يمانيون:
2025-02-06@23:00:04 GMT

(أوسلو) أكبر تمكين لـ(كيان العدو)

تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT

(أوسلو) أكبر تمكين لـ(كيان العدو)

عبدالسلام التويتي

«منظمة التحرير الفلسطينية»، التي هيمنت عليها حركة «فتح»، واحتكرت تمثيل الشعب الفلسطيني، وصارت بعد تحولها – في ضوء «أوسلو» – إلى «سلطة» صورية وغير حاكمة، أداةً صهيونية لقمع المقاومة، لا تختلف كثيرًا عن أنظمتنا العربية الغارقة في مستنقع العمالة، في تنفيذ أجندة الاستعمار في واقع شعوب الأقطار التي نتوهمها مستقلة.

نبذ السلاح وتجاهل فلسطينيي الداخل
كل ما ترتب على «أوسلو» بنسختيها اللتين أبرمتا تباعًا في عامي 1993 و1995 يؤكد على دوران ممثلي الطرف الفلسطيني في فَلَك العدو، وأنهم انطلقوا – في إبرامهم تلك الاتفاقية الفاضحة – من منطلق الحفاظ على مصالحه. فقد اقتصر ذلك الطرف الشديد التفريط والتساهل – خلافًا لادعائه تمثيل كافة أبناء الشعب الفلسطيني المناضل – على التفاوض مع العدو الصهيوني الساعي إلى التهام فلسطين التاريخية بشكلٍ كامل باسم أقل عدد ممكن من أبناء فلسطين القاطنين فقط في «الضفة الغربية» و«قطاع غزة»، متجاهلين غاية التجاهل فلسطينيي الداخل، متعامين عن نضالهم التحرري المتواصل وغير آبهين بوقوع رقابهم تحت المقاصل. فقد عملت اتفاقية «أوسلو»، التي كان طرفًا فيها – بحسب إيجاز «أيمن فرح مسلم» المعنون [التبعات السياسية والوطنية لاتفاقية أوسلو 1993 على فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948] الذي نشر في «مستودع النجاح التعليمي» بتاريخ 4 أبريل 2022 – (على إقصاء فلسطينيي 48 من محادثات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية، ولم يتم طرح قضاياهم وحقوقهم في مفاوضات السلام الإسرائيلية-الفلسطينية، على الرغم من أنهم جزء مهم من الشعب الفلسطيني ومن القضية الفلسطينية).

ومن تجنِّيات ممثلي شعب فلسطين في «أوسلو» على النضال الفلسطيني خدمةً للعدو الصهيوني، مسارعتهم إلى التخلي عن الأسلحة التي كانت تعين المقاومين على ممارسة قدرٍ من المنافحة، وانصياع أولئك الممثلين لتشكيل جهازٍ أمنيٍّ شرطوي حددت مهامه العامة في التصدي لأبطال المقاومة. وذلك ما يمكن أن يفهم من احتواء مقال «مازیار شکوری» التحليلي المعنون [من ياسر عرفات إلى الندم، ومن طوفان الأقصى إلى النصر] الذي نشره «رأي اليوم» في الـ28 من يناير الفائت على ما يلي: (لم يكن اتفاق أوسلو إلا بيانًا ووثيقةً اعترف بموجبها «عرفات» ومنظمة التحرير الفلسطينية بإسرائيل، وهو ما حدث للأسف، وأُجبر «عرفات» على نزع سلاحه وسلاح حركة «فتح». ولم يكن بوسعهما أن يعملا – وفقًا لأحكام اتفاق «أوسلو» – إلا كشرطةٍ لخدمة دولة «العدو الصهيوني» وقمع مقاومة الشعب الفلسطيني).

التفريط بـ«القدس» للكيان من زمان
بالنظر إلى ما اشتمل عليه اتفاق «أوسلو» حول مدينة «القدس»، فإنَّ عبارة {إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها «القدس الشريف»} محض تخريف، لأنَّ اتفاق «أوسلو» أرجأ النقاش بشأنها – بحسب ما أوردت «أسيل الجندي» في سياق مقالها التساؤلي المعنون [كيف استغلت إسرائيل اتفاق أوسلو للاستيلاء على القدس؟] الذي نشرته «الجزيرة نت» في الـ13 من سبتمبر 2023 – (إلى وقت لاحق، ثم أُدرجت ضمن قضايا الحل النهائي المؤجلة، وأُلزمت السلطة الفلسطينية بإخراج المدينة المقدسة من صلاحياتها. ومع امتداد المهلة المؤقتة – التي حددتها الاتفاقية – من 5 أعوام إلى 30 عامًا، تحول هذا التأجيل إلى حالة عزل وتهميش للقدس متصاعدة ومستمرة حتى الآن).
وكان من المفترض – بحسب ما أورد «مازیار شکوری» في سياق مقاله السالف الذكر – (أن تناقش قضية «القدس» لاحقًا في المعاهدات الدائمة، لكن الأمريكيين أعلنوا من جانب واحد أنَّ للولايات المتحدة الحق في إقامة سفارات في كل العواصم، بما في ذلك الحق في إنشاء سفارتها في «القدس» عاصمة إسرائيل). وإلى هذا الإعلان استند «دونالد ترامب» عندما قرر في ولايته الرئاسية الأولى – وبالتحديد عام 2017 – نقل سفارة بلاده من «تل أبيب» إلى «القدس»، معتبرًا إيَّاها – دون مراعاة ما يراد لـ«القدس الشرقية» أن تكون عاصمة لـ«الدولة الفلسطينية» المحتملة – عاصمة أبدية وموحدة للدولة الصهيونية المحتلة.

ندم الطرف البائع في الوقت الضائع
لقد مثل الدخول في «أوسلو» مخاطرةً – من قبل الرئيس الفلسطيني الراحل «ياسر عرفات» – بمستقبل القضية الفلسطينية. فباستثناء بعض الوعود الوهمية القليلة الأهمية، صبَّ الاتفاق – جملةً وتفصيلًا – في مصلحة الدولة الصهيونية، ليتبين لـ«عرفات» – في الوقت الضائع – أنه قد دخل في صفقةٍ خاسرة كلفته ماضيه ومستقبله وحاضره. فقد نُقل عنه – بحسب ما أورد الكاتب «حمدي فراج» في سياق مقاله المعنون [الندم .. قاسم مشترك أعظم بين ياسر عرفات وبشار الأسد] الذي نشره «مدار نيوز» في الـ13 من ديسمبر الماضي – (أنَّه همس في أذن أكثر من مقرب مخلص إليه، أنَّ “أوسلو” كان فخًّا، وأنه وقع فيه).
ومن مظاهر ندمه على ما كان قد قدمه أنَّه – بحسب ما ورد في مقال «مازیار شکوری» – (ندم بعد سبع سنوات على المفاوضات والمعاهدة والاستسلام ووداع السلاح وقال في خطابه: “الله أكبر الله أكبر الله أكبر، العزة لله ولرسوله، الجهاد الجهاد الجهاد”، وأنه خرج إلى ساحة رام الله العامة وتحدث بين الناس عن ضرورة استمرار المقاومة).

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی بحسب ما

إقرأ أيضاً:

مصر: نشدد على أهمية تمكين السلطة الفلسطينية في قطاع غزة

تابعنا أيضا عبر تليجرام t.me/alwatanvoice رام الله - دنيا الوطن
شدّد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على دعم مصر الكامل للحكومة الفلسطينية وخططها الإصلاحية، مع التركيز على أهمية تمكين السلطة الفلسطينية سياسياً واقتصادياً في قطاع غزة.

وقال عبد العاطي خلال لقائه اليوم الأربعاء مع رئيس الوزراء الفلسطيني ووزير الخارجية محمد مصطفى، إنه تمت مناقشة التطورات الأخيرة في الأوضاع بقطاع غزة مع تولي الحكومة الفلسطينية مهامها في قطاع غزة باعتباره جزءا من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

كما استعرض الوزير المصري جهود بلاده لضمان استدامة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ جميع بنوده وفق المراحل الزمنية المتفق عليها.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإنسانية، تم التأكيد على أهمية تسريع مشروعات التعافي المبكر وإزالة الركام، مع ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون الحاجة إلى خروج الفلسطينيين من القطاع، خاصة في ظل تمسكهم بأرضهم ورفضهم مغادرتها.

وعرض رئيس الوزراء الفلسطيني تصورًا متكاملًا للخطط المعدة لبرامج التعافي المبكر وإزالة الركام بالتعاون مع المؤسسات الدولية، وذلك تمهيدًا لمرحلة إعادة الإعمار وعودة الأوضاع إلى طبيعتها، وهو ما لاقى توافقًا بين الجانبين.
وشدد عبد العاطي على دعم مصر للحقوق المشروعة غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، مؤكدًا ضرورة السعي نحو تحقيق حل سياسي دائم وعادل للقضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بما يمنع تكرار دورات العنف بشكل نهائي ودائم.

مقالات مشابهة

  • عاجل.. الأردن تعلن الحرب على كيان العدو الصهيوني
  • إسبانيا ترفض مقترح كيان العدو الصهيوني بخصوص استقبال الفلسطينيين
  • الصين تأمل في اتفاق يجنبها حربا تجارية مع الولايات المتحدة
  • مصر: نشدد على أهمية تمكين السلطة الفلسطينية في قطاع غزة
  • وزير الخارجية: لا بد من تمكين السلطة الفلسطينية
  • وزير الخارجية يؤكد ضرورة تمكين السلطة الفلسطينية
  • أرقام جديدة لخسائر جيش العدو.. ما خفي أكبر وما ينتظرهم أسوأ
  • العدو يواصل الانتهاكات في “القدس المحتلة”
  • لبنان يقدم شكوى جديدة إلى مجلس الأمن الدولي ضد كيان العدو الإسرائيلي