مغارة فى حضن الجبل ترتفع نحو 100 متر عن مستوى أقرب أرض زراعية لها، تتعلق بها قلوب الملايين التى جاءت لزيارتها فى الوقت نفسه من كل عام للتبرك منها، تزامناً مع صوم العذراء، فالمغارة فى درنكة بأسيوط هى المكان الذى أقامت فيه العائلة المقدّسة خلال زيارتها إلى مصر.

«الكريب» سعره عشرة جنيهات فقط.. والشاى والينسون وزجاجات المياه بجنيهين

عندما تصل إلى سور الدير تجد حراسة أمنية مكثفة لحماية الزوار، ومداخل مخصّصة لدخول النساء وأخرى للرجال، وهناك تفتيش ذاتى عدة مرات من قِبل كشافة الدير ويأخذون الأدوات التى قد تسبّب خطراً مثل السكاكين وغيرها من الأدوات التى قد يحضرها بعض الزوار الذين يمكثون عدة أيام، ففى الدير لن تحتاج إلى استخدامها أبداً، نظراً لانتشار الباعة وتوفير الطعام والشراب بجودة عالية وبأسعار رخيصة، فأى «ساندوتش» فول أو طعمية أو بابا غنوج أو البطاطس سعره جنيه واحد، و«الكريب» سعره عشرة جنيهات فقط، أما المشاريب مثل الشاى والينسون وزجاجات المياه فسعرها جنيهان فقط.

بعد عبور البوابات تجد سيارات ميكروباص وأوتوبيسات وسيارات ملاكى مصطفة لتحمل الركاب وتصعد بهم إلى الجبل «مجاناً»، وهذا خدمة للزوار الذين يأتون عائلات كاملة، ثم تصل بهم بالقرب من البوابة الثانية للدير، والتى تحتضن عدة مزارات واستراحات.

وقالت مريم فرح، إحدى زائرات الدير: «هذه أول مرة أحضر إلى الدير، كنت قبلاً أذهب إلى دير جبل الطير، نظراً لأننى من محافظة المنيا، ولكن هذه المرة حضرت مع زوجى وابنى إلى هنا واستمتعت بالزيارة كثيراً وسآتى كل عام». ما إن تدخل البوابة حتى تجد إلى يمينك المكتبة، ثم يليها مزار للأنبا ميخائيل، المطران السابق المسئول عن الدير قبل الأنبا يوأنس، ويضم ملابسه وعصاه والصليب الذى كان يحمله وفى منتصفه يوجد قبره.

بجوار مزار الأنبا ميخائيل توجد المغارة التى عاشت فيها العائلة المقدّسة، والتى تم وضع الكثير من الكراسى والأضواء لإنارتها وراحة الزوار، بدلاً من استخدام الشموع فى سنوات سابقة، ويأتى إليها الزوار طلباً للبركة من المكان الذى عاش فيه المسيح، طفلاً، والسيدة العذراء ويوسف النجار.

عندما تخرج من المغارة تجد أمامك مباشرة كنيسة حديثة يدخلها الزوار للصلاة، وإلى جوارها هناك استراحة و«الكرسى بخمسة جنيه» وتستطيع الأسرة أن تحجز «ترابيزة» كاملة وتجلس بها عدة ساعات للراحة، ويتناولوا الطعام والشراب سواء الموجود بأسعار رمزية أو ذلك الذى يحضرونه معهم، ومن لا يستطيع دفع هذه القيمة يمكنه الجلوس فى أماكن أخرى فى الدير، وأيضاً الحصول على الطعام والشراب بالأسعار نفسها.

أما سامح عطا، أحد الزوار فيقول: منذ طفولتى آتى إلى الدير ولكن منذ عدة سنوات لم أحضر، نظراً لانشغالى، ولكننى حضرت هذا العام وأرى الكثير من التطوير، مثل السيارات المجانية وبعض المبانى، وتمثال العذراء الجديد، الذى يعتبر أكبر تمثال لها فى مصر، ولم أشهد هذا من قبل».

بعد الانتهاء من هذه الزيارة فى الغالب يتوجه الزوار إلى دير العذراء للفرنسيسكان والموجود أسفل الجبل، وتوجد به عدة مزارات وخدمات، وما بين هذا وذاك يوجد الكثير من الباعة الذين ينتشرون فى الشوارع الرئيسية والفرعية ويبيعون الحلويات والحمص والخروب والألعاب والصور والزينة وحتى الملوحة والفسيخ ستجد لها رواجاً كبيراً هناك، بالإضافة لمن يعملون فى «دق الصلبان» بالوشم والذين ينتشرون بكثرة إلى جانب أسوار الديرين ويبيعون لزوار «المولد».

وأشار «أبانوب»، أحد الزوار، إلى أنه فى كل عام يشترى هدايا وتذكارات لأحبائه، إما من المكتبات مثل الصور والزيت كـ«بركة» لهم من هذا المكان المقدس، أو «حمص وحلويات» لفرحة أطفالهم، لأنهم لم يتمكنوا من الزيارة هذا العام.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: السيدة العذراء السيدة البتول كنيسة العذراء القدس

إقرأ أيضاً:

«أضواء الشارقة 2025».. لوحة فنية تستحضر تاريخ الإمارة العريق

الشارقة (وام)
 يواصل مهرجان أضواء الشارقة جذب اهتمام الجمهور في نسخته الـ 14 التي تنظمها هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، حيث تشمل مواقع المهرجان 12 موقعاً مختلفاً في إمارة الشارقة، محولاً إياها إلى لوحة فنية نابضة بالحياة، كما يوفر المهرجان منصة إبداعية وفنية استثنائية، حيث يستعرض الفنانون المشاركون أعمالهم الفنية المبتكرة عبر لوحات ضوئية وتفاعلية، تسعى لإيصال رسائل هادفة تبقى راسخة في ذاكرة الناس.
يستمر المهرجان مع عرض «قصة الوادي» في حصن الذيد، الذي يأخذنا في رحلة ساحرة عبر الزمن ليروي قصة أرض نُسجت خيوطها من الوحدة والصمود، وعطاء الواحة التي جمعت المجتمع حولها، ويستحضر العرض التقاليد الشفوية والحكايات التي حفظت تاريخ الأجداد، ليُظهر تدفق الثقافة التي وحدت القلوب.
وفي السياق ذاته، يُشكل عرض «نور الشرق» تجربة بصرية مذهلة بتقنية الإسقاط الضوئي ثلاثي الأبعاد، حيث يسرد قصة سد الرفيصة ومدينة خورفكان، ويعكس روح الجيل الجديد في سعيه نحو السعادة والفرص.

أخبار ذات صلة «أضواء الشارقة 2025».. إبداع فني يبهر الزوار سلطان بن أحمد يشهد انطلاق مهرجان أضواء الشارقة في نسخته الـ14

أما عرض «تناغم الفنون»، فيحوّل مسجد الطياري في دبا إلى تحفة فنية متألقة. ويقدم هذا العرض الساحر تجربة بصرية آسرة باستخدام تقنية الإسقاط ثلاثي الأبعاد، حيث تتشابك الأنماط الهندسية المتقنة والتصاميم الانسيابية والفسيفساء في تناغم رائع ينبض بالألوان الزاهية.
ويتيح عرض «تناغم المحيط» في بحيرة "الحفية" في كلباء عيش مغامرة تجديف لا مثيل لها، عبر قوارب الكاياك الشفافة والمضاءة بتقنية LED إلى جانب الاستمتاع بالمشهد الأخاذ لحوت الشارقة وهو يسبح بسلاسة وسط المياه في عرض ضوئي نابض بالحياة.
كما يشهد مهرجان أضواء الشارقة سلسلة من العروض الاستثنائية منها «رحلة نور المعرفة والثقافة» في مسجد الشارقة، و«تألق بيئي» في واجهة المجاز المائية و«مدارات الحوار» على شاطئ الحيرة و«نكسوس دريم» في شاطئ الحمرية.
كما تميز المهرجان بعرضه الفني التركيبي «ظلال الابتكار» في مقر مجموعة بيئة بالإضافة إلى عرض «أعمدة الوحدة» في حديقة الجادة الذي أضاء سماء الشارقة بألوانه ورؤاه الفنية العمية.
ويختتم المهرجان، الذي يستقطب عشرات آلاف الزوار من داخل الدولة وخارجها، فعالياته يوم 16 فبراير الجاري، مقدماً عروضاً ضوئية استثنائية تحتفي بجماليات الهندسة المعمارية والتراث الثقافي للإمارة، فيما تتواصل فعاليات «قرية الأضواء» حتى 23 فبراير الجاري، وتشهد مشاركة عدد كبير من المشاريع الوطنية الصغيرة والمتوسطة المتنوعة، التي تتنافس في تقديم تجارب تلبي اهتمامات الزوار المتنوعة.

مقالات مشابهة

  • البنس الأمريكي.. صديق الباعة والبسطاء في طريقه للزوال
  • رأس الخيمة.. إغلاق هذه الطرقات لتنفيذ بروفة «طواف الإمارات»
  • لا تسلكوها.. هذه الطرقات مقطوعة بالثلوج
  • «هاها هاوس».. متحف لغسل الهموم
  • نازحو شمال غزة يفترشون الأرض في انتظار الكرفانات والخيام
  • «أضواء الشارقة 2025».. لوحة فنية تستحضر تاريخ الإمارة العريق
  • احتجاجات.. هذه الطرقات مقطوعة
  • الأهلي يحتفل بكأس العالم للأندية في الدير البحري بالأقصر.. اليوم
  • معاناة أهل غزة تتفاقم.. آلاف الفلسطينيين يفترشون الشوارع (فيديو)
  • ملقا.. جوهرة التراث الماليزي ومهد الحضارات