الشيخ كمال الخطيب يكتب .. فإنه الركن إن خانتك أركان
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
#سواليف
فإنه الركن إن خانتك أركان
#الشيخ_كمال_الخطيب
إنه الطفل إذا خاف أو جزع فإنه يمسك بتلابيب ثوب أمه فيشعر بالأنس والطمأنينة، وإذا كان خوفه أعظم فإنه يلقي بنفسه في حضنها ليكون أقرب إلى صدرها ودفقات قلبها فتغمره بالسكينة وتنزع عنه كل معاني ومظاهر #الخوف.
مقالات ذات صلة صحيفة ألمانية: ترامب سيسلم “أم القنابل” لإسرائيل 2025/02/07 ومثل الإمساك بتلابيب الأم والارتماء في حضنها فإنه يكون #الإمساك بحبل #الله المتين والارتماء على أعتاب وعند باب الله والفرار إليه، سببًا في نزع #الخوف بل استشعار كل معاني المعية الربانية والقوة العظمى التي لا تجاريها قوة.
وإن الذي لا بد للمسلم أن يتذكّره ولا ينساه أبدًا، أن هذا الكون بكل ما فيه، أرضه وسمائه وإنسه وجانّه هو من خلق الله سبحانه، وهو وحده المتصرف فيه، وأنه لا يكون في هذا الكون أمر ولا يسكن ساكن ولا يتحرك متحرك إلا بإذنه، ولا تسقط من ورقه إلا يعلمها سبحانه. وإذا كان اعتقادنا صحيحًا وسليمًا وصادقًا بأن الله سبحانه هو القويّ وهو الغنيّ وهو الضارّ والنافع وهو الذي يحيي ويميت، فإن هذا الاعتقاد سيجعل صاحبه يعيش في قناعة وثقة أنه في كنف الله صاحب القوة العظمى والذي إذا أراد شيئًا فإنما يقول له كن فيكون، فيفوّض الأمر إليه ويتوكل عليه، فلا يقف إلا على بابه ولا يمسك إلا بحبله ولا يسأل أحدًا غيره سبحانه.
فإذا لفّك الهمّ ونزل بك البلاء وتاقت نفسك للفرج فتوكل عليه سبحانه {إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} آية 160 آل عمران.
وإذا كثر الأعداء وكشّروا عن أنيابهم، أمسك بتلابيب ربك وأحسن #التوكل عليه {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} آية 173 سورة آل عمران.
وإذا أصابك البلاء ونزلت بك المصائب فاستبقها وداوها بالتوكل {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} آية 51 سورة التوبة.
وإذا خشيت أعداء الله من شياطين الإنس والجن فلا تلجأ إلا إلى بابه سبحانه {إِنَّهُۥ لَيْسَ لَهُۥ سُلْطَٰنٌ عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} آية 99 سورة النحل.
وإذا أردت أن يكون الله وكيلك وكفيلك على كل حال وفي كل حين، فتمسّك بحبل التوكل كما يتمسك الطفل بتلابيب أمه {وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلًا} آية 3 سورة الأحزاب.
وإذا أردت أن يكون الله لك ومعك، فما عليك إلا أن تكون أنت كلّك لله سبحانه {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} آية 3 سوره الطلاق. {فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۖ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ} آية 79 سورة النمل.
أن يقول له كن فيكون
في هذا الزمان الذي فيه يظنّ البعض أن من أراد القوة والمنعة والحماية فما عليه إلا أن يمسك بتلابيب ترامب، وأن يرتمي في حضن أمريكا وكأن أمريكا وحكامها أصبحوا آلهة هذا الكون المتفردين فيه، وكأنهم إذا أرادوا شيئًا فإنه حتمًا سيكون. ففي هذا الزمان فما أحوجنا إلى حسن التوكل على الله سبحانه، وحسن التوكل يكون مع الرجاء والدعاء ليكون هو الحبل الذي يربطنا بمصدر القوة العظمى الله سبحانه وليس بأحد من خلقه.
لما رأى موسى أن فرعون يوشك أن يلحق به وبقومه فإنه لجأ إليه سبحانه الذي قال له: {اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} آية 63 سورة الشعراء، وكان إيمان قومه ضعيفًا وقد نظروا إلى الخلف فرأوا فرعون وقد لحق بهم في الطريق اليبس في البحر {فَلَمَّا تَرَٰٓءَا ٱلْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَٰبُ مُوسَىٰٓ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ*قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} آية 61-62 سورة الشعراء.
إنه الله سبحانه الذي لما أحسن إبراهيم التوكل عليه بعد سماع تهديد قومه له {قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ} آية 68 سورة الأنبياء، وإذا بالله الذي خلق النار وجعل فيها خاصية الإحراق، يأمرها فتطيع أمره ولا تخالف إرادته {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ} آية 69 سورة الأنبياء، فتحولت النار بردًا وسلامًا بعد أن كانت عذابًا وجحيمًا. هكذا كانت النتيجة لما سلّم موسى وإبراهيم الأمر لله وأحسنا التوكل عليه.
فوحقه لأسلّمن لأمره في كلّ نازلة وضيق خناق
موسى وإبراهيم لما سلّما سلِما من الإغراق والإحراق
إنه الله سبحانه الذي لما خرج يونس وركب البحر غضبًا على عصيان قومه لله تعالى، ثم ما كان من إلقائه في البحر لما أوشكت السفينة أن تغرق، وإذا بالله الذي خرج يونس من أجله وانتصارًا له، فإنه لم ينسَه ولم يتخلَّ عنه. فحين انعدمت الأسباب لإنقاذ يونس ونجاته، وإذا برب الأسباب ومسببها سبحانه يرسل الحوت العظيم ليبتلع يونس ويودعه في بطنه في ظلمات بعضها فوق بعض {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ} آية 42 سورة الصافات، ثم لا يلبث أن يلفظه من بطنه كأنه كان في بطن أمه حيث السلامة والحنان، قال سبحانه: {فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ* ( وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ} آية 145-146 سورة الصافات.
وإنه الله سبحانه الذي لما سمع عبده نوحًا يستجير به ويستنصره من عداء وتكذيب قومه له ويرفع يديه إلى السماء يائسًا من حوله وقومه مؤمّلًا بحول وقوة الله رب العالمين {فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ} آية 10 سورة القمر، فكان أمر الله للسماء أن تنزل ما فيها من قطر ومطر، وأمر الأرض أن تُخرج ما فيها من مياه الينابيع {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ*وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ} آية 11-12 سورة القمر.
وإنه الله سبحانه الذي لما استنصره حبيبه محمد ﷺ لما خرج من مكة مهاجرًا فلجأ إلى الغار وقد أوشك كفار قريش أن يمسكوا به وبصاحبه أبي بكر رضي الله عنه لولا أن الله سبحانه قد أعمى أبصارهم عن رؤيتهما {إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} آية 40 سورة التوبة.
نعم إنها معية الله تعالى حين تكون مع عباده فإنها تعطل الأسباب ولا يكون مكان للقوانين والنواميس. فالنار التي تحرق تصبح بردًا وسلامًا، والماء الذي يجري يصبح كالصخر، ومن ابتلعه الحوت كان حتمًا سيموت لولا أن الله أراد غير ذلك، وإن العين كانت سترى من في الغار لولا أن الله ألقى بستره على رسوله وصاحبه وقد قال أبو بكر: “يا رسول الله والذي بعثك بالحق لو أن أحدهم نظر إلى موطئ قدمه لرآنا. فقال له ﷺ: يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟”.
إرادة الله فوق النواميس والقوانين والطبيعة
هناك من يظن أن معية الله تعالى وإرادته وتهيئته للأسباب من حيث لا يحتسب العبد أو تعطيله للأسباب ولقوانين الطبيعة، فإنها كانت للأنبياء وللصالحين في أزمنة مضت، وأنها لم تعد في هذه الأيام موجودة. إنها مغالطة وجهل بل ونقص في يقين العبد بربه، فلأن الله سبحانه يعلم أن من عباده من يتسلّكوا طريق أنبيائه في تبليغ دعوته، فإنه سبحانه لن يتخلى عنهم وسينصرهم {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} آية 51 سورة غافر.
وما أكثرها من قصص وقعت في زماننا كأن أصحابها يعيشون في زمن الأنبياء.
إنها قصة الطبيب والجراح الباكستاني الشهير “الدكتور عيشان” الذي خرج على عجل إلى المطار للمشاركة في مؤتمر علمي دولي سيعقد في العاصمة وفيه سيتم تكريمه على إنجازاته الكبيرة في عالم الطب، وفجأة وبعد ساعة من الطيران أعلن قائد الطائرة أن عطلًا أصابها بسبب صاعقة ضربتها وأنه سيهبط هبوطًا اضطراريًا في أقرب مطار. حال نزوله توجه إلى مكتب استعلامات المطار ليتبين أن موعد الطائرة التي ستقلع إلى حيث يريد سيكون فقط بعد ست عشرة ساعة. اندهش الطبيب وحار في أمره لأنه بذلك سيفوته المؤتمر، فقال له الموظف: أقترح عليك لأني أراك في عجلة من أمرك، أن تستأجر سيارة فالرحلة لا تزيد على ثلاث ساعات في السيارة بدل الانتظار ست عشرة ساعة.
قبل الطبيب الجراح الفكرة على مضض ولكنها الضرورة، وما أن بدأ مشوار سيره حتى بدأ نزول أمطار غزيرة وانتشر الضباب وانعدمت الرؤية، فما وجد نفسه إلا وقد ضلّ الطريق وقد دخل في طريق فرعية، وفجأة وإذا به يرى كوخًا صغيرًا على جانب الطريق فنزل ليسأل أصحاب البيت عن الطريق الموصل إلى هدفه. طرق الباب فسمع صوت امرأة عجوز تقول له من الداخل: تفضل فالباب مفتوح. دخل الطبيب فسلّم واستأذن من المرأة أن يستعمل الهاتف، فابتسمت وهي تقول له: يا ولدي نحن في منطقة لا يوجد فيها هواتف ولا كهرباء، لكن تفضل واسترح وسأصنع لك الشاي لتشربه وهذا بعض طعام لتأكله. شكر الطبيب المرأة وأخذ يأكل. بينما كانت العجوز تصلي وتدعو الله، التفت الطبيب فإذا به يرى طفلًا صغيرًا ينام على سرير متواضع والعجوز تهز به السرير بين مرة ومرة.
استمرت العجوز في صلاتها ودعائها حتى إذا انتهت قال لها الطبيب: والله لقد أخجلتني يا أماه بكرمك ونبل أخلاقك، وأسال الله أن يستجيب دعاءك، فقالت العجوز: يا بني أما أنت فعابر سبيل أوصى الله بك، وأما دعواتي فقد استجابها الله لي كلها إلا واحدة. سألها الطبيب عيشان: وما هي تلك الدعوة؟ قالت: هذا الطفل الذي تراه فإنه حفيدي وهو يتيم الأبوين وقد أصابه مرض عضال عجز عنه الأطباء في منطقتنا، وكلهم قالوا إن الوحيد القادر على علاجه طبيب في العاصمة اسمه الدكتور عيشان، ولكن المسافة إلى هناك بعيدة ولا طاقة لي للسفر إلى هناك ولا مال لدي لأعالجه به، وأخشى أن يسوء حال الطفل فأنا أدعو الله كل صلاة أن يسهّل أمري للوصول إلى الطبيب عيشان لعلاج الطفل.
بكى الدكتور عيشان وقال لها: يا أماه، إن الله قد استجاب دعاءك فضرب الصواعق وأمطر السماء وعطّل الطائرات لكي يسوقني إليك سوقًا. يا أماه أنا الطبيب عيشان، وبكى الطبيب وبكت العجوز ثم أجرى ترتيباته ونقل الطفل والعجوز إلى المستشفى الذي يعمل به وعالجه وشفي بإذن الله.
ومثل قصة الدكتور عيشان في باكستان فإنها قصة ذلك الداعية المصري المظلوم والمفترى عليه. مصر التي لمّا حكمها الظالمون أدعياء القومية العربية، فإنهم أعلنوا الحرب السافرة على الأبرار والأطهار والشرفاء والعلماء، وما يزال حال مصر كما كان. ففي إحدى جلسات محاكمة ذلك الداعية وكان القاضي في صدد الاستماع لتسجيلات صوتية مفتراة ومفبركة تزعم النيابة والمخابرات أنها الدليل القطعي بها تدين ذلك الداعية الفاضل الذي خلال تلك اللحظات كان لسانه لا يفتر عن قول: “حسبي الله ونعم الوكيل”.
ولحرص النيابة والمخابرات على هذه التسجيلات المفبركة والتي عملوا عليها كثيرًا، فإنهم طلبوا من القاضي أن يقوم بتشغيل الجهاز على شريط كاسيت آخر خشية أن يفسد الشريط الذي أعدّوه. بحثوا فلم يجدوا في الدواليب إلا شريط كاسيت عليه تلاوة من القرآن الكريم، وما أن شغّلوا الجهاز وإذا بأول آية تُسمع هي قول الله تعالى من سوره التوبة {وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} آية 107 سورة التوبة.
هذه الآية وهذه المفاجأة جعلت القاضي يرتعش ويوقف جلسة المحكمة ليبدأ سماع ملف هذه المحاكمة من جديد وقد أدرك أنها رسالة من الله عبر هذه الآية أن ما في أدلة المخابرات هو الكذب والافتراء.
ما أكثرها المواقف والمشاهد في الماضي والحاضر تؤكد أن الله لا يتخلى عن أوليائه، وأن حسابات الله غير حسابات البشر، وأن إرادة الله فوق القوانين والنواميس البشرية، {وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ ۙ وَلَٰكِن لِّيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا} آية 42 سورة الأنفال، وقال سبحانه: {ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ} آية 154 سورة آل عمران، وقال سبحانه {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} آية 249 سورة البقرة، وقال سبحانه: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ} آية 123 سورة آل عمران، وقال سبحانه: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ} آية 17 سورة الأنفال. هذه وغيرها من الآيات للتي تؤكد معية الله تعالى أنه هو مسبب الأسباب وصاحب الإرادة التي إذا أراد أن يقول للشيء كن فيكون. فما على المسلم إلا أن يظلّ في معية الله تعالى مطمئنًا واثقًا بوعد الله لأوليائه، وقد قال في ذلك الشهيد سيد قطب رحمه الله: “لا تشغل نفسك بموعد الفرج إنه والله فوق الرؤوس، ولكن أشغل نفسك أين أنت وأين موقعك بين الحق والباطل”.
اعملوا وتفاءلوا
إن صدق التوكل على الله سبحانه لا يعني عدم الأخذ بالأسباب ولا يعني إهمال الإعداد الكامل في كل شيء {وَأَعِدِّوْا} من أجل تجاوز المرحلة. وقد قال في ذلك المرحوم محمد إقبال: “المسلم الضعيف هو الذي يعتذر بالقضاء والقدر، أما المؤمن القوي فهو قضاء الله الغالب وقدره الذي لا يُرد”. ولقد قال في ذلك الشاعر المسلم:
تفاءل تفاءل ولا تيأسنّ ولا تعتذر بالقضاء والقدر
إذا المرء يومًا أراد العلا فلا بد أن يستحث السيّرَ
فالمسلم لا يجلس ينتظر الطير الأبابيل ولا المعجزات والخوارق، ولكنه إذا أخذ بالأسباب وكان شعاره {إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} آية 62 سورة الشعراء {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} آية 40 سورة التوبة، وإذا كان هذا هو منهج وبناء أبناء شعبنا وأمتنا، فإننا على يقين أن أمتنا ستخرج من هذه المحنة وستنفي عنها الزيف كما تنفي النار زيف الذهب ليكون خالصًا صافيًا أصيلًا لا خَبَث فيه ولا زيف.
فما علينا إلا الثقة بالله تعالى وحسن التوكل عليه والركون إلى قوته والاعتصام بحبله، وسنرى من عظيم لطف الله ما يدهشنا ويجبر خاطرنا
واشدد يديك بحبل الله معتصمًا فإنه الركن إن خانتك أركان
نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا.
رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الشيخ كمال الخطيب الخوف الإمساك الله الخوف التوكل التوکل علیه وقال سبحانه سورة التوبة قال سبحانه ع ل ى الل آل عمران ع ل ى ال أن الله قال له ا أراد
إقرأ أيضاً:
عدنان الروسان يكتب .. التم المتعوس على خايب الرجا
#سواليف
التم #المتعوس على #خايب_الرجا
#عدنان_الروسان
هل يدفع #ترامب بالمنطقة ” مشكورا ” الى عصر جديد من عصور #المقاومة_المسلحة_الإسلامية التي لا تقبل اي سلام مع اي احد الا باستعادة حقوقها و حقوق شعوبها و حريتهم و سيادتهم و كرامتهم و ربما تتجه الأمور الى ما هو أكبر من ذلك …
اذا كان كثيرون يرون أن موقف الأردن ضعيف و اوراقه تكاد تكون معدومة في مواجهة المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية مخطئون تماما ، الذين ينسون أن أطول حدود و أعمق خطوط مواجهة مع العدو الصهيوني هي تلك التي بين الأردن و العدو عليهم ان يتذكروا أننا نستطيع أن نقلب كل #طاولة_أمريكا في المنطقة رأسا على عقب ، يقول بعض العارفين من باطنية أمريكا أن أمريكا تعرف كل صغيرة و كبيرة في الوضع الأردني الرسمي و الشعبي ، اذا كان الأمر كذلك فلا بد أن أمريكا تعلم اذن أن من يبقى حالة الأمن و الأمان بين الأردن و اسرائيل و يحفظ الحدود هادئة تطبيقا لمعاهدة السلام الموقعة في #وادي_عربة مع اسرائيل هي الدولة الأردنية و انه اذا قرر الملك أن تتغير الأمور لأن مصلحة الأردن تقتضي ذلك فان الأمريكيين لا يدركون ربما أن قضية غزة ستصبح ثانوية جدا لأن ما قد يستجد على الجبهة الأردنية اذا ما قررت الدولة ذلك سيكون ربما المسمار الأخير الذي يدق في نعش الكيان الصهيوني ، على الأمريكيين ان لا يحقروا صغيرا في مخاصمة لأن من لا يعرفك يجهلك و الناس تتشوق في #الاردن الى قتال العدو و مواجهته لتري الجميع يوما من ايام الله.
و المتعوس هنا هو #نتنياهو بينجامين و خايب الرجا هو رئيس أكبر دولة عظمى في العالم ، ويكاد يكون ما يقوم به دونالد ترامب ان يكون مقلبا من مقالب ” الكاميرا الخفية ” و ليس هناك ما يمكن أن يفسر هذا الإنقلاب الدرامي في السياسة الأمريكية ، و هل فعلا هذه الدولة التي يتغنى الناس فيها بانجازات الأباء المؤسسين ، جورج واشنطن و آدمز و ابراهام لنكولن و غيرهم و بالكونسيتيوشن او الدستور الأمريكي الذي يتعامل الأمريكيون معه و كأنه كتاب مقدس هي دولة و حضارة أم ان عقلية السادة و العبيد ما تزال تسيطر على عقلية الكاوبوي الأمريكي الذي يعتقد انه قادر على كل شيء.
لقد سقط الرئيس الأمريكي في فخ كبير في موضوع #غزة و #تهجير اهلها الى الأردن و توسيع اسرائيل على حساب العرب و أراضيهم و سقط في مواضيع أخرى كثيرة ، يبدو ان الرئيس الأمريكي لم تحالفه الحكمة و الحظ في طرح مبادرة تكون معقولة و تحظى بالحد الأدنى من القبول الشعبي العربي و الفلسطيني ايضا ، فقد ذهب الى أقصى اليمين المتطرف ليطرح مشروع فصل عنصري و ابادة جماعية و ترحيل قسري و دعم لا محدود لرئيس حكومة اسرائيلي فاسد و مكروه من جماهيره و مطلوب للمحاكم المحلية و الدولية ، و سارت طائرته بطريق متعرج جدا حتى تصل لواشنطن دون ان تجبر على الهبوط و اعتقاله.
المنطقة مليئة بالألغام و لست مع الذين يقولون أن لا شيء يحدث في المنطقة و العالم الا بترتيب أمريكي ، فأمريكا قوية و لكنها ليست قدرا محتوما و لا الها في الأرض ، و هاهي تزرع بذور فتن و عداوات قد تنبت حربا جديدة لا تبقي و لا تذر ، فغزة ليست وحدها التي يرى ترامب انه قادر عليها ، بل هو يهدد و يتوعد نصف الكرة الأرضية أو أكثر بالويل و الثبور و عظائم الأمور اذا لم يدفعوا خاوة له و بالقوة و القهر.
غزة للفلسطينيين و فلسطين للفلسطينيين كلها من البحر الى النهر و الأردن للأردنيين و الجغرافيا ليست ملكا لا لأمريكا و لا لغيرها ، و في قضية حضور أهل غزة للأردن فسيكون ذلك قريبا باذن الله حينما تتوحد الأمة و تكون الجغرافيا من سرت الى عدن و من طنجة الى حيفا دولة عربية اسلامية واحدة لا حدود بينها و يكون نفطنا لنا و ثرواتنا لنا و معابرنا ومضائقنا لنا و يكون حينها الله معنا ، و ليس ذلك على الله بعزيز او بعيد.
سيتراجع ترامب عن #أحلام_اليقظة التي يعيشها و اشك ان يكمل ولايته الحالية فقد فتح عش دبابير على نفسه و سقط في فخ المتعوس ، و عشار المسعد تسعد و عاشر المقرد تقرد و نتنياهو وجه نحس على اليهود في العالم كله ..
نتنياهو يشبه ذلك الذي قال ليثبت قوته و بأسه أمام الجميع ردوا علي عنزة أحملها ، قالوا انك لا تقدر ، قال ردوها علي و سترون ، و كانت العنزة ثقيلة جلفاء فما أن ردوها عليه حتى أحدث اي بالعامية ( ظ…… ) وضحك الجميع استهزاءا و لكنح صاح قائلا ردوا علي الثانية ، و نتياهو ظن أن لت يقدر عليه أحد و صاح أتركوني على غزة ، و غزة جعلته مضحكة العالم فقال ردوا على الضفة ….
فعلا التم المتعوس على خايب الرجا..
adnanrusan@yahoo.com