صممت الوثيقة الدستورية لتقاسم السلطة بين قوي الحرية والتغيير (قحت) والمجلس العسكري وحصرت بنودها إختصاصات بالاسم لقوي الحرية والتغير كتسمية رئيس الوزراء واختيار الوزاراء وتسمية الحصة الخاصة بتعين المجلس التشريعي المنصوص عليه وغيرها من المكاسب المقيدة باسم قوي الحرية والتغيير….

بنود أساسية وعديدة من الوثيقة لم تنفذ من الطرفين طوال فترة الشراكة التي تحولت لتشاكس و إستقطاب داخل مكونات السلطة وقد تم تعديل الوثيقة بدون الألية المنصوص عليها في الوثيقة عبر المجلس التشريعي الذي كان سينشئ دستورا جديدا و استعاضوا بدلا عن ذلك بألية اجتماع مجلسي السيادة والوزراء وهي ألية و إجراء طارئ لا يمكن أن يستدام حتي بعد مغادرة (قحت) السلطة لأن من يختار ويعين الحكومة الان هو رئيس مجلس السيادة في غياب الطرف الآخر ، يضاف لذلك التعديل الذي أدخل بنود اتفاق سلام جوبا في الدستور.


عليه فإن اي تعديل علي الوثيقة بدلا عن الغائها بالكلية سيدخل البلاد في جدال قانوني فقهي ودستوري لا طائل من ورائه غير إعادة إنتاج المشكلات وتكرار جدال الشرعية وآثاره داخل السودان وخارجه في مؤسسات التمثيل الدولي .

المخرج الصحيح يبدأ بالنقاش الداخلي مع شركاء السلام وإقناعهم بالحاجة الدستورية لإلغاء الوثيقة الدستورية بالكلية بصلاحيات القوات المسلحة في حالة الطوارئ (التمرد والحرب) وابتدار مسار دستوري جديد او استخدام نفس الصلاحيات المكفولة للجيش لإعادة العمل بدستور العام ٢٠٠٥ تعديل ٢٠١٠ و بتعديلات فيه تناسب غياب البرلمان وصعوبة إجراء انتخابات عاجلة .

المحصلة النهائية للوضع الماثل هو الحاجه الماسة لمسار دستوري جديد يستند علي شرعية وصلاحيات الجيش وليس الوثيقة الدستورية المعطوبة والمجمدة فعليا بالممارسة منذ العام ٢٠٢١م ومن يجادل حول ذلك عليه أن يلاحظ مشهدي تكلس الجهاز التنفيذي العاجز حتي إقصاء العناصر المساندة للتمرد من داخله وبشهادة عضو مجلس السيادة ومشهد خلو مقعد السودان في الاتحاد الافريقي..

استحقاقات المسار الدستوري الجديد حاسمة في رسم ملامح إنهاء الحرب وفترة الانتقال الحساسة بعدها وسيؤثر بشكل مباشر في حياة الناس بواسطة الحكومة الجديدة التي سيتم تكوينها بناء علي ذلك و علي وضعية السودان في الاتحاد الافريقي والمؤسسات الدولية وليس ببعيد عن ذلك ستظهر التعديلات الدستورية نوايا الأطراف الطامعة في السلطة والمستقبل السياسي.

رجاءنا من قادة الجيش في مجلس السيادة وقادة الحركات الموقعه علي اتفاق جوبا للسلام أن يفعلوا الصواب لأجل شعب تحمل أخطاء القادة بلا استثناء ودفع فواتير كل ذلك غاليا في هذه الحرب الكالحة فلا تخيبوا ظنه في المستقبل فإن الظن في الأشخاص في بلادنا قد خاب منذ قديم.
الله الموفق وهو يهدي السبيل.

عامر حسن

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الى السيد رئيس مجلس السيادة

الى السيد رئيس مجلس السيادة :
السيد وزير المالية :
السيد مدير عام هيئة الجمارك :

نرجوا ان تقوم هيئة الجمارك خصوصا فى معابر ارقين واشكيت، خصوصا تجاه اسر اللاجئين، خصوصا فيما يتعلق بالاثاثات و الاجهزة الكهربائية التى هم فى الحقيقة مضطرين لشرائها من جمهورية مصر العربية و ترحيلها الى مناطق عودتهم . يسرى هذا على اللاجئين فى دول أخرى.

جميعكم تعلمون ان اغلب بيوت هؤلاء قد تم نهب كل مقتنياتهم من اثاثات واجهزة كهربائية وغيرها .

وعليه لابد و لزاما وواجب على هيئة الجمارك ان تتعامل مع هذه البضائع بطريقة تليق بمن فقدوا كل شىء.
ان كان هناك من هو مستحق للاعفاء الكامل من اى رسوم جمركية والاهم من ذلك التأخير والتعطيل فهو هذا المواطن المغلوب على أمره.

فان كنتم يا سادة لن تعينوا مواطنيكم فى مثل هذه الظروف فلن تكونوا الا مؤسسات لا تعبر تماما عن مصالح شعبها وانما تعبر فقط عن مصالح افراد و شركات .

من الواجب حتى ان تقوموا انتم بمثل هذه المبادرات، وباعلانات و لوائح وتوضيح المعلومات التى قد تفيد المواطن .

ورجاءا ارحمونا من تقنين الاحتكار عبر لفظة المنتج ده عندوا و كيل ، فانتم مؤسسة حكومية يفترض ان تعامل الجميع بنفس الطريقة وان لا تساعد على الاحتكار و ان تفتح فرص المنافسة الحقيقية .

معلوم انت كدولة ما حتقدر تسترد كل المنهوبات ولا حتقدر تعوض الناس مباشرة فى زمن الحوجة ، ولا حتى تقدر توفر فرص عمل اكتر .

فاسهل طريقة هى الاعفاءات الجمركية لكل ما يتعلق باثاثات البيوت و الأجهزة المنزلية .
لازم تكون صفر جنيه و إجراء سريع ومختصر فى دقائق .

Waleed Arafat Ali

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تعرف على اختيارات بابافاسيليو الأولى لتشكيل غزل المحلة أمام مودرن سبورت
  • ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)
  • حرب السودان.. صراع على السلطة أم مؤامرة ضد الدولة؟
  • د.ابراهيم الصديق على يكتب: تسريبات ارباك الرأى العام: بترول جنوب السودان (نموذجاً)
  • وزير الخارجية السوداني: نقترب من إنهاء الحرب واستعادة السيادة الكاملة
  • السلطة الفلسطينية تشكل لجنة لـإدارة شؤون قطاع غزة
  • الى السيد رئيس مجلس السيادة
  • السلطة الفلسطينية تعلن تشكيل لجنة عمل لإدارة شؤون غزة
  • سودان أبو القدح