أكدت منظمة اليونسيف، أن تقاريرا لها، رصدت خلال الثلاث أيام الماضية مقتل ما لا يقل عن 40 طفلاً في أنحاء متفرقة من السودان جراء الصراع العسكري الدائر فيه.

وقالت المنظمة المختصة بالطفولة، إن عدة مناطق في السودان شهدت موجة جديدة من القصف العنيف، ففي كادوقلي بولاية جنوب كردفان، لقي 21 طفلاً مصرعهم وأصيب 29 آخرون جراء القصف يوم الاثنين الماضي.

وذكرت أن هجوما على سوق للماشية في الفاشر بولاية دارفور أسفر عن مقتل 11 طفلاً، بينما قُتل ثمانية آخرون وأصيب ستة في قصف استهدف سوق صابرين بولاية الخرطوم يوم السبت الماضي.

واعتبرت يونسيف، أن الحوادث المتفرقة تسلط الضوء على المخاطر المتزايدة التي تهدد حياة الأطفال في السودان، مشيرة إلى أنه بات نادراً أن تمر أيام دون ورود تقارير عن سقوط ضحايا جدد من الأطفال.

وقالت المنظمة عبر موقعها الإلكتروني”إن الأطفال في السودان يدفعون الثمن الباهظ للقتال المستمر، ونحن نواصل دعوة جميع أطراف النزاع إلى التقيد بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي واحترام وضمان احترام وحماية والوفاء بحقوق جميع الأطفال في السودان.”.

وأشارت المنظمة إلى تقارير وثّقت لأكثر من 900 حادثة انتهاك جسيم ضد الأطفال بين يونيو وديسمبر 2024، بمعدل يفوق أربع حوادث يومياً. شملت 80% من هذه الحالات عمليات قتل وتشويه، خاصة في ولايات دارفور والخرطوم والجزيرة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: منظمة اليونسيف اليونسيف السودان ولايات دارفور الخرطوم الأطفال في السودان جنوب كردفان فی السودان

إقرأ أيضاً:

إبراهيم شقلاوي يكتب: بروميدييشن والغموض السياسي؟

مع اقتراب الحرب السودانية من نهاياتها وتعقّيدات المشهد السياسي، برزت دعوة منظمة “بروميدييشن” الأوروبية للإسلاميين السودانيين، بمختلف أطيافهم، للمشاركة في حوار سياسي بالدوحة من 11 إلى 13 أبريل الجاري. ورغم أن الدعوة يكتنفها الغموض، فإنها سرعان ما تحولت إلى ساحة لاختبار مواقف الإسلاميين الذين ما زالوا يعيشون حالة من الانقسام الداخلي منذ سقوط نظام البشير عام 2019. وبين موضوعية الدوافع وتباين الاستجابات داخل المؤتمر الوطني، تتبدى أسئلة جوهرية حول مغزى التوقيت ومآلات هذا المسار، وهي ما نحاول استكشافه في هذا المقال.

اللافت أن الدعوة تزامنت مع تصاعد الدور الميداني للجيش السوداني في التصدي للهجمات التي تشنها مليشيا الدعم السريع، وسط اتهامات مباشرة لدول مثل الإمارات بتوفير الدعم اللوجستي والسياسي لهذا العدوان، وهو ما جعل توقيت المبادرة موضع تساؤل. في هذا السياق بدأ أن تنظيم حوار سياسي في الخارج بينما البلاد تخوض معركة وجودية، يمكن تفسيره كتشتيت للجهود الوطنية، إن لم يكن محاولة لإعادة رسم المشهد على أسس خارجية.

في عمق هذه الديناميكية، جاء الرفض القاطع من قيادة حزب المؤتمر الوطني – التي يمثلها أحمد هارون – للمشاركة في مشاورات الدوحة. الرفض لم يكن انفعاليًا، بل استند إلى جملة من الاعتبارات السياسية والاستراتيجية، أبرزها أن الحوار وإن كان مطلوبًا، يجب أن يُبنى على أسس وطنية خالصة، وأن يُعقد داخل السودان، بعد إنهاء الحرب واستعادة السيادة الوطنية كاملة. الحزب يرى أن أي حوار قبل نهاية المعركة الحالية سيكون بمثابة اعتراف ضمني بشرعية أمر واقع تصنعه المليشيا وسندها الخارجي.

في المقابل، قبل تيار آخر من الإسلاميين – بقيادة إبراهيم محمود – الدعوة، وسمي ممثلين للمشاركة ما يعكس انقسامًا تكتيكيًا لا فكريًا بالضرورة، إذ أن الطرفين يتبنيان ذات المرجعية الإسلامية، لكنهما يختلفان في تقدير أولويات المرحلة. هذا الانقسام يعيد للأذهان التجربة السورية، حيث تم احتواء الإسلاميين تدريجيًا ضمن ترتيبات دولية، بعد أن جرى عزلهم في بداية الثورة، فهل تسعى القوى الدولية لتكرار هذا النموذج في السودان؟

لغة بيان المؤتمر الوطني نفسه جاءت متماسكة واحترافية، متوازنة بين الشكر لقطر كدولة استضافة، ورفض المشاركة لأسباب موضوعية تتعلق بالزمان والمكان والمضمون. وقد ركّز البيان على أن الدعوة، بصيغتها التي اختزلت الأطراف في “الإسلاميين”، تُساهم في تعميق الاستقطاب، وتطرح الدين كعامل فرز سياسي في بلد متنوع الأديان والثقافات، بينما الأصل – كما يقول الحزب – أن يكون الحوار وطنيًا شاملاً يقوم على المواطنة لا الأيديولوجيا.

الأهم من ذلك، أن الحزب قد طرح في وقت سابق رؤيته لمستقبل السودان عبر “أجندة المستقبل”، التي تدعو لحوار سوداني-سوداني بعد انتهاء الحرب، بما يعكس موقفًا مبدئيًا وليس ظرفيًا من مسألة الحوار. من هنا يمكن فهم موقفه الرافض للدعوة على أنه استمرار في منهجية رافضة لأي تدخل خارجي في صياغة ترتيبات ما بعد الحرب.

في المجمل فإن دعوة “بروميدييشن” تمثل محاولة لاختبار قابلية التيار الإسلامي للانخراط في هندسة سياسية جديدة في السودان، وهي خطوة، وإن قُرأت في ظاهرها كتحرك نحو السلام، إلا أنها في باطنها تعكس سعيًا لإعادة تموضع القوى الدولية في السودان تحت غطاء الحوار.

من جهة أخرى، فإن منظمة “بروميدييشن” التي تنشط في القارة الإفريقية منذ سنوات، تبدو في نظر بعض المحللين السودانيين أنها تعمل على إتاحة موطئ قدم للقوى الأوروبية – وعلى رأسها فرنسا – في ملفات ما بعد الحرب، عبر بوابة الحوار السياسي. وهذا ما يجعل بعض الأصوات تعتبر المنظمة كتابًا مفتوحًا الأهداف، لا يجهل السودانيون خلفياته.

تُعد منظمة بروميدييشن (Promediation) الفرنسية من الجهات النشطة في مجال الوساطة والحوار المدني في مناطق النزاع، وسبق أن أبدت اهتمامًا ملحوظًا بالشأن السوداني، خاصة بعد اندلاع الحرب في أبريل 2023. وقد تبنّت المنظمة في مناسبات عدة دعوات لورش عمل ومنتديات سياسية هدفت إلى جمع الأطراف السودانية المتنازعة على طاولة الحوار.

ففي أبريل 2024، رعت المنظمة بالتعاون مع الخارجية السويسرية ورشة في جنيف ناقشت سبل تحقيق وقف إطلاق النار والإنتقال للحكم المدني . كما نظّمت في يناير من نفس العام ورشة بالقاهرة جمعت حركات دارفور برعاية فرنسية-مصرية، لبحث فرص التهدئة في الإقليم. هذا النشاط المتواصل يعكس سعي المنظمة للعب دور الوسيط المحايد أو ربما المنحاز لمجموعة تنسيقية القوى المدنية “تقدم” ، بالنظر لتعقيدات المشهد السوداني السياسي.

دعوة بروميدييشن للإسلاميين السودانيين إلى حوار الدوحة، في هذا التوقيت الحرج، بحسب ما نراه من #وجه_الحقيقة لا تبدو بريئة ولا معزولة عن السياق الدولي لإعادة تشكيل الخرائط السياسية في دول ما بعد الحرب. وحين تكون الجهة الداعية “ذراعًا ناعمة” للنفوذ الغربي، فإن استدعاء الإسلاميين إلى الطاولة لا يُقرأ باعتباره انفتاحًا عفويًا، بل خطوة محسوبة لاختبار الاستجابات وتشكيل البدائل. فهل هي مجرد صالونات استماع؟ أم بداية إدماج مشروط على الطريقة السورية؟ السؤال الأهم لا يزال معلقًا: لماذا الآن ؟ ولمصلحة من يُعاد ترتيب الأوراق؟
دمتم بخير وعافية.

الأحد 6 أبريل 2025 م Shglawi55@gmail.com

الوان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مقتل 3 أشخاص وإصابة 3 آخرين بحادث إطلاق نار في فرجينيا
  • محكمة العدل الدولية تنُظر في قضية تورط الإمارات في الحرب ودعمها الإبادة الجماعية في دارفور
  • مصرع وإصابة 6 أشخاص في إطلاق نار بولاية فرجينيا الأمريكية
  • ماكرون: أغادر مصر بعد ثلاثة أيام مؤثرة رأيت فيها نبض القلوب.. شكرًا جزيلًا للرئيس السيسي وللمصريين
  • الرئيس السيسي يودع نظيره الفرنسي بعد زيارة رسمية استمرت ثلاثة أيام
  • السودان.. توقعات حالة الطقس الاسبوعية في الفترة من (07-14) ابريل 2025 م
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: بروميدييشن والغموض السياسي؟
  • مقتل وإصابة 26 شخص إثر قصف للدعم السريع على مخيم زمزم
  • أطفال غزة.. ضحية عدوان ومأساة حصار
  • حرب السودان لم تضع أوزارها بعد