في ظل ثِقل التدخين كعادة مُلحة، والأضرار والمخاطر الصحية المترتبة عليها، يصبح الإقلاع عنه قرارًا شجاعًا ومفيدًا لصحة القلب والجسم بشكل عام؛ إذ بمجرد التوقف عن التدخين، تبدأ سلسلة من التغييرات الإيجابية في القلب والأوعية الدموية، ما يساهم في تحسين صحة القلب وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب الخطيرة، ونوضح في السطور التالية ماذا يحدث للقلب بعد ترك التدخين وقبل مرور وقت طويل.

الإقلاع عن التدخين

أجاب الدكتور شريف حتة، استشاري الصحة العامة، خلال حديثه لـ«الوطن»، على سؤال ماذا يحدث للقلب بعد ترك التدخين والفوائد التي تعود على الجسم بشكل عام، موضحًا أن الإقلاع عن عادة التدخين يحقق حياة أفضل لصاحب القرار من خلال الفوائد الصحية التي ستعود عليه في الساعات الأولى من اتخاذ قرار الإقلاع.

ماذا يحدث للقلب بعد ترك التدخين؟

وحول ماذا يحدث للقلب بعد ترك التدخين، فقد أكد «شريف»، أنه يحدث للجسم تغيرات عدة بعد التوقف عن التدخين، منها:

- بعد 20 دقيقة: يبدأ معدل ضربات القلب وضغط الدم في الانخفاض إلى المستوى الطبيعي.

- بعد 12 ساعة: تنخفض مستويات أول أكسيد الكربون في الدم إلى المستوى الطبيعي، ما يزيد من قدرة الدم على حمل الأكسجين.

- بعد يوم واحد: يقل خطر الإصابة بنوبة قلبية بشكل ملحوظ.

- بعد أسبوع: تتحسن حاسة التذوق والشم.

- بعد شهر واحد: تتحسن وظائف الرئة وتزداد القدرة على ممارسة الرياضة.

- بعد عام واحد: ينخفض خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة 50%.

- بعد 5 سنوات: ينخفض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية إلى مستوى قريب من مستوى غير المدخنين.

- بعد 10 سنوات: ينخفض خطر الإصابة بسرطان الرئة إلى النصف مقارنة بالمدخنين.

- بعد 15 عامًا: يصبح خطر الإصابة بأمراض القلب مشابهًا لغير المدخنين.

وبالإضافة إلى ذلك، يساهم الإقلاع عن التدخين في تحسين مستويات الكوليسترول في الدم، وتقليل الالتهابات، وتحسين وظائف الأوعية الدموية، ما يقلل من خطر الإصابة بتصلب الشرايين وأمراض القلب الأخرى.

الأضرار الناتجة عن التدخين

عادة التدخين لها أضرار صحية كثيرة على جسم الإنسان؛ إذ يضر بجميع أجهزة الجسم تقريبًا، كما أنه يتسبب بالعديد من الأمراض الخطيرة والمزمنة، كما له تأثيرات سلبية على الصحة النفسية والاجتماعية للمدخن، ومن ضمن أضرار التدخين:

هو السبب الرئيسي لسرطان الرئة، كما أنه يزيد من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الأخرى مثل التهاب الشعب الهوائية المزمن وانتفاخ الرئة. يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وارتفاع ضغط الدم. يزيد من خطر الإصابة بقرحة المعدة وسرطان المعدة والقولون. يزيد من خطر الإصابة بسرطان المثانة والكلى. يؤثر على الخصوبة لدى الرجال والنساء، كما أنه يزيد من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم. يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. يسرع شيخوخة الجلد وظهور التجاعيد.

كيفية الإقلاع عن التدخين

وهناك بعض النصائح والحيل التي تساعدك في الإقلاع عن التدخين

حدد تاريخًا محددًا للإقلاع عن التدخين والتزم بهذا سيساعدك في الاستعداد نفسيًا وجسديًا للتغيير. تخلص من جميع السجائر وأي منتجات تبغ أخرى في منزلك وسيارتك ومكان عملك. تحدث إلى طبيبك أو انضم إلى مجموعة دعم للأشخاص الذين يحاولون الإقلاع عن التدخين، إذ يمكنهم تقديم الدعم والمشورة لمساعدتك في رحلتك. تجنب المواقف والأماكن التي ترتبط عادة بالتدخين، مثل الحفلات أو المقاهي. مارس الرياضة بانتظام وتناول طعامًا صحيًا ومتوازنًا؛ إذ أن هذه العادات ستساعدك في تحسين صحتك وتقليل الرغبة في التدخين.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ترك التدخين الإقلاع عن التدخين فوائد الإقلاع عن التدخين أضرار التدخين مخاطر التدخين خطر الإصابة بأمراض القلب یزید من خطر الإصابة الإقلاع عن التدخین

إقرأ أيضاً:

ماذا يحدث للبيئة والبشر إذا اختفى النحل؟

ينظر الكثيرون إلى النحل على أنه صانع عسل نستمتع به في جميع أنواع الطعام والشراب الذي نستهلكه، لكنه أكثر من ذلك بكثير. فوجوده حيوي جدا للبشر، بل إن فقدانه سيؤدي إلى سلسلة من التفاعلات الخطيرة التي ستطول الأنظمة البيئية والسلاسل الغذائية كلها، بما في ذلك نظامنا الغذائي وحياتنا.

يعد النحل جزءا أساسيا من سلسلة التنوع البيولوجي، ففي تنقله من زهرة إلى أخرى، ينقل حبوب اللقاح لتخصيب النباتات حتى تتمكن من إنتاج البذور والفواكه، ويوفر هذا للبشرية مئات الأنواع من الفواكه والخضراوات، ويدعم أيضا شبكة الغذاء بأكملها، كذلك يحافظ على عدد لا يحصى من الأنواع التي تعتمد على هذه النباتات من أجل البقاء، بما فيها البشر.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4أكبر 5 غابات مطيرة.. ما هي وماذا بقي منها؟list 2 of 4زيادة وتيرة التصحر و77% من اليابسة صارت أكثر جفافاlist 3 of 4الصين أم الغرب.. من المسؤول الأكبر عن تغير المناخ؟list 4 of 4ما علاقة الزلازل بالأنشطة البشرية والتغير المناخي؟end of list

ومع أن النحل يلعب دورا محوريا في دورة غذائنا وحياتنا، يتعرض لمخاطر جمة في محيطه الطبيعي، تشمل كثافة استعمال المواد الكيميائية السامة في المبيدات التي ترش بها المزارع والحقول، والآلات الصناعية والمعدات الثقيلة التي تستعمل في الزراعة وتدمر موائله الطبيعية، وإزالة الغابات وسرعة التوسع العمراني، إضافة إلى التلوث الكهرومغناطيسي.

تأثر المجال الكهرومغناطيسي

وتشير دراسات علمية إلى أن التلوث الكهرومغناطيسي الناتج عن الذبذبات الصادرة من أبراج الاتصالات والهواتف المحمولة، وشبكات "الواي فاي"، وخطوط الكهرباء تؤثر على النحل بطرق مختلفة، مما يهدد استقراره وتوازنه البيئي ووجوده.

إعلان

ويعتمد النحل على المجال المغناطيسي الطبيعي للأرض لتحديد الاتجاهات والعودة إلى الخلية، بينما تؤثر الموجات الكهرومغناطيسية على مستقبلاته المغناطيسية (قرون الاستشعار في رؤوسه) مما يفقده قدرته على تحديد الاتجاهات أثناء الطيران، فينتج عن ذلك ضياعه وعدم عودته للخلية.

كذلك، تؤثر تلك الموجات الكهرومغناطيسية وانتشارها على التنظيم الداخلي والتنسيق داخل الخلية نفسها، التي تعتمد وفق الأبحاث العلمية على اهتزازات وأصوات منخفضة التردد للتواصل داخلها مما قد يؤدي إلى موت أعداد هائلة وتدمير الكثير من الخلايا.

ويؤثر ارتفاع درجات الحرارة والتغيرات المناخية المرتبطة بها على حالة النحل، الذي يعيش في ظل درجات حرارة معينة ومعايير بيئية دقيقة، ويؤدي تغيير موائله بشكل قسري إلى أخطار كثيرة بينها تغيرات وقت الإزهار، مما يترك الكثير منه بدون طعام ويهدد بقاءه على قيد الحياة.

وأشارت دراسات أخرى إلى أن التعرض لإشعاعات الهاتف المحمول أو الذبذبات الكهرومغناطيسية تؤدي أيضا إلى حصول تغييرات كيميائية حيوية في جودة نحل العسل العامل، جراء تغير سلوكه ووظائفه الفسيولوجية والمورفولوجية.

النحل يواجه تهديدا خطيرا مع تزايد معدلات انقراض أنواعه (بيكساباي) خطر الانقراض

حسب منظمة الأمم المتحدة، يواجه النحل تهديدا وجوديا، فهناك تزايد في معدلات انقراض الأنواع الموجودة من 100 إلى ألف مرة عن المعدل الطبيعي بسبب النشاط البشري. وبشكل عام تواجه زهاء 35% من الملقحات اللافقارية، وبخاصة النحل والفراشات، ونحو 17% من الملقحات الفقارية، مثل الخفافيش تهديد الانقراض على مستوى العالم.

ويشكل فقدان النحل تهديدا خطيرا للإنتاج الزراعي على المستوى العالمي، فبينما تعتمد معظم محاصيل الحبوب على الرياح للتلقيح، فإن نحو 90% من المحاصيل المستهلكة في جميع أنحاء العالم يتم تلقيحها بواسطة النحل، بما في ذلك معظم الفواكه والخضراوات.

إعلان

وحتى إن تم اعتماد وسائل بشرية مثل التلقيح اليدوي -الذي يستغرق وقتا طويلا للغاية- أو بواسطة الطائرات، فلا يمكن لأي بديل بشري أن يضاهي فعالية النحل وتخصصه وعمله بمثل ذلك النطاق أو الدقة أو السرعة.

ويعني غياب التلقيح الحيوي من النحل انخفاضا في أنواع الفاكهة والخضراوات، ونباتات ومحاصيل زراعية متعددة، وبالتالي منتجات أساسية متنوعة تمتد من صناعة المواد الاستهلاكية والغذائية مثل اللحوم والألبان إلى صناعة الأدوية.

ويهدد فقدان النحل النظم البيئية والتنوع البيولوجي، بشكل كبير، فالعديد من أنواع النباتات ستواجه صعوبة في التكاثر خاصة تلك التي تعتمد حصريا على تلقيح النحل الذي يُسهم في دعم الموائل الطبيعية، وتعزيز التنوع الجيني، والحفاظ على بنية النظم البيئية، وخصوصا النباتات، بما تعنيه لتوازن النظام البيئي وصحة الإنسان.

تعرض النحل للذبذبات الكهرومغناطيسية يؤدي إلى تغير سلوكه ووظائفه الفسيولوجية والمورفولوجية (غيتي) كلفة هائلة

رغم صعوبة تقدير قيمة العمل الذي يقوم به النحل بدقة، تشير بعض الدراسات إلى أن ما يصل إلى 577 مليار دولار أميركي من إنتاجنا الغذائي العالمي يعتمد عليه. وقد قُدّرت قيمة سوق العسل وحده بنحو 8.5 مليارات دولار في عام 2022. وما تغفله الدراسات والأبحاث هو كم ستكون تكلفة عملية التلقيح الطبيعية التي يقوم بها النحل، في غيابه؟

فعلى سبيل المثال، يسهم النحل بنحو 700 مليون جنيه إسترليني (905 ملايين دولار) سنويا في الاقتصاد البريطاني لوحده، وسيكلّف توظيف أشخاص للقيام بعمل التلقيح في المملكة المتحدة ما لا يقل عن 1.8 مليار جنيه إسترليني سنويا، ولا يشمل هذا الرقم الآلات أو الأبحاث أو التدريب اللازم لإتمام العمل، على افتراض أن العمل سيتم بمثل وتيرة وكفاءة النحل.

وفي الولايات المتحدة، تتراوح تكلفة تلقيح هكتار واحد من بساتين التفاح ما بين 5 آلاف و7 آلاف دولار ومع وجود ما يقارب 153.375 هكتارا من بساتين التفاح في جميع أنحاء البلاد، ستصل التكلفة إلى نحو 880 مليون دولار سنويا، بالنسبة لحقول التفاح فقط.

إعلان

وبشكل عام أظهرت الدراسات أن تكلفة التلقيح الاصطناعي أعلى بـ10% على الأقل من تكلفة خدمات تلقيح النحل، وفي النهاية لا يمكننا تكرار عملهم بنفس الجودة أو الكفاءة لتحقيق نفس الإيرادات.

وعموما، تمثل الملقحات الحشرية ما يقارب 35% من إجمالي الإنتاج الغذائي العالمي، ويتولى نحل العسل 90% من عبء هذا العمل، وتمثل خدمات التلقيح العالمية نحو 577 مليار دولار سنويا، أي نحو 10% من جميع الأسواق الزراعية.

ملقحات أخرى

وحسب بيانات برنامج الأمم المتحدة للبيئة، يتم الحصول على 90% من إنتاج الغذاء العالمي من 100 نوع نباتي، ويحتاج 70 نوعا منها إلى تلقيح النحل. لكن هل يمكن لملقحات أخرى أن تملأ هذه الفجوة؟

لا يعد النحل الملقح الوحيد في الطبيعة، فالفراشات والخنافس وبقية الحشرات والطيور مسؤولة أيضا عن مساعدة النباتات على التكاثر، لكن مساهمتها لا تُضاهي النحل لأن صحة خلاياه وصغاره تعتمد كليا على حبوب اللقاح التي يجمعها كغذاء، وهذا يعني أنه ينقل حبوب لقاح أكثر بكثير يوميا من الملقحات الأخرى.

وأظهرت الدراسات أن الحشرات غير النحل لا تُمثل سوى 38% من تلقيح المحاصيل، مقابل أقل من 5% من تلقيح المحاصيل بالنسبة للفراشات، ويسهم تلقيح الطيور بأقل من 5% من الأنواع المزهرة حول العالم و1% للخفافيش.

ويشير ذلك ببساطة إلى أن اختفاء النحل سيكون مدمرا من النواحي البيولوجية والاجتماعية والاقتصادية. إذا فقدنا النحل، فإننا نخسر أكثر بكثير من مجرد العسل، فمحاصيلنا وأنظمتنا البيئية ونظمنا الغذائية واستمرار حياتنا تعتمد جميعها على تلقيحه.

وتبرز في هذا السياق المقولة المنسوبة للعالم ألبرت أينشتاين والتي تشير إلى أن "البشر سيختفون مع اختفاء آخر نحلة على وجه الأرض". وتبدو هذه المقولة -إذا كانت مبررة علميا وصحت نسبتها لأينشتاين- تأكيدا على الأهمية الفائقة للنحل وضرورة حمايته، من أجل صحة كوكبنا والأجيال القادمة، إذ لا يوجد أي نوع على وجه الأرض، بما في ذلك البشر، بإمكانه القيام بوظيفته الخلاقة.

إعلان

مقالات مشابهة

  • للقلب والمناعة والمخ .. فاكهة شتوية تمتلك فوائد خارقة
  • ماذا يحدث للبيئة والبشر إذا اختفى النحل؟
  • يعالج النقرس في 12 أسبوع.. فوائد اللوز تفوق التوقعات
  • 3 مخاطر صحية غير متوقعة يسببها النوم في الضوء: تعرف عليها الآن
  • لن تتوقع.. ماذا يحدث لجسمك عند تناول البرتقال؟
  • ماذا يحدث للجسم عند تناول ماء الشمر والقرفة في الصباح؟
  • طعام يقلل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية
  • بعد تعليق صفقة بيعها.. ماذا يحدث مع تيك توك؟
  • النمر: هبوط الأسهم يزيد من حدوث جلطات القلب في فئة المتأثرين
  • اكتشف.. تأثير تناول البيض على صحة القلب