صحيفة الاتحاد:
2025-02-07@09:43:39 GMT

ديب سيك.. يهز عالم الذكاء الاصطناعي

تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT

في عالم يتسارع فيه تطور الذكاء الاصطناعي بوتيرة غير مسبوقة، جاءت تقنية "ديب سيك"  (DeepSeek) لتكون أكثر من مجرد ابتكار تقني، بل حدثا زعزع التوازنات الجيوسياسية والتكنولوجية على مستوى العالم. لم يكن إطلاق هذه التقنية قفزة نوعية في الذكاء الاصطناعي فحسب، بل شكّل تحديًا مباشراً للهيمنة الأميركية في هذا المجال، ما دفع عمالقة التكنولوجيا إلى إعادة النظر في استراتيجياتهم وخططهم المستقبلية لمواجهة هذا التغيير الكبير.


اقرأ أيضاً..مقارنة شاملة بين «ChatGPT» و«DeepSeek»

"ديب سيك": أكثر من مجرد نموذج ذكاء اصطناعي
تشير مصادر تقنية إلى أن "ديب سيك" لم يكن مجرد إنجاز تقني، بل خطوة استراتيجية أعادت تشكيل مشهد الذكاء الاصطناعي عالميًا فقد أدى إدراج نماذج "ديب سيك" ضمن منصات كبرى مثل "أزور" من مايكروسوفت و"AWS" من أمازون و"هواوي كلاود" و "علي بابا كلاود" إلى تعزيز فكرة التعاون العابر للحدود، مما يشير إلى بداية عصر جديد من الشراكات التكنولوجية.
ردود فعل عمالقة التكنولوجيا..أوبن إيه آي وجوجل وميتا 
لم تقف الشركات المنافسة مكتوفة الأيدي أمام "ديب سيك". حيث أطلقت "أوبن إيه آي" نموذجها الجديد "Reasoning o3"، إلى جانب وكيل "Operator AI" وأداة البحث العميق "Deep Research"، بهدف الحفاظ على ريادتها في الابتكار
من جهتها، كشفت جوجل عن "Gemini 2.0" و"Google Agentspace لتؤكد التزامها القوي بمواصلة المنافسة في سوق الذكاء الاصطناعي .
من جانبه علق مارك زوكربيرج على التطورات الأخيرة، مشيرًا إلى أن عام 2025 قد يكون العام الذي تصبح فيه النماذج مفتوحة المصدر الأكثر تطوراً،  مؤكدا بأن "Llama 4" المزمع طرحه خلال هذا العام سيكون أكثر أدوات الذكاء الاصطناعي تقدما واستخداماً حول العالم.
الصين تدخل بقوة عبر علي بابا
لم يكن التأثير مقتصرًا على الشركات الغربية فقط، إذ قدمت "علي بابا" نموذج "Qwen2.5-Max"، والتي زعمت أنها تفوقت على النموذج الشهير "DeepSeek-V3".
التأثير الاقتصادي والاستراتيجي
أحد أبرز الآثار التي أحدثها "ديب سيك" هو إثبات أن الأداء الفائق للذكاء الاصطناعي لا يستوجب ميزانيات ضخمة، مما قد يؤدي إلى انتشار أوسع للتقنيات المتقدمة وجعلها في متناول الشركات الناشئة والباحثين المستقلين.
دفع عجلة المصادر المفتوحة
من خلال تبني نهج المصادر المفتوحة، عزز "ديب سيك" بيئة تعاون أوسع بين المطورين، ما قد يفتح المجال لابتكارات جديدة ويقلل من هيمنة الشركات الكبرى على قطاع الذكاء الاصطناعي.

أخبار ذات صلة «تريندز» يطلق تقريراً بحثياً حول «الأثر الاقتصادي للذكاء الاصطناعي في الإمارات» جامعة أبوظبي و«شنغهاي ستمستار» توقعان اتفاقية لتطوير البحث العلمي

إعادة تشكيل الاستثمارات التقنية
اضطرت الشركات الكبرى إلى إعادة التفكير في استثماراتها، لا سيما في مجالات تصنيع الرقائق الإلكترونية ومراكز البيانات، وهو ما قد يؤثر على عمالقة الصناعة مثل "إنفيديا" و"إنتل".
أثارت "ديب سيك" موجة من التفاعل في أسواق المال، حيث لاحظ المحللون أن الشركات المنافسة اضطرت إلى تسريع إصداراتها الجديدة لطمأنة المستثمرين والحفاظ على حصصها السوقية
هل نحن أمام تحول جذري؟
بينما يعتقد بعض المحللين أن ردود الفعل الأولية كانت مبالغًا فيها، فإن التأثيرات الاستراتيجية والاقتصادية الحقيقية التي أحدثتها "ديب سيك" لا يمكن إنكارها. فقد أجبرت اللاعبين الرئيسيين في السوق على إعادة تقييم خططهم المستقبلية، مما يثبت أن هذه التقنية لم تكن مجرد إعلان عابر، بل نقطة تحول رئيسية في سباق التفوق في الذكاء الاصطناعي.
بهذه التطورات، يظل السؤال المطروح: هل ستظل الشركات التقليدية قادرة على التكيف مع هذه الموجة الجديدة من الابتكار، أم أننا نشهد بزوغ فجر عصر جديد في الذكاء الاصطناعي؟

المصدر: الاتحاد - أبوظبي

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: ديب سيك التحول الرقمي الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی دیب سیک

إقرأ أيضاً:

إعادة تعريف الابتكار: تأثير تقدم الذكاء الاصطناعي الصيني على الهيمنة الأمريكية

يشهد المشهد التكنولوجي العالمي تحولا عميقا، مع ظهور قطاع الذكاء الاصطناعي في الصين كمنافس هائل للهيمنة التكنولوجية الأمريكية طويلة الأمد. يرمز الاختراق الأخير لـ"ديبسيك" (DeepSeek)، وهو نموذج الذكاء الاصطناعي المتطور، إلى لحظة محورية في المنافسة التكنولوجية المستمرة بين القوتين العظميين.

ويمثل ظهور ديبسيك لحظة فاصلة في تطوير الذكاء الاصطناعي. تم تطويره من قبل شركة ناشئة مقرها هانغتشو، وحقق النموذج مقاييس أداء رائعة أرسلت موجات صدمة عبر وادي السيليكون والمؤسسة السياسية. وما يجعل ديبسيك جديرا بالملاحظة بشكل خاص هو قدرته على مطابقة نماذج الذكاء الاصطناعي الأمريكية الرائدة مثل تشات جي بي تي (ChatGPT)، وفي بعض الحالات تجاوزها، بينما تتطلب استثمارات وموارد أقل بكثير.

إن طموحات الصين في مجال الذكاء الاصطناعي ليست مجرد مصادفة. وقد سعت البلاد بشكل منهجي إلى تحقيق التفوق التكنولوجي من خلال استراتيجيات وطنية شاملة، وأبرزها مبادرة "صنع في الصين 2025" و"خطة تطوير الذكاء الاصطناعي للجيل القادم". وتحدد خرائط الطريق الاستراتيجية هذه تقدما واضحا: اللحاق بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الأمريكية بحلول عام 2020، وتحقيق اختراقات كبيرة بحلول عام 2025، وإنشاء قيادة عالمية للذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030.

يسلط هذا الضوء على التقاطع المعقد بين الابتكار التكنولوجي والسيطرة السياسية الذي يميز نهج الصين تجاه تطوير الذكاء الاصطناعي
إن التأثيرات الاقتصادية لهذه الطفرة التكنولوجية مذهلة. وبلغت قيمة صناعة الذكاء الاصطناعي الأساسية الصينية 578.4 مليار يوان (حوالي 80.98 مليار دولار أمريكي) بحلول نهاية العام السابق، بمعدل نمو قوي بلغ 13.9 في المئة. ولم يمر هذا النمو دون أن يلاحظه أحد من قبل الأسواق المالية العالمية. وشهدت شركة إنفيديا، وهي شركة رئيسية في مجال أشباه الموصلات في الولايات المتحدة، تقلبات كبيرة في القيمة السوقية، حيث خسرت ما يقرب من 600 مليار دولار، وهو ما يؤكد الاضطراب الاقتصادي المحتمل الناجم عن تقدم الذكاء الاصطناعي في الصين.

ويمتد المشهد التكنولوجي إلى ما هو أبعد من ديبسيك. وقد طورت شركات نموذجا مثل بايدو إرني 4.0، وهو نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يتنافس مباشرة مع غت-4 من أوبيناي، مما يدل على اتساع وعمق قدرات الذكاء الاصطناعي في الصين. ولا يتعلق الأمر فقط بإنشاء نموذج مبتكر واحد، بل يتعلق ببناء نظام بيئي شامل للذكاء الاصطناعي قادر على تحدي قادة التكنولوجيا العالميين.

وبالنسبة للولايات المتحدة، تمثل هذه التطورات تحديا معقدا. وحاولت إدارة بايدن إعاقة قدرات الصين في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال القيود التصديرية والحواجز التكنولوجية، ومع ذلك، يواصل المبتكرون الصينيون إيجاد طرق إبداعية لتطوير قدراتهم التكنولوجية، وفي كثير من الأحيان يعملون على هذه القيود ببراعة ملحوظة.

ومع ذلك، فإن تطورات الذكاء الاصطناعي في الصين لا تخلو من الجدل، فقد أثيرت مخاوف كبيرة بشأن الرقابة المدمجة المحتملة في نماذج مثل ديبسيك، التي يقال إنها ترفض الإجابة على أسئلة سياسية حساسة حول الصين وقيادتها. ويسلط هذا الضوء على التقاطع المعقد بين الابتكار التكنولوجي والسيطرة السياسية الذي يميز نهج الصين تجاه تطوير الذكاء الاصطناعي.

إن التوترات الجيوسياسية المحيطة بالذكاء الاصطناعي تمتد إلى ما هو أبعد من مجرد المنافسة التكنولوجية. وهذا صراع أساسي من أجل النفوذ العالمي، مع إمكانية إعادة تشكيل ديناميكيات القوة الدولية. وإن القدرة على تطوير ونشر نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة قد تحدد القيادة التكنولوجية لعقود قادمة.

سباق الذكاء الاصطناعي لم ينته بعد، لكن مجال اللعب يتطور بسرعة، وما كان في يوم من الأيام ميزة تكنولوجية واضحة للولايات المتحدة أصبح الآن نظاما إيكولوجيا معقدا ومتعدد الأقطاب للابتكار. ويشير التقدم الملحوظ الذي أحرزته الصين إلى حقبة جديدة من المنافسة التكنولوجية، حيث لا يعرف الابتكار حدودا جغرافية.
وما يجعل نهج الصين جديرا بالملاحظة بشكل خاص هو استراتيجيتها المنهجية والشاملة. وعلى عكس النهج الأكثر تجزئة في الولايات المتحدة، فإن تطوير الذكاء الاصطناعي في الصين مدفوع بجهود منسقة بين الحكومة والمؤسسات الأكاديمية والشركات الخاصة. ويسمح هذا النهج الموحد بتقدم تكنولوجي أكثر تركيزا وسرعة.

إن رأس المال البشري الذي يقف وراء هذا التقدم التكنولوجي مثير للإعجاب بنفس القدر، ولدى الصين عدد أكبر من علماء ومهندسي الكمبيوتر مقارنة بالولايات المتحدة، مما يوفر مجموعة قوية من المواهب للابتكار المستمر. ويوفر عدد السكان الهائل في البلاد أيضا موردا لا مثيل له للبيانات، مما يمنح مطوري الذكاء الاصطناعي الصينيين ميزة تنافسية كبيرة في تدريب نماذجهم وتحسينها.

وبينما يراقب العالم هذه الرقصة التكنولوجية المعقدة، يصبح هناك شيء واحد يتضح بشكل متزايد: الافتراضات التقليدية حول قيادة الابتكار تواجه تحديا أساسيا. ويمثل نجاح ديبسيك ونماذج الذكاء الاصطناعي الصينية الأخرى أكثر من مجرد إنجاز تكنولوجي، إنه تحول أساسي في مشهد الابتكار العالمي.

إن سباق الذكاء الاصطناعي لم ينته بعد، لكن مجال اللعب يتطور بسرعة، وما كان في يوم من الأيام ميزة تكنولوجية واضحة للولايات المتحدة أصبح الآن نظاما إيكولوجيا معقدا ومتعدد الأقطاب للابتكار. ويشير التقدم الملحوظ الذي أحرزته الصين إلى حقبة جديدة من المنافسة التكنولوجية، حيث لا يعرف الابتكار حدودا جغرافية.

في الختام، يمثل ظهور ديبسيك والنظام البيئي الأوسع للذكاء الاصطناعي في الصين لحظة حرجة في التاريخ التكنولوجي. إنه يتحدى الافتراضات الراسخة حول الريادة التكنولوجية، ويشير إلى تحول محتمل في ديناميكيات الابتكار العالمية. والعالم يراقب، والرهانات لم تكن أعلى من أي وقت مضى.

مقالات مشابهة

  • مشروع «أسترا» من جوجل: إعادة تعريف البحث الإلكتروني باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • مشروع «أسترا» من جوجل: إعادة تعريف البحث الإلكتروني باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • النيابة العامة تشارك في مؤتمر "عالم الذكاء الاصطناعي 2025"
  • دبي تحتضن الابتكارات العالمية خلال اليوم الثاني من عالم الذكاء الاصطناعي
  • ريد هات العالمية: الإمارات تواصل ريادتها في عالم الذكاء الاصطناعي
  • “كيرنو” تستعرض حلول الحوسبة المتقدمة في “عالم الذكاء الاصطناعي 2025”
  • إعادة تعريف الابتكار: تأثير تقدم الذكاء الاصطناعي الصيني على الهيمنة الأمريكية
  • أبوظبي تستضيف قمة «عالم الذكاء الاصطناعي» 2026
  • انطلاق قمة عالم الذكاء الاصطناعي في أبوظبي