه غرامشي لهذا المثقف، سيما مع التراجع الشديد لفعل النقد الذاتي عند الكثير من المثقفين في مقابل تقدم الدفاع المستميت والأعمى عن الجماعة أو الأيديولوجيا. ما قاد في المحصلة لظهور ما يمكن تسميته ب "مثقف اليقين" الذي يتبع بولاء مطلق طبقته أو طائفته أيا كانت؛ سلطة سياسية، أو طائفة دينية، أو عقيدة أيديولوجية.. إلخ.

واقع الحال يظهر، بحسب الحروب، أن طبقة المثقفين والمفكرين العرب لم تتمكن من خلق مشهد فكري حقيقي يتم فيه تداول الأفكار وتعميقها وإنضاجها. وعلى العكس من ذلك استقر المشهد على حالة "انفصامية" جزؤها الأول تكفيري، وجزؤها الثاني إقصائي، لا تنتج إلا خطابات استعدائية وآليات لقمع الآخر.لكن الحروب يشير أيضا إلى أن ذلك لا يعني بالضرورة أن كل مثقف يحمل ولاء لفكرة أو طبقة هو مثقف يقيني، فالكثير من المثقفين انتموا إلى ايديولوجيات محددة واحتفظوا بحسهم ودورهم النقدي. والنقد الذي يتحدث عنه الحروب هو ذاك "الذي يفكك المفاهيم والمسلمات الكبرى، ويسائل اليقينيات الاجتماعية.. حيث يتجاوز كل ما سبقه من مقاربات نقدية في جرأة الوصول إلى عمق الأفكار ونقضها من دون حدود" وهو الذي يؤسس لمفهوم "المثقف القلق".

طبقة وسطى

يتسم "المثقف القلق" بسمتين تميزانه عن "المثقف الناقد"؛ اللايقين، واللاتمركز. الأولى تعني عدم التمسك الصارم بالقناعات التي يحملها هو نفسه، بمعنى أن يتحرر من اليقينيات التي قد تتسلل لأفكاره هو، وليس فقط يقينيات غيره. أما الثانية فيقصد بها توسيع مدى الرؤية للقضايا بحيث ينظر إليها من زوايا مختلفة (نظرية وفكرية ومعرفية) والتحرر من أية أيديولوجيات مسبقة. وهنا يظهر التساؤل حول كيف يمكن لهذا المثقف "القلق" أن "يشتغل على مستوى المجتمع(العربي) والمشروع الوطني وأين يمكن موضعته في سياق دفع المجتمع والوطن إلى الأمام وتنميته؟". لا يدعي الحروب أنه يملك إجابة شافية، لكنه يقدم مقاربة لما يمكن أن يقدمه هذا المثقف من "زاوية مساهمته في تشكيل وتعميق طبقة وسطى ثقافية، تشتغل فيها مكونات القلق..، وعدم الوقوع في أسر الأيديولوجيات الخلاصية أو السرديات الكبرى".

يشرح الحروب مفهوم "الطبقة الوسطى الثقافية" في وجه من وجوهه باعتباره نقيضا للاستقطاب الثقافي (الأيديولوجي، والديني والفكري والسياسي)، كما أنه لا يقصد به طبقة عددية كلما زاد عدد أفرادها ترسخ وجودها، فالأهم من ذلك "انتشار أفكار ومناهج التفكير والمقاربات العامة للقضايا، القائمة على التعددية واللاأدرية واحتضان التناقض واللايقين واللا تمركز". تتولد هذه الطبقة من تيار فكري وسطي، هو أقرب إلى حالة مجتمعية، وهو يختلف في طريقة تشكله ومضمونه عن التيار التوفيقي التقليدي من عدة زوايا، منها اتسامه بسمات الثقافة القلقة، واعطائه الأولوية لطرق ومنهج الحل لا الحل نفسه، أو ما يمكن تسميته "ديمقراطية الحل".

يقول الحروب إن "البؤرة الجاذبة في حالة مثقفي الوسط الفكري ليست في وجود برنامج سياسي جديد يطرح على الشارع أو أيديولوجية منافسة لما هو موجود أصلا" إنما هي الدعوة لتبني التعددية والديمقراطية كمنهج يوجه التحرك السياسي والاجتماعي العام لاكتشاف الحلول. كذلك فإن مثقفي الوسط الفكري أو المثقفين القلقين، مشغولون بالانطلاق من الواقع نحو صياغة الحلول والتغيير، لا يسقطون الأيديولوجيا على الواقع باعتبار أنها تمتلك الحل" لأن مشكلات واقعنا ومجتمعاتنا العربية مركبة ومتشابكة.. فليس ثمة قناعة عند المثقف القلق بأن الحل الحاسم لهذه المشكلات موجود في الأيديولوجيا، بل في اصطراع الحلول المطروحة من قبل الجميع". يضيف الحروب أن وجود مثقفي الوسط الفكري وتشكل طبقة وسطى ثقافية لا يعني أبدا تشكيل حزب أو حركة تعبر عن انشغالاتهم، فليس هذا هدفهم ولا يجب أن "يحجموا الأفكار التي أقلقتهم وميزتهم عن تيارات اليقين في أطر تصادم أو تنافس الأحزاب والحركات الموجودة" التعبير الأهم لثقافة القلق هو "ترسيخ تقاليد التعددية واحترام الفكر الآخر وحامليه، والدمقرطة بأوسع معانيها".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير كتب الكتاب الاردن كتاب عرض نشر كتب كتب كتب كتب كتب كتب أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی المجتمعات من المثقفین ما یمکن

إقرأ أيضاً:

كتاب أبي الحواري إلى أبي زياد ومحمد بن مكرم

مرّ معنا فـي هذه السلسلة من قبل شيء من الوثائق التي علق عليها أبو الحواري محمد بن الحواري بن عثمان (ق3هـ)، ومن بينها وصية غالية بنت عمر التي وردت نصوص منها فـي جوابه، ومن بينها ذكر أموال لتلك الموصية فـي أدم والمضيبي وسني. ولعل المشترك بين تلك الوثيقة وهذه التي نتعرض لها اليوم مشترك فقهي -إذا جاز التعبير- فكلاهما مما أجاب عنه أو به أبو الحواري. والمشترك الآخر كذلك ورود اسم بلد «المضيبي» الذي قدمنا فـي تلك المقالة السابقة أنه لا يُدرى على وجه القطع إن كانت المضيبي التي بالشرقية قائمة حينذاك وهي المراد، أم أنها بلدة المضيبي التي من أعمال نزوى، وهي الأقرب إلى مسكن أبي الحواري ومقامه من بلدان الجوف من عُمان.

والوثيقة التي نتعرض لها هنا وردت فـي كتاب (جامع أبي الحواري) الذي جُمعت فـيه بعض جواباته وآثاره، وكذا وردت منقولة فـي الجزء التاسع والثلاثين من كتاب بيان الشرع، وهي رسالة طويلة جاء فـي ديباجتها: «ومن جواب أبي الحواري إلى أبي زياد ومحمّد بن مكرم، ومن معهما من أهل المضيبي، يسألونه عن أمر الفلج».

والحق أن أبا الحواري خَطَّ فـي هذا الجواب نظامًا شاملًا لأخلاقيات العمل فـي شق الأفلاج، ونقرأ فـي سطور الجواب بعض التفاصيل فـي مراحل شق الفلج، لذا نحسب أن هذا النص مهم فـي دراسات الأفلاج، فهو يرجع إلى القرن الثالث الهجري من العصر الإسلامي. وقد صَدَّرَ أبو الحواري جوابه بمقدمة أبان فـيها عن وصول كتاب السائلين إليه وفهمه ما ذكروا، ثم قال: «ووقفت على ما شاء الله من معرفة ذلك»، ولعل فـي هذه العبارة ما يفـيد تحرّيه عما ورد فـي كتاب السائلين، سواء أكان ذلك بإمعان النظر فـيه، أو أنه وقف على حقائق الواقع بطريق آخر. ثم قدّم أيضًا بقواعد عامة فـي مسائل الحقوق ومصالح الخاصة والعامة، وقد جاء فـي مقدمته: «سلام عليكم، أمّا بعد، وفّقكم الله، وإيّانا للعدل والصواب، وبلغ بنا وبكم إلى كريم الثواب، وآمننا وإيّاكم من شديد العقاب، وأليم العذاب، والحمد لله، وصلّى الله على محمّد النبيّ وآله وسلم. وصل إليّ كتابكم، وفهمت ما ذكرتم من أمر الفلج، ووقفت على ما شاء الله من معرفة ذلك، والله يعلم المفسد من المصلح، وقد يجبر النّاس على مصالحهم، وإقامة معايشهم، وكلّ ذلك بالحقّ والعدل. فذلك إذا كانوا شركاء فـي الأموال، فمن تفرّد بماله ولم يكن له فـيه شريك، كان له أن يفعل فـي ماله ما شاء، إذا كان صحيح العقل، لم يكن لأحد عليه سلطان فـيما يفعل فـي ماله من ضياع أو ذهاب، وما توجّهتم فـيه من مصالح الخاصة والعامة كان لكم الثواب فـي ذلك فـي إصابة الحق، وما أخذتم فـيه من طلب الحقّ فأخطأتم بغير مظلمة لأحد، رجونا لكم السلامة فـي ذلك إن شاء الله».

ثم شرع أبو الحواري فـي الجواب مفَصِّلًا فـي أحكام العلاقة بين أرباب الفلج والحفّار، مما يتصل بصيغة التعاقد، وكيفـية دفع الأجرة، وما هو مشروط فـي الاتفاق أو غير مشروط، وما فـيه ضمان على أرباب الفلج وما ليس فـيه ضمان، وكيفـية التعامل حال إخلال الحفّارين بالاتفاق أو خروجهم عن العمل قبل تمامه حال دفع الأجرة لهم من قبل، أو وقوع شيء من الغش فـي العمل. ثم استرسل فـي ذكر واجبات وحقوق الشركاء فـي الفلج، ومَيَّز فـي مسألة الواجبات تارة بين القوي والضعيف، وبَيّن بعض أحكام الأيتام والقُصَّر وذوي العاهات من الشركاء فـي الفلج، وكيف أن لجباه الفلج (أربابه) أن يؤجروا من يقوم ببعض الأعمال المساندة مثل من «يسفّ القفر» و«يقلد الحبال». كما ميّز بين أجرة العمل الكامل «المقاطعة» والعمل بالأجرة اليومية، وأنه لا رجعة للأجير ولا المُقاطِع إذا وقعت المقاطعة أي الاتفاق على العمل الكامل وأجرته. وفـي النص العديد من الألفاظ الحضارية منها: الفلج، والمسقى، والجباه، والقُفر (جمع قفـير)، والسَّف (صنع القفر من الخوص)، والقَلد (صنع الحبال)، والطناء (بيع ثمر النخل بالمزاد أو السوم).

مقالات مشابهة

  • كتاب أبي الحواري إلى أبي زياد ومحمد بن مكرم
  • مشاركة 32 فريقا في مسابقة "المثقف الأول" بالعوابي
  • العودة إلى جلقني.. تواطؤ المثقف وتعلقاته
  • قراءة في ظاهرة الارتداد عن الدين في السعوديّة
  • المثقف في العصر الرقمي .. بين الضياع والبحث عن دور
  • هنا والآن .. في بيروت: القلق!
  • الثامن من مارس: والجالسات على أرصفة العدالة في السودان
  • كيف يمكن احتواء المخاطر التي تتعرض لها سوريا؟.. محللون يجيبون
  • الرئيس السيسي: مصر خيارها السلام.. والأموال التي تنفق في الحروب يجب أن تنفق فى التعمير والتنمية
  • الثامن من مارس: و الجالسات على أرصفة العدالة في السودان