جنبلاط: هذه خطورة وعد ترامب... وأحذّر بعض الداخل من الوهم
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
كتب عماد مرمل في" الجمهورية": لا يتعامل جنبلاط مع موقف ترامب في اعتباره عرضياً أو طارئاً، بمعزل عمّا إذا كانت ترجمته إلى حقيقة جيو-سياسية ممكنة أم لا، بل هو يقاربه من زاوية ما يختزنه من نمط تفكير وسلوك لدى الإدارة الأميركية الجديدة - القديمة، الأمر الذي يضع المنطقة ولبنان أمام مزيد من التحدّيات الصعبة.
وبناءً عليه، يضع جنبلاط الشأن اللبناني ضمن السياقات الاستراتيجية الأوسع، مع ما يستوجبه ذلك من اعتماد الحكمة في معالجة القضايا العالقة من دون أي استقواء بالمتغيّرات.
ويقول جنبلاط لـ "الجمهورية" :" منذ وعد بلفور إلى وعد ترامب والمسار الصهيوني، لم يتغيّر في الاستيلاء على أرض العرب في فلسطين ومحاولة إبادة الهوية التاريخية والوجودية للشعب العربي الفلسطيني ".
ويضيف: "منذ107أعوام، والقوى الغربية المؤيّدة للصهيونية، وفي طليعتها الولايات المتحدة الأميركية، لم تبدّل نهجها، خصوصاً في هذه المرحلة، حيث الرؤية الإنجيلية ذات البُعد التوراتي هي في أوجّها".
ويعتبر جنبلاط أنّ "دعوة ترامب الصريحة إلى تهجير الفلسطينيّين من قطاع غزة واستملاك الولايات المتحدة للقطاع إنّما تعكس جوهر المشروع الصهيوني وتشكّل ترجمة له". ويشير إلى أنّ ترامب يتماهى بنحو أوضح من أي وقت مضى مع المشروع الإسرائيلي الرامي ليس فقط إلى تهجير الفلسطينيين وإنما إبادة الهوية الفلسطينية.
وينبّه جنبلاط إلى أنّ "طرح ترامب يُهدّد السلم والاستقرار في المنطقة"،مشدّداً على أنّ "المطلوب اتخاذ موقف عربي موحّد وصارم في مواجهة مخطّطه الذي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية المحقة ومقايضتها بمنطقة سياحية تُبنى على أنقاض غزة وحقوق سكانها".
ويؤكّد أنّ "العالم العربي هو الآن أمام تحدّي الوقفة الأخيرة لرفض طرح ترامب ودعم دول الطوق، الأردن ومصر ولبنان، بغية منع تنفيذ مشروع إبادة الشعب الفلسطيني وتفتيت المنطقة العربية".
ويلفت جنبلاط إلى أنّه "لا يجب الإطمئنان إلى فرضية أنّ مشروع ترامب الجهنّمي غير قابل للتنفيذ بعد الاعتراضات الواسعة التي واجهته » منبّهاً إلى أنّه "يعكس جوهر الإمبريالية الأميركية".
أمّا بالنسبة إلى لبنان، فيحذر جنبلاط من أن يتوهّم البعض في الداخل أنّ في امكانه أن يستفيد من مفاعيل العدوان الإسرائيلي الأخير في مواجهة فريق آخر، "وليتذكّروا حكمة الرئيس صائب سلام الشهيرة "لا غالب ولا مغلوب" التي نحتاج إلى الإحتكام إليها حالياً على مستوى إدارة الوضع الداخلي المعقّد ومعالجة الاستحقاقات الوطنية وضمنها تشكيل الحكومة.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
ميشال عيسى.. من عالم المال والسيارات إلى الدبلوماسية الأميركية في لبنان
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه اختار ميشال عيسى ليكون سفيرا للولايات المتحدة لدى لبنان. وقال ترامب على موقع تروث سوشيال: "ميشال رجل أعمال بارز وخبير مالي وزعيم يتمتع بمسيرة مهنية رائعة في مجال الخدمات المصرفية وريادة الأعمال والتجارة الدولية".واعتبر مستشار ترامب للشؤون العربية والشرق الأوسط مسعد بولس ، أن اختيار ميشال عيسى سفيراً أميركياً في بيروت "يظهر مدى أهمية لبنان والجالية اللبنانية-الأميركية بالنسبة للرئيس ترامب، خاصة في ظل عقيدته الساعية إلى تحقيق السلام في المنطقة". وقال بولس في حديث لـ"النهار": "من المتوقع أن يتم الإعلان عن تعيين لبناني-أميركي آخر ليشغل منصب سفير الولايات المتحدة في إحدى الدول العربية. ومع تعيين توم باراك، سيكون هناك ما مجموعه ثلاثة سفراء من أصول لبنانية وسفير واحد من أصول يمنية في المنطقة". ووصف بولس السفير المعيّن بانه "رجل محترم يتمتع بكفاءة عالية في المجال المصرفي وقيادة الأعمال. كما أنه من أشد الداعمين للرئيس ترامب، وسيخدم الولايات المتحدة بشرف وتميّز".
ورداً على سؤال حول خطى الديبلوماسية الأميركية مع تزايد هشاشة وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، أكد بولس التزام الولايات المتحدة بمراقبة وضمان التنفيذ الكامل لترتيبات وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701، قائلاً: "من المتوقع أن يكون التزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ هذا الاتفاق وجميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة كاملاً، وذلك مع الهدف المشترك المتمثل في نزع سلاح وتفكيك البنية التحتية المالية لحزب الله وجميع الجماعات المسلحة الأخرى".
وتعود جذور عيسى إلى بلدة بسوس في قضاء عاليه. طفولته كانت في بيروت، ثم انتقل إلى باريس ومنها الى نيويورك، وهو الآن يقيم في فلوريدا. ووفق بولس، من المرجح أن يبدأ السفير الجديد بممارسة عمله "في غضون ثلاثة أشهر تقريباً". بدأ عيسى مسيرته العملية في القطاع المالي؛ حيث عمل وتولَّى مناصب عليا في شركات مالية كبرى على غرار "تشيس مانهاتن بنك"، وبنك إندوسويز. وعمل في تجارة العملات الأجنبية والأسواق المالية، ووفقاً لصفحته على موقع "لينكد إن"، شغل عيسى في عام 2011 منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة "نيوتن" للاستثمار. وبعدما أصبح أحد أبرز الخبراء في مجال إعادة الهيكلة، خاض أيضاً غمار قطاع السيارات، بحيث حصل أيضاً على وكالات سيارات بورش وأودي وفولكس فاجن. وتم اختياره عام 2018 من قبل مجلة "فوربس الشرق الأوسط" ضمن أفضل 35 من قادة الأعمال اللبنانيين الملهمين في البلاد. وعيسى -الذي لم يسبق له أن عمل في السياسة- عيّن سفيراً خلفاً للسفيرة ليزا جونسون، التي تولت المنصب في كانون الاول 2023، وقد أتى تعيينه ضمن تعيينات لعدد من الشخصيات التي تنحدر من أصول عربية، منهم مسعد بولس (والد صهر ترمب) اللبناني الأصل أيضاً، الذي سبق أن عيَّنه ترمب كبير مستشاريه للشؤون العربية، بحيث تُشير المعلومات إلى أنه لعب دوراً أيضاً في تعيين عيسى سفيراً في بيروت.