أحرار العالم في دائرة الإرهاب الأمريكي
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
تقرير/ أحمد داوود
يكرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطيئته السابقة، معلناً تصنيف أنصار الله “منظمة إرهابية”، معللاً ذلك بإسناد اليمن لغزة، واستهداف البحرية الأمريكية.
يذكرنا هذا الموقف برواية ساقها الكاتب الأمريكي المتألق نعوم تشومسكي عن قرصان وقع في أسر الإسكندر الكبير، الذي سأله: “كيف تجرؤ على إزعاج البحر” وكيف تجرؤ على إزعاج العالم بأسره، فأجاب القرصان: “لأنني أفعل ذلك بسفينة صغيرة، فحسب، وأدعى لصاً، وأنت الذي يفعل ذلك بأسطول ضخم تدعى “إمبراطوراً”.
جواب القرصان الأنيق والممتاز، ينطبق تماماً على الولايات المتحدة الأمريكية التي توزع صكوك “الإرهاب” على أعدائها، وهي “أم الإرهاب” ومنبعه، وأساسه، والمغذي الرئيس له.
الأمثلة على الإجرام الأمريكي لا حدود لها، فهي لم توزع هذا الصك مثلاً على الكيان الإجرامي الذي يدعى “إسرائيل” الذي ارتكب على مدى 15 شهراً جرائم حرب إبادة جماعية، وقتل الأطفال، والنساء، ودمر بلداً بأكمله، إلى درجة أنه ألقى القنابل الحارقة على مخيمات النازحين، وهو أيضاً لم يوزع هذا الصك على المملكة السعودية التي ارتكبت الجرائم الفظيعة في اليمن على مدى 10 سنوات مضت، وحاصرت اليمن، وخلقت أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
ليس هناك فهم حقيقي، للمعايير التي تلجأ إليها واشنطن لوصم الآخرين “بالإرهاب”، لكن ما هو مؤكد أن الدول والأحزاب والحكومات المناهضة للسياسة الأمريكية، تجد نفسها داخل صندوق العداء الأمريكي، فالجمهورية الإسلامية في إيران وفق المفهوم الأمريكي “إرهابية”، وحركات المقاومة الإسلامية في فلسطين ولبنان والعراق “إرهابية”، وفنزويلا “إرهابية”، وهكذا، فإن الدول التي لا تخضع لأمريكا وعنفوانها وبطشها يتم تصنيفها تحت هذا المسمى غير السليم، وكل من غيّر سلوكه، وعاد إلى الحضن الأمريكي، خرج من هذه الدائرة، حتى وإن كان “الجولاني” المجرم الحقيقي.
سلوك أمريكا إرهاب حقيقي
وأمام الوقائع والأحداث في مختلف العالم، وسلوك البيت الأبيض منها، يتضح جلياً من “الإرهابي” الحقيقي، فواشنطن هي “أم” كل الإجرام، وتاريخها ملطخ بالدماء، فهي التي أبادت الهنود الحمر، وألقت القنبلة الذرية على “هيروشيما” و”ناجازاكي” في اليابان إبان الحرب العالمية الثانية، وهي التي ارتكبت المجازر الوحشية أثناء احتلال أفغانستان، ولا يزال معتقل “غوانتنامو” شاهداً على قبحها وتوحشها، وهي التي احتلت العراق، ودمرت بلداً بأكمله، وعذبت العراقيين، وقهرتهم، وسجن “أبو غريب” لا يزال حاضراً في الوجدان والمخيلة العراقية والعربية.
وفي ولاية ترامب الأولى، شواهد كثيرة على “إرهابه”، فهو الذي اغتال قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، وأبو مهدي المهندس، وهو الذي أوعز للطائرات الأمريكية بدون طيار لقصف محافظة البيضاء وقتل الأطفال والنساء بدم بارد.
عمل بطولي وعمل دنيء
وبالعودة إلى رواية تشومسكي، نجد أن أمريكا هي التي جاءت بالأساطيل الضخمة إلى البحر الأحمر، وأرهبت العالم، وأخافت الدول العربية والإسلامية عن تقديم المساندة لغزة، وصورت حرب الإبادة الجماعية بأنها عمل بطولي ينفذه المجرم نتنياهو وحكومته.
لم ترحم القنابل الأمريكية التي زودت بها كيان العدو الأطفال الرضع، والشيوخ المسنين، والنساء الحوامل، وفتكت بكل شيء في غزة ولبنان، واغتالت شهيد الإنسانية السيد القائد حسن نصر الله، بقنابل فراغية تزن ألفي رطل، ولجأت إلى حرب البيجر غير المسبوقة في التاريخ، وقتلت قادة حزب الله ورجاله الأوفياء.
حاملات الطائرات، هي الأخرى، جابت البحرين الأحمر، والعربي، واعتدت على اليمن، وقتلت عدداً من قواته البحرية.. فمن الذي يزعج البحر إذاً يا تشومسكي؟.
وفقاً للقانون الدولي، فإن ما قامت به اليمن من إسناد لغزة، يأتي في إطار التدخل الإنساني المشروع، وهو مغاير للتدخل الأمريكي المساند للجرائم الصهيونية، لكنها الهيمنة والاستكبار هي التي تحدد المعايير، وتفصّلها حسب مقاسها، وهي سلطة القوي على الضعيف، والطاغية على المظلوم، وحين تكون هذه هي المعايير التي تتحكم بالعالم، فمن البديهي أن يتم تصنيف الأحرار في خانة “الإرهاب”، ومن البديهي أن يتم التصفيق بكل حرارة للمجرمين والقتلة والمحتلين، كما حصل لنتنياهو في الكونغرس الأمريكي في إحدى زياراته لأمريكا المجرمة.
سيظل الموقف اليمني المساند لغزة، هو العمل البطولي المشرف، والشجاع، والإيماني، وفق تقييم أحرار العالم، ومناضليه، في حين تظل جرائم الإبادة صفة تلازم الأمريكيين، من مسؤولين، وقادة، وضباط، وغيرهم، والدليل على ذلك أن المواطنين الأمريكيين أنفسهم يقاطعون المؤتمرات الصحفية للمسؤولين، وينعتونهم بـ”وزراء الإبادة الجماعية” كما حدث لسيئ الصيت وزير الخارجية الأمريكي السابق بلينكن.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: هی التی
إقرأ أيضاً:
4 فبراير خلال 9 أعوام.. 94 شهيداً وجريحاً في جرائم حرب لغارات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن
يمانيون../
واصل العدوانُ السعوديّ الأمريكي، يوم الرابع من فبراير خلال الأعوام: 2016م، و2017م، و2018م، و2019م، ارتكابَ جرائم الحرب، والإبادة الجماعية، بغاراتِه الوحشية، على المنشآت الخدمية وقوارب الصيادين والمنازل والأحياء السكنية والجسور في الحديدة وصنعاء وحجة.
ما أسفر عن 28 شهيداً و66 جريحاً بينهم أطفال ونساء، وتشريد وحرمان عشرات الأسر من مآويها، ومعايشها، واستهداف العدالة، والمساجين والمواطنين والموظفين، والصيادين، وترويع أهاليهم، وتقييد حركة التنقل، ومضاعفة المعاناة، وتفاقم الأوضاع المعيشية، وآثار وتداعيات نفسية ومادية، ومشاهد مأساوية تدمي القلوب.
وفيما يلي أبرز التفاصيل:
4 فبراير 2016.. استشهاد مواطن وتدمير جسر بغارات العدوان على حجة:
في الرابع من فبراير 2016م، ارتكب تحالف العدوان السعودي الأمريكي جريمة حرب جديدة في اليمن، مستهدفاً بغاراته الجوية الوحشية جسر الحقوف الحيوي في محافظة حجة، الذي يربط بين مديريتي حيران ومستبأ، ما أسفر عن تدمير الجسر بشكل كامل واستشهاد مواطن يمني كان يسير عليه.
يقول أحد السكان المحليين: “لقد سمعنا دوي انفجارات عنيفة، وعندما خرجنا رأينا الجسر وقد تحول إلى كتلة من الدمار، والدخان، كان منظراً مروعاً، لم نكن نتوقع أن يستهدفوا جسراً يخدم المدنيين فقط”.
ويضيف آخر: “لقد فقدنا طريقاً حيوياً كان يربطنا بالمدن الأخرى، الآن أصبح من الصعب علينا التنقل وجلب احتياجاتنا اليومية”.
تأثيرات إنسانية كارثية، لاستهداف الجسر تتمثل في قطع الطريق العام الذي كان يربط بين مديريتي حيران ومستبأ، مما أثر بشكل كبير على حركة التنقل بين المنطقتين، وإعاقة وصول المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة، مما زاد من معاناة السكان، وتأخر وصول الخدمات الطبية والإسعافات إلى المرضى والجرحى، مما يعرض حياتهم للخطر، وتضرر المزارعون بشكل كبير، حيث أصبح من الصعب عليهم نقل منتجاتهم الزراعية إلى الأسواق، ومفاقمة الأوضاع المعيشية للسكان، حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية وتدهورت الخدمات الأساسية.
استهداف جسر الحقوف، الذي يعد منشأة مدنية بحتة، يشكل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية والإنسانية، التي تحمي المدنيين والأعيان المدنية من الهجمات العسكرية، كما أنه يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان، حيث تعمدت طائرات التحالف استهداف المدنيين، وتدمير منشأة حيوية لخدمة المدنيين.
إن هذه الجريمة المروعة، التي ارتكبت بحق المدنيين الأبرياء، هي رسالة إلى العالم أجمع، لكي يتحمل مسؤولياته في وقف العدوان على اليمن، وحماية المدنيين، وضمان عدم إفلات مرتكبي هذه الجرائم من العقاب.
4 فبراير 2017.. 18 شهيداً و7 جرحى في جريمة حرب لغارات العدوان على الصيادين في جزيرة الطرفة بالحديدة:
وفي اليوم ذاته من العام 2017م، سجل العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي، جريمة حرب جديدة، مستهدفاً بغاراته الوحشية الصيادين في جزيرة الطرفة بمديرية الدريهمي محافظة الحديدة، أسفرت عن 18 شهيداً و7 جرحى، وترويع الأسر، ومنع الصيد، وتفاقم الأوضاع المعيشية لعشرات الأسر التي يعمل معيلوها في المياه البحرية ويعتمدون على الصيد، وتيتيم الأطفال وترميل النساء، في مجزرة وحشية تهز الإنسانية.
تداعيات الجريمة امتد إلى سكان المحافظة العاملين في الصيد، وفاقمت الظروف المعيشية، وأسفرت عن موجة من النزوح والحرمان والتشرد ونقص الغذاء والدواء، والمأوى.
مشاهد الدماء والجثث وفرق الإسعاف وبكاء ودموع الأطفال والنساء، على معيليهم، والصيادين على زملائهم، تدمي القلوب، يقول أحد الصيادين: “ما ذنب هؤلاء الصيادين المساكين، ما ذنبهم، يبحثون على لقمة العيش، ويستهدفونهم، ضربونا ونحن نشتغل مقابل الجزيرة، ابني لا أعرف إن عادة حي أو ميت، كان فوق القارب المستهدف، جاءتنا أباتشي ورشت علينا صواريخ ورصاصاً حياً، وهربنا للجزيرة ولحقتنا، حتى بالقنابل العنقودية”.
استهداف الصيادين في البحر جريمة حرب وإبادة متعمدة، تتطلب تحركاً دولياً وأممياً لمحاسبة مرتكبيها، ووقف العدوان ورفع الحصار على الشعب اليمني.
4 فبراير 2018..67 شهيداً وجريحاً في جريمة إبادة جماعية بغارات العدوان على الأدلة الجنائية بصنعاء:
وفي اليوم ذاته من العام 2018م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب ترقى إلى إبادة جماعية، بغاراته المستهدفة لمبنى الأدلة الجنائية في منطقة ذهبان مديرية بني الحارث، بصنعاء، أسفرت عن 9 شهداء، و58 جريحاً، وترويع الأهالي، وتدمير المنازل والممتلكات والمحلات المجاورة، ومشاهد مأساوية يندى لها جبين الإنسانية.
للمرة الثانية “قصف المقصوف”! أكثر من قنبلة وتدمير أجزاء كبيرة من المبنى المشكل من 4 طوابق.
شهود عيان: يبكر الصباح كل الموظفين ليبصموا، ويتوجهوا إلى الدوام في المنشأة التي عادت لتقديم الخدمة رغم قصفها في العام 2016م، لكن أمريكا بهذه الجريمة تمنع الحياة وتعدم أسبابها، فاستهدفونا في المكاتب، والمواطنين كانوا في السجون، أغلبية الضحايا من المواطنين، والمساجين”.
في ذلك اليوم المشؤوم، شنت طائرات التحالف غارات جوية مكثفة على مبنى الأدلة الجنائية، الذي كان يضم بين جدرانه أقساماً حيوية لمعالجة الأدلة وتقديمها للعدالة، لم تراعِ هذه الغارات حرمة المكان، ولا القوانين الدولية التي تحمي المنشآت المدنية، بل استهدفت المبنى بشكل مباشر، مما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة منه، وتناثر الجثث والأشلاء في كل مكان.
يقول أحد الناجين من الحادث: “لم نكن نتوقع أن يستهدفوا هذا المكان الآمن، كنا نعمل بكل جهدنا لخدمة العدالة، ولكنهم لم يرحموا أحداً، لقد رأيت زملائي يتساقطون الواحد تلو الآخر، ولم أستطع فعل أي شيء”.
ويضيف أحد السكان المحليين: “لقد اهتزت الأرض من شدة الانفجار، ورأينا النيران تشتعل في المبنى، هرعنا إلى هناك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولكننا لم نجد سوى الجثث المتفحمة والأشلاء المتناثرة”.
استهداف مبنى الأدلة الجنائية، الذي يُعد منشأة مدنية بحتة، يشكل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية والإنسانية، التي تحمي المدنيين والأعيان المدنية من الهجمات العسكرية، كما أنه يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان، حيث تعمدت طائرات العدوان استهداف المدنيين، وتدمير منشأة حيوية لخدمة العدالة.
مشاهد الجثث والأشلاء والدماء المسفوكة والدخان والنيران والغبار، والدمار، وهلع الأهالي، وتحليق الطيران ومعاودة الغارات، ونزوح عشرات الأسر.
استهداف مبنى الأدلة الجنائية ليس المرة الأولى بل هو قصف للمقصوف في المرة الثانية، واستهداف المدنيين والأعيان المدنية والمنشآت الخدمية، جريمة حرب مكتملة الأركان، تعكس وحشية العدوان، وتعمده في إبادة الشعب اليمني، وتدمير المنشآت والبنية التحتية.
قوبلت هذه الجريمة باستنكار واسع من قبل المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية، التي دعت إلى فتح تحقيق فوري ومحاسبة المسؤولين عنها، كما طالبت بضرورة احترام القوانين الدولية، وحماية المدنيين والأعيان المدنية من الهجمات العسكرية.
4 فبراير 2019.. جرح طفل ودمار واسع في منازل المواطنين وكلية الطب بقصف مرتزقة العدوان بالحديدة:
في جريمة حرب أخرى، في الرابع من فبراير من العام 2019م، استهدف مرتزقة العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي، بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، منازل الموطنين وكلية الطب في حي الربصة بمدينة، الحديدة، ومنطقة السويق بمديرية التحيتا، ما أسفر عن إصابة طفل، وترويع الأهالي، وموجة من النزوح، ومضاعفة المعاناة.
قصف الأحياء السكنية وكلية الطب:
حي الربصة: تعرض حي الربصة في مدينة الحديدة لقصف عنيف بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، استهدف منازل المواطنين المدنيين، مما أسفر عن أضرار مادية كبيرة وتسبب في حالة من الذعر والخوف بين السكان، كما طال القصف كلية الطب في الحي، مما يشير إلى استهداف ممنهج للمنشآت المدنية، بما فيها المؤسسات التعليمية.
إصابة طفل في التحيتا:
وفي منطقة السويق بمديرية التحيتا، الواقعة في ريف الحديدة، أصيب طفل بنيران مباشرة من قبل مرتزقة العدوان السعودي الأمريكي.
الأم بجوار طفلها في المستشفى، بدموع غزيرة، وقلب موجوع وكلمات متلعثمة تقول : “ما ذنب طفلي، ما عمل بالعدوان، كان عائداً إلى البيت يحمل كيس خبز، كان مروح من السوق كان يعمل مع خاله في القات، فاستهدفته نيران مرتزقة العدوان في ظهره وخرجت من الجنب وكان باب المنزل يستعد للدخول”.
تشير هذه الجريمة إلى استمرار حالة عدم الاستقرار في الحديدة، وعدم التزام مرتزقة العدوان باتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة، رغم الجهود الدولية المبذولة برعاية الأمم المتحدة، وتخشى المنظمات الإنسانية من تدهور الأوضاع الإنسانية في المدينة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه النظيفة، فضلاً عن تضرر البنية التحتية بشكل كبير نتيجة للحرب.
هذه الجرائم أدت إلى موجات نزوح جديدة للسكان من المناطق المتضررة، مما يزيد من حجم الأزمة الإنسانية في الحديدة، في ظل نقص حاد في الإمدادات الطبية، ما يجعل من الصعب تقديم الرعاية اللازمة للمصابين والمرضى، وتفاقم الوضع الأمني أدى إلى تعطيل حركة الإمدادات الغذائية، مما يزيد من خطر المجاعة بين السكان المدنيين.
يبقى الوضع في الحديدة مأساوياً، حيث يدفع المدنيون الثمن الأكبر لجرائم الغزاة وأدواتهم، ولا يزال الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء العدوان وتحقيق السلام والاستقرار في اليمن.