في مرمى النيران: هل تتحول العقوبات على إيران إلى كارثة كهربائية؟
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
7 فبراير، 2025
بغداد/المسلة: في خطوة تصعيدية جديدة، وقَّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مذكرة تضمنت عقوبات مشددة على صادرات النفط الإيرانية، مستهدفة أيضاً أنشطة اقتصادية وصفت بـ«المشبوهة» في المنطقة.
هذه الإجراءات من شأنها التأثير على العراق، الذي يعتمد على الغاز الإيراني لتشغيل محطاته الكهربائية، ما يضع بغداد أمام تحديات صعبة في تأمين مصادر بديلة للطاقة.
الحكومة العراقية، التي تدرك خطورة تداعيات هذه العقوبات، تؤكد أنها تعمل على «تنويع مصادر الطاقة» ضمن استراتيجية تستهدف تقليل الاعتماد على إيران، والتكيف مع أي متغيرات إقليمية ودولية قد تطرأ مستقبلاً. ورغم ذلك، يبقى العراق في وضع حرج، خاصة أن ملف الطاقة فيه يعاني من مشكلات متراكمة منذ سنوات، أبرزها الفشل في تطوير البنية التحتية للكهرباء، وعدم إتمام مشاريع الربط الكهربائي مع دول الخليج العربي.
العقوبات.. ضغط أميركي متزايد
لم تكتفِ بحظر النفط الإيراني، الإدارة الأميركية بل شدّدت أيضاً على ضرورة «ضمان عدم استخدام إيران النظام المالي العراقي للتحايل على العقوبات». وهذا يعني أن العراق سيكون أمام إجراءات أكثر صرامة فيما يتعلق بالتعاملات المالية، ما قد يؤثر على قطاع المصارف والتبادل التجاري بين البلدين.
بحسب مصادر حكومية عراقية، فإن العقوبات الأميركية قد تكون ضمن الأجندة غير المعلنة لاجتماعات بغداد مع المسؤولين الأميركيين، رغم عدم التصريح بذلك رسمياً. ويخشى مراقبون أن تؤدي هذه الضغوط إلى تعقيد المشهد الاقتصادي والسياسي العراقي، خاصة أن بعض الفصائل المسلحة المتورطة في حوادث اختطاف سابقة لأميركيين قد تكون أيضاً هدفاً لهذه الإجراءات.
زيارة ظريف إلى بغداد.. رسالة إيرانية
بالتزامن مع إعلان العقوبات، قام نائب الرئيس الإيراني، محمد جواد ظريف، بزيارة إلى بغداد، حيث التقى الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد. وفق بيان رسمي، شدد رشيد على أن «سياسة العراق الخارجية تستند إلى مصالح شعبه»، مؤكداً على ضرورة «الحوار البناء» لحل أزمات المنطقة.
يرى مراقبون أن تداعيات العقوبات الأميركية لن تتوقف عند القطاع المالي أو المصارف، بل ستؤثر أيضاً على قطاع الطاقة العراقي. ويحذر الشمري من أن التأخر في مشاريع الربط الكهربائي مع دول الخليج يجعل العراق في موقف صعب، إذ لا يزال يعتمد بشكل كبير على الغاز الإيراني. كما أن العقوبات قد تؤدي إلى تعطل بعض المشاريع التنموية نتيجة تعقيدات مالية وتقنية ستنتج عن انقطاع الإمدادات الإيرانية.
مستقبل العراق وسط التصعيد
العراق يجد نفسه مرة أخرى في قلب الصراع بين واشنطن وطهران. وبينما تحاول الحكومة العراقية تحقيق توازن دبلوماسي يحمي مصالحها، فإن الضغوط المتزايدة قد تدفعها إلى اتخاذ قرارات صعبة تتعلق بمستقبل علاقاتها مع الطرفين.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
أكسيوس: مفاوضات إيران وأمريكا في عمان تبدأ غير مباشرة ثم تتحول لمباشرة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أفاد موقع "أكسيوس"، بأن المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة التي تُعقد اليوم السبت، في عمان ستنطلق بشكل غير مباشر في البداية، على أن يتم استئنافها لاحقًا بشكل مباشر بين الجانبين.
ترامب يتوعد إيران برد عسكري إسرائيلي حال فشل مفاوضات النووي
لوح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستخدام القوة العسكرية ضد إيران في حال فشلت المحادثات النووية المقبلة. وفي تصريحات أدلى بها للصحفيين من البيت الأبيض، أشار ترامب إلى أن إسرائيل ستكون لها دور قيادي إلى جانب الولايات المتحدة في أي عملية عسكرية محتملة ضد طهران.
وفي رده على سؤال حول الخيار العسكري، قال ترامب: "إذا استدعى الأمر تدخلًا عسكريًا، فإننا لن نتردد في استخدامه". وأضاف أن إسرائيل ستكون شريكًا رئيسيًا في هذه العملية، وستقودها. ومع ذلك، تراجع ترامب بعد ذلك وقال: "لكن لا أحد يقودنا. نحن من يقرر ما نفعله"، في إشارة غير مباشرة إلى إمكانية قيام إسرائيل بشن ضربة عسكرية.
ليفيت: هدف ترامب هو منع إيران من امتلاك سلاح نووي
وأمس الجمعة، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن المفاوضات مع إيران ستكون مباشرة، وإن إدارة ترامب تعتبر الحوار المباشر هو الخيار الأنسب لتحقيق الأهداف الأمنية الأمريكية في المنطقة.
أشارت ليفيت إلى أن الهدف الأساسي للرئيس الأمريكي هو منع إيران من امتلاك سلاح نووي بشكل نهائي، مشيرة إلى أن ترامب يعتقد بأهمية الدبلوماسية والمفاوضات المباشرة في تحقيق هذا الهدف.
كما شددت على الموقف القوي للولايات المتحدة، قائلة: "إما أن تستجيب إيران لمطالب الرئيس ترامب، أو ستتحمل عواقب وخيمة"، مؤكدة أن جميع الخيارات مطروحة أمام الولايات المتحدة، وأن القرار النهائي في يد طهران.
كما أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، أنه من المقرر أن الولايات المتحدة ستجري محادثات مباشرة مع إيران اليوم السبت، في سلطنة عمان، لمنع طهران من امتلاك أسلحة نووية.