الجزء الاول :- ماسر دعوة ترامب لمصادرة”غزة”؟
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
بقلم :- د. سمير عبيد ..
تمهيد :
سوف نحلل بهذا المقال مغزى وتوقيت إطلاق بالون الرئيس الاميركي “دونالد ترامب” بخصوص غزة وشهيته لمصادرتها وجعلها أرضٍ أميركية ودون التفكير بتاريخ وشعب هذه الأرض ،ولا حتى احترام المواثيق الدولية ونضال الشعب الفلسطيني .فالرجل يريد وبجرة قلم الغاء تاريخ شعب وارض ومصير وتاريخ صراع .
أولا:-عندما استلم الرئيس الاميركي ترامب زمام الأمور في الولايات المتحدة بعد ٢٠ يناير ٢٠٢٥ مباشرة أربك الداخل الاميركي وجوار أميركا وصولا إلى شمال اوربا و غزة من خلال قرارته وأوامره التنفيذية الغريبة . ويبقى الهدف الذهبي الذي قام بالتمويه للوصول اليه هو غزه وشواطئها من خلال خلق دعوات مماثلة وليست بالضرورة حقيقية ومنها مطالبة كندا لتصبح ولاية أميركية ،وتغيير تسمية خليج المكسيك إلى ” خليج أميركي ” ،والإيعاز إلى الاستيلاء على بنما بحجج واهية ،وذهب من هناك إلى شمال اوربا حيث الدنمارك بعرض شراء غرينلاند او عمل استفتاء لأنضمامها إلى الولايات المتحدة كلها مقدمات للتغطية على الهدف الأصلي الذي يريد ترامب وصهره كوشنير الوصول اليه وهو الاستيلاء على قطاع غزة وتحويلها إلى مستعمرة لترامب وكوشتير ورجال الجشع لأميركي . وطبعا وراء ذلك اهداف سياسية واقتصادية دائمة !
ثانيا :ولو تعمقنا بالبحث والتحليل سنجد ان قطاع غزة هو رأس الحربة لمشروع ( الهند واوربا ) وان سيطرة الولايات المتحدة عليه يمنحها سيطرة تامة على أوربا ومنطقة الخليج والهند ومحاصرة ج الصين وروسيا وايران . وهذا سر انغماس الولايات المتحدة ودول اوربية بالحرب لصالح إسرائيل ضد غزة واهلها بعنوان الابادة وتهجير ما تبقى منهم !
ثالثا:-فيعد مشروع الممر الاقتصادي الذي اشرنا اليه اعلاه خطوة مهمة للغاية ستنظر إليها واشنطن بإيجابية بسبب تقاربها المتزايد مع نيودلهي على مستوى الاشخاص ” ترامب ومودي” وعلى مستوى الاهداف الاميركية الهندية .وان تنفيذ هذا المشروع الاقتصادي العملاق يتطلب ميزانيات من المال،وفي النهاية قد “يغير هذا المشروع قواعد اللعبة” وهذا ماخططت له الإدارة الديمقراطية في البيت الأبيض اولا ( أن الممر الاقتصادي فرصة للتنافس مع الصين وإعطاء منطقة الخليج مساحة أكبر للخروج من الحصار الصيني المتمثل في مبادرة الحزام والطريق) وهذا سر انغماس الرئيس السابق بايدن وادارته في الحرب ضد غزة .وذلك لأن من المهم وجود أكثر من طريق لربط دول العالم لمنع الاحتكار. وبطبيعة الرئيس ترامب يكره بايدن والديموقراطيين ويكره ان يُنسب اي شيء إلى بايدن وادارته لذا حال جلوسه بمكان بايدن عمل ( ضجة إعلامية وسياسية ليكون هو قائد هذا المشروع وهو الذي سيضع لبناته وليس بايدن ) ولكن بطريقة كولونيالية !
رابعا:-ولو فتشنا اكثر سنجد ان للولايات المتحدة سببا آخر ومهم لدعم هذا المشروع ( الممر الاقتصادي) وهو تحويل الهند إلى بديل للصين في مجال الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات. وتسعى واشنطن إلى تقليص اعتماد العالم على المنتجات الصينية. وهنا أكد بايدن ومودي دعمهما لبناء سلاسل توريد عالمية مرنة لأشباه الموصلات، مشيرين إلى استثمار ما يقرب من 700 مليون دولار في توسيع البحث والتطوير في الهند.لا سيما وان الهند على غير وئام مع الصين أصلا.وتطمح الهند بدورها إلى أن تصبح أحد الكيانات الاقتصادية العملاقة لمنافسة الصين. إلا أنها تحتاج إلى 15 أو 20 سنة أخرى لتصبح قوة عالمية مثل الصين .، حيث أن ناتجها المحلي أصغر من ناتج الصين وتحتاج إلى رأس مال لا يستطيع القطاع الخاص الأميركي توفيره بطبيعته. وذلك لأن الشركات الأميركية تريد الاستثمار ولكنها لا تريد تقديم المساعدة مثل الشركات الصينية، لذا يجب على واشنطن أن تجد طرقا أخرى للتنافس مع بكين.
خامساً:-لكن على الرغم من النشاط الدبلوماسي بين الهند وأميركا، إلا أنهما ما زالا بعيدين عن إقامة تحالف بسبب الفجوات الاقتصادية . ولا تزال الهند تستورد أكثر من نصف أسلحتها من روسيا ،لا بل وقعت الهند اخيرا اتفاقية استراتيجية مع روسيا .وتعد الهند مشتريا رئيسيا للنفط الروسي الخاضع للعقوبات، وكثيرا ما تصوت ضد واشنطن في الأمم المتحدة. كما تواصل الهند رفض إدانة الهجوم الروسي على أوكرانيا، تماما كما فشلت في إدانة الغزو السوفييتي لأفغانستان في عام 1979. وهذا يؤكد أولويات الهند في الحفاظ على قدرتها على الوصول إلى الأسلحة والنفط وتجنب دفع روسيا أكثر إلى أحضان الصين.فالهند تمارس سياسة الاحتراس الشديد فهي لا تريد الوقوع في الغرام الاميركي فتفقد روسيا وحينها ستقوى الصين التي هي خصم للصين !
انتهى الجزء الاول !
إلى اللقاء في الجزء الثاني !
سمير عبيد
٧ فبراير ٢٠٢٥ سمير عبيد
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الولایات المتحدة هذا المشروع
إقرأ أيضاً:
ترامب يجمد الرسوم على 75 دولة 90 يوماً... ويصعّد ضد الصين
الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال حدث للجنة الوطنية الجمهورية للكونجرس. واشنطن . 8 أبريل 2025 - Reuters
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء، تعليق الرسوم، التي فرضها في وقت سابق، على الدول التي لم ترد بـ"إجراءات انتقامية" لمدة 90 يوماً، فيما قرر رفع الرسوم المفروضة على الصين إلى 125%، مضيفاً أن هذا القرار سيدخل حيز التنفيذ فوراً.
واستجابت الأسواق على نحو فوري، إذ ارتفعت مؤشرات البورصات الأميركية متأثرة بتعليق ترمب الرسوم على 75 دولة.
وجاء قرار ترمب وسط تصاعد للحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، إذ ردت بكين، الأربعاء، بفرض رسوم جمركية نسبتها 84% على السلع الأميركية، رداً على رسوم جمركية 104% أعلنت واشنطن في وقت سابق فرضها على السلع الصينية.
وكتب ترمب على "تروث سوشيال"، أنه "نظراً إلى نقص الاحترام الذي أظهرته الصين تجاه أسواق العالم، أُعلن رفع التعريفة الجمركية المفروضة على الصين من قبل الولايات المتحدة إلى 125%"، مضيفاً أن هذا القرار "سيدخل حيز التنفيذ فورا".
وتابع: "في مرحلة ما، ونأمل أن تكون في المستقبل القريب، ستدرك الصين أن أيام استغلال الولايات المتحدة ودول أخرى لم تعد قابلة للاستمرار أو القبول".
وتعهدت الصين، الأربعاء، بـ"القتال حتى النهاية" في حرب تجارية متصاعدة مع الولايات المتحدة، ورفعت التعريفات الجمركية على السلع الأميركية إلى 84% اعتباراً من الخميس.
وأصدرت الصين، الأربعاء، تحذيراً للسياح الصينيين من مخاطر السفر إلى الولايات المتحدة وفقاً لبيان صادر عن وزارة الثقافة والسياحة.
تعليق الرسوم لـ90 يوماً
وأضاف ترامب أنه وافق على تعليق الرسوم التي فرضها على أكثر من 75 دولة، لمدة 90 يوماً، مشيراً إلى أنها دول لم ترد بـ"إجراءات انتقامية"
وقال ترامب: "وعلى الجانب الآخر، وبناءً على حقيقة أن أكثر من 75 دولة قد تواصلت مع ممثلي الولايات المتحدة، بما في ذلك وزارات التجارة والخزانة، ومكتب الممثل التجاري الأميركي (USTR) للتفاوض بشأن حلول للقضايا المطروحة المتعلقة بالتجارة، والحواجز التجارية، والتعريفات الجمركية، والتلاعب بالعملة، والتعريفات غير النقدية، وبما أن هذه الدول، بناءً على توصية قوية مني، لم تتخذ أي إجراء انتقامي بأي شكل من الأشكال ضد الولايات المتحدة، فقد أصدرتُ تفويضاً بوقف مؤقت لمدة 90 يوماً، مع تطبيق تعرفة جمركية متبادلة مخفّضة بشكل كبير خلال هذه الفترة، بنسبة 10%"، مضيفاً أن هذا الإجراء سيتم تطبيقه "اعتباراً من هذه اللحظة".