مع متابعة ما يريده «ترامب» من أن تتم المرحلة الثانية من الاتفاق مع حماس لإطلاق سراح الأسرى لديها، نجد أنه فى نفس الوقت يريد تهجير الفلسطينيين وأهل غزة كلها ويستثمر بالمنطقة وبناء منشآت وبنية تحتية، يستثمر لمن.. للكيان الصهيونى؟، لأن الفلسطينيين لن يكونوا موجودين بعد تهجيرهم، على حسب قوله، وخطة «ترامب» هذه ستزيد من شعبية حماس وتجعلها تستنتج أنه ليس لديها ما تخسره مع «ترامب»، إذا لماذا تعمل على إتمام المرحلة الثانية من الاتفاق إذا كان الشعب الفلسطينى، ولا حتى هى، لن يكونوا موجودين فى الأساس فى غزة.
ويتحدث «ترامب» عن تهجير أكثر من مليون و800 ألف فلسطينى أكثرهم فى الأساس مهجرين من فلسطين التاريخية، وإذا لم توافق حماس إتمام المرحلة الثانية من الاتفاق وإطلاق سراح كافة الأسرى لديها ستقابل بقسوة أكبر، مع العلم أن المستفيد الوحيد من إتمام المرحلة الثانية من الاتفاق هو نتنياهو.
وفى اعتقاد أن «ترامب» يعلم جيدا أن خطته هذه لن تكون، ولكنه افتعلها لتتم المساومة عليها ويناور ويفاوض بها فى مسألة تطبيع المملكة السعودية مع الكيان الصهيونى، وبالتالى فهو افتعل هذه الخطة ليكون التنازل عنها هو المقابل للتطبيع كوسيلة ضغط لإتمامه، مما يجعل الكيان ليس مضطرا لدفع ثمن هذا التطبيع، وكذلك لصرف الأنظار عن المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى، فـ «ترامب» و«نتنياهو» لم يتفقا، أو على الأقل لم يعلنا عن ماذا اتفقا عن كيفية إتمام المرحلة الثانية، ليأتى الإعلان عن هذه الخطة ـالتهجيرـ ليحول موضوع إتمام الصفقة إلى موضوع ثانوى يأتى فى المرتبة التالية من الأهمية، ليوضح لنا أن تعامل «ترامب» مع غزة كأنها عقار أو مشروع لديه يريد تطويره.
ويرى محللون فى الكيان الصهيونى نفسه أن فكرة أو خطة «ترامب» هى حلم كبير ورائع بأن تكون غزة خالية من الفلسطينيين وتستثمر أمريكا بها وأن تكون للكيان بالكامل، وأن اقتراح تهجير الفلسطينيين لم يكن من قبلهم، ولكن من أمريكا نفسها.. ولكن كل هذا غير قابل للتطبيق على أرض الواقع، فهناك ما يريده الفلسطينيين أنفسهم وما يؤمن به أهل غزة، فأى فلسطينى على وجه الأرض خارج فلسطين لديه مفتاح بيته للعودة إليه منذ عام 48 وحتى اليوم.
وكلام «ترامب» هذا من الناحية السياسية يساعد نتنياهو فى تعزيز ائتلافه الحكومى، ويطلب منهم أن يصبروا لأن غزة لن يبقى فيها أحد، ولا حماس ولا غيرها، فما الذى يمنع لإتمام المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى، وفيما بعد سيتم تفريغها كلياً، ولكن سياسيا أيضا سيؤثر هذا الحديث على علاقة أمريكا مع الدول العربية فى المنطقة والتى ترفض هذه الفكرة نهائيا.
ومن داخل الكيان نفسه أيضا وبعد إجراء استطلاع رأى عن فكرة وخطة «ترامب» لتهجير أهل غزة، قال 72 % من شعب الكيان أنهم مع هذه الفكرة، وعن توقعهم بأنها سيتم تنفيذها من عدمه، قال أكثر من 46 % بأنهم لا يعتقدون بأنها ستنفذ، مما يوضح لنا أن نسبة كبيرة من شعب الكيان نفسه لا يصدقون إمكانية تنفيذ هذه الخطة ومع ذلك يدعمونها.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حماس الفلسطينيين فلسطين التاريخية ترامب الكيان الصهيونى نتنياهو المرحلة الثانیة من الاتفاق إتمام المرحلة الثانیة من
إقرأ أيضاً:
اطلب فقط.. ووكيلك الذكي يتسوق احتياجاتك
أطلقت إمبراطورية التجارة الإلكترونية الأميركية «أمازون دوت كوم» خاصية ذكاء اصطناعي جديدة تسمى «تسوق لي» للاستخدام التجريبي لمجموعة محدودة من المستخدمين. وأشار موقع «تك كرانش» المتخصص في موضوعات التكنولوجيا إلى أنه إذا لم تكن منصة «أمازون» تبيع السلعة التي يبحث عنها المستخدم، ستعرض خاصية «تسوق لي» للمستخدم المنصات والمواقع الأخرى التي تعرض السلعة المطلوبة. وبعد ذلك يمكن للمستخدم اختيارها وطلب شرائها دون الحاجة إلى الخروج من تطبيق «أمازون شوبنج» والدخول إلى المنصة الأخرى الموجودة فيها السلعة. وعرضت شركات مثل «أوبن أيه.آي» و«جوجل بيربليكستي»، وكلاء مماثلين يمكنهم زيارة مواقع التسوق ومساعدة المستخدمين على إتمام عمليات الشراء. وأشارت «أمازون» إلى أن وكيل التسوق بالذكاء الاصطناعي سيزور مواقع «الويب» الخارجية، واختيار المنتج الذي طلبه المستخدم، وملء اسم المستخدم وعنوان الشحن وتفاصيل الدفع من أجل شرائه، دون أي تدخل من المستخدم سوى الموافقة على إتمام الصفقة.
أخبار ذات صلة