(الحصبة) تهدد أطفال المغرب… أسباب تفشي المرض والإجراءات المتبعة من الحكومة
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
الرباط - تصاعدت حالات الإصابة بمرض الحصبة في المغرب، بصورة ملحوظة خلال الأشهر الأخيرة، وصلت في بعض المناطق لدرجة "التفشي"، بحسب سبوتنيك.
ووفقا لأطباء متخصصين، فإن تفشي مرض الحصبة في عدد من المدن، في الأشهر الأخيرة، وارتفاع حالات الوفيات والإصابات يعود لإهمال التطعيم ومكافحة المرض بصورة مسبقة.
وقبل أيام، أطلق المغرب حملة لتلقيح الأطفال في المدارس ضد مرض الحصبة المعروف محليا باسم "بوحمرون"، وذلك بعد تصاعد حالات الإصابة به في الشهور الأخيرة.
وشرعت المدارس مباشرة بعد العطلة المدرسية في فحص الدفاتر الصحية للأطفال للتأكد من حصولهم على التلقيح.
في الإطار أيضا، عممت وزارتا التربية الوطنية والتعليم بالمغرب، مذكرة على مديري مؤسسات التعليم ومديريات الصحة من أجل تنظيم عملية مراقبة واستكمال التلقيح في المدارس.
أرقام صادمة
وسجل عدد 7633 إصابة لدى الأشخاص الذين أعمارهم ما بين 18 شهرا و11 سنة، و6429 حالة لدى الأشخاص ما بين 12 و36 سنة، و2028 حالة لدى من تجاوزت أعمارهم 37 سنة، و1893 حالة لدى رضع أقل من 9 أشهر، و1693 لدى من هم بين 9 شهور و17 شهرا، وفق صحيفة "هسبريس".
كما تضمنت الأرقام 42 % أطفال أقل من 5 سنوات، و24 % لدى أشخاص تفوق أعمارهم 37 سنة، و15 % ما بين 18 و36 سنة، و12 % ما بين 5 و11 سنة، و7 % ما بين 12 و17 سنة، وفق بيانات رسمية.
تفسير طبي
يقول الدكتور الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية بالمغرب، لـ"سبوتنيك"، أن "تفشي وانفجار عدة حالات إصابة بالحصبة "بوحمرون"، في الآونة الأخيرة، مع وفيات بين الأطفال المصابين، يرتبط بانخفاض معدلات التلقيح لدى الأطفال وانخفاض مستوى الترصد الوبائي لهذه الأمراض".
ويوضح الطبيب المغربي أن "الحصبة مرض فيروسي خطير، أصاب أكثر من 10 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم في عام 2023 (20% أكثر من عام 2022)، وقتل أكثر من مئة ألف شخص معظمهم من الرضع والأطفال دون سن الخامسة".
ووفقا للطبيب المغربي، عانى آخرون، الذين نجوا من المرض، من مضاعفات خطيرة وعواقب مدى الحياة، منها فقدان البصر والتهاب الدماغ، على سبيل المثال لا الحصر.
أهمية اللقاح
ويرى الحمضي أن "الطفل غير الملقح (صفر جرعة) أو غير الملقح بشكل كامل (جرعة واحدة بدلا من جرعتين) معرض لخطر الإصابة بالمرض وكذلك مضاعفاته، كما يعاني السكان الذين تقل تغطيتهم عن 95% من التطعيم ضد الحصبة من تفشي المرض على شكل وباء وفاشيات بشكل مستمر ودوري".
وأشار الطبيب إلى أنه "لا توجد منطقة في المغرب، تصل حاليا إلى التغطية الضرورية بنسبة 95%، في حين أن المعدلات في بعض المناطق أقل بكثير من هذا الرقم، بالإضافة للتراخي في التطعيم وضعف الترصد الوبائي لأمراض الطفولة".
ولفت إلى أن "منطقة بني ملال - خنيفرة تأثرت في بداية عام 2023، وكذلك منطقة سوس ماسة، في سبتمبر (أيلول) 2023، ومؤخرا منطقة طنجة تطوان الحسيمة".
شروط لازمة
وأشار الطبيب المغربي إلى أن "هناك بعض الشروط الضرورية اللازمة لحماية الأطفال من الحصبة، ومنها التحليل المتعمق لأسباب هذا التراخي، والتزام الأسر تلقيح أطفالهم، وبرامج استدراك التلقيح بالنسبة لمن لم يتم تلقيحهم بشكل جيد، وتعبئة خدمات وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، وتعبئة جميع المهنيين الصحيين واستئناف المراقبة الوبائية على الشكل الأفضل المناسب من قبل الوزارة".
كيف ينتقل مرض الحصبة؟ يعد مرض الحصبة من الأمراض شديدة العدوى، حيث يمكن للطفل المريض أن يلوث 16 إلى 20 شخصا آخر من حوله عن طريق التنفس أو السعال أو العطس، وبشكل غير مباشر عن طريق اليدين والأسطح الملوثة بالفيروس.
الأعراض
تتمثل الأعراض في الحمى وسيلان الأنف واحمرار العينين والسعال والتهيج ثم طفح جلدي أحمر في جميع أنحاء الجسم.
التطعيم: جرعة واحدة في عمر 9 أشهر وجرعة ثانية بعد بضعة أشهر.
وشدد الطبيب المغربي الحمضي، على أن "التطعيم آمن وفعال، وأنه أفضل طريقة لتجنب تفشي العدوى والمرض وتجنب أوبئة الحصبة، حيث أنقذ التطعيم ضد الحصبة وحده حياة 56 مليون شخص في جميع أنحاء العالم بين عامي 2000 و2021".
وتابع: "الفئات الأكثر تعرضا للأشكال الخطيرة والمميتة للمرض، هم الأطفال دون سن 5 سنوات، البالغون فوق سن 30، النساء الحوامل، الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، الأشخاص الذين يعانون من أمراض تضعف جهاز المناعة".
وأكد الحمضي أن "تفشي حالات الحصبة مؤخرا مرتبط بانخفاض التلقيح في المناطق المعنية وتراخي المراقبة الوبائية لأمراض الأطفال، كما أكدته وزارة الصحة والحماية الاجتماعية".
مخاطر أكبر
في الإطار، قالت الطبيبة المغربية آمال بورقية، اختصاصية تصفية الدم والكلى، إن "المرض من الأمراض الخطيرة الذي ينتشر بسرعة بين الأطفال".
وأضافت في حديثها مع "سبوتنيك"، أن "الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالمرض، خاصة في ظل عدم الاهتمام بالتلقيح".
ولفتت إلى الكثير من الأعراض تظهر على المصابين بدرجات مختلفة، خاصة أن التجمعات تعد من مسببات انتشار العدوى بشكل كبير، من خلال العطس أو السعال.
وتوضح الطبيبة المغربية أن "خطورة المرض تكون مضاعفة حين يصاب بها الأشخاص، الذين لم يتلقوا اللقاح في الصغر، بالإضافة إلى أن ضعاف المناعة يتأثرون بشكل أكبر بالأعراض".
ولفتت إلى أن "الوزارة تتحرك بشكل كبير في الوقت الراهن، من خلال عزل الأطفال والأشخاص المصابين وعدم ذهابهم للمدرسة، من خلال البقاء في المنزل".
وشددت على ضرورة وصول التلقيح إلى المناطق النائية، وضرورة التوعية بالأعراض من أجل عدم انتشار المرض بصورة أكبر.
وأشارت إلى أن "الأهالي أيضا يجب عليهم ملاحظة الأعراض وعدم ترك أطفالهم في الفترة الحالية وسط التجمعات، وعدم ذهاب المصابين إلى المدارس".
ووفقا لمحمد اليوبي، مدير مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية في المغرب، فإن "أعلى عدد من حالات الإصابة بـ"بوحمرون" سجلت في جهة طنجة، تطوان، الحسيمة، ثم جهة فاس مكناس، إلى جانب منطقتي الرباط والقنيطرة، وبدرجة أقل الدار البيضاء- سطات، وبعض الأقاليم في جهة مراكش- آسفي".
وأفاد المسؤول المغربي، في ندوة صحفية نظمها المرصد الوطني لحقوق الطفل، أن "حالات إصابة في الفئة العمرية بين 9 أشهر و17 شهرا، وحتى بين الأشخاص البالغين 30 عاما فأكثر، لكن الغالبية العظمى من الحالات تركزت في الفئة العمرية بين 18 شهرا و12 عاما، وكذلك في الفئة العمرية بين 12 و36 عاما".
Your browser does not support the video tag.المصدر: شبكة الأمة برس
كلمات دلالية: مرض الحصبة ما بین إلى أن
إقرأ أيضاً:
العربية لحقوق الإنسان تدين استهداف السكان في طرطوس واللاذقية وتحذر من تفشي الكراهية الإثنية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أدانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان أعمال العنف التي وقعت خلال اليومين الأخيرين في الإقليم الساحلي في سوريا ذي الأغلبية العلوية، والتي قادت إلى مقتل المئات من الأشخاص، وبينهم العشرات الذين قتلوا في ملابسات تنم عن استهداف يتأسس على الهوية الإثنية وأحقاد الماضي.
وبدأت الأحداث ليلة الخميس 6 مارس مع وقوع هجمات متزامنة نفذتها عناصر "موالية لنظام بشار الأسد" ضد تشكيلات تابعة للحكومة المؤقتة، وهو ما أسفر عن مقتل العشرات من القوات التابعة للحكومة المؤقتة، ورافق هذه الهجمات احتجاجات وتجمعات مناهضة للحكومة المؤقتة وسياساتها التي استهدفت العلويين على صعيد الحريات والأمان والأرزاق.
وأرسلت الحكومة المؤقتة أرتال عسكرية نحو الساحل من عدة محافظات، ضمت قوات بينها مقاتلين أجانب في صفوفها، تبعها حالة من الغليان الشعبي ودعوات لحمل السلاح ومساندة القوات الأمنية والعسكرية في المناطق الموالية لها، مما أدى إلى أحداث مؤلمة وعمليات تصفية على أساس إثني ومناطقي، راح ضحيتها في حصيلة غير نهائية 340 من المواطنين المدنيين بينهم نساء وأطفال، والبعض منهم من أسر معارضي نظام بشار الأسد.
وأعلنت المنظمة أسفها لوقوع عمليات انتقام جماعي واسعة النطاق بطريقة لا تختلف عن العمليات التي كانت تقوم بها قوات الأمن في النظام السابق، شملت إلقاء القنابل بشكل عشوائي على الأحياء المدنية و عمليات إعدام ميداني وامتهان لكرامة المواطنين.
وطالبت المنظمة، الحكومة المؤقتة بتحمل مسؤولياتها نحو توفير الأمن لكافة أبناء البلاد بغض النظر عن خلفياتهم الإثنية والحزبية، وأن عليها أن تضبط سلوكيات القوات التابعة لها والمقاتلين الأجانب المنخرطين في صفوفها، بما في ذلك الامتناع عن بث دعوات الكراهية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ودعت المنظمة الحكومة المؤقتة للتراجع عن سياساتها التي أدت لفقدان الآلاف من الأسر مصادر رزقها على صلة بانتماء أفرادها لأجهزة الخدمة العامة في العهود السابقة، ومنع الاقتحامات المتكررة للمنازل.
وطالبا المنظمة لجنة التحقيق التابعة لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة بوضع الأحداث المؤسفة التي جرت خلال الأسابيع الستة الماضية قيد نظرها، خاصة وأن هذه التطورات تشكل منحنى متصاعد لتأجيج النزاعات على أسس إثنية ومناطقية قد تؤدي لتقويض آمال السوريين في مستقبل آمن وموحد.
كما طالبت المنظمة الحكومة المؤقتة بسرعة تشكيل لجنة وطنية مستقلة من ذوي الخبرة والتخصص لوضع اللبنات المنهجية لمسار العدالة الانتقالية بما يضمن محاسبة كل من تلوثت أيديهم بدماء السوريين من كل الأطراف وينزع فتيل الاقتتال الأهلي والطائفي ويدعم تثبيت الاستقرار ويمهد لتحقيق المصالحة الوطنية.