ختان الأطفال في اليمن.. مهمة المزيّن والداية رغم المخاطر
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
في إحدى قرى ريف محافظة تعز، يتولى سرحان قائد (58 سنة) الذي يعمل عادة في مهن "المزاينة" (الجزارة والحلاقة وقرع الطبول) التي تصنّف بأنها دونية، عمليات ختان الأطفال، وهي مهنة اكتسبها من والده، وأورثها لاحقاً إلى أبنائه وأحفاده. وهو يزاولها مع أفراد عائلته من دون أي معرفة طبية.
في القرية التي يسكن فيها وأخرى مجاورة، يحرص الأهالي على استدعاء سرحان لإجراء ختان الأطفال، ويكون ذلك عادة في اليوم الثالث أو السابع بعد ولادة الطفل.
يقول لـ"العربي الجديد": "تعلّمت مهنة ختان الأطفال من والدي، وهو بدوره ورثها من جدي. في القرى التي لا تضم مراكز صحية يتولى المزين ختان الطفل المولود، وهذه العملية سنّة نبوية ذات فوائد، أهمها النظافة والوقاية من الأمراض. الختان عملية سهلة بالنسبة لي، وأجريها خلال أقل من عشر دقائق، وأتقاضى عنها أجراً يتراوح بين 10 و30 ألف ريال، وقد يعطيني البعض 50 ألف ريال (الدولار يساوي 2170 ريالاً). والآن يمارس أولادي وأحفادي هذه المهنة بعدما تعلموها مني". وفي المحافظات اليمنية الساحلية، حيث تنتشر ظاهرة ختان الإناث، خصوصاً في تهامة (غرب)، تمارس نساء هذه العملية، ويطلق عليهن اسم "الداية" أو "الريسة". وتعد "الرياسة" من المهن المتوارثة ضمن أسر محددة عملت لأجيال في هذه المهنة.
وعموماً، ينفذ "المُزين" أو "الداية" أو "الريسة" عملية الختان داخل منزل الأسرة، وتترافق مع تنظيم طقوس احتفالية تشهد تقديم ذبيحة وتوزيعها على الضيوف، لكن هناك مخاطر تحيط بإجراء عمليات الختان بالطرق التقليدية، إذ لا يُنجز عدد كبير منها بالطريقة الصحيحة، ما يضطر والد الطفل إلى الاستعانة بطبيب متخصص لإعادة إجراء عملية الختان، ففشل إجراء الختان بالشكل السليم يؤدي إلى مضاعفات، مثل التهابات، أو نزيف وتورم في العضو التناسلي.
يقول صلاح جسار لـ"العربي الجديد": "رُزقت قبل نحو عام بمولود، وفي اليوم السابع لولادته أجرى مُزين استدعيته عملية ختان بالطريقة البدائية، وبعد يومين لاحظت تورم العضو التناسلي للطفل الذي كان يبكي بشدة طوال الوقت، فنقلته إلى المستشفى، حيث اكتشف الطبيب الذي عاينه أن الجرح تعرّض لنزيف وتلوّث، وأن العضو التناسلي أصيب بالتهابات حادّة نتيجة استخدام مواد غير معقمة، فأعطانا أدوية ومراهم أتاحت الشفاء بعد فترة من الزمن".
يضيف: "لا بدّ من أن ينفذ طبيب عملية الختان، فالمُزين قد يعرّض حياة الطفل للخطر نتيجة جهله بالتعامل مع بعض التفاصيل التي تتعلق بالختان، إذ لا بدّ من تحديد وزن الطفل قبل إجراء الختان، وأن يتأكد من أنه يخلو من أمراض تمنع الختان الذي قد يُمنع بالكامل في بعض الحالات".
ومن المخاطر التي تترتب على تنفيذ هؤلاء الأشخاص غير المتخصصين عملية الختان عدم التزامهم بمعايير السلامة الطبية، وفي مقدمها استخدام أدوات طبية معقمة لتجنّب انتشار الجراثيم وانتقال الأمراض وحدوث مضاعفات طبية.
ويقول الطبيب عمر عبد الدائم لـ"العربي الجديد": "تنفيذ أشخاص غير متخصصين عملية الختان باستخدام أدوات غير معقمة يشكل خطراً كبيراً على الصحة، بسبب حساسية منطقة العضو التناسلي، وقد يتسبب ذلك في عدوى بكتيرية شديدة، أو في التهابات بالجلد، وبعض المضاعفات قد تتأخر في الشفاء، وتتسبب في ألم مستمر. من أخطر المضاعفات تعفّن الدم (الإنتان)، حيث تنتشر البكتيريا إلى مجرى الدم، ما يعرّض حياة الطفل للخطر، كما أن الأدوات الملوّثة قد تنقل أمراضاً خطيرة، مثل التهاب الكبد بي وسي، وفيروس نقص المناعة المكتسبة".
ويشير عبد الدائم إلى أن العدوى قد تتسبب أيضاً في نخر الأنسجة، ما يستدعي تدخلاً طبياً إضافياً يؤدي إلى تشوّهات دائمة. إضافة إلى ذلك، يزداد خطر التهابات المسالك البولية نتيجة العدوى في مكان الجرح. ولتجنب هذه المخاطر يجب الالتزام الصارم بتعقيم الأدوات، واستخدام مواد نظيفة، إلى جانب تطبيق المعايير الصحية اللازمة أثناء العملية".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن ختان الأطفال الم زين ختان الأطفال عملیة الختان
إقرأ أيضاً:
قصة السلاح الذي ظهر بيد أحد مقاتلي القسام خلال عملية تسليم الاسرى
وقال اعلام العدو ان مقاتل “القسام ” كان يحمل بندقية رشاشة من طراز “نيغيف” يظهر على إسطوانتها السفلية نقشا عبريا يحمل اسم الرقيب الصهيوني “تومر ناغار” الذي قُتل خلال الهجوم على موقع “كيسوفيم” العسكري في 7 أكتوبر.
وأشار إلى أن حماس غنمت خلال اقتحامها للقواعد والمواقع العسكرية يوم 7 أكتوبر 2023، كمية كبيرة من الأسلحة التي كانت بحوزة الجنود الصهاينة
وكانت حماس أطلقت السبت سراح 3 أسرى صهاينة في مدينة دير البلح، ضمن الدفعة الخامسة من صفقة التبادل، وسط انتشار كثيف وغير مسبوق لعناصر “القسام”.
وهذه ليست المرة الأولى التي تظهر فيها أسلحة للعدو الاسرائيلي في أيدي مقاتلي “القسام” خلال مراسم إطلاق سراح أسرى إسرائيليين.
وفي 25 يناير/كانون الثاني الماضي، ظهر عدد من مقاتلي القسام خلال إطلاق سراح 4 مجندات إسرائيليات في ميدان فلسطين بمدينة غزة وهم يحملون بنادق صهيونية من طراز “تافور” التي يحملها جنود قوات النخبة الإسرائيلية.
ووقتها،قال المراسل العسكري لموقع “والا” العبري “اختارت حماس خلال إطلاق سراح المجندات أن تضم مقاتلين من وحدة النخبة يحملون بنادق تافور التابعة لنخبة الجيش الإسرائيلي”.
وأضاف المصدر ذاته أن “هذه البنادق تم الاستيلاء عليها على الأرجح في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023”.
ومع تسليم الدفعة الخامسة، يرتفع عدد الأسرى الإسرائيليين الذين سلمتهم القسام ضمن صفقة التبادل الحالية إلى 16.