وسط أمطار غزيرة وبرد قارس، تجثو زوادي سيفا، أم لسبعة أطفال، على أرضية فناء كنيسة "القديس فرنسيس كسفاريوس" في غوما، تحاول تدفئة رضيعها الذي أنهكه المرض منذ يومين.

اعلان

لم تجد سيفا، التي تهرب من الحرب منذ 2012، مكاناً يليق بإنسان تحت سقف الكنيسة المكتظ، فباتت مع آلاف النازحين تنتظر مصيراً مجهولاً تحت السماء المفتوحة، بينما تستعر المعارك على أطراف المدينة التي سقطت الأسبوع الماضي في يد جماعة "M23" المسلحة، المدعومة بحسب الأمم المتحدة، من رواندا المجاورة.

رحلة هروب لا تنتهي

تروي سيفا بتعبٍ يُخفي دموعاً مجفَّفة، حيثُ قالت: "من كيشارو إلى ساكيه، ثم روسايو، وأخيراً إلى هنا.. كلما ظننت أن الحرب لن تصل، تفاجئنا القذائف. سبعة أطفال ولدتهم أثناء الهروب، بعضهم لم يعرفوا طعم الاستقرار إلا تحت الخيام".

زوادي سيفا أم لسبعة أطفال في غوماAP video

ليست سيفا وحدها. ففي ساحات الكنائس ومدارس غوما المُحوَّلة إلى مراكز إيواء، تختلط قصص آلاف العائلات التي فقدت كل شيء.

أما آلان باوما، نازح آخر من ساكيه، أشار إلى أنه طُرد من قاعة الكنيسة ليفترش الأرض مع حقيبة تحمل ذكريات بيت دمّره القتال: "لا نملك حتى بطانية نقاوم بها البرد.. الحرب طردتنا من حياتنا".

آلان باوما، نازح آخر من ساكيه، يروي كيف طُرد من قاعة الكنيسة ليفترش الأرض مع حقيبة تحمل ذكريات بيت دمّره القتالAP videoRelatedاليأس يطغى على مخيم غوما للنازحين في جمهورية الكونغو الديمقراطية الكونغو الديمقراطية: اشتداد المعارك في غوما بين حركة "إم 23" وقوات حكومية وأخرى تابعة للأمم المتحدةالكونغو الديمقراطية: غوما تحت سيطرة المسلحين … دمار ونهب والصليب الأحمر يساهم في إنقاذ المتضررينحصيلة دامية في غوما: دفن 900 قتيل في مقابر جماعية بعد أسابيع من القتال

بينما تُعلن جماعة (M23) المسلحة "وقفاً أحادياً لإطلاق النار"، تستمر مدافعها في التقدم نحو بوكافو عاصمة إقليم جنوب كيفو، في تحركٍ يُرجح الخبراء أن هدفه السيطرة على مناطق غنية بالكوبالت والكولتان، معادن نادرة تُغذي صناعة التكنولوجيا العالمية.

تقارير أممية متطابقة تتهم رواندا بدعم المسلحين بـ4 آلاف جندي وأسلحة ثقيلة، فيما تُبرر كيغالي تدخلها بـ"حماية الأقلية التوتسية من جماعات الهوتو المتطرفة" المرتبطة بإبادة رواندا عام 1994. لكن محللين يرون الأمر ذريعة لتمدد جيوسياسي يضمن السيطرة على ثروات الكونغو.

زوادي سيفا أم لسبعة أطفال في غوماAP videoالأمم المتحدة تحذر: 3 آلاف قتيل في أسبوع

وفقاً لمسؤول أممي رفيع، سقط ما يقارب 3 آلاف قتيل في المعارك الأخيرة حول غوما، بينما تحولت المدينة إلى خلية أزمة إنسانية تئن تحت وطأة 700 ألف نازح، نصفهم أطفال، يعانون من المجاعة والأمراض.

زوادي سيفا أم لسبعة أطفال في غوماAP video

بينما تهدد إدارة الكنيسة بطرد النازحين بسبب الازدحام، ترفع سيفا يديها نحو السماء: "من 2012 ونحن نهرب.. في 2025 مازلنا نجرّ أطفالنا في الطرقات. إلى متى سنكون وقوداً لهذه الحرب؟".

المصادر الإضافية • أب

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الاتحاد الأوروبي يعلن عن جسر جوي إنساني إلى غوما في شرق الكونغو الديمقراطية رئيس الوزراء الكونغولي يزور مرصد بركان غوما شاهد: مدينة غوما في الكونغو الديمقراطية شبه قاحلة وبركان نيراغونغو يهدأ حاليا أزمة إنسانيةضحاياغوما، جمهورية الكونغو الديموقراطيةالأمم المتحدةلاجئوناعلاناخترنا لكيعرض الآنNext خبراء يحذرون: تقديرات بانهيار 100 ألف مبنى في حال وقوع زلزال قوي في إسطنبول يعرض الآنNext في خطوة انتقامية متبادلة.. بريطانيا تعتزم طرد دبلوماسيٍ روسي يعرض الآنNext مجلس الشيوخ الفرنسي يمرر ميزانية 2025 ويحيلها للمجلس الدستوري يعرض الآنNext فرنسا تسلّم أوكرانيا أولى طائراتها المقاتلة من طراز ميراج 2000 يعرض الآنNext "غزة أرضنا ولن نرحل".. فلسطينيون في دير البلح يحتجون على تصريحات ترامب اعلانالاكثر قراءة جوائز غرامي 2025: إطلالة بيانكا سينسوري تثير الاستهجان وانتقادات لقبعة جادن سميث الرياضة والطبيعة والعافية: أهم الأماكن السياحية في قطر بالمشاركة مع Media City مسابقة "بوم بوم" لاختيار أجمل مؤخرة امرأة بالبرازيل حصيلة دامية في غوما: دفن 900 قتيل في مقابر جماعية بعد أسابيع من القتال حب وجنس في فيلم" لوف" اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومدونالد ترامبضحاياإسرائيلفرنساغزةقطاع غزةروسيابنيامين نتنياهوحكومةأسلحةرجب طيب إردوغاناحتجاجاتالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب ضحايا إسرائيل فرنسا قطاع غزة غزة دونالد ترامب ضحايا إسرائيل فرنسا قطاع غزة غزة أزمة إنسانية ضحايا الأمم المتحدة لاجئون دونالد ترامب ضحايا إسرائيل فرنسا غزة قطاع غزة روسيا بنيامين نتنياهو حكومة أسلحة رجب طيب إردوغان احتجاجات الکونغو الدیمقراطیة یعرض الآنNext فی غوما قتیل فی

إقرأ أيضاً:

آلاف المصريين يتظاهرون في العريش ضد تهجير الفلسطينيين

العريش (زمان التركية)__ تظاهر آلاف المصريين في مدينة العريش، الثلاثاء، على الحدود بين مصر وغزة تضامنا مع الفلسطينيين واحتجاجا على الخطط الأميركية والإسرائيلية لتهجيرهم قسرا من وطنهم.

وتتزامن هذه المظاهرات مع وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مدينة شمال سيناء، الثلاثاء.

وتهدف المظاهرات أيضًا إلى دعم القيادة السياسية في مصر، مؤكدة أن استقرار الشرق الأوسط يعتمد على حل القضية الفلسطينية.

وقد اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرارا وتكرارا خطة استعمارية للولايات المتحدة للسيطرة على غزة، ونقل سكانها إلى مصر والأردن ودول عربية أخرى، وتحويل القطاع في نهاية المطاف إلى ” ريفييرا الشرق الأوسط “.

وقد قوبلت الخطة بالرفض والتنديد من جانب حلفاء الولايات المتحدة وأعدائها على حد سواء.

وقال ماكرون، الاثنين، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع السيسي في القاهرة: “نحن نعارض بشدة تهجير السكان وأي ضم لقطاع غزة والضفة الغربية”.

وتمثل زيارة ماكرون أول زيارة على الإطلاق يقوم بها رئيس دولة أوروبي إلى شمال سيناء.

وفي العريش، سيلتقي الزعيمان مع مسؤولين محليين لبحث توقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، الذي يعاني من حصار إسرائيلي وحرب إبادة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.

منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، خصصت مصر مطار العريش الدولي كمركز لاستقبال وتنسيق دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وحثت الحكومة المصرية المجتمع الدولي مراراً وتكراراً على توجيه مساعداته عبر هذا الطريق.

في وقت سابق، كشف محافظ شمال سيناء، خالد مجاور، أن ماكرون سيزور مستودعات الهلال الأحمر المصري في العريش. وتُحتجز هناك أطنان من المساعدات الدولية منذ أشهر، في انتظار الموافقة على دخولها إلى قطاع غزة الذي مزقته الحرب.

ومن المقرر أن يزور ماكرون أيضًا مستشفى العريش العام، الذي يتلقى فيه العديد من الجرحى الفلسطينيين العلاج بعد إجلائهم عبر معبر رفح الحدودي.

تستقبل مصر مئات الجرحى الفلسطينيين منذ بدء الحرب على غزة. وقد تلقى أكثر من 1500 فلسطيني العلاج في المستشفيات المصرية، وعبر أكثر من 2100 آخرين إلى مصر كمرافقين لهم.

في عام 2024، شاركت حاملة المروحيات الفرنسية ديكسمود في جهود الإغاثة، حيث قدمت الرعاية الطبية لنحو 1000 فلسطيني من غزة أثناء رسوها في ميناء العريش.

آلاف المصريين يحتشدون في #العريش ويرفعون لافتات لا لتهجير الفلسطينيين من غزة#القاهرة_الإخبارية#مصر pic.twitter.com/BpGvrZFP01

— القاهرة الإخبارية – AlQahera News (@Alqaheranewstv) April 8, 2025

Tags: السيسي وماكرونالعريشمظاهرات العريش

مقالات مشابهة

  • مقال بهآرتس: أطفال غزة أمام 3 خيارات أحلاها مر
  • الكونغو الديمقراطية: 292 حالة إصابة مؤكدة بالكوليرا و57 حالة وفاة في مقاطعة تشوبو
  • آلاف المصريين يتظاهرون في العريش ضد تهجير الفلسطينيين
  • أطفال غزة.. حُبٌّ للحياة يغالب صُنّاع الموت
  • قادة مصر وفرنسا والأردن يؤكدون ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية على غزة
  • ترامب: أجريت اتصالات مع قادة من حول العالم بشأن التعريفات الجمركية وكانوا لطيفين جدا
  • مقتل 22 شخصًا على الأقل جراء فيضانات في الكونغو الديمقراطية
  • قتلى في الكونغو الديمقراطية جراء فيضانات
  • مقتل 22 شخصا على الأقل جراء فيضانات في عاصمة الكونغو الديمقراطية
  • آلاف المتظاهرين أمام البيت الأبيض رفضا لحرب الإبادة واعتقال المتضامنين مع فلسطين / فيديو