هل يعيد الأمريكان مجددا كارثة المارينز في بيروت في قطاع غزة ؟
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
هل يعيد #الأمريكان مجددا #كارثة_المارينز في #بيروت في #قطاع_غزة ؟
#موسى_العدوان
أقصد من إعادة طرح هذه العملية، بصورة موجزة أمام القراء الكرام، والتي مضى عليها ما يقارب 42 عاما، هو لكي أذكّر الرئيس الأمريكي ترامب وعصابته، بما حدث لقوات المارينز الأمريكية في بيروت عام 1983، عندما فرضوا وجودها بالقوة على أرض لبنان، علّهم يفهمون الدرس جيدا، قبل أن يقرّروا ما ادّعوه في السيطرة على قطاع غزة وتهجير أهلها لفترة طويلة.
بدأ التورط الأمريكي في لبنان ( كجزء من قوات متعددة الجنسيات )، خلال الحرب التي دارت بين منظمة التحرير الفلسطينية، والقوات الإسرائيلية في عام 1982. ففي يوم 6 يونيو بدأ الإسرائيليون هجوما واسعا، على قواعد المنظمات الفدائية في لبنان، بقوة تقدر بستة فرق ونصف ( 20 لواء على الأقل )، بهدف القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية، وتأمين حدودها الشمالية، ضد إطلاق القذائف والصواريخ التي يوجهها الفدائيون الفلسطينيون، إلى سكان المستعمرات في شمال إسرائيل، وأطلقت على العملية اسم ” عملية السلام للجليل “.
حاولت الولايات المتحدة في البداية، ثني الإسرائيليين عن تنفيذ الهجوم، إلا أن الإسرائيليين لم يمتثلوا لتلك الرغبة، ووعدوا بأن تكون عملياتهم محدودة النطاق. ولكنهم في واقع الأمر وسّعوا نطاق العمليات أكثر مما وعدوا به. فتمكنوا خلال ستة أيام من الوصول إلى أبواب مدينة بيروت، ومحاصرة 14000 مقاتل فلسطيني داخل المدينة. ( دون الدخول في التفاصيل )
في يوم الأحد 23 اكتوبر الساعة 06:22 كان 300 جندي أمريكي نائمين في البناية التي تضم قيادة المارينز. فقدِمت شاحنة تحمل 1200 باوند من متفجرات ( T N T )، رُبطت حولها اسطوانات الغاز، واندفعت من موقف السيارات جنوب بناية القيادة، ودمرت السياج الحاجز واتجهت مباشرة إلى منام المارينز.
سارت الشاحنة فوق الأسلاك الشائكة، ومرت بين موقعي حراسة دون أن يطلق الخفراء عليها النار، لكونهم مقيدين بتعليمات ( قواعد الاشتباك )، التي تفرض عليهم عدم تجهيز السلاح بالذخيرة. ثم تقدمت من خلال البوابة مارة بين القضبان الحديدية، ودمرت غرفة الحراسة على المدخل وتقدمت باتجاه قاعة الاستقبال في بناية القيادة، وهناك ضَغَط السائق على الصاعق، وفجّر ما كانت تحمله الشاحنة، من المتفجرات واسطوانات الغاز.
قوضت شدة الانفجار كامل البناية من أساسها، وانبعث العصف من خلال السقف الذي تبلغ سماكته 8 بوصات، ودفعته إلى حفرة بلغ عمقها ثمانية أقدام. وقد علّق خبراء ال ( F B I ) على هذا الانفجار بقولهم : أنه أكبر انفجار غير نووي يشهدونه في حياتهم. وعندما انجلى الغبار، تبين بأن 240 جنديا من المارينز لقوا حتفهم، وأكثر من 100 آخرين أصيبوا بجروح مختلفة. وبهذا تكون المارينز الأمريكية قد انخرطت فعليا في الحرب الأهلية اللبنانية .
بعد دقيقتين من وقوع الانفجار الأول، حدث انفجار آخر في مقر قوة الفرنسيين، في منطقة الرملة البيضاء ببيروت الغربية، والذي يبعد عن موقع المارينز 6 كيلومترات فقط. فقد اندفعت شاحنة أخرى تحمل كمية من المتفجرات، إلى موقف السيارات الواقع تحت البناية ذات الثمانية طوابق، وانفجرت مخلّفة 58 قتيلا و15 جريحا من المظليين الفرنسيين.
تم توجيه الاتهام في هاتين العمليتين الإرهابيتين في حينه، إلى حزب الله الشيعي والذي تدعمه إيران وسوريا. واتُهم خبير العمليات الإرهابية في حزب الله عماد مغنية، بأنه العقل المدبر لهاتين العمليتين، والذي تم اغتياله لاحقا في سوريا بتاريخ 12 فبراير 2008، على أيدي الموساد الإسرائيلي.
واليوم يعلن ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، الذي لم يمض ِعلى بداية عهده المشؤوم سوى اسبوعان، بأنه سيهجّر سكان غزة من أرضهم إلى الأردن ومصر، ليتولى هو إعمارها ويحولها إلى ريفيرا الشرق الأوسط. لقد تناسى هذا الطاغية أن أهل غزة مقاومين ومدنيين، صمدوا بمواقعهم لما يزيد عن 15 شهرا، أمام أقوى جيش في الشرق الوسط، تحت قصف الطائرات الأمريكية وقنابلها الثقيلة من وزن 2000 رطل، التي زود إسرائيل بها من ترسانته الحربية، وعادوا إلى منازلهم المدمّرة ليبنوا على أنقاضها خيمهم ولا يغادروها، ليقوموا بإعمارها في وقت لاحق.
أهل غزة يا فخامة الرئيس، لا يريدون ريفيرا على شاطئ بحرهم، بل يريدون الاستمتاع في شمس ذلك الشاطئ الجميل، يتنسمون هواءه العليل، ويقبّلون كل حبة رمل فيه، ويعيدون بناء بيوتهم من حجارة وطنهم الذي يقدّسونه، دون أن يلوثه غزاتكم بما يتنافى مع عاداتهم وتقاليدهم الأصيلة.
فلتتفضل فخامة الرئيس وعصابتك المتصهينة، وجرب حظك في تنفيذ خطتك الهلامية في غزة، التي استنكرتها كل دول العالم ما عدا ربيتك إسرائيل. فرجال المقاومة الباسلة، يتشوقون لرؤية جنودك ومهندسيك هناك، لعلهم يواجهون كارثة جديدة أشبه بكارثة المارينز السابقة في بيروت، وعندها سيرحلون في ظلام الليل كغيرهم قبل طلوع النهار. . !
التاريخ : 6 / 2 / 2025
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الأمريكان بيروت قطاع غزة موسى العدوان
إقرأ أيضاً:
«خبير»: مصر أرسلت 80% من المساعدات التي تصل لقطاع غزة «فيديو»
قال الدكتور أحمد سعيد، خبير التشريعات الاقتصادية، وأستاذ القانون التجاري الدولي، إن مساحة قطاع غزة ليست كبيرة، وتحتوي على 2 مليون مواطن، في حين تعداد سكان مصر يقدر بـ110 ملايين نسمة، مشيرًا إلى أن مساعدة مصر لـ2 مليون فلسطيني في قطاع غزة لا يشكل تحديا كبيرا للدولة المصرية، خاصة وأن مصر تبني 26 مدينة جديدة، وتمتلك الأدوات والشركات اللازمة لإعادة إعمار قطاع غزة.
وأوضح أحمد سعيد، خلال حواره ببرنامج «في النور»، المذاع على فضائية «ctv»، أن مصر أرسلت 80% من المساعدات التي تصل لقطاع غزة، في حين أن العالم أجمع بالدول العربية لم يتبرع سوى بـ20% من المساعدات، لافتا إلى أن مصر ساهمت في الحفاظ على منع حدوث مجاعة في قطاع غزة، وهذا واجب على مصر.
ترامب لن يشارك في تعمير قطاع غزةوأضاف «سعيد» أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن يشارك في تعمير قطاع غزة، فالرئيس الأمريكي انسحب من منظمة الصحة العالمية التي تخدم الدول الفقيرة، لكي يوفر الأموال الأمريكية، وبالأمس انسحب من الأونروا ومنظمة حقوق الإنسان، لكي يخفف الضغط على الميزانية الأمريكية.
وتابع خبير التشريعات الاقتصادية، أن قطاع غزة لا يحتاج إلى عمالة لإعادة تعمير قطع غزة، حيث تحتوي على عمالة بناء ومهندسين في كافة التخصصات، ولكنها في حاجة إلى معدات وخامات لإعادة التعمير، وتصدير مصر هذه المعدات من شأنه أن يزيد من التضخم في الدولة المصرية في مجال العقارات.
وذكر، أن تعمير قطاع غزة لا يحتوي على أي مميزات اقتصادية للدولة المصري بل على العكس على الإطلاق بل يشكل ضغوطا اقتصادية على الدولة المصرية، ولكن مصر تقوم بهذا الأمر من أجل مساعدة الأشقاء في قطاع غزة.
وأكد أستاذ القانون التجاري الدولي، أن هناك حربا اقتصادية عالمية، وهناك توجه للضغط على الدولة المصرية من خلال ضرب السفن التي تمر من قناة السويس، منوها بأن هذه الأحداث أدت لخسائر تقدر بـ7 مليارات دولار للدولة المصرية.
اقرأ أيضاًالأمم المتحدة: لن يكون هناك أي إجراء في غزة يتضمن تطهيرا عرقيا
الصين عن مقترح تهجير الفلسطينيين: قطاع غزة ليس ورقة للمساومة أو فريسة للقوى
«السيسي» يشدد على سرعة إعادة إعمار غزة وبدء عملية سياسية لحل الدولتين