نازحو غوما في الكونغو يصرخون بعد عقد من التشرد: "قادة العالم.. أوقفوا هذه الحرب"
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
وسط أمطار غزيرة وبرد قارس، تجثو زوادي سيفا، أم لسبعة أطفال، على أرضية فناء كنيسة "القديس فرنسيس كسفاريوس" في غوما، تحاول تدفئة رضيعها الذي أنهكه المرض منذ يومين.
لم تجد سيفا، التي تهرب من الحرب منذ 2012، مكاناً يليق بإنسان تحت سقف الكنيسة المكتظ، فباتت مع آلاف النازحين تنتظر مصيراً مجهولاً تحت السماء المفتوحة، بينما تستعر المعارك على أطراف المدينة التي سقطت الأسبوع الماضي في يد جماعة "M23" المسلحة، المدعومة بحسب الأمم المتحدة، من رواندا المجاورة.
تروي سيفا بتعبٍ يُخفي دموعاً مجفَّفة، حيثُ قالت: "من كيشارو إلى ساكيه، ثم روسايو، وأخيراً إلى هنا.. كلما ظننت أن الحرب لن تصل، تفاجئنا القذائف. سبعة أطفال ولدتهم أثناء الهروب، بعضهم لم يعرفوا طعم الاستقرار إلا تحت الخيام".
ليست سيفا وحدها. ففي ساحات الكنائس ومدارس غوما المُحوَّلة إلى مراكز إيواء، تختلط قصص آلاف العائلات التي فقدت كل شيء.
أما آلان باوما، نازح آخر من ساكيه، أشار إلى أنه طُرد من قاعة الكنيسة ليفترش الأرض مع حقيبة تحمل ذكريات بيت دمّره القتال: "لا نملك حتى بطانية نقاوم بها البرد.. الحرب طردتنا من حياتنا".
بينما تُعلن جماعة (M23) المسلحة "وقفاً أحادياً لإطلاق النار"، تستمر مدافعها في التقدم نحو بوكافو عاصمة إقليم جنوب كيفو، في تحركٍ يُرجح الخبراء أن هدفه السيطرة على مناطق غنية بالكوبالت والكولتان، معادن نادرة تُغذي صناعة التكنولوجيا العالمية.
تقارير أممية متطابقة تتهم رواندا بدعم المسلحين بـ4 آلاف جندي وأسلحة ثقيلة، فيما تُبرر كيغالي تدخلها بـ"حماية الأقلية التوتسية من جماعات الهوتو المتطرفة" المرتبطة بإبادة رواندا عام 1994. لكن محللين يرون الأمر ذريعة لتمدد جيوسياسي يضمن السيطرة على ثروات الكونغو.
وفقاً لمسؤول أممي رفيع، سقط ما يقارب 3 آلاف قتيل في المعارك الأخيرة حول غوما، بينما تحولت المدينة إلى خلية أزمة إنسانية تئن تحت وطأة 700 ألف نازح، نصفهم أطفال، يعانون من المجاعة والأمراض.
بينما تهدد إدارة الكنيسة بطرد النازحين بسبب الازدحام، ترفع سيفا يديها نحو السماء: "من 2012 ونحن نهرب.. في 2025 مازلنا نجرّ أطفالنا في الطرقات. إلى متى سنكون وقوداً لهذه الحرب؟".
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الاتحاد الأوروبي يعلن عن جسر جوي إنساني إلى غوما في شرق الكونغو الديمقراطية رئيس الوزراء الكونغولي يزور مرصد بركان غوما شاهد: مدينة غوما في الكونغو الديمقراطية شبه قاحلة وبركان نيراغونغو يهدأ حاليا أزمة إنسانيةضحاياغوما، جمهورية الكونغو الديموقراطيةالأمم المتحدةلاجئونالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب ضحايا إسرائيل فرنسا قطاع غزة غزة دونالد ترامب ضحايا إسرائيل فرنسا قطاع غزة غزة أزمة إنسانية ضحايا الأمم المتحدة لاجئون دونالد ترامب ضحايا إسرائيل فرنسا غزة قطاع غزة روسيا بنيامين نتنياهو حكومة أسلحة رجب طيب إردوغان احتجاجات الکونغو الدیمقراطیة یعرض الآنNext فی غوما قتیل فی
إقرأ أيضاً:
بعد اتهامات بجرائم حرب..الجنائية الدولية: نتابع التطورات في الكونغو الديموقراطية
قال مكتب المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، الأربعاء، إنّه "يتابع من كثب" الأحداث في شرق الكونغو الديموقراطية، مشيراً إلى أنّ مصادر موثوقة أفادت بسقوط مئات القتلى في أعمال العنف الأخيرة.
وقال المكتب في بيان إنّه "يتابع من كثب الأحداث الجارية، بما في ذلك التصعيد الخطير للعنف في الأسابيع الأخيرة في شرق الكونغو الديموقراطية، خاصة داخل وحَول غوما، عاصمة مقاطعة شمال كيفو".ويجري المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان الذي يحقق في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، أساساً تحقيقاً في اتهامات بجرائم مرتكبة في الكونغو منذ مطلع 2022. منذ يوم الجمعة..انتشال 900جثة في شرق الكونغو - موقع 24قالت منظمة الصحة العالمية الإثنين، إن القتال بين قوات الحكومة الكونغولية والمتمردين المدعومين من رواندا في غوما، شرق الكونغو، أودى بـ 900 على الأقل، لترتفع بذلك الحصيلة السابقة التي كانت 773 قتيلاً. وحسب البيان الذي طلب من الجمهور تقديم معلومات وأدلة، فإنّ "هذا التحقيق الهادف نشط ويستمر على نحو ملحّ".
ولفت البيان إلى أن "مصادر موثوقة تشير إلى أن آلافاً أصيبوا ومئات قتلوا في غوما ومحيطها، بينهم مدنيون وجنود من حفظ السلام".
واندلعت اشتباكات عنيفة في الأيام الأخيرة بين القوات الكونغولية من جهة وحركة "إم23" المتمردة، المناهضة للحكومة بمؤازرة القوات الرواندية، والتي استولت على غوما.
وفي غوما، خلّفت المعارك 2900 قتيل على الأقلّ، حسب الأمم المتحدة.