الحرية و التغيير الديمقراطي و رؤية للحوار
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
توصلت القوى السياسية المنضوية في تحالف "الحرية و التغيير الكتلة الديمقراطية، إلي رؤية جديدة للحل السياسي معروضة للحوار الوطني، و قد أطلقت عليها "رؤية سياسية شاملة لتحقيق السلام و التحول الديمقراطي" تحت شعار " نحو سودان يسع الجميع" في البدء الورقة تعتبر نقلة سياسية جيدة، من مرحلة الحرب و المناكفات السياسية إلي تقديم أراء تتعلق بقضيايا "التعمير و المصالحات الوطنية و السلام و تهيئة البيئة للحوار السوداني ال فيهسوداني لا يقصي أحدا" و أيضا الرؤية تضمنت العديد من عناوين العمل وفقا لتراتيب مراحلية.
تقول الرؤية في ديباجتها (في ظل الأزمات المتلاحقة التي تواجه السودان تبرز الحاجة إلي رؤية وطنية شاملة تسعى لمعالجة جذور الأزمة و فتح أفاق جديدة نحو بناء سودان موحد، مستقر، و مزدهر).. في هذا السياق أن التحالف قدم هذه الرؤية.. و تضيف أن هذه الرؤية تعتبر ( مشروع وطني يمهد لاصطفاف وطني جديد يعلي قيم التسامح و يقوم على مباديء الشمول و التوافق، بعيدا عن االإقصاء و التهميش، مع تعزيز قيم الوحدة الوطنية و السيادة و الاستقلال) أن الديباجة مقبولة و لكن كما يقال أن الشيطان يكمن في التفاصيل..
الرؤية تضمنت عدة عناوين: و كل عنوان عليه حمولات كبيرة تحتاج لوحدها حوارات متأنية دون فرض أي امتياز لكتل على الآخرين، خاصة أن الحرب جعلت السودان كله يعاني من التهميش. و كل ولايات السودان تحتاج إلي إعادة تعمير، و الحرب قد فرضت واقعا جديدا، و بالضرورة سوف تفرض معادلات سياسية جديدة، و أيضا رموز سياسية جديدة، تتجاوز تلك الرموز التي قد فشلت في مرحلة ما بعد ثورة ديسمبر حتى إندلاع الحرب، التي سوف تخرج الساحة السياسية، أولها الميليشيا و كل الذين كانوا وراء إشعال الحرب و الذين كانوا مشاركين في المؤامرة.. صحيح أنها إشكالية سوف ينظر فيها القضاء لكن لابد أن توضع في الأجندة... القضية المهمة أيضا أن الرؤية بنت مشروعها على فئة ضيقة جدا هي القوى السياسية إذا كانت في تحالف الكتلة الديمقراطية أو خارجها، و استبعدت القطاع الجماهيري العريض الذي شكل أكبر سندا للقوات المسلحة و القوى العسكرية المساندة لها في حرب الكرامة.. أن أية معادلة سياسية تحاول أن تخرج القطاع الجماهير العريض من المعادلة السياسية محكوم عليها بالفشل، لأنها تؤسس على مصالح فئة ضيقة، هي نفسها التي أفشلت الفترة الانتقالية السابقة. و هي فئة لا تنظر للعملية السياسية إلا من خلال حظوظها في التعينات الدستورية..
أن الأبواب العناوين التي حملتها الرؤية تتمحور في " المباديء العامة فيها ثمانية بنود .. و الأهداف أربعة بنود منها إنهاء الحرب و الاتفاق على الفترة الانتقالية و ضمان تحقيق الأمن و الاستقرار – و هناك المرتكزات و تتضمن التوافق الوطني و الحوار السوداني السوداني و تكوين الفترة الانتقالية – و تتضمن محاور الأزمة إنهاء الحرب و النظر في المحور السياسي " ثم تتحدث الورقة عن القضايا التي يشملها الحوار الوطني و هي 25 قضية.. ثم تنتقل الرؤية إلي نظام الحكم خلال الفترة الانتقالية.. و قسمتها إلي فترتين الأولى للتأسيس و الثانية للإنتقال.. و هي تذكرني بمصطلح " تصفير العداد " الذي كان الهدف منه محاولة تمديد الفترة الانتقالية دون أن تكون محددة بزمن معروف، بل كانت تريدها القوى التي كانت تحكم في الفترة الانتقالية مفتوحة.. الآن ابتكروا عنوانا بديلا لمصطلح " تصفير العدد" أن تكون الفترة الانتقالية فترتين الأولى للتأسيس و الثانية للانتقال.. و من هي القوى التي يقع عليها عبء تشكيل الحكومة؟ هي القوى السياسية التي كانت مشاركة في الفترة الانتقالية السابقة، و القوى مناط بها تحديد زمن الفترتين " التأسيس و الانتقال" هي نفس القوى السياسية المشار إليها وهي أيضا التي يجب أن تختار المجلس التشريعي .. كل ذلك دون أية انتخابات تشارك فيها الجماهير.. الغريب في الأمر أن القيادات السياسية لا تريد أن تتعلم من التجارب السابقة رغم قساوة الحرب و ما لحق بالمواطنين فيها لا تنظر للمشهد إلا من خلال مصالح ضيقة جدا..
احتفظت الورقة بذات التقسيمات السابقة لأجهزة الحكم " المجلس السيادي و مجلس الوزراء و المجلس التشريعي الذي لم يرى النور و السلطة القضائية السياسية.. ثم تحدثت الورق على المهام التي يجب أن تنجز و هي السياسة الخارجية و العدالة الانتقالية و الإصلاح القانوني و الاقصاد و التعليم و الإعلام و غيرها من العناوين التي ليس عليها خلاف.. و يصبح الخلاف من هي الجهة النوط بها أنجاز كل هذه الأشياء و متى تشير الورقة أن تنجز في "الفترة الانتقالية" رغم أن سياسة الدولة تحتاج أن يبت فيها من قبل قوى شرعية تم اختيارها من قبل الشعب و وثق فيها..
المسألة المهمة: و التي يجب أن نتحدث فيها بالصراح و الوضوح؛ أن قيادات الحركات ما تزال متأثرة بالسياسة التي كانت تتبعها الإنقاذ، أن تفاوض الحركة و تقدم لقيادتها وظائف ثم تنشق فئة و تأتي لكي تتفاوض مرة أخرى لكي تنمح أيضا وظائف أخرى عن طريق استخدام البندقية.. هذا السلوك أصبح معيب جدا لأنه يقدم عناصر لا تملك الكفاءة المطلوبة.. فقط أنها حاملة للسلاح.. فهي يجب أن تفكر بعقلانية و تخاذ القضية بعيدا عن هذه السياسة.. ملاحظة في مؤتمر جوبا أن الحركات قد رفضت تماما مشاركة الأحزاب و تفاوضت مع قيادات من مجلس السيادة تابعة لذات الإقليم.. يجب الآن الخروج من هذه العباءة و نلبس جميعا العباءة الوطنية دون أمتيازات مسبقة.. مادام الوطن كله في حاجة إلي إعادة التعمير.. و يجب علينا أن ننطلق من الشرعية الدستورية التي تشارك فيها الجماهير و ليست فئة ضيقة هي التي تحدد لنا المسار السياسي.. نسأل الله حسن البصيرة..
zainsalih@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الفترة الانتقالیة القوى السیاسیة یجب أن
إقرأ أيضاً:
«التنسيقية» توصي بضرورة التوصل إلى نظام انتخابي يضمن تمثيلا عادلا لجميع القوى السياسية
عقدت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، ندوة بعنوان المجالس النيابية والنظام الانتخابي 2025، وذلك ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، بحضور واسع من ممثلي القوى السياسية والشباب وأعضاء التنسيقية، إذ تناولت الندوة نقاشا حول ما يدور من جدل بشأن النظام الانتخابي والتوعية بالمشاركة في الانتخابات.
واستعرض المستشار محمود فوزي، وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، مشاركة مصر في آلية الاستعراض الدوري الشامل (UPR) التي أطلقتها الأمم المتحدة منذ عام 2009، مشيرًا إلى أن مصر قدمت تقريرها الوطني في أكتوبر الماضي، وناقشته في يناير 2025، مؤكدا أن التجربة كانت ناجحة، إذ شهدت الجلسة مشاركة 142 دولة، وتمت الإشادة بجهود مصر في تعزيز الحقوق الاقتصادية والسياسية، مع تلقي توصيات لتعزيز المساواة بين الجنسين في سوق العمل.
وأكد فوزي، أن الحكومة ملتزمة بالدستور وتحترم المواعيد الدستورية للانتخابات البرلمانية، موضحا أن المجلس النيابي يشهد انتخابات منتظمة دون انقطاع، والحوار الوطني كان منصة مهمة لمناقشة التمثيل النيابي الأمثل، ما أسفر عن 3 مقترحات رئيسية بشأن النظام الانتخابي، وهي: إما الإبقاء على النظام الحالي (50% فردي - 50% قائمة مغلقة) أو التحول إلى القائمة النسبية الكاملة أو الجمع بين الأنظمة الثلاثة (الفردي، القائمة المغلقة، القائمة النسبية).
الحكومة ملتزمة بالمواعيد الدستورية للانتخابات البرلمانيةوأكد محمود فوزي، أن النظام الانتخابي الفردي لا يعني بالضرورة انتخاب مستقلين فقط؛ فهناك دول كالمملكة المتحدة تعتمد عليه بالكامل، ومع ذلك تتمتع بحياة حزبية نشطة.
اختيار النظام الانتخابي يرتبط بالموروث السياسي والاجتماعي لكل دولةوأكد اللواء رفعت قمصان، مستشار رئيس مجلس الوزراء سابقًا، أن قدرة الدولة على تنظيم انتخابات يشارك فيها نحو ما يقرب من 70 مليون ناخب تعد إنجازًا غير مسبوق، لا يتوافر في العديد من دول العالم، مشيرًا إلى أن بعض الدول تعتمد على نظام القيد الانتخابي الاختياري، إذ يتوجب على المواطن تسجيل رغبته في التصويت مسبقًا.
وقال النائب أحمد مقلد، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن البشرية لم تُجمع على نظام انتخابي موحّد، إذ يظل الأمر محل جدل وخلاف وفق طبيعة كل دولة، مستعرضا مقارنة بين الأنظمة الانتخابية في العالم، وأوضح أن كل دولة تتبنى نموذجًا انتخابيًا يتوافق مع خصوصيتها السياسية.
وأكد الدكتور باسل عادل، رئيس حزب الوعي، أن مصر تواجه مأزقًا عند كل استحقاق انتخابي بسبب الجدل حول النظام الانتخابي الأمثل، مشددًا على ضرورة وضع رؤية واضحة تحسم هذا الجدل المستمر، مشيرا إلى أهمية التخطيط الاستراتيجي للنظام الانتخابي، مؤكدا ضرورة ضمان تمثيل جميع الفئات والمكونات السياسية.
أدار الحوار خلال الندوة النائب محمد عزمي، عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وشارك فيها: المستشار محمود فوزي، وزير الشؤون النيابية والتواصل السياسي، والمستشار رفعت قمصان، مستشار رئيس الوزراء للانتخابات سابقًا، والنائب أحمد مقلد، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، والدكتور باسل عادل، رئيس حزب الوعي.