بوابة الوفد:
2025-03-09@22:12:48 GMT

المخادع

تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT

فى قاعة محكمة الأسرة جلست شابة فى العقد الثانى من العمر على المقعد الخشبى بعيون شاردة، تحاول استيعاب كل ما مرت به، فى يدها حملت ملفا ثقيلا مليئاً بالمستندات الذى يكشف الحقيقة المروعة عن الرجل الذى ظنت يوما أنه فارس أحلامها.

لم يكن مجرد زوج غير مسئول بل كان محتالًا بارعا ينتمى لعائلة بأكملها من المجرمين الذين تمكنوا بدهاء من إخفاء تاريخهم والتسلل إلى حياة الأسر الراقية للإيقاع بضحاياهم.

 

كبرت الفتاة فى أسرة ثرية حيث كان والدها موظف كبير يعمل فى إحدى الدول العربية، بينما فضلت والدتها أن تكون ربة منزل تهتم بتربية أبنائها.

عاشت حياة مرفهة منذ نعومة أظافرها، ولم يكن ينقصها شيء وعندما حان وقت الزواج لم يكن لديها ميول لاختيار شريك حياتها بنفسها، بل تركت الأمر لأسرتها لثقتها فى قدرتهم على اختيار الأفضل لها. 

ظهر الزوج فى حياتها كشاب وسيم مهذب، يتحدث بثقة عن مشاريعه التجارية الناجحة وحياته المستقرة، كانت أسرته تبدو فى غاية الاحترام ولم يكن هناك ما يثير الشكوك حوله، فهو امتلك شقة راقية فى أحد الأحياء الفاخرة، رصيدا فى البنك واستطاع إبهار الجميع بكرمه وسخائه لم يمضِ وقت طويل حتى تمت الخطبة سريعا وتبعها زواج أسطورى فى قاعة فاخرة بحضور الأهل والأصدقاء، ليعيشا معاً بداية بدت وكأنها حلم جميل. 

سافرا لقضاء شهر العسل فى إحدى الدول الأوروبية، وهناك أغرقها فى بحرٍ من الرومانسية والهدايا الفاخرة، شعرت الشابه بأنها أميرة تعيش قصة خيالية.. لكن الخيال لم يدم طويلاً. 

مرت الأشهر الأولى من الزواج بسلاسة لكن شيئًا فشيئًا بدأت تلاحظ تصرفات غريبة من زوجها لم يكن لديه عمل ثابت رغم ادعائه بأنه رجل أعمال ناجح كان يتحدث كثيرًا عن الصفقات والفرص الذهبية، لكنه لم يجلب أى دخل حقيقى إلى المنزل بدأ يطلب منها المال بحجج مختلفة، مرة بحجة الاستثمار، ومرة أخرى بسبب أزمة طارئة. 

لم تشك فى البداية فهى زوجته ومن الطبيعى أن تدعمه لكن مع تكرار الأمر بدأ القلق يتسلل إلى قلبها إلى أن جاءتها الصدمة الكبرى.   

تلقت اتصالًا من محامى أسرتها، صوته كان جادًا ومتوترًا: زوجك متورط فى قضايا نصب، وهناك أوامر بالتحقيق معه.. يجب أن تتصرفى بحذر.

أصيبت بصدمة عنيفة، فكيف يكون الرجل الذى نام بجوارها لعدة أشهر مجرد محتال؟ لم تصدق فى البداية، لكن بعد تحقيقات مكثفة، اكتشفت أن لديه سجلًا جنائيًا، وأن عائلته بأكملها متورطة فى عمليات احتيال من التزوير إلى النصب العقارى. 

لم تجد الزوجة الحزينة غير مواجهته بالحقيقة، لكنه لم ينكر بل ضحك ساخراً مؤكدا لها أنها زوجته ولابد أن تقف معه.

 طالبته برد أموال ضحاياه، ثارت ثائرته وبدأ يهددها مؤكدًا أنه لن يدعها تخرج من حياته بسهولة لم يكتفِ بذلك بل قام بسرقة مجوهراتها بحجة تسديد ديونه. 

وجدت الشابة نفسها أمام خيار واحد ألا وهو الهروب من بيت الزوجية، غادرت المنزل فى جنح الليل وعادت إلى أسرتها منهارة لكنها مصممة على استرداد حقوقها.

حررت محضراً بسرقة مصوغاتها الذهبية، ثم رفعت دعوى خلع، وقدمت للمحكمة كل الأدلة التى تثبت أنه احتال عليها منذ البداية. 

فلم يكن الانفصال عنه خسارة بل كان خلاصًا، أدركت الزوجة أن الهروب من حياة خطيرة خيرٌ من التمسك بزواج سام.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المخادع تحاول استيعاب فارس أحلامها لم یکن

إقرأ أيضاً:

رمضان يعني.. ابتهالات النقشبندي والأذان بصوت محمد رفعت وخواطر الشعراوي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ارتبط شهر رمضان بالعديد من البرامج الإذاعية والتليفزيونية والأعمال الدرامية، التى لا يمكن أن ننساها، ومحفورة فى وجداننا، وكان من الصعب قضاء اليوم بدونها، فرمضان يعني النقشبندى، ورمضان يعني الأذان بصوت محمد رفعت، ورمضان يعنى خواطر الشعراوى.

وتعد الروحانيات والطقوس الدينية من أهم سمات رمضان وقد حفرت البرامج الدينية ومقدموها من الشيوخ الأفاضل مواعيد ثابتة فى أذهان وقلوب المشاهدين، وتحول مع الوقت مشاهدتهم والاستماع لأصواتهم إلى صفة رمضانية انتقلت من جيل إلى جيل.

ومن أبرز البرامج التى من الممكن أن «تظبط ساعتك عليها» برنامج «خواطر الشعراوى» الذى يعرض على شاشة القناة الأولى وإذاعة القرآن الكريم، لإمام الدعاة الشيخ محمد متولى الشعراوى.

فعندما تشير عقارب الساعة إلى أنه يتبقى ٢٠ دقيقة فقط على أذان المغرب فى رمضان، نجد جميع الصائمين فى البيوت والمحلات والمقاهى والشوارع والشركات يلتفون حول «خواطر الشعراوى» يستمتعون بتفسير آيات القرآن الكريم، وليهون عليهم يوما كاملا من عناء ومشقة الصيام، ويروى الشعراوى بأسلوبه الجميل عطش الصائمين وبطريقته الساحرة البسيطة الجاذبة لكل الأعمار، ينصت إليه الجميع منتظرين أن يمضى الوقت لينطلق مدفع الإفطار.

وعاما بعد عام أصبح البرنامج من الوجبات الروحانية التى تلتف حوله الأسرة قبل الإفطار بثلث ساعة، ورغم رحيل الشيخ الشعراوى عام ١٩٩٨ إلا أنه الحاضر الغائب على مائدة الإفطار فى رمضان، ومعه تهل روائح الشهر الكريم ويشعر الصائمون برمضان من خلال نبراته وصوته الفريد وأدائه المميز الذى يستحيل أن تتوه عنه أو يصعب عليك معرفته ولو للحظة واحدة.

ويمكننا بلا مبالغة أو جدال ومن خلال الواقع الذى نعيشه، أن نؤكد على أن «خواطر وأدعية الشعراوى» ارتبطت بالصائمين فى رمضان وظلت وستظل من البرامج التى نطلق عليها عبارة "اظبط ساعتك عليها".

أما «الكروان» والصوت الخاشع وشيخ المداحين «النقشبندى» الذى ارتبط صوته بابتهالات ما قبل أذان المغرب، يعد من أهم معالم رمضان وتوقيت ابتهالاته مميز ومعروف تقدر تظبط ساعتك عليه. 

مقالات مشابهة

  • خيط الجريمة.. قصة شخص فى مطروح ردد اسم قاتله كاملا قبل وفاته
  • من البداية للنهاية.. القصة الكاملة لأزمة أفشة وسر الـ 13 مليون جنيه مع رجل الأعمال
  • سعد لمجرد يعلن عن إطلاق عملة رقمية
  • الجيش السوداني يتقدم في الخرطوم ويقترب من قوات المدرعات
  • إلغاء منح فيدرالية لجامعة كولومبيا بـ400 مليون دولار.. هذه البداية فقط
  • إلغاء 400 مليون دولار منح فيدرالية لجامعة كولومبيا.. هذه البداية فقط
  • إفطارهم فى الجنة.. محمد جبر شهيد الواجب الذى لم يرحل
  • "طريق البداية" 15 حلقة.. مارثون دراما رمضان ينتظر حسين فهمي وخالد سليم
  • رمضان يعني.. ابتهالات النقشبندي والأذان بصوت محمد رفعت وخواطر الشعراوي
  • بيسيرو: نسعى للتتويج بكأس مصر ومباراة مودرن البداية