الباعة يفترشون الطرقات.. حمص وحلاوة لفرحة الأطفال والساندوتش بجنيه
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
مغارة فى حضن الجبل ترتفع نحو 100 متر عن مستوى أقرب أرض زراعية لها، تتعلق بها قلوب الملايين التى جاءت لزيارتها فى الوقت نفسه من كل عام للتبرك منها، تزامناً مع صوم العذراء، فالمغارة فى درنكة بأسيوط هى المكان الذى أقامت فيه العائلة المقدّسة خلال زيارتها إلى مصر.
«الكريب» سعره عشرة جنيهات فقط.. والشاى والينسون وزجاجات المياه بجنيهينعندما تصل إلى سور الدير تجد حراسة أمنية مكثفة لحماية الزوار، ومداخل مخصّصة لدخول النساء وأخرى للرجال، وهناك تفتيش ذاتى عدة مرات من قِبل كشافة الدير ويأخذون الأدوات التى قد تسبّب خطراً مثل السكاكين وغيرها من الأدوات التى قد يحضرها بعض الزوار الذين يمكثون عدة أيام، ففى الدير لن تحتاج إلى استخدامها أبداً، نظراً لانتشار الباعة وتوفير الطعام والشراب بجودة عالية وبأسعار رخيصة، فأى «ساندوتش» فول أو طعمية أو بابا غنوج أو البطاطس سعره جنيه واحد، و«الكريب» سعره عشرة جنيهات فقط، أما المشاريب مثل الشاى والينسون وزجاجات المياه فسعرها جنيهان فقط.
بعد عبور البوابات تجد سيارات ميكروباص وأوتوبيسات وسيارات ملاكى مصطفة لتحمل الركاب وتصعد بهم إلى الجبل «مجاناً»، وهذا خدمة للزوار الذين يأتون عائلات كاملة، ثم تصل بهم بالقرب من البوابة الثانية للدير، والتى تحتضن عدة مزارات واستراحات.
وقالت مريم فرح، إحدى زائرات الدير: «هذه أول مرة أحضر إلى الدير، كنت قبلاً أذهب إلى دير جبل الطير، نظراً لأننى من محافظة المنيا، ولكن هذه المرة حضرت مع زوجى وابنى إلى هنا واستمتعت بالزيارة كثيراً وسآتى كل عام». ما إن تدخل البوابة حتى تجد إلى يمينك المكتبة، ثم يليها مزار للأنبا ميخائيل، المطران السابق المسئول عن الدير قبل الأنبا يوأنس، ويضم ملابسه وعصاه والصليب الذى كان يحمله وفى منتصفه يوجد قبره.
بجوار مزار الأنبا ميخائيل توجد المغارة التى عاشت فيها العائلة المقدّسة، والتى تم وضع الكثير من الكراسى والأضواء لإنارتها وراحة الزوار، بدلاً من استخدام الشموع فى سنوات سابقة، ويأتى إليها الزوار طلباً للبركة من المكان الذى عاش فيه المسيح، طفلاً، والسيدة العذراء ويوسف النجار.
عندما تخرج من المغارة تجد أمامك مباشرة كنيسة حديثة يدخلها الزوار للصلاة، وإلى جوارها هناك استراحة و«الكرسى بخمسة جنيه» وتستطيع الأسرة أن تحجز «ترابيزة» كاملة وتجلس بها عدة ساعات للراحة، ويتناولوا الطعام والشراب سواء الموجود بأسعار رمزية أو ذلك الذى يحضرونه معهم، ومن لا يستطيع دفع هذه القيمة يمكنه الجلوس فى أماكن أخرى فى الدير، وأيضاً الحصول على الطعام والشراب بالأسعار نفسها.
أما سامح عطا، أحد الزوار فيقول: منذ طفولتى آتى إلى الدير ولكن منذ عدة سنوات لم أحضر، نظراً لانشغالى، ولكننى حضرت هذا العام وأرى الكثير من التطوير، مثل السيارات المجانية وبعض المبانى، وتمثال العذراء الجديد، الذى يعتبر أكبر تمثال لها فى مصر، ولم أشهد هذا من قبل».
بعد الانتهاء من هذه الزيارة فى الغالب يتوجه الزوار إلى دير العذراء للفرنسيسكان والموجود أسفل الجبل، وتوجد به عدة مزارات وخدمات، وما بين هذا وذاك يوجد الكثير من الباعة الذين ينتشرون فى الشوارع الرئيسية والفرعية ويبيعون الحلويات والحمص والخروب والألعاب والصور والزينة وحتى الملوحة والفسيخ ستجد لها رواجاً كبيراً هناك، بالإضافة لمن يعملون فى «دق الصلبان» بالوشم والذين ينتشرون بكثرة إلى جانب أسوار الديرين ويبيعون لزوار «المولد».
وأشار «أبانوب»، أحد الزوار، إلى أنه فى كل عام يشترى هدايا وتذكارات لأحبائه، إما من المكتبات مثل الصور والزيت كـ«بركة» لهم من هذا المكان المقدس، أو «حمص وحلويات» لفرحة أطفالهم، لأنهم لم يتمكنوا من الزيارة هذا العام.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: السيدة العذراء السيدة البتول كنيسة العذراء القدس
إقرأ أيضاً:
“بسطة خير السعودية”.. حينما يصبح التمكين قصة إنسانية
وجدان الفهيد
في إطار الجهود الوطنية لدعم الفئات المستحقة وتعزيز فرص العمل وتحقيق الاستدامة الاقتصادية، جاءت “بسطة خير السعودية” مبادرة نوعية تهدف إلى تمكين الباعة الجائلين في المملكة العربية السعودية، وتوفير بيئة عمل منظمة لهم، بما ينعكس إيجابيًا على مستوى معيشتهم، أطلقت المبادرة في شهر رمضان المبارك، لتجسد القيم الإسلامية في دعم العمل الشريف، وتعزيز روح التكافل المجتمعي، حيث يمثل رمضان فرصة ذهبية لازدهار الأسواق الشعبية وانتعاش الحركة التجارية.
تأتي هذه المبادرة برعاية وزارة البلديات والإسكان، ممثلة بفريق دعم وتطوير وتمكين الباعة الجائلين، بقيادة صاحبة السمو الملكي الأميرة نجود بنت هذلول بن عبدالعزيز آل سعود، المشرف العام والمستشار بوكالة تنمية القدرات البشرية في الوزارة، ويعكس هذا الدعم مدى حرص القيادة الرشيدة على تمكين الباعة الجائلين، وتأهيلهم ليكونوا جزءًا فاعلًا في الاقتصاد المحلي، عبر توفير بيئات عمل منظمة تضمن لهم الاستقرار وتراعي المعايير الصحية والبلدية ، وتنقلهم من العشوائية إلى التنظيم، من الهامش إلى الضوء، ومن العبور إلى الثبات.
تسعى “بسطة خير السعودية” إلى تأسيس بيئة عمل متكاملة للباعة الجائلين من خلال تحديد مواقع مناسبة لهم وفق معايير حضرية مدروسة، وتوفير الدعم اللوجستي من خلال تجهيز المواقع بالخدمات الأساسية، وتمكين الباعة عبر التدريب والتأهيل لضمان استدامة أعمالهم، وتعزيز الرقابة الصحية لضمان سلامة المنتجات المعروضة، ودمج الباعة الجائلين في منظومة الاقتصاد الرسمي لدعمهم في عملية التنمية المستدامة، إن هذه الخطوات تعكس نهج المملكة في دعم ريادة الأعمال الصغيرة وتعزيز بيئة العمل الحر، بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030 التي تولي أهمية كبرى لتنمية القدرات البشرية وتعزيز فرص العمل لكافة شرائح المجتمع.
لم يكن اختيار شهر رمضان لإطلاق المبادرة من قبيل الصدفة، بل جاء ليواكب موسمًا اقتصاديًا نشطًا تزداد فيه حركة البيع والشراء، خاصة للباعة الجائلين الذين يجدون في هذا الشهر فرصة لتعزيز دخلهم، كما أن رمضان يمثل مناسبة لتعزيز قيم التعاون والتكافل الاجتماعي، وهو ما يعكسه دعم الجهات الحكومية والشركات لهذه الفئة، لضمان استفادتهم من الموسم بطرق منظمة وصحية.
اقرأ أيضاًالمجتمعمشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية يضمّ مسجد الجامع في ضباء ويحافظ على هويته المعمارية
“بسطة خير السعودية” هي نموذج يعكس اهتمام المملكة بتطوير قطاع الأعمال الصغيرة والمشاريع الناشئة، حيث يتم تمكين الأفراد من تحقيق الاستقلال المالي وتضمن لهم بيئة عمل ملائمة، وهذا الدعم يأتي امتدادًا لمبادرات أخرى أطلقتها المملكة لدعم الفئات المنتجة وتعزيز منظومة الاقتصاد المحلي، مما يؤكد أن رؤية القيادة ليست فقط في استقطاب الاستثمارات الضخمة، بل أيضًا في تمكين الأفراد من تحقيق النجاح والاعتماد على الذات.
بفضل جهود وزارة البلديات والإسكان، وتحت إشراف سمو الأميرة نجود بنت هذلول بن عبدالعزيز آل سعود، تشكل “بسطة خير السعودية” خطوة مهمة نحو تمكين الباعة الجائلين في المملكة، عبر دعمهم وتحفيزهم على المشاركة في الاقتصاد الوطني بشكل أكثر استقرارًا وأمانًا، وهي مبادرة تعكس حرص المملكة على تحقيق تنمية شاملة لا تقتصر على المشاريع الكبرى، بل تمتد لتشمل الأفراد الباحثين عن فرصة كريمة للعمل والمساهمة في بناء الوطن.
بهذه المبادرات الطموحة، تؤكد المملكة أن التنمية المستدامة تبدأ من تمكين الأفراد، وأن كل مواطن له دور في تحقيق النهضة الاقتصادية، بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030 (نحو مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر).