نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا عن مخاطر مخلفات الحرب في شمال غربي سوريا بعد 12 عاما من الصراع الذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 500 ألف شخص بينما أجبر ملايين آخرين على الفرار من ديارهم، وفق إحصائيات أممية.

وأوضحت الصحيفة أن سنوات الحرب السورية تركت إرثا مميتا من قذائف المدفعية والألغام والذخائر الأخرى غير المنفجرة على الأراضي الزراعية وعلى جوانب الطرق والمباني، مما يشكل تهديدا عشوائيا على الأرواح بعد فترة طويلة من انحسار القتال.



لكن الذخائر العنقودية، الأسلحة المحظورة على نطاق واسع والتي تتفكك في الجو وتنثر العشرات من القنابل الصغيرة على مساحة واسعة، هي أسلحة مميتة بشكل خاص، لأنها تتمتع القنابل الصغيرة بمعدل عالٍ من الفشل، وتشكل ما وصفته الشبكة السورية لحقوق الإنسان بأنه "تهديد مفتوح لحياة الأجيال القادمة في سوريا".

وتسببت الذخائر العنقودية في مقتل ما يقرب من 1500 شخصا في سوريا، بينهم 518 طفلا، منذ عام 2011، وفقا لشبكة الحقوق السورية. وتسببت الألغام الأرضية في مقتل 3353 مدنيا آخرين، من بينهم 889 طفلا.



وقال محمد سامي المحمد، خبير المتفجرات في منظمة الخوذ البيضاء للدفاع المدني السوري، عن التهديد من الذخائر غير المنفجرة: "مع كل موجة نزوح جديدة، يصبح هذا خطرا أكبر".

وعمل متطوعو الدفاع المدني في أجزاء من سوريا، بجد لإزالة الذخائر غير المنفجرة في المناطق الخارجة عن سيطرة نظام الأسد، لكن تنتشر حقول الألغام في البلاد أيضا، خاصة في المناطق التي كانت تحت سيطرة الحكومة في السابق. لكن الخوذ البيضاء لا تملك القدرة التقنية على إزالة تلك الألغام.

وستبدأ HALO Trust، وهي منظمة عالمية لإزالة الألغام، هذه المهمة هذا الشهر في حقول الألغام في شمال غرب سوريا.

وكالة أخرى، خدمة الأمم المتحدة لمكافحة الألغام، أشرفت على تطهير حوالي 500 فدان من الأراضي الزراعية في سوريا، مما أدى إلى تدمير أكثر من 500 متفجر.



ومع ذلك، في الشمال الغربي، لا توجد منطقة آمنة تماما لأن الطائرات الحربية السورية والروسية لا تزال تشن غارات جوية. فيمكن لمنطقة تم تطهيرها اليوم أن تتعرض للقصف والتلوث مرة أخرى غدا.

وعلى الرغم من المخاطر، لا يزال الكثير ممن يعيشون في شمال غرب سوريا، وسط الفقر المدقع والبطالة المرتفعة، يبحثون عن الخردة المعدنية لبيعها، حتى عن القنابل والقذائف. بالنسبة للبعض، هو مصدر دخلهم الوحيد.

وأجرت الخوذ البيضاء مئات ورشات التعليم لتثقيف الناس حول الذخائر غير المنفجرة ويعزو السكان تراجع الإصابات في السنوات الأخيرة إلى تلك الورشات.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سوريا قذائف الذخائر الأسد سوريا قذائف الأسد روسيا ذخائر سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة غیر المنفجرة فی سوریا

إقرأ أيضاً:

“خطر صامت” يتسلل إلى الشرايين ويهددنا بجلطات قاتلة

الجديد برس| كشفت دراسة حديثة عن وجود جزيئات بلاستيكية متناهية الصغر تخترق أجسادنا وتستقر في الشرايين الحيوية. وأصبحت هذه الجسيمات التي لا ترى بالعين المجردة، والمعروفة علميا باسم “الجسيمات البلاستيكية النانوية الدقيقة” (micronanoplastics)، تهديدا خفيا لصحة القلب والأوعية الدموية. وأجرى باحثون من جامعة نيو مكسيكو تحليلا دقيقا للشرايين السباتية (الشرايين الرئيسية المنبثقة عن قوس الأبهر والتي تجري بجانب الرقبة لتزود الرأس والدماغ بالدم) لدى 48 شخصا، ليكتشفوا أن هذه الجسيمات البلاستيكية تتواجد بتركيزات أعلى بكثير عند المصابين بترسبات دهنية في الشرايين. وكانت النتائج صادمة، حيث سجل المصابون بترسبات دون أعراض مستويات بلاستيك أعلى 16 مرة من الأصحاء، بينما بلغت النسبة 51 ضعفا عند من عانوا من أعراض تشبه السكتة الدماغية. ويوضح الدكتور روس كلارك، الباحث الرئيسي في الدراسة، أن المصدر الرئيسي لهذه الجسيمات البلاستيكية ليس كما يعتقد الكثيرون في الأدوات البلاستيكية التي نستخدمها بشكل شائع، بل في الطعام والماء الذي نتناوله. فمع مرور الزمن، تتحلل النفايات البلاستيكية في المحيطات وتختلط بالتربة والمياه، لتدخل في السلسلة الغذائية وتتراكم في أجسامنا دون أن ندري. وأثارت هذه الدراسة التي قدمت في مؤتمر جمعية القلب الأمريكية لعام 2025، أسئلة عديدة حول الآليات التي تؤثر بها هذه الجسيمات على صحتنا. فعلى الرغم من عدم وجود دليل مباشر على تسببها في التهابات حادة، إلا أن الباحثين لاحظوا تغيرات في التعبير الجيني للخلايا المسؤولة عن استقرار الترسبات الدهنية، ما يشير إلى تأثيرات معقدة قد لا تظهر آثارها إلا على المدى الطويل. وتأتي هذه النتائج في سياق متصل مع دراسات سابقة كشفت عن وجود جزيئات بلاستيكية دقيقة في السائل المنوي البشري، ما يوسع دائرة القلق حول التأثيرات الصحية الواسعة للتلوث البلاستيكي. ورغم أن الباحثين يحذرون من أن هذه النتائج أولية وتحتاج لمزيد من الدراسة، إلا أنها تفتح الباب أمام أسئلة حرجة حول مدى انتشار هذه الجسيمات في أجسامنا وتأثيراتها الصحية المحتملة.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تكشف تقرير خطير عن وسط الخرطوم وأم درمان وتحذر من مخاطر قرب القصر الرئاسي والمطار وتوجه موظفيها بالعودة في هذا التوقيت
  • انطلاق “مؤتمر الوحدة الكردية” في شمال وشرق سوريا
  • مهجّرو كرناز بريف حماة يغادرون المخيمات في شمال سوريا عائدين إلى ديارهم
  • أونماخت: الاتحاد الأوروبي يعتزم تمويل أنشطة إزالة الألغام في سوريا
  • إنجاز جديد لـ”مسام”: إزالة آلاف المتفجرات من مخلفات الحرب خلال أيام
  • الاتحاد الأوروبي يعتزم تمويل أنشطة إزالة الألغام في سوريا
  • خلال أسبوع.. انتزاع أكثر من ألف مادة متفجرة من مخلفات الحرب
  • MEE‏: إسرائيل استعانت بجماعة ضغط لإقناع ترامب بعدم ‏سحب قواته من سوريا
  • بعد حصولها على جائزة EMIGALA.. بسمة بوسيل: تركت الموسيقى من أجل عائلتي
  • “خطر صامت” يتسلل إلى الشرايين ويهددنا بجلطات قاتلة