أكد مصدر دبلوماسي رفيع بعاصمة جنوب السودان، جوبا، أن أوضاع الجالية السودانية بالعاصمة وولايات دولة جنوب السودان تشهد استقراراً بدرجة كبيرة،

و قال المصدر لموقع “المحقق” الإخباري (الخميس) إن البعثة الدبلوماسية السودانية بجوبا أصبحت لا تتلقى حالياً بلاغات أو شكاوى اعتداءات من الجالية كما كان في الفترة السابقة.

لهذه الأسباب:

و أرجع المصدر الهدوء لعاملين الأول جهود حكومة جنوب السودان بالانتشار الكثيف للقوات الأمنية للسيطرة على الأوضاع فضلاً عن فرضها لحظر التجوال لمدة 12 ساعة (من 6 مساءاً إلى 6 صباحاً) فيما شكل قرار قطع الشبكة عن مواقع التواصل الاجتماعي عاملاً مهماً فى تخفيف حدة بث خطاب الكراهية الهمجي المؤجج للأزمة من قبل بعض العناصر.

عودة الحياة:

و كشف المصدر عن عودة الحياة إلى طبيعتها مشيرا إلى أن التجار عادوا الى مواقع عملهم و تم فتح الأسواق. و أشار المصدر في هذا الصدد إلى أن إغلاق الأسواق الذى تم في 16 يناير الماضي و حتى 31 منه، و شمل أيضاً إلى جانب التجار السودانيين تجار من دول أخرى على رأسها الصومال و إثيوبيا و إريتريا ألحق ضرراً كبيراً بالمواطن الجنوب سوداني ، حيث أصبحت هنالك حالة شلل تام بالسوق و ارتفعت الأسعار بسبب الندرة معتبراً أن الشلل الذى أصاب السوق كان أحد أهم الارتدادات السالبة للأزمة، ولم يستبعد المصدر أن يكون نجم عنها تكلفة اقتصادية باهظة و ذلك بسبب تضرر المواطن في احتياجاته اليومية، الأمر الذي أسهم في خلق خطاب مضاد للخطاب السائد فضلا عن اتاحته لمساحة كبيرة للأصوات الجنوب سودانية التى تتسم بالعقلانية و الموضوعية فى التعامل مع الأزمة و المطالبة بأن تتم محاسبة الذين تسببوا في التحريض.

استغلال:

و تابع المصدر: “هناك مجرمين و متفلتين يستغلون الأزمات لممارسة السرقة والنهب، و لكن هنالك أيضاً محرضين معروفين للرأي العام يبثون خطاب الكراهية”.

و أكد أن الخطاب المضاد لخطاب الكراهية أسهم في خلق حالة استقرار تصدى بصفه جبرية للذين حاولوا جعل المسألة مستدامة.

“ارتباط مصالح”

و حول عمليات الإجلاء للرعايا السودانيين أكد المصدر الدبلوماسي في حديثه مع “المحقق” أن هنالك بعض أفراد الجالية فضل البقاء بالجنوب لارتباطهم بمصالح اقتصادية تجارية أو عملية كالأطباء و أساتذة وطلاب الجامعات، وأضاف أن هؤلاء وجدوا تفاعلا إيجابياً بعد رجوعهم لأماكن عملهم عكس ما كان متوقعاً حيث كان ينتاب البعثة القلق من حدوث حالات شد و جذب،

مشيراً إلى أن طلاب الجامعات جلسوا لامتحاناتهم وفق الجداول الموضوعة أصلا من قبل جامعاتهم دون حدوث أي احتكاك ، بل على العكس فقد وجدوا الدعم و المساندة من زملائهم الجنوب سودانيين.

حدث معزول:

و اعتبر المصدر أن ما حدث للجالية بدولة جنوب السودان أمر معزول عن غالب أهل جنوب السودان، و أن من قامت به فئة ضيقة و منبتة ساعدت وسائل التواصل الاجتماعي فى أن يكون لها صوت عالٍ طغى على أصوات الآخرين و أن ما حدث لا يمثل راى غالب أهل جنوب السودان الذين يربطهم بالسودان التاريخ كما أنه لا يمثل غالب النخب المثقفة و المتعلمة و أساتذة الجامعات ، و تابع بقوله ..بل حتى المواطن البسيط كان ينتقد هذا السلوك

علاقة خاصة:

و لفت إلى أن بعض الأحياء شكلت لجان داخل المدن من الشباب لحماية اصحاب البقالات الصغيرة و الدكاكين من التجار السودانيين في جوبا و الولايات الأخرى عازياً ذلك للعلاقة الوثيقة التى قامت بين المواطنين الجنوب سودانيين و تجار الشمال الذين كثيرا ما يشيرون إلى أنهم يراعون لأوضاعهم المالية عبر منحهم احتياجاتهم بالدفع الآجل أو ما يعرف (بدفتر الشهر) خلاف الجنسيات الأخرى من التجار الأجانب بدولة الجنوب الذين يطالبون بالدفع العاجل .

الترحيل الطوعى:

و فيما يلى العودة الطوعية أشار المصدر إلى أنه و نتيجة لهدوء الأوضاع و عودتها إلى طبيعتها فقد أنسحب بعض من الذين قيدوا أسماءهم للعودة للوطن و ذكر مثالا لذلك منطقة (بور) حيث سجل (170) سودانياً للعودة غير أن الذين غادروا ضمن عمليات التفويج الذى تفذته السفارة (23) فقط أي بنسبة انسحاب بلغت 80% حيث فضل هؤلاء البقاء نتيجة التطمينات و أن الوضع عاد إلى طبيعته لمواصلة عملهم بالجنوب ، و قال المصدر إن البعثة تمكنت حتى الآن من إجلاء 4127 مواطناً و مواطنة عبر (26) رحلة جوية (تاركو – بدر ) كمرحلة أولى كان آخرها يوم الثلاثاء الماضى و لفت إلى أن السفارة منحت اولوية الاجلاء للأسر و الأبناء ثم الشباب.

مرحلة لاحقة:

و كشف المصدر عن أن الترتيبات تمضي لإنفاذ المرحلة الثانية من الإجلاء حيث تطالب مجموعة أخرى فى مدينتي واو و أويل بالاجلاء لافتا إلى أن التنسيق و الترتيب جاري حاليا مع مجلس السيادة الإنتقالي و سلطة الطيران المدني و الشركات لإجلائهم و هى أن كل الأطراف مستعدة لتسيير جسر جوي آخر لإجلاء الراغبين فى العودة الطوعية إلى أرض الوطن .

حضور برغم الظروف؛

المصدر أكد أنه برغم عمليات الاجلاء التى تمت حتى الآن ، إلا أن وجود السودانيين بدولة جنوب السودان ما زال قائما من خلال حضورهم فى الأعمال التجارية و القطاع الصحي و التعليم العالي و العام و أكد أن المدارس السودانية لم تتأثر بالأزمة و أن الطلاب السودانيين انتظموا فى مدارسهم وأن عدداً منهم سوف يجلسون لإمتحانات الشهادة السودانية للعام (2024) م المقرر له الفترة المقبلة و تابع يمكننا القول أن الأمور عادت إلى نصابها.

المحقق – مريم أبشر – خاص

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: جنوب السودان إلى أن

إقرأ أيضاً:

قنصل السودان بأسوان يؤكد أن تأخر حافلات عودة السودانيين بسبب الأعداد الكثيرة

أكد القنصل العام بالقنصلية السودانية بأسوان بجمهورية مصر العربية السفير عبدالقادر عبدالله أن تأخر حافلات عودة السودانيين بمعبر أبو سمبل كان بسبب الأعداد الكثيرة والتي هي أكبر من طاقة العبارات الناقلة للمسافرين إلى أشكيت وحلفا.وقال في اتصال هاتفي مع وكالة السودان للأنباء إن الزيادة في عدد المسافرين تم تحويلها إلى ارقين، مبيناً أن انسياب الحافلات بعد ذلك سار بشكل جيد، مطالباً بأن لا يزيد عدد المسافرين عن طاقة العبارات والمعبر.وأكد القنصل إن العودة الطوعية بهذه الأعداد الكبيرة للأسر السودانية هي مؤشر طيب يؤكد استتباب الأمن وتحسن الأوضاع في الولايات مما يسهم في استئناف الحياة بشكل طبيعي حتى تعود عجلة التنمية والإنتاج في السودان.وامتدح السفير حكومة وشعب مصر على ما بذلاه من استضافة على مدى عامين لهذه الأسر الكريمة وأنهم سيرجعون بذكريات طيبة وصورة زاهية عن المجتمع المصري وأشقائهم في شمال الوادي .على صعيد متصل تتواصل عمليات استقبال أفواج العائدين بمعبر أرقين الحدودي بوادي حلفا حيث استقبل المعبر صباح اليوم 30 بصاً في المنطقة المحايدة وقد انتظمت عمليات تفويج العائدين بأرقين إلى مدن السودان حيث غادر القادمون على متن 30 بصاً إلى وجهاتهم المختلفة .وكشف عضو لجنة غرفة النقل حسن الأمين عن انتهاء أزمة العالقين بأرقين تماماً، مشيراً إلى انضمام فرق غرف النقل والترحيلات والبصات السفرية وبالتعاون مع غرفة طوارئ معبر أرقين برئاسة العميد عبد الفتاح أحمد مدير جمارك أرقين لاستقبال العائدين من مصر وتطبيق منشور تسعيرة التذكرة المقررة لها من قبل الجهات المعنية دون أي زيادة أو استغلال للعائدين،وأكد انفراج أزمة تواجد البصات السفرية أمس وأنه تم توفير ٦٠ من البصات السفرية كإحتياطي اليوم لاستقبال أي تفويج قادم عبر ارقين.وقال عصام الدين محمد خير رئيس اتحاد أصحاب البصات السفرية بوادي حلفا إن الموقف مطمئن جداً في توفر البصات السفرية بوادي حلفا لاستقبال حركة المسافرين القادمين من الشقيقة مصر عبر معبر أشكيت إلى مدن السودان المختلفة وأن حركة التفويج تنساب بشكل منتظم وسط العائدين .واشار إلى أن غرفة النقل واتحاد البصات حريصان على تطبيق منشور الغرفة حول أسعار قيمة التذاكر دون زيادة ووسط رقابة من جهات مختصة لعدم استغلال المسافرين وأن الفئات متساوية ما بين أرقين وحلفا.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • حكومة السودان تكمل استعداداتها لجلسة محكمة العدل الدولية غداً، و“المحقق” يحصل على التفاصيل
  • إعلامي يكشف حقيقة رحيل حسين لبيب بعد الهجوم عليه
  • رويترز: وزير الخارجية السعودي في واشنطن للتخطيط لزيارة ترامب
  • مصدر من وزارة التشغيل يعطي توضيحات لـRue20 حول الهجوم السيبراني: إخباري ولا يتضمن بيانات حساسة
  • مصدر أمني ينفي إعفاء قائد شرطة ذي قار من منصبه
  • مصدر يكشف لـ«الأسبوع» تفاصيل مفاوضات الأهلي لضم الونش: «عرض نفسه»
  • قنصل السودان بأسوان: الأعداد الكبيرة وراء تأخر حافلات عودة السودانيين
  • عودة عشرات آلاف السودانيين من مصر
  • قنصل السودان بأسوان يؤكد أن تأخر حافلات عودة السودانيين بسبب الأعداد الكثيرة
  • حدث دبلوماسي مثير.. طرد السفير الإسرائيلي من مقر الاتحاد الإفريقي