خيمة صغيرة بيضاء اللون رفع سكانها علم فلسطين فوقها، وبجوارها كرسى من الحديد يبدو أنه تم استخراجه من تحت الأنقاض بصعوبة بالغة، فاعوجت قوائمه وبدا كخردة بالية، وبإلقاء نظرة أوسع على المشهد، ظهر ركام المنازل التى تساوت بالأرض بفعل العدوان الإسرائيلى وقصف الطائرات الحربية التى استهدفت البشر والحجر على أرض غزة.

فمن خيمة أقامتها عائلة «الكحلوت» بعد نزوحها إلى مدينة خان يونس جنوب القطاع، إلى شبيهتها التى يسكنون داخلها هذه الأيام فى مدينة غزة لم يختلف الأمر والواقع كثيراً، إلاّ أنّ العودة إلى الديار وإن كانت حجارة وأصبحت أثراً بعد عين هى الجنة فى حد ذاتها، وقال «محمد»، رب الأسرة الثلاثينى، الذى اضطر إلى ترك منزله فى حى التفاح، شرق مدينة غزة، لينجو بحياة زوجته وطفليه اللذين لم يبلغا عامهما الخامس، قبل أن تحصد صواريخ الاحتلال أرواحهم، أنّه نزح رفقة أهالى الحى بعد مرور شهرين من العدوان، ليعيش طيلة 13 شهراً داخل خيمة مهترئة جنوب القطاع، وهذه الفترة كانت الجحيم بعينه.

ورغم أن المعاناة واحدة، سواء كانت الخيمة فى شمال القطاع أو جنوبه، فإن العودة إلى الديار حتى إن كانت ركاماً يجبر النفس على التحمل والتفكير فى إعادة تعميرها، وأضاف: «كونك موجود على أرضك ومكان دارك، فالأمر مختلف عن النزوح، عشان هيك قررت أنا وزوجتى الرجوع لبيتنا فى غزة، ورغم الدمار فكينا خيمتنا ونقلناها من الجنوب لحى التفاح وحطيناها على الركام ورفعنا فوقها علم فلسطين علشان نقول لكل العالم إننا متمسكين بكل ذرة تراب من أرضنا، وما بنبيع ولا بنتركها لو شو ما صار».

يعانى الشاب الثلاثينى لتوفير احتياجات أسرته فى ظل انعدام المقومات وتدمير البنية التحتية جرّاء العدوان الإسرائيلى وقال: «هقولّك رغم كل الصعوبات بس على قلبى زى العسل زى ما بيحكوا اخواتنا المصريين طالما رجعنا لدورنا وهنرجع نعمرها ونبنى بيوتنا حجر حجر وهنعيش ونموت على أرضنا غصب عن المحتل القاتل».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: القضية الفلسطينية غزة تصفية القضية الفلسطينية وزارة الخارجية

إقرأ أيضاً:

لبنان.. مدينة صيدا والمخيّمات الفلسطينيّة تشهد إضرابا شاملا تضامنًا مع غزة

يمانيون../ شهدت مدينة صيدا والمخيّمات الفلسطينيّة في لبنان، اليوم الإثنين، إضرابًا عامًا شلّ الحركة في مختلف القطاعات، استجابةً لدعوة “الحملة العالميّة لوقف الإبادة في غزّة”، وهي تحالف دولي من مؤسّسات المجتمع المدني، احتجاجًا على استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة وما وصفوه بـ”المجازر المرتكبة بحق المدنيّين”.

ووفقا لوكالة فلسطين اليوم أغلقت المحال التجاريّة والمؤسسات الخاصّة أبوابها، كما توقّفت أنشطة المدارس الخاصّة ومؤسسات المجتمع المدني، فيما فتحت المدارس الرسمية أبوابها بشكل اعتيادي، لكنّ الحضور كان خجولًا، ما انعكس هدوءًا شبه تام في شوارع المدينة صباحًا.

وذكرت وسائل إعلام محليّة أنّ تحركات تضامنيّة ستتواصل، حيث يُنتظر أن تنطلق عند الخامسة عصرًا مسيرة شعبيّة من ساحة إيليا إلى ساحة النجمة في صيدا، للتنديد بما وصفوه بـ”حرب الإبادة الجماعية التي يشنّها العدو على غزة”، والمطالبة بتحرك دولي عاجل لوقف العدوان.

مقالات مشابهة

  • الصحة: ارتفاع عدد ضحايا العدوان الأمريكي على مدينة أمين مقبل إلى 26 شهيدا وجريحا
  • الجيش الإسرائيلي يعتزم تحويل مدينة رفح بأكملها لمنطقة عازلة
  • مشاهد اولية من استهداف العدوان مدينة امين مقبل بالحديدة
  • شهداء بالعشرات وتكثيف للغارات جنوب ووسط القطاع في اليوم الـ22 من استئناف العدوان
  • منهم 9 من عائلة واحدة.. استشهاد 15 فلسطينيًا في قصف إسرائيلي على شمال ووسط قطاع غزة
  • لبنان.. مدينة صيدا والمخيّمات الفلسطينيّة تشهد إضرابا شاملا تضامنًا مع غزة
  • حركة المجاهدين تدين جريمة استهداف خيمة الصحفيين في خانيونس
  • إسرائيل تكثف غاراتها شرق غزة.. وتقصف خيمة للصحفيين
  • استشهاد صحفي في قصف الاحتلال الإسرائيلي خيمة للصحفيين جنوب قطاع غزة
  • سناء حمد: نوّر بيتنا ..شارع بيتنا