نشرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية تحقيقا عن تداعيات الهجرة إلى الخارج على إحدى دول البلقان الواقعة جنوب شرقي أوروبا.

وجاء في التحقيق الصحفي أن موجات من الهجرة للعمل في الخارج وانخفاض معدل المواليد أديا إلى إفراغ قرى بلغاريا من سكانها، وجعلاها عرضة للخطر.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتبة فرنسية: هل يجب على أوروبا أن تخشى ترامب؟list 2 of 2خبراء إسرائيليون: هجوم حاجز تياسير يعكس جرأة الفلسطينيين وشعورهم بالانتصارend of list

واستشهدت الصحيفة بما حدث في قرية ياهينوفو الجبلية جنوبي العاصمة البلغارية صوفيا، حيث توجد مدرسة ابتدائية بُنيت في عام 1967 لاستيعاب حوالي 300 تلميذ.

لكن مديرها جورجي ستانشيف يؤكد أن طاقتها الاستيعابية تبلغ هذه الأيام 150 تلميذا، إلا أن العدد الفعلي للتلاميذ بالكاد يصل إلى 70.

هجرة عقول

ومع ذلك، فإن الصحيفة ترى أن معلمي هذه المدرسة وأطفال قرية ياهينوفو محظوظون بالفعل، إذ إن 3 مدارس مجاورة أغلقت في السنوات الأخيرة أبوابها نظرا لمعاناة بلغاريا من تداعيات هجرة مواطنيها، وظاهرة هجرة سريعة لعقولها إلى الخارج بعد انهيار النظام الشيوعي، حتى إن عدد سكان البلاد انخفض بمعدل الربع منذ ثمانينيات القرن الماضي.

وقد ظل معدل الخصوبة في بلغاريا في العقود الأخيرة أقل بكثير من مستوى "الإحلال السكاني" الذي يزيد قليلا على طفلين لكل امرأة، وهو المطلوب للحفاظ على عدد السكان على المدى الطويل. وبالإضافة إلى ذلك، نادرا ما يبقى الأوكرانيون وغيرهم من المهاجرين الذين يصلون إلى بلغاريا لفترة طويلة بما يكفي للاستقرار فيها.

إعلان

ونقلت الصحيفة عن صوفكا سكوكليفا رئيسة بلدية ياهينوفو القول إن تعداد سكان بلغاريا في الثمانينيات بلغ ما يقارب 9 ملايين نسمة، لكنه تقلص اليوم إلى حوالي 6.8 ملايين بعد أن ظل في انخفاض مستمر على مدى السنوات العشر الماضية.

وفي أواخر ثمانينيات القرن الماضي، تجاوز عدد سكان ياهينوفو 2400 نسمة، لكنه تدنى بشكل حاد بعد سقوط الشيوعية حتى وصل إلى 1600 أو أزيد بقليل بحلول منتصف عام 2010، وفقا للإحصاءات الوطنية.

تقلص

ومع استمرار هذا الانخفاض، تتوقع الأمم المتحدة أن يتقلص عدد سكان البلاد بحلول عام 2070 تقريبا إلى أقل من نصف الذروة التي بلغها في الثمانينيات.

وتقول سكوكليفا إن المئات من السكان المسجلين في ياهينوفو يعيشون الآن في دول أوروبا الغربية والولايات المتحدة وحتى نيوزيلندا.

وبحسب التحقيق الصحفي، فإن جذور الأنماط الديمغرافية الحالية في بلغاريا تعود إلى الهجرة الجماعية التي أعقبت انهيار الشيوعية في 1989.

وبمجرد أن فتح الغرب أبوابه للمهاجرين من دول "الستار الحديدي" الشيوعية، حتى سافر مئات الآلاف إلى الولايات المتحدة مستفيدين من برنامج الهجرة العشوائية المعروف باسم "قرعة التنوع" أو "اللوتري الأميركي"، أو من برامج "العمال الضيوف" في أوروبا الغربية.

ويبدو أن البيانات الرسمية تُظهر لمحة من التغيير، حيث ارتفع صافي الهجرة إلى بلغاريا في السنوات الأخيرة مع ارتفاع عدد العائدين والوافدين بشكل طفيف، بينما انخفض عدد الأشخاص الذين غادروها.

وطبقا للبيانات الرسمية، فقد بلغت الهجرة الوافدة إلى بلغاريا حوالي 42 ألف شخص سنويا في السنوات الخمس الماضية، إلا أن عددا قليلا بكثير منهم آثروا الإقامة لفترة طويلة.

وقال سباس تاشيف، كبير الخبراء الديمغرافيين في الأكاديمية البلغارية للعلوم، إن كبار السن هم الذين يعودون إلى البلاد، بينما يهاجر منها الأصغر سنا، مضيفا أنه "نظرا إلى أن النساء اللائي هاجرن من البلاد هن في سن الإنجاب، فإن بلغاريا تخسر عددا من المواليد الجدد المحتملين".

إعلان

وأوردت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في أحدث تقاريرها عن الهجرة، أن عدم الاستقرار السياسي في بلغاريا، في ظل التغييرات المتكررة للحكومات، "حال دون وضع سياسة هجرة فعالة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات بلغاریا فی

إقرأ أيضاً:

«وزاري عملية الخرطوم» بالقاهرة يشدد على مكافحة تهريب المهاجرين بمشاركة ممثلين عن 50 دولة من أوروبا و«القرن الأفريقي»

الشرق الأوسط: شدد الاجتماع الوزاري الثاني لـ«عملية الخرطوم» المعنية بمكافحة «الهجرة غير المشروعة»، في القاهرة، على ضرورة مجابهة تهريب المهاجرين، والاتجار في البشر، وأقر الاجتماع، الأربعاء، «خطة عمل» للمرة الأولى لتكون وثيقة استراتيجية تنظم مسارات عمل «عملية الخرطوم» منذ انطلاقها.

وافتتح وزير الخارجية المصرية، بدر عبد العاطي، الاجتماع الوزاري، الأربعاء، في ضوء رئاسة بلاده لـ«عملية الخرطوم» منذ أبريل (نيسان) 2024، وحسب إفادة لـ«الخارجية المصرية»: «شارك في الاجتماع ممثلون لما يقرب من 50 دولة من أوروبا ومنطقة القرن الأفريقي، والمنظمات الإقليمية والدولية الشريكة».

وهذه المرة الثانية التي تترأس فيها مصر «عملية الخرطوم» بعد أن تولت رئاستها عند إطلاقها عام 2014.

وجرى تدشين «عملية الخرطوم»، في مؤتمر وزاري بروما، نوفمبر (تشرين الثاني) 2014، بهدف التعاون في موضوعات مكافحة الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين بين الدول الأعضاء، وتوسعت اختصاصات «العملية» لتشمل الموضوعات المرتبطة بالهجرة من خلال مقاربة أشمل تتضمن التعاون الإقليمي بين دول المنشأ والمعبر والمقصد، ودعم مسارات الهجرة الشرعية، والتنمية والسلام والأبعاد الإنسانية، حسب «الخارجية المصرية».

وتضم «عملية الخرطوم» دول الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى سويسرا والنرويج، ودول القرن الأفريقي وشرق أفريقيا، ومفوضية الاتحاد الأوروبي، ومفوضية الاتحاد الأفريقي، بالإضافة إلى عدد من المنظمات الدولية الشريكة، مثل المنظمة الدولية للهجرة، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ومكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة.

واعتمد الاجتماع الوزاري، الأربعاء، «خطة عمل القاهرة» لتكون بمثابة وثيقة استراتيجية، تتضمن الإطار العام، لتحرك الرئاسات التالية لعملية الخرطوم. وشدد البيان الختامي للاجتماع على «ضرورة معالجة قضايا الهجرة والنزوح القسري والحماية الدولية وفقاً للقانون الدولي»، وأكد ضرورة «الوضع في الاعتبار تأثير تغير المناخ والأوبئة والطوارئ الصحية العالمية على حركة البشر، وخاصة المهاجرين».

وحسب «إعلان القاهرة» أكد الاجتماع الوزاري «أهمية معالجة الأسباب الجذرية المتعددة للهجرة غير النظامية والنزوح القسري بطريقة مستدامة، لا سيما ما يتعلق بالحروب والنزاعات وعدم الاستقرار الاقتصادي والدوافع الهيكلية للهجرة وانعدام الأمن الغذائي والكوارث الطبيعية وتدهور البيئة وتغير المناخ»، وشدد على «ضرورة مواصلة الدعم لتعزيز قدرات دول المنشأ والعبور والمقصد».

وعدّ وزير الخارجية المصري، الاجتماع أنه «يمثل منصة فريدة للتعاون السياسي، بهدف تحقيق نتائج ملموسة، من خلال الحوار وتبادل المعرفة وتقديم الدعم في مجالات الهجرة الأساسية»، وأشار إلى أن «بلاده سعت من خلال رئاستها لـ(العملية) إلى الدفع بجهود مكافحة (الهجرة غير المشروعة)، وفق رؤية ومقاربة شاملة، ترتكز على التعاون المتكافئ والتضامن العملي، واحترام الكرامة الإنسانية».

وأضاف: «تضمنت أولويات الرئاسة المصرية لـ(عملية الخرطوم)، دعم مسارات الهجرة النظامية، وتعزيز انتقال العمالة وتنمية المهارات، وربط ذلك بمسارات التنمية المستدامة».

وتوقف وزير الخارجية المصري، مع جهود بلاده لاستضافة المهاجرين والأجانب على أراضيها، وأشار إلى أن «بلاده تُعد موطناً لأكثر من 10 ملايين أجنبي، من مهاجرين ولاجئين وطالبي لجوء، من 133 دولة»، وقال إن «بلاده تتيح لهم حرية الحركة والحصول على جميع الخدمات أسوة بالمواطنين المصريين».

وفي وقت سابق، قدّرت الحكومة المصرية، التكلفة المباشرة لاستضافة الأجانب، بأكثر من 10 مليارات دولار سنوياً. (الدولار الأميركي يساوي 51.6 جنيه في البنوك المصرية).

وأشار بدر عبد العاطي إلى أن «بلاده مستمرة في جهودها لمكافحة (الهجرة غير المشروعة)، طوال السنوات الماضية، وفق نهج شامل، يعالج الأسباب الجذرية وتعزيز المسارات القانونية ودعم التنمية المستدامة والشاملة».

تأتي استضافة القاهرة للاجتماع الوزاري الثاني لـ«عملية الخرطوم» من منطلق نجاحاتها في مكافحة «الهجرة غير المشروعة» خلال السنوات الأخيرة، وفق مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الأفريقية السابق، السفير محمد حجازي، وأشار إلى أن «الحكومة المصرية تحرص على تقديم رؤية ومقاربة شاملة لمواجهة الاتجار بالبشر والمهاجرين غير الشرعيين».

وأطلقت مصر، أول استراتيجية وطنية لمكافحة «الهجرة غير المشروعة» في 2016، وأكد مسؤولون مصريون في مناسبات عدة «نجاح القاهرة، في عدم خروج مركب هجرة غير نظامية من حدودها منذ 2016 وحتى الآن».

وفي عام 2019 أطلق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مبادرة «مراكب النجاة»، التي تستهدف رفع الوعي لدى الشباب والأسر في 14 محافظة هي الأكثر تصديراً للهجرة غير النظامية، مع توفير بدائل آمنة، من تدريب وفرص عمل في الداخل والخارج، في مجالات العمل المختلفة، بعد دراسة احتياجات السوق.

ويرى حجازي أن «المقاربة الشاملة التي قدمتها مصر في اجتماع (عملية الخرطوم) تتعامل مع مجتمع المهاجرين في إطار التمكين والتضامن والتعاون، واحترام الكرامة الإنسانية، مع إعلاء الجوانب التنموية وتوطين الاستثمارات، وتقاسم الأعباء بين دول المنشأ والمقصد والعبور»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «القاهرة قدمت إسهامات عديدة للحد من ظاهرة الهجرة بين ضفتي البحر المتوسط ومنطقة القرن الأفريقي».

وأكد البيان الختامي لاجتماع القاهرة ضرورة «ضمان الحماية الكافية لحقوق الإنسان، لجميع المهاجرين، وتوفير سبل الحماية الدولية للاجئين والنازحين قسراً».

وتوقف حجازي، مع المشاركة الدولية في اجتماع القاهرة، وقال إن «حضور ممثلين عن المنظمات الدولية والإقليمية، والدول الأعضاء بعملية الخرطوم، يعطي ثقلاً لمخرجات الاجتماع ويدفع نحو جهود تنفيذها».  

مقالات مشابهة

  • بعد 12 عاماً.. بلغاريا تعيد رفات منفذ هجوم بورغاس إلى بيروت
  • قائد فيلق القدس الإيراني: أمريكا وإسرائيل عاجزتان عن إدراك السبب وراء دقة صواريخنا
  • خرطوم ما بعد التحرير من الجنجويد
  • «وزاري عملية الخرطوم» بالقاهرة يشدد على مكافحة تهريب المهاجرين بمشاركة ممثلين عن 50 دولة من أوروبا و«القرن الأفريقي»
  • آلاف الإيطاليين يرفضون خطط أوروبا للتسلح.. المدارس أهم من الدبابات
  • ارتفاع شديد في درجات الحرارة خلال الأيام القادمة.. وهذا هو السبب  
  • روسيا تدعم عودة مناطق شرق الفرات إلى سطلة دمشق
  • انفصال نسرين جواد زادة وحبيبها بعد شهرين فقط من علاقتهما.. وهذا السبب
  • طوق أمني في ضهر العين – الكورة.. إليكم السبب
  • فايننشال تايمز: الصين تحتفظ بأسلحتها في حرب ترامب التجارية