حددت وزارة الأوقاف المصرية موضوع خطبة الجمعة القادمة تحت عنوان "وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ"، وتهدف الخطبة إلى التحذير من الإثم الباطن، وأبرز مظاهره الكِبْر، الذي يدفع الإنسان إلى التعالي على الآخرين، ما يؤدي إلى خلل في العلاقات الاجتماعية وانحراف في السلوك الديني الصحيح. 

 

كما تتناول الخطبة في جزئها الثاني التحذير من العنف ضد المرأة، باعتباره أحد الممارسات السلبية التي تتنافى مع القيم الإسلامية السمحة.

تحذير من الكبر وأثره السلبي

تتناول الخطبة مفهوم الإثم الباطن، حيث أوضحت الوزارة أن الكِبْر يُعد من أخطر الذنوب، إذ كان السبب الرئيسي في طرد إبليس من رحمة الله. فالمتكبر ينظر إلى الآخرين باستصغار ويحتقرهم، وهو بذلك يبتعد عن روح الإسلام الحقيقية التي تدعو إلى التواضع وحسن الخلق.

يُبرز مضمون الخطبة أن خطورة الإثم الباطن تكمن في خفائه، حيث قد يقع الإنسان فيه دون أن يدرك، معتقدًا أنه في موقع الأفضلية بسبب عباداته أو علمه، بينما يكون في الحقيقة غارقًا في الإعجاب بالنفس والتعالي على الآخرين، مما يفسد عباداته وعلاقاته بالناس.

العنف ضد المرأة: تحذير ديني وأخلاقي

في القسم الثاني من الخطبة، تسلط وزارة الأوقاف الضوء على ظاهرة العنف ضد المرأة، مؤكدة أنها تتعارض مع التعاليم الإسلامية التي تدعو إلى حسن معاملة النساء واحترام حقوقهن. وتؤكد الوزارة أن الإسلام كرم المرأة وأعطاها مكانة عظيمة، مشيرةً إلى الأحاديث النبوية التي تدعو إلى الرحمة والعدل في التعامل مع النساء، ومنها قول النبي ﷺ: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي."

وتشدد الوزارة على أن العنف، سواء كان جسديًا أو نفسيًا، يؤدي إلى تدمير الأسر والمجتمعات، داعيةً إلى التمسك بالقيم الإسلامية التي تدعو إلى الحوار والتفاهم والرحمة بين أفراد الأسرة، بدلًا من اللجوء إلى العنف والقهر.

رسالة توعوية للمجتمع

تأتي هذه الخطبة في إطار جهود وزارة الأوقاف لنشر الوعي الديني الصحيح، والحد من السلوكيات السلبية التي تؤثر على استقرار المجتمع. ومن المتوقع أن يتناول الأئمة في خطبهم أمثلة من السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي التي تعزز هذه القيم، وتشجع المسلمين على نبذ الكِبْر ومواجهة العنف ضد المرأة بأساليب إصلاحية قائمة على العدل والتسامح.

تفاعل المجتمع مع الخطبة

تشكل خطب الجمعة منصة مؤثرة في توجيه الرأي العام وتعزيز القيم الدينية والأخلاقية. ومع تزايد الوعي بأهمية قضايا حقوق المرأة في العالم العربي، يُنتظر أن تسهم هذه الخطبة في تسليط الضوء على ضرورة احترام المرأة، وإعادة النظر في بعض العادات والتقاليد التي تؤدي إلى العنف الأسري، بما يتماشى مع مبادئ الإسلام السمحة.

بهذه الرسائل الواضحة، تؤكد وزارة الأوقاف التزامها بنشر تعاليم الدين الصحيحة، وتعزيز روح التعايش السلمي بين أفراد المجتمع، من خلال التوعية بمخاطر الكِبْر، وأهمية التصدي لكل أشكال العنف ضد المرأة، بما يحقق الأمن والاستقرار الأسري والمجتمعي.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الخطبة خطبة الجمعة الجمعة خطبة الجمعة القادمة العنف ضد المرأة وزارة الأوقاف العنف ضد المرأة وزارة الأوقاف التی تدعو إلى الک ب ر

إقرأ أيضاً:

وزارة الأوقاف تشارك في الدورة العلمية الـ46 لشرح مضامين رسالة عمان

أناب الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، الشيخ أحمد فتحي حجازي، مدير عام الإدارة العامة للفتوى وبحوث الدعوة بديوان عام وزارة الأوقاف، لتمثيل وزارة الأوقاف المصرية في فعاليات الدورة العلمية السادسة والأربعين لشرح مضامين "رسالة عمان"، التي نظمها معهد الملك عبدالله الثاني لإعداد الدعاة وتأهيلهم وتدريبهم بالمملكة الأردنية الهاشمية.

وكان في استقبال الشيخ أحمد فتحي حجازي، أكرم محمود نائب القنصل المصري بالمملكة الأردنية الهاشمية.

بعد زيارته لكرواتيا..وزير الأوقاف يشكر القائم بأعمال سفير مصرأمين الأعلى للشئون الإسلامية يلقي كلمة وزارة الأوقاف في مؤتمر كلية الشريعةنيابة عن رئيس الجمهورية.. وزير الأوقاف يحضر جنازة البابا فرنسيس وسط رؤساء العالم.. صورونغرس فيأكل من بعدنا.. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة القادمة

وانطلقت فعاليات الدورة العلمية المتميزة في العاصمة الأردنية عمّان خلال الفترة من 13 إلى 23 أبريل 2025م، بحضور محمد أمين محسن قنصل جمهورية مصر العربية بالمملكة الأردنية الهاشمية، حيث اجتمع فيها نخبة من العلماء والمفكرين، ممثلين عن أربعين دولة شقيقة وصديقة، في ملتقى علمي رفيع المستوى، هدف إلى ترسيخ مضامين رسالة عمان التي تعزز قيم الاعتدال والتسامح والوسطية.

وشهدت الدورة تقديم محاضرات علمية متخصصة قدمها عدد من كبار العلماء والمسئولين، وألقى الدكتور محمد الخلايلة، وزير الأوقاف الأردني، محاضرة مهمة تناول فيها أهمية خطاب الاعتدال في مواجهة الغلو والتطرف، كما تحدث الشيخ عبد الحافظ الربطة، قاضي القضاة، عن العدالة في الإسلام ومكانة القضاء، بينما تناول الدكتور أحمد الحسنات، مفتي عام المملكة، مفهوم الفتوى وضوابطها، واستعرض الدكتور زيد النوايسة، أمين عام وزارة الاتصال الحكومي، دور الإعلام في نشر مفاهيم رسالة عمان وترسيخ قيم الحوار والتعايش بين الثقافات.

وتضمنت فعاليات الدورة زيارات ميدانية تعريفية إلى أبرز المعالم السياحية والدينية والتاريخية في الأردن، حيث شملت زيارة مقامات الأنبياء الكرام، كسيدنا (شعيب، ويوشع بن نون) عليهما السلام، بالإضافة إلى زيارة مقامات الصحابة الأجلاء، ومن بينهم سيدنا (جعفر بن أبي طالب، وزيد بن حارثة، وعبد الله بن رواحة، وأبو عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل وابنه عبد الرحمن) رضي الله عنهم أجمعين، كما تخللت الزيارات الصلاة في مسجد أهل الكهف المبارك، والاطلاع على معالمه الأثرية الخالدة.

ورافقت هذه الرحلات العلمية زيارة ميدانية لمدينة البتراء التاريخية، تلك المدينة العريقة المنحوتة في صخور الجبال، التي تُنسب إلى أصحاب الحِجر، حيث تعرف الوفد المشارك على تاريخها العريق وحضارتها العظيمة، إضافة إلى زيارة خليج العقبة ومشاهدة القوات البحرية الأردنية، كما أتيحت الفرصة للمشاركين لرؤية مدينة طابا المصرية الحبيبة وفلسطين العزيزة من الجانب الأردني، إلى جانب جولة تعريفية على ضفاف البحر الميت، أدنى نقطة على سطح الأرض.

وفي ختام هذه الفعاليات المتميزة، تفضل الدكتور محمد الخلايلة، وزير الأوقاف والشئون والمقدسات الإسلامية الأردني، بتسليم درع "رسالة عمان" تكريمًا للأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف المصري، وذلك تقديرًا لجهوده العلمية والدعوية المتميزة في خدمة قضايا الفكر الإسلامي ونشر قيم الوسطية والاعتدال، وتسلم الدرع نيابة عنه الشيخ أحمد فتحي حجازي، مدير عام الإدارة العامة للفتوى وبحوث الدعوة بديوان عام وزارة الأوقاف، وسط إشادة واسعة من جميع الحضور بالدور الريادي لمصر وأزهرها الشريف ووزارة أوقافها الرائدة.

وأعرب الشيخ أحمد فتحي حجازي، عن بالغ شكره وتقديره للدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، على ثقته الغالية وترشيحه الكريم له لتمثيل وزارة الأوقاف المصرية في هذا المحفل العلمي الرفيع، مؤكدًا اعتزازه بهذا التكليف الذي يُعد شرفًا ومسئولية عظيمة، وداعيًا المولى (عز وجل) أن يوفق معالي الوزير لكل خير، وأن يمده بالعون والسداد، وأن يبارك جهوده في نشر الفكر المستنير والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، كما دعا الله أن يحفظ مصر الغالية قيادة وشعبًا، وأن يديم عليها نعمة الأمن والأمان والاستقرار والازدهار.

واختتمت الدورة العلمية أعمالها بالتأكيد على أهمية استمرار عقد مثل هذه اللقاءات العلمية الكبرى، التي تعزز أواصر الأخوة الإسلامية، وترسخ القيم الدينية السامية، وتدعو إلى التعاون بين المؤسسات الدينية في مختلف دول العالم لخدمة قضايا الأمة، والعمل المشترك على إعلاء كلمة الحق والعدل والسلام.

طباعة شارك أسامة الأزهري الشيخ أحمد فتحي حجازي وزارة الأوقاف المصرية فعاليات الدورة العلمية السادسة والأربعين لشرح مضامين رسالة عمان

مقالات مشابهة

  • وزارة الأوقاف الفلسطينية تدين رفع علم كيان العدو فوق الحرم الإبراهيمي
  • «ونغرس فيأكل مَن بعدنا».. موضوع خطبة الجمعة 2 مايو
  • الأوقاف : فاتح شهر ذي القعدة لعام 1446 هجرية غداً الثلاثاء 29 أبريل 2025
  • متحدث الأوقاف: الفتوى مسئولية تتحملها الوزارة
  • وزارة البريد: إضطرابات في خدمة الإنترنت خلال الساعات القادمة
  • عاجل. المتحدث باسم الحكومة الفرنسية: باريس تدعو تل أبيب إلى وقف "المذبحة" التي تجري اليوم في غزة
  • وزير الأوقاف الدكتور محمد أبو الخير شكري يلتقي أئمة وخطباء مدينة حلب وريفها ويبحث معهم، أولويات العمل في المرحلة القادمة وواقع العمل الدعوي في المحافظة
  • وزارة الأوقاف تشارك في الدورة العلمية الـ46 لشرح مضامين رسالة عمان
  • اليوم الوطني للمرأة الليبية.. احتفاء بدورها في بناء الوطن
  • خديجة الجهمي.. صوت المرأة الليبية ورمز الريادة