جنسيات من مختلف الدول في ضيافة «العذراء».. وزغاريد وصلاة
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
ما إن تجوب الصحراء تاركاً مدينة أسيوط، متجهاً إلى الجبل الواقف، منتصباً غرب المدينة، تتجه جنوباً ثلاثة كيلومترات أخرى لقرية درنكة، لتتّخذ الطريق الصاعد للجبل مسافة كيلومتر، قبل أن تتسابق إلى مسامعك ترانيم يصل رنينها إلى أطراف السماء، قشعريرة تسرى فى جسدك من سحر المكان، لتخطو إلى بوابة رئيسية بين 3 بوابات موجودة بالدير، وتبدأ رحلتك الساحرة سيراً على الأقدام، باحتفالات العذراء.
الأطفال يهرولون والعجائز يتكئون على عصيهم ويسيرون ببطء نحو مطلع يتطلب صعوده مشقة، غير أن الكثيرين يجدون ضرورة بذل الجهد للوصول إلى «العذراء» وطلب شفاعتها.
رحلة الصعود للدير على الأقدام، حسبما ذكرت سالى أمير، من زائرات الدير، بها مشقة. يمكن دخول المغارة، وهى وفقاً لـ«سالى» مكان جميل جداً، سكنته السيدة مريم العذراء، والدة نبى الله عيسى، ويمكن من أعلى مشاهدة زفة العذراء «الدورة» وسط زحام شديد، وتليها التسابيح من الأنبا يؤانس.
منذ بداية اليوم تستمر الفعاليات وتسيطر على الزوار غير المصريين من الأجانب السعادة والبهجة: «الدنيا بتبقى هايصة والشباب بيطبل»، وفقاً لحديث «سالى» لـ«الوطن»، مع حلول منتصف الليل تغلق البوابات بعد مغادرة بعض الزوار وبقاء آخرين للمبيت، يظلون يردّدون ترانيم العذراء حتى الصباح، وتتم إعادة فتح البوابات مرة أخرى الساعة الخامسة فجراً «بتتمنى إنك ماتمشيش». يوفر الدير استراحات للمبيت أشبه بالشقق للأسر القادمة لزيارة الدير، حسب «سالى»، ويقيم بها الأسر من 3 أيام وحتى 15 يوماً، ويظل باقى الزوار خلال المبيت على الكراسى بالاستراحات أو على مفارش بالأرض، يتمتّعون بالأجواء الساحرة «ناس كتير بتبقى فارشة سهرانين، أما كبار السن فممكن يناموا».
مع خيوط الصباح الأولى تبدأ صلوات القداس بالخامسة صباحاً بدير العذراء مريم، الدير مدشن به الكثير من الكنائس يصل عددها إلى 10 كنائس، منها كنيسة الصليب، وبساحة كبيرة تُباع مزروعات، ومن جهة اليمين بالسير إلى أعلى يوجد مزار الأنبا ميخائيل، تليها المغارة الصغيرة مقر السيدة العذراء خلال مرورها بالأرض المباركة، متضمنة كنيسة المغارة.
وبالساحة الواسعة يبدأ الحدث الأهم الذى يأتى إليه الناس من كل صوب من مختلف الجنسيات بالعالم لمشاهدته، وهو «زفة الدورة»، تبدأ من مسرح أمامه 3000 كرسى، ولف الدير بأكمله من الساعة السادسة مساءً، وصلاة رفع البخور، ثم يتقدّم الشمامسة ممسكين بالصلبان، وصور للسيدة العذراء متدشنة، أى تم الصلاة عليها، لتبدأ الزفة بالتصفيق والزغاريد والتهليل واستقبال الزحام «زفة الدورة للست العذرا»، متعلقين بصورها يتوسمون أن تجمع من قلوبهم طلباتهم ورجاءهم.
تمثال من البرونز للعذراء: طوله 9 أمتار ووزنه 10 أطنانيخطف الأنظار هناك لأول مرة هذا العام التمثال الجديد للعذراء المصنوع من البرونز، الذى زين مدخل الدير على اليسار، ويطلق عليه الضيوف اسم تمثال الملكة، هو الأكبر من نوعه بمصر، ويحظى بإعجاب الكثير من الزوار، الذين أبدوا دهشتهم من حجم التمثال ومواصفاته الفنية؛ إذ يبلغ طول التمثال 9 أمتار، أى ما يقارب 3 أدوار، وعرضه 4 أمتار، ويزن ما يزيد على 10 أطنان، حتى شبّهه البعض بمزار سيدة حريصا الشهير بلبنان.
تمثال السيدة العذراء جرى نحته بطلب من نيافة الأنبا يؤانس، مطران أسيوط، رئيس الدير، حسب ما أكد د. جرجس الجاولى، أستاذ النحت الميدانى والفراغ، رئيس قسم النحت السابق بكلية الفنون الجميلة - جامعة المنيا، الذى نحت التمثال، وفقاً لحديثه لـ«الوطن». وأشار «جرجس» إلى أن صعوبة نحت التمثال كانت بعد أن طلب منه الأنبا يؤانس أن يكون وجه السيدة العذراء مبتسماً، وهو ما جعله ينحت البورتريه أكثر من 18 مرة، ليُحقّق معادلة هى الأصعب، بأن يحتفظ للعذراء بملامحها التى اعتاد عليها الجميع حول العالم، والبقاء على سماته من الوداعة والوقار والهدوء، مع جعلها تبتسم وتُظهر الفرحة التى هى جزء أصيل من الديانة المسيحية، كما ينص الكثير من الآيات بالإنجيل.
وتابع: «أنا فنان، وليّا رؤيتى وماينفعش أطلعها فى غير صورتها الوقورة، والموضوع كان صعب، وجربنا لغاية ما توصلنا لحل نهائى وارتضينا الشكل الأخير، بأن تكون مبتسمة قليلاً، مع الحفاظ على سمات شخصيتها الشهيرة».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: السيدة العذراء السيدة البتول كنيسة العذراء القدس
إقرأ أيضاً:
للعام 35.. شاهد نزول الزيت من صورة العذراء بكنسية الأنبا بيشوي بورسعيد
شهدت كنيسة الأنبا بيشوى ببورسعيد اليوم نزول الزيت من صورة السيدة مريم العذراء وذلك للعام ال35 على التوالي في نفس التوقيت دون انقطاع، وذلك على حسب معتقدات الديانة المسيحية .
و تحظى كنيسة الأنبا بيشوي ببورسعيد بشهرة كبيرة داخل مصر وخارجها نظرا لاستمرار نزول الزيت بها لمدة 35 عام متصل ، ويعد ذلك حالة فريدة لا يوجد لها مثيل مقارنة بكنائس العالم كلها على حسب معتقدات الديانة المسيحية.
وبمجرد نزول الزيت شهدت الكنيسة إقبال منقطع النظيرمن المواطنين من جميع محافظات مصرو الذين يقفون في ممر طويل منتظرين الدخول إلى بهو قاعة الصلاة بالكنيسة والتي يقع على يسارها صورة السيدة العذراء التي ينزل الزيت من يداها ويتجمع في كيس بلاستيكي أسفل الصورة للتبرك بالزيت والحصول على بعض زجاجات منه.
وقال القس أرميا فهمي المتحدث الإعلامي بإسم مطرانية الأقباط الأرثوذكس ببورسعيد " قصة نزول الزيت بدأت عام 90 عندما كانت إحدى السيدات المسيحيات " سامية " تعانى من مرض " السرطان " لتأتى لها مريم العذراء فى الحلم ومعها الأنبا بيشوى وبعض القديسين وتقوم بعمل العملية لها وعقب ذلك تشفى سامية تماما " على حد تعبيره.
وأردف القس أرميا " منذ ذلك التاريخ وهو 20/2/1990 وأصبحت صورة العذراء التى كانت عند تلك السيدة ينزل منها زيت له قوام سميك وله قدرات علاجية كبيرة كعلاج أمراض الكبد وتأخر الإنجاب".
وتابع المتحدث الإعلامي بإسم مطرانية بورسعيد" عقب ذلك تم نقل الصورة لكنيسة الأنبا بيشوي الكائنة بميدان المنشية ببورسعيد ليتوافد إليها المواطنين من كل حدب وصوب من جميع دول العالم في رحلات تستمر طوال العام للحصول علي الزيت لأنهم يتباركون به ".
ظاهرة لا تحدث في كنيسة على مستوي العالم سوى كنيسة بورسعيد
وأضاف القس أرميا مؤكدا بأن "نزول الزيت استمر لمده 30 سنة على التوالي دون انقطاع وهذا لا يحدث فى أي كنيسة في العالم" مؤكدا بأن ذلك يؤكد بأن بورسعيد محافظة مباركة وستظل كذلك دوما، وأن الله يحفظ مصر وهى في عناية الله وحمايته على أبد الدهر .