رئيس “مايكروسوفت العربية”: نهدف لجلب التكنولوجيا العالمية إلى السعودية
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
تشهد المملكة العربية السعودية تحولاً رقمياً سريعاً كجزء من «رؤية 2030». ويُعد الذكاء الاصطناعي عنصراً أساسياً في هذا التحول، واعداً بتعريف الصناعات وتبسيط العمليات وفتح فرص اقتصادية جديدة.
تقدم «مايكروسوفت» نفسها شريكاً رئيسياً في رحلة التحول هذه مقدمةً أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية السحابية والخبرة الصناعية للشركات المحلية.
مراكز بيانات «مايكروسوفت» الجديدة في المملكة
أخبار قد تهمك أمير القصيم: الميناء الجاف في المنطقة سيدعم الموانئ البحرية والخدمات اللوجستية 6 فبراير 2025 - 4:35 صباحًا إطلاق النسخة الثالثة من “جائزة الابتكار” بوزارة النقل والخدمات اللوجستية 5 فبراير 2025 - 1:15 صباحًايؤكد رئيس «مايكروسوفت العربية»، تركي باضريس، في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» التزام شركته العميق تجاه المملكة العربية السعودية، مشيراً إلى الاستثمارات الجارية في الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية السحابية وتطوير المواهب المحلية. ويرى أن «مايكروسوفت شريك رائع للمملكة لأكثر من 25 عاماً، وكل عام نواصل توسيع استثماراتنا». ويضيف أن منطقة مراكز البيانات القادمة ستكون «نقطة تحول»، حيث «ستجلب قدرات سحابية وقدرات ذكاء اصطناعي عالمية المستوى للشركات المحلية».
يعد إطلاق منطقة مراكز بيانات «مايكروسوفت» في المملكة التي ستبدأ عملها في 2026، أي عام قبل الموعد المحدد لها سابقاً، علامة فارقة في استراتيجية توسع الشركة. ستوفر هذه المرافق المتطورة الامتثال للإطار التنظيمي السعودي بما يتماشى مع معايير إقامة البيانات والأمان. وكذا خدمات الذكاء الاصطناعي والسحابة منخفضة الكمون ( أي معالجة البيانات والاستجابة لها بأقل قدر من التأخير). أيضاً ستعزز حماية الأمن السيبراني بتطبيق أفضل الممارسات العالمية لحماية بيانات الأعمال الحساسة.
ويشير تركي باضريس إلى هدف «مايكروسوفت» المتمثل في جلب التكنولوجيا العالمية إلى السعودية، مما يضمن وصول الشركات السعودية إلى نفس القدرات السحابية وقدرات الذكاء الاصطناعي المتوفرة في الولايات المتحدة.
ويقول: «سواء في المملكة العربية السعودية أو سياتل، نعمل بنفس معايير الأمان والموثوقية العالية. هدفنا هو تمكين الشركات من خلال خدمات سحابية عالمية المستوى هنا في المملكة».
وتكمن أهمية هذه التطورات بشكل خاص في أنها توائم سعي السعودية إلى تحديد موقعها قائدةً في الصناعات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مستفيدةً من الحوسبة السحابية وتحليل البيانات لدفع الكفاءة والابتكار.
دعم الشركات في السعودية
يُحدث ذكاء «مايكروسوفت» الاصطناعي ثورة في الكثير من الصناعات في المملكة، موفِّراً للشركات الأتمتة الذكية والرؤى التنبؤية والتكامل السلس مع السحابة. من التصنيع إلى التعليم والأمن السيبراني، يمكّن الذكاء الاصطناعي الشركات من تحسين العمليات، وتعزيز اتخاذ القرار، وخلق فرص جديدة.
– التصنيع الذكي
أحد الأمثلة البارزة على تأثير «مايكروسوفت» المدعوم بالذكاء الاصطناعي في المملكة هو «مجموعة العبيكان للاستثمار»، وهي شركة رائدة في التعبئة والتغليف والتعليم والصحة، وتعد من أكبر 100 شركة في السعودية.
من خلال دمج «أزور إيه آي» (Azure AI) في منصة (O3) للتصنيع الذكي، قامت العبيكان بتحويل عملياتها التصنيعية لتحقيق كفاءة أكبر واستدامة وأتمتة.
يقول صابر عطية، المدير التنفيذي للعمليات في شركة العبيكان، خلال حديثه مع «الشرق الأوسط» إنه عبر استخدام حلول الذكاء الاصطناعي من «مايكروسوفت» حققت شركته زيادة بنسبة 30 في المائة في فعالية المعدات الكلية وتحسين إنتاجية العمالة بمقدار 1.5 مرة وخفض تكاليف التشغيل بشكل كبير.
ومن خلال دمج خدمات «مايكروسوفت» المصغرة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، حسَّنت العبيكان أيضاً الصيانة التنبؤية ومراقبة الجودة، مما يسمح للمصانع بتوقع الأعطال المحتملة قبل حدوثها، مما يقلل من التوقف ويزيد الكفاءة. ويعتمد قطاع التصنيع بشكل كبير على الإدارة الفعالة لسلسلة التوريد، وقد استفادت شركة العبيكان من ذكاء «مايكروسوفت» الاصطناعي لرفع مستوى العمليات إلى مستويات غير مسبوقة. من خلال التحليلات التنبؤية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، تستطيع الشركة معالجة وتحليل مليارات النقاط البياناتية لتحسين قرارات سلسلة التوريد.
ويوضع عطية أن الذكاء الاصطناعي يسمح لشركته بمعالجة تريليونات النقاط البياناتية، مما يضمن اتخاذ أفضل القرارات المتعلقة بسلسلة التوريد في الوقت الفعلي.
وبدمج الخدمات الصغيرة المدعومة بذكاء «مايكروسوفت» الاصطناعي، حسّنت «العبيكان» أيضاً الصيانة التنبؤية ومراقبة الجودة، مما يمكّن المصانع من توقع الأعطال المحتملة قبل حدوثها، مما يقلل من وقت التوقف ويزيد من الكفاءة.
– تحويل التعليم بالذكاء الاصطناعي
يُحدث الذكاء الاصطناعي أيضاً ثورة في مجال التعليم في السعودية، حيث تستفيد الشركات الناشئة مثل «غاميت (Gameit)» من ذكاء «مايكروسوفت» الاصطناعي لإنشاء تجارب تعليمية مخصصة للأطفال. تُعد «غاميت» أول شركة ناشئة سعودية يتم نشرها على «Azure Marketplace» مما يوفر وصولاً إلى العملاء العالميين من خلال النظام البيئي السحابي لـ«مايكروسوفت».
تشير هبة عطية، المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة، خلال حديثها مع «الشرق الأوسط» إلى كيفية قيام الألعاب المدعومة بالذكاء الاصطناعي بإعادة تشكيل عملية التعلم. وتشرح: «تقوم ألعابنا المدعومة بالذكاء الاصطناعي بتقييم القدرات المعرفية للأطفال وتصميم برامج تدريبية مخصصة وفقاً لذلك». وتزيد بأن ذكاء «مايكروسوفت» الاصطناعي ساعد شركتها على تعزيز مشاركة الطلاب، وتتبع التقدم في الوقت الفعلي، والتوسع عالمياً. وتؤكد عطية أن حلول مايكروسوفت» السحابية والمدعومة بالذكاء الاصطناعي ليست مجرد تقنيات، بل إنها تفتح الأبواب أمام الشركات الناشئة السعودية للتوسع عالمياً، مما يجلب الابتكار من المملكة إلى العالم.
هذا يعكس النمو المتزايد للنظام البيئي للذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية، حيث تستخدم الشركات الناشئة والشركات الكبرى على حد سواء بنية «مايكروسوفت» التحتية للذكاء الاصطناعي لإنشاء حلول ذات تأثير عالمي.
تعزيز الأمن السيبراني بالذكاء الاصطناعي
مع التحول الرقمي السريع في المملكة، أصبح الأمن السيبراني أولوية قصوى. خلال «جولة (مايكروسوفت) للذكاء الاصطناعي في الرياض»، كان هناك تركيز كبير على الحلول الأمنية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي تساعد الشركات على البقاء في المقدمة وحماية أنظمتها من التهديدات المتطورة. وقبل ذلك، شاهدت «الشرق الأوسط» خلال زيارة حصرية لها إلى وحدة الجرائم الرقمية (DCU) التابعة لـ«مايكروسوفت» في سياتل، كيف تراقب الشركة أكثر من 3000 مجموعة إجرامية إلكترونية حول العالم وتعالج 78 تريليون إشارة أمنية يومياً. يعلق باضريس على أهمية الأمن السيبراني في المنطقة مؤكداً أن الأمان هو الأولوية القصوى لـ«مايكروسوفت». ويقول إن ما يحدث في «وحدة الجرائم الرقمية» في سياتل ليس فقط للولايات المتحدة بل يخدم العالم بأكمله بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط والسعودية. ويضيف: «التهديدات السيبرانية عالمية، وكذلك جهودنا لمكافحتها».
وتذكر «مايكروسوفت» أنه يتم الآن استخدام «Security Copilot» و«Microsoft Defender» المدعومَين بالذكاء الاصطناعي لحماية الشركات السعودية من برامج الفدية والتصيد الاحتيالي والاحتيال. مع ازدياد الجرائم الإلكترونية، توفر هذه الأدوات درعاً ضرورية للمنظمات التي تتعامل مع بيانات العملاء الحساسة، على حد قولها.
الذكاء الاصطناعي في قطاع الاتصالات
أطلقت مجموعة «إس تي سي» مزود خدمات الاتصالات الرائد في المملكة، سوق «إس تي سي» للذكاء الاصطناعي، وهي مجموعة من التطبيقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي مصمَّمة لتعزيز تفاعلات العملاء وتبسيط العمليات. وخلال الحدث في الرياض الذي نظمته «مايكروسوفت»، قالت «إس تي سي» إنه من خلال دمج تقنية «Azure OpenAI» من «مايكروسوفت» نجحت في تقليل وقت التعامل مع المكالمات، مما أدى إلى تسريع خدمة العملاء. وأيضاً تمكنت من تعزيز عمليات المبيعات بتوفير رؤى فورية لفرق المبيعات. كما أدى ذلك إلى تحسين الكفاءة التشغيلية، مما خفض التكاليف عبر وظائف أعمال متعددة. يوضح هذا التعاون بين «إس تي سي» و«مايكروسوفت» كيف يقود الذكاء الاصطناعي الكفاءة في واحدة من أهم الصناعات في السعودية.
الذكاء الاصطناعي لتعزيز الإنتاجية في «معادن»
قامت «معادن» أكبر شركة تعدين في المملكة العربية السعودية بنشر «Microsoft 365 Copilot» لتحسين إنتاجية الموظفين. وأوضح ممثلون خلال مشاركتهم في حدث «مايكروسوفت» في الرياض أنه باستخدام الأتمتة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وفَّر موظفو «معادن» أكثر من 2000 ساعة عمل شهرياً من خلال تقليل الاجتماعات غير الضرورية وتبسيط معالجة المستندات. هذا التحول نحو سير العمل المدعوم بالذكاء الاصطناعي يسمح للشركات بالتركيز أكثر على المهام الاستراتيجية، مما يعزز الكفاءة والابتكار.
الطريق إلى الأمام
مع تسارع المملكة نحو اقتصاد مدعوم بالذكاء الاصطناعي، ستكون استثمارات «مايكروسوفت» في البنية التحتية السحابية وتطوير المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي والشراكات الاستراتيجية عوامل تمكين رئيسية. ومن المتوقع أن يضيف الذكاء الاصطناعي 135 مليار دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، مما يبرز التأثير الاقتصادي الهائل لهذه التكنولوجيا.
وقد قامت «مايكروسوفت» بالفعل بتدريب 100 ألف فرد في المملكة على تقنيات الذكاء الاصطناعي والسحابة، 60 في المائة منهم من النساء. كما تعمل مع القطاعين الخاص والعام، لضمان مواءمة ابتكارات الذكاء الاصطناعي مع أهداف «رؤية المملكة 2030».
وقال باضريس إن «الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية، بل هو محرك اقتصادي… (مايكروسوفت) ملتزمة بتزويد الشركات السعودية بالأدوات والخبرات التي تحتاج إليها لتقود ثورة الذكاء الاصطناعي».
من خلال استثماراتها في مراكز البيانات المحلية، جنباً إلى جنب مع حلولها المدعومة بالذكاء الاصطناعي، تسعى «مايكروسوفت» إلى ضمان أن الشركات سواء كانت ناشئة أو متعددة الجنسيات لديها إمكانية الوصول إلى أحدث ابتكارات الذكاء الاصطناعي للتنافس والتوسع والازدهار.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي رؤية 2030 مايكروسوفت العربية فی المملکة العربیة السعودیة المدعومة بالذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعی الأمن السیبرانی الشرق الأوسط الاصطناعی فی فی السعودیة إس تی سی من خلال
إقرأ أيضاً:
“زين السعودية” و”نوكيا” توقعان مذكرة تفاهم لاستخدام الحلول السحابية الراديوية وتقنيات الذكاء الاصطناعي الراديوي (Cloud RAN & AI RAN)
وقّعت “زين السعودية” و”نوكيا” مذكرة تفاهم لتطوير حلول الجيل الخامس والجيل الخامس المتقدّم (5G-Advanced)، عبر تبنّي الحلول السحابية الراديوية (Cloud RAN) وتقنيات الذكاء الاصطناعي الراديوي (AI RAN)، وذلك خلال فعاليات مؤتمر ومعرض LEAP 2025، الحدث التقني العالمي الذي تستضيفه الرياض. ويهدف هذا التعاون إلى تعزيز التحوّل الرقمي في قطاع الاتصالات وتطوير بنية تحتية متقدمة تواكب متطلبات المستقبل، عبر تطوير شبكات الوصول اللاسلكي المفتوحة.
تعكس هذه الشراكة استراتيجية “زين السعودية” بتبنّي أحدث الابتكارات لتعزيز كفاءة شبكاتها، حيث توفر تقنية Cloud RAN بنية تحتية مرنة وقابلة للتوسّع، مما يساهم في تحسين أداء الشبكة وزيادة موثوقيتها. كما ستتيح تقنية AI RAN إمكانيات متقدمة للأتمتة وتحليل البيانات في الوقت الفعلي، ما يؤدي إلى تحسين تجربة المستخدم، وتعزيز كفاءة العمليات التشغيلية، ودعم تطبيقات المستقبل مثل الجيل السادس (6G)، وإنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى أن هذا التعاون سيُمكّن “زين السعودية” من دمج أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي في بنيتها التحتية، مما يعزز دورها الريادي في تقديم حلول رقمية مبتكرة تدعم نمو الاقتصاد الرقمي في المملكة، والارتقاء بتجربة العملاء في قطاع الاتصالات، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.
وفي هذا السياق، قال الرئيس التنفيذي لقطاع التقنية في “زين السعودية” المهندس محمد بن عبد العزيز النجيدي: “يمثل هذا التعاون مع نوكيا خطوة استراتيجية نحو بناء شبكة أكثر ذكاءً ومرونة، تعتمد على أحدث التقنيات السحابية والذكاء الاصطناعي، مما يعزز جاهزيتنا لدعم التحوّل الرقمي الشامل في المملكة. ونؤمن بأن الابتكار في البنية التحتية للشبكات هو عامل أساسي في تمكين الاقتصاد الرقمي، وتحقيق الكفاءة التشغيلية، وتطوير خدمات جديدة تدعم مستقبل الاتصالات الذكية. وبهذا، نؤكد التزامنا بالمساهمة الفاعلة في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، من خلال تسريع تبنّي التقنيات المتقدّمة، وتعزيز الاستدامة الرقمية، وتوفير حلول اتصالات عالمية المستوى تسهم في تمكين القطاعات المختلفة ودفع عجلة التنمية الوطنية”.
اقرأ أيضاًالمجتمع“السياحة” تكثّف جهودها الرقابية في مكة والمدينة استعدادًا لشهر رمضان المبارك
وقد قامت الشركتان مؤخراً بإجراء أول تجربة حية من نوعها في المملكة للحلول الراديوية السحابية (CLOUD RAN)ضمن تقنيات الجيل الخامس المتقدمة (5G Advanced)، وتعكس هذه التجربة التزام “زين السعودية” بمواصلة تطوير التقنيات المتقدمة في السوق السعودي و الدور الريادي في تبنّي التقنيات المتطورة لتقديم تجربة رقمية مميزة.