الذكاء الاصطناعي يعزِّز الأفلام المحلية
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
رسخت دولة الإمارات مكانتها الرائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الفائقة، مستفيدة من تجربتها الفريدة في تأسيس شراكات عالمية في هذا المجال الحيوي، بما يتوافق مع رؤيتها التنموية، وطموحها بأن تكون في طليعة الدول الأكثر تقدماً، في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في شتى المجالات، وصناعة السينما أحد هذه المجالات التي حرص فيها المخرجون والمنتجون الإماراتيون على مواكبة هذا التقدم والتطور، ووضع لمسات تقنية وتكنولوجية في تنفيذ مشاريع سينمائية تسوق عالمياً.
مؤثرات بصرية
المخرج فاضل المهيري، الذي يبحث حالياً عن سبل التعاون لتنفيذ مشروعه السينمائي الجديد «تومينا» الذي تدور قصته حول الذكاء الاصطناعي، كما سيتم تنفيذه بتقنيات الذكاء الاصطناعي والمؤثرات البصرية العالمية، صرح لـ«الاتحاد» بأنه بدأ في تنفيذ فيلمه «تومينا» بدعم من وزارة الثقافة في أبوظبي، حيث تم تقديم التصور المبدئي للروبوت، والعمل على تقديم «تومينا» كروبوت يعمل في بيت أسرة إماراتية، ورب هذه الأسرة يعشق التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، فيقرر الاستعانة بروبوت لمساعدة عائلته في الأمور المنزلية وغيرها، إلى أن يكتشف أن الروبوت تتولد فيه مشاعر إنسانية حقيقية، حتى يصبح جزءاً رئيساً من العائلة.
إسقاط تقني
لفت المهيري إلى أن الفيلم معزز بتقنية الذكاء الاصطناعي، خصوصاً بالنسبة للروبوت «تومينا»، حيث ستتم الاستعانة بشخص يجسد المشاهد الصعبة من إيماءات وحركات انفعالية ومشاهد حركة صعبة، مثل القفز، ويتم إسقاط تقني لصورة الروبوت الذي تم تصميمه على هذا الشخص لتكون الصورة أكثر واقعية، منوهاً بأنه سيبدأ تصوير الفيلم خلال عام 2025، وتم اختيار البطل الرئيس، وهو الممثل الصاعد سيف الحمادي، على أن يتم اختيار الفريق خلال الأشهر المقبلة.
4 لغات
بعدما خاضت المخرجة الإماراتية نايلة الخاجة تجربة الذكاء الاصطناعي بفيلمها الروائي الطويل الأول «ثلاثة»، الذي يُعتبر نموذجاً استثنائياً محلياً وعربياً، في كسر الحواجز الثقافية واللغوية عبر ترجمته إلى الصينية بلغة «الماندرين» وتسويقه في الصين، وإصداره في صالات السينما المحلية والعالمية، مع الحفاظ على أصوات الممثلين الأصلية، لتعزيز جودة الفيلم، صرحت بأنها اتفقت مبدئياً مع إحدى الشركات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، ومقرها دبي، على ترجمة الفيلم ودبلجته بـ 4 لغات أخرى، هي: الفرنسية والإسبانية والألمانية والهندية، لتحقيق انتشار أوسع في مختلف أنحاء العالم.
إصدار متفرد
لفتت الخاجة إلى أن «ثلاثة» هذا الإصدار المتفرد في صناعة السينما المحلية، بمثابة دراسة لحالة سينمائية مبتكرة، من خلال الاستفادة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي تمكن من تجاوز الفجوات الثقافية واللغوية، لفتح آفاق جديدة وغير مسبوقة أمام صناع السينما لإنتاج أعمال إبداعية تحسّن تجارب المشاهدة، وسرد القصص المحلية عالمياً.
دور مهم
أكدت المخرجة نايلة الخاجة أن الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً مهماً في تطوير صناعة الأفلام المحلية وتوزيعها في الخارج، خصوصاً أنه في الفترة المقبلة سيتم ترجمتها بكل لغات العالم عبر هذه التقنية، ما يسهل من عملية تسويقها عالمياً.
«قيد»
المخرج والمنتج عادل الحلاوي الذي أطلق مؤخراً تطبيقاً تكنولوجياً فنياً عالمياً مبتكراً بعنوان «آرت هب» على «آبل ستور» و«غوغل بلاي» و«آب غاليري»، يهدف إلى دعم صناع السينما، ويقدم العديد من الخدمات لصناع الترفيه في الإمارات والمنطقة، والتي تسهم في تيسير عملية الإنتاجات الفنية بتنفيذ المشاريع السينمائية بمستوى عالمي عن طريق هذا التطبيق المعزز بتقنية الذكاء الاصطناعي، أوضح أنه يستعد حالياً إلى تنفيذ فيلمه الجديد بعنوان «قيد» الذي يتولى فيه عمليتي التأليف والإخراج، والذي يُعتبر أولى باكورة إنتاجات تطبيق «آرت هب».
«كاستينغ أونلاين»
لفت الحلاوي إلى أن التطبيق الذي تم تحميله خلال الشهرين الماضيين لأكثر من 12 ألف مشترك، يجمع الممثلين والمخرجين والمنتجين والمواهب الإبداعية من مختلف المجالات في منصة واحدة، الأمر الذي يساعده في عملية اختيار فريق عمل الفيلم، خصوصاً أنه يوفر عملية سهلة للبحث عن المواهب، من خلال عملية «كاستينغ أونلاين»، ويقدم أدوات بحث قوية مدعومة بالذكاء الاصطناعي للعثور على المواهب المناسبة بكفاءة، حيث توفر الخوارزميات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في مطابقة الباحثين عن العمل بأكثر الفرص الوظيفية ملاءمة من خلال تحليل مهاراتهم وخبراتهم، ليس فقط في مجال التمثيل، بل تمتد إلى مجالات فنية أخرى منها الديكور والإضاءة والموسيقى التصويرية، لذا فهو يدعو المؤسسات المعنية بالفن للاستعانة بهذا التطبيق لخلق فرص للفنانين والمبدعين من خلال مشاركتهم وفتح باب الوظائف ومساعدتهم في النمو والابتكار حتى تصبح العلاقة تكاملية.
جمهور أوسع
أكد الحلاوي أنه مع وجود عدة تطبيقات مبتكرة في صناعة الأفلام، يقدم الذكاء الاصطناعي العديد من الفوائد لصناع «الفن السابع» من ناحية الجودة وتحسين الصوت والصورة وتوفير الوقت والموارد؛ منوهاً بأن هذه التقنية تسهم وبشكل كبير في تكوين جمهور أوسع للفيلم الإماراتي، مع أهمية اختيار المضمون والقصص التي تعبر عن الجمهور العربي والعالمي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الأفلام الأفلام السينمائية صناعة الأفلام الأفلام الإماراتية السينما السينما الإماراتية السينما المحلية نايلة الخاجة الإخراج السينمائي الإنتاج السينمائي الذکاء الاصطناعی فی مجال من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
دبي تحتضن الابتكارات العالمية خلال اليوم الثاني من عالم الذكاء الاصطناعي
شهد اليوم الثاني من "عالم الذكاء الاصطناعي 2025"، حضوراً واسعاً لأبرز الشركات التكنولوجية والناشئة وخبراء الذكاء الاصطناعي، حيث استضاف مركز دبي للمعارض أكثر من 500 شركة عرضت أحدث الحلول المبتكرة، وسط مناقشات مكثفة حول التحولات المستقبلية لتكامل الذكاء الاصطناعي في مختلف الصناعات.
وتميّز الحدث بالكشف عن حلول رائدة، حيث قدم "مجلس أبحاث التكنولوجيا المتقدمة" في أبوظبي، رؤية مبتكرة لمستقبل الروبوتات الزراعية مستعرضاً طائرة بدون طيار ذاتية التشغيل عالية القدرة، صُممت لتسهيل عملية زراعة غابات القرم، وتشمل مهام الطائرة رسم خرائط للطائرات بدون طيار، مراقبة صحة النظام البيئي لأشجار القرم باستخدام تقنيات الاستشعار عن بُعد، وتعزيز نمو واستدامة قطاع التكنولوجيا الزراعية.
كما قدم مركز تكنولوجيا السيارات في غاليسيا مركبة ذاتية القيادة متقدمة، تهدف إلى دعم النقل المستدام وإزالة الكربون في المدن الذكية.
واستقطب الحدث أكثر من 250 شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، 70% منها حاصلة على جوائز دولية.
أخبار ذات صلة شات جي بي تي على واتساب بالصوت والصورة محمد بن راشد يُصدر قانوناً بشأن تنظيم شعار إمارة دبي وحُكومة دبيوبرزت شركة "بوستر روبوتيكس" الصينية عبر روبوتها المتقدم "Booster T1"، الذي نال لقب "أسرع روبوت يمشي بحرية" عام 2024، كما لفتت شركة "توينستي" الألمانية الأنظار بمنصتها "توينسبكت"، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتوفير عمليات تفتيش دقيقة للبنية التحتية باستخدام بيانات الطائرات بدون طيار.
وشهد الحدث أيضاً مشاركة شركة "ساس برو الصحية" النيجيرية، التي أحدثت ثورة في جمع وتحليل البيانات الطبية، وشركة “ليتس سكان – سويغما” الفرنسية، التي قدمت مترجماً ذكياً لتحليل أنماط بكاء الأطفال.
وضمن فعاليات اليوم الثاني، استقبلت منصة قادة الذكاء الاصطناعي الجمهور لحضور مناقشات أبرز الخبراء العالميين في عالم الذكاء الاصطناعي، حيث تم تقديم رؤى جوهرية بشأن الاتجاهات المستقبلية للتطورات ودمج الذكاء الاصطناعي ضمن مختلف الصناعات مثل الطاقة والتعليم والتمويل والرعاية الصحية والاتصالات والاقتصاد الإبداعي.
المصدر: وام