تقارير: مصر تقود حملة دبلوماسية كبرى وراء الكواليس لمواجهة خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
نازحون فلسطينيون يعودون إلى شمال قطاع غزة. 27 يناير 2025 - REUTERS
قالت تقارير إعلامية أميركية إن مصر بدأت حملة دبلوماسية كبرى وراء الكواليس لمحاولة وقف خطة الرئيس دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، مع بدء إسرائيل تحضيراتها لمغادرة أعداد كبيرة من الفلسطينيين للقطاع، اتساقاً مع خطة ترمب للسيطرة على غزة، تمهيداً لتولي الولايات المتحدة مهمة إزالة الأنقاض وإعادة الإعمار لتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، على حد وصف الرئيس الأميركي.
وحذرت مصر من أن طرد الفلسطينيين من غزة من شأنه زعزعة استقرار المنطقة، وتقويض اتفاقية السلام مع إسرائيل، وهي حجر الزاوية للنفوذ الأميركي بالمنطقة منذ أكثر من أربعة عقود، وفق ما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس".
وقال مسؤولون مصريون لـ"أسوشيتد برس"، الأربعاء، إن القاهرة أوضحت لإدارة ترامب وإسرائيل، أنها ستقاوم أي مقترح كهذا، وأن اتفاقية السلام مع إسرائيل، والتي صمدت لقرابة نصف قرن، "ستكون في خطر".
وذكر مسؤول مصري أن القاهرة أوصلت الرسالة إلى "البنتاجون" والخارجية الأميركية وأعضاء من الكونجرس، فيما قال مسؤول ثان إنه تم إبلاغ نفس الرسالة إلى إسرائيل والحلفاء الأوروبيين، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وألمانيا.
"مصر جادة للغاية"
وأكد دبلوماسي غربي تحدث للوكالة في القاهرة بشرط عدم ذكر اسمه، تلقيه الرسالة عبر عدة قنوات. وذكر الدبلوماسي أن مصر "جادة للغاية"، وترى الخطة على أنها "تهديد لأمنها القومي".
وقال الدبلوماسي إن مصر سبق وأن رفضت عروضاً مماثلة من إدارة الرئيس السابق جو بايدن ودول أوروبية في الأيام الأولى للحرب على غزة.
وأشار إلى أن العروض المبكرة تم إيصالها إلى مصر سراً، بينما أعلن ترمب عن خطته في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض على الهواء إلى جوار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأعلن ترمب الثلاثاء، رغبته في إعادة توطين الفلسطينيين بشكل دائم في دول أخرى، على أن تتولى الولايات المتحدة مسؤولية إزالة الركام وإعادة بناء القطاع، ولم يستبعد نشر قوات أميركية في القطاع.
وحاول مسؤولون أميركيون، في وقت لاحق، التراجع عن تصريحات ترمب قائلين إن إعادة توطين الفلسطينيين سيكون "بشكل مؤقت"، وأن ترمب لم يلتزم بإرسال قوات أميركية أو إنفاق أموال دافعي الضرائب الأميركيين في غزة.
القاهرة ملتزمة بإقامة دولة فلسطينية
وقال المسؤولون المصريون إن الحكومة المصرية لا تعتقد أنه يجب إعادة توطين سكان غزة لإعادة إعمار القطاع، وأنها ملتزمة بإقامة دولة فلسطينية في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، والأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967.
ونقل الصحافي ديفيد إجناتيوس في مقال بصحيفة "واشنطن بوست"، أن مصدراً مصرياً مقرباً من الاستخبارات المصرية أرسل رسالة إلى صديق مفادها أنه "إذا حدث تهجير قسري إلى سيناء، فإن مصر سوف تتحرك عسكرياً".
وذكرت "واشنطن بوست"، أن الحكومة المصرية حساسة بشأن سيناء، وأن القاهرة تخشى من أن المسلحين الفلسطينيين المهجرين مع سكان غزة سينتهي بهم الأمر وهم يشنون هجمات على إسرائيل من الأراضي المصرية، ما قد يفجر مواجهة عسكرية مباشرة.
"ترمب يجس النبض"
ونقلت "واشنطن بوست"، عن دبلوماسي في المنطقة قالت إنه على اطلاع على موقف القاهرة قوله إن المسؤولين المصريين يعتقدون أن ترمب ربما "يجس النبض" بمقترحه هذا.
وأشار الدبلوماسي إلى أن المسؤولين المصريين "في وضع التأهب والانتظار لما سيحدث، ولكنهم يتشككون في أن الطرح الذي قدمه ترمب سيبصر النور".
وقال الدبلوماسي المصري السابق هشام يوسف: "فيما يتعلق بمصر والأردن، فإن هذه العلاقات (مع واشنطن) هامة واستراتيجية، وهما لا يريدان المخاطرة بمواجهة ستضر بمصالحهما".
ترمب: إسرائيل ستسلمنا قطاع غزة
وقال ترمب في منشور عبر منصة "تروث سوشيال"، الخميس، إن إسرائيل ستُسلم قطاع غزة إلى الولايات المتحدة بعد انتهاء القتال، وذلك على الرغم من الاعتراضات الدولية الواسعة على خطته بشأن مستقبل القطاع.
وأضاف ترمب: "سيكون الفلسطينيون، مثل (زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي) تشاك شومر، قد أعيد توطينهم بالفعل في مجتمعات أكثر أمناً وجمالاً، مع منازل جديدة وحديثة في المنطقة، كما ستتاح لهم الفرصة بالفعل للعيش بسعادة وأمان وحرية".
وتابع الرئيس الأميركي: "ستبدأ الولايات المتحدة، بالتعاون مع فرق التنمية العظيمة من مختلف أنحاء العالم، ببطء وحذر في بناء ما سيصبح واحداً من أعظم وأروع مشروعات التنمية من نوعها على وجه الأرض، ولن تكون هناك حاجة إلى جنود الولايات المتحدة، وسيسود الاستقرار في المنطقة".
وأصدر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الخميس، تعليمات للجيش بإعداد خطة للسماح لسكان غزة بمغادرة القطاع.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن وزير الدفاع كاتس، قوله "أرحب بخطة الرئيس ترمب الجريئة، ويجب السماح لسكان غزة بحرية المغادرة والهجرة، كما هي القاعدة في جميع أنحاء العالم".
وعندما سُئل كاتس عمن سيستقبل الفلسطينيين، قال إنه "ينبغي أن تكون الدول التي عارضت" الحرب الإسرائيلية على غزة.
وأضاف: "دول مثل إسبانيا وإيرلندا والنرويج وغيرها، التي وجهت اتهامات"، وصفها بـ"كاذبة" ضد إسرائيل، بسبب أفعالها في غزة، "ملزمة قانوناً بالسماح لأي مقيم ي غزة بدخول أراضيها".
وأفادت القناة 12، أن خطة كاتس ستشمل خيارات الخروج عبر المعابر البرية، فضلاً عن ترتيبات خاصة للمغادرة عن طريق البحر والجو.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: الولایات المتحدة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
بعد صفقة القرن..كوشنر وراء مقترح ترامب لتهجير سكان غزة
قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن جاريد كوشنرالمستشار الكبير السابق للبيت الأبيض وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هو صاحب خطة ترامب، التي أعلنها الرئيس الأمريكي أمس، والتي تقضي بسيطرة الولايات المتحدة على غزة وتهجير الفلسطينيين.
ووفق"تايمز أوف إسرائيل"، شارك "كوشنر في صياغة تصريحات ترامب المعدة سلفاً، والتي ألقاها إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في البيت الأبيض".وأضافت نقلاً عن مصدر لم تسمه "نتانياهو لم يطلب من ترامب طرح مثل هذه الخطة مسبقاً، ويبدو أن كوشنر ألمح إلى الفكرة برمتها في خطاب ألقاه في العام الماضي".
"ريفييرا غزة" السياحية التي اقترحها #ترامب.. من سيسكنها؟
لمشاهدة المزيد من الفيديوهات:https://t.co/XKZstSvtfW pic.twitter.com/OZeupIVmkq
وقال كوشنر في جامعة هارفارد: "العقارات على الواجهة البحرية في غزة يمكن أن تكون ذات قيمة كبيرة إذا ركز الناس على بناء سبل العيش".
وأضاف كوشنر أنه "وضع مؤسف، لكن أعتقد من وجهة نظر إسرائيل أني سأبذل قصارى جهدي لإخراج الناس ثم تنظيف المكان. لكني لا أعتقد أن إسرائيل صرحت بأنها لا تريد أن يعود الناس إلى هناك بعد ذلك".
ويُذكر أن فكرة التهجير، تأتي بعد مشروع صفقة القرن، التي طرحها الرئيس الأمريكي في ولايته الأولى، والتي وضعها في الأساس كوشنر، في 2019، والتي قوبلت برفض فلسطيني، واسع، خاصةً في شقها الذي يهم الضفة الغربية، وبشكل أقل الجزء الذي يخص قطاع غزة.