اتهمت منظمة "أطباء بلا حدود"، اليوم الخميس، الاحتلال الاسرائيلي بأنه يعمل على العزل والفصل العنصري للشعب الفلسطيني ، مؤكدة أن العمليات العسكرية التي ينفذها جيش الاحتلال في الضفة الغربية، تقيد حصول الفلسطينيين على الرعاية الصحية.

وذكرت المنظمة في بيان لها "العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية وتقييد الحركة تسببا في تقليص حاد في قدرة الفلسطينيين على الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية"، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

وأشارت المنظمة في تقريرها، إلى أن إلحاق الأذى والحرمان من الرعاية الصحية يشكلان جزءًا من نمط قمعي ممنهج، وهو ما وصفته محكمة العدل الدولية بأنه يرقى إلى العزل العنصري والفصل العنصري".

وأضافت  "اقتحامات الاحتلال الإسرائيلي والقيود المشددة على الحركة حدت من قدرات الوصول إلى الخدمات الأساسية، ولا سيما الرعاية الصحية، إذ إن الوضع تدهور بشكل أكبر منذ إعلان وقف إطلاق النار في غزة، حيث إن الظروف المعيشية تردّت للكثير من الفلسطينيين الذين يدفعون أثمانًا باهظة على الصعيدين الجسدي والنفسي".

ورصدت المنظمة، تزايد الهجمات على الطواقم والمرافق الطبية، بما في ذلك الهجمات على المستشفيات، وتدمير المواقع الطبية المؤقتة في مخيمات اللاجئين.

وأشارت المنظمة إلى أنها رصدت خلال الفترة من أكتوبر 2023 حتى ديسمبر 2024، 694 هجومًا على الرعاية الصحية في الضفة الغربية، مع وقوع المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية غالبًا تحت حصار قوات الاحتلال".

وأوضحت أن "القيود المفروضة على الحركة أدت إلى تداعيات مهلكة، فقد تعرّض الوصول إلى الرعاية الصحية للعراقيل بشكل كبير في ظل إعاقة حركة سيارات الإسعاف واستهدافها، والتصعيد في العدوان الذي أسفر عن الكثير من الضحايا والمصابين، إلى جانب الدمار الواسع الذي يطول البنية التحتية المدنية من طرق ومرافق صحية وشبكات مياه وكهرباء، خصوصًا في مخيمات طولكرم وجنين".

ولفتت إلى أن المرضى في المناطق النائية وضواحي المدن مثل جنين ونابلس، يعانون أوضاعًا قاسية، إذ يُجبر المرضى المصابون بأمراض مزمنة، مثل المحتاجين إلى غسيل الكلى بانتظام، على البقاء في منازلهم بسبب العقبات الكبيرة التي تحول دون وصولهم إلى الرعاية الصحية.

وتابعت "إلى جانب التوغلات العسكرية الإسرائيلية المتكررة، أدى عنف المستوطنين والتوسع المستمر في المستوطنات إلى تعريض الكثير من الفلسطينيين لمزيد من العنف، وسط خشية من التنقل في جميع أنحاء الضفة الغربية".

وأتمت المنظمة قائلة "إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال، تتحمل التزامات قانونية بموجب القانون الدولي، لضمان إمكانية وصول السكان إلى الرعاية الصحية وحماية العاملين في المجال الطبي، في ظل ما يواجهه نظام الرعاية الصحية في الضفة الغربية من ضغط هائل، ما يجبره على العمل بحالة طوارئ دائمة".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الضفة الغربية الإحتلال الاسرائيلي اطباء بلا حدود المزيد إلى الرعایة الصحیة فی الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

يعمل منذ 12 عاما.. أطباء بلا حدود تغلق مشروع جراحة الإصابات في عدن

أغلقت منظمة أطباء بلا حدود، مشروع جراحة الإصابات في العاصمة المؤقتة عدن، جنوب اليمن، بعد 12 عاما من العمل، بالتزامن مع انخفاض حدة الصراع في البلاد.

 

وقالت المنظمة في بيان لها، إنه مع انخفاض حدة الصراع في عدن، اليمن، ومعه انخفاض عدد الأشخاص الذين يعانون من صدمات نفسية ناجمة عن العنف، اختتمت منظمة أطباء بلا حدود مشروعها الذي استمر 12 عامًا في مركز عدن للصدمات النفسية، متعهدة بإعادة تركيز أنشطتها في عدن لتوفير الرعاية الطبية اللازمة لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحًا.

 

وأضافت بأنه وعلى مدار الاثني عشر عامًا الماضية، عالجت فرق أطباء بلا حدود في عدن آلاف الأشخاص المصابين بجروح بالغة جراء الحرب في اليمن، وقدمت لهم خدمات إعادة التأهيل، حيث قدمت أكثر من 65,000 استشارة طارئة وما يقرب من 68,000 عملية جراحية. عانى معظم المرضى من كسور مفتوحة، أو حروق، أو إصابات ناجمة عن طلقات نارية ومتفجرات.

 

وأردفت: "مع تفاقم الصراع في اليمن خلال معركة عدن عام 2015، تكثفت أنشطة مركز عدن للصدمات. وبينما عالجت فرق المركز تدفقًا هائلًا من المرضى المصابين بجروح حرب بالغة، أدرنا أيضًا مركز طوارئ متقدمًا وعيادات جراحية متنقلة في المدينة لضمان استقرار حالات جرحى الحرب وتحسين فرص نجاتهم".

 

وقال أوليفييه مارتو، نائب رئيس بعثة أطباء بلا حدود في اليمن: "كان مركز عدن للصدمات المستشفى الوحيد المتخصص في الإصابات الحادة في المنطقة، وكان بمثابة مركز رئيسي لعلاج المرضى. جاء بعض مرضانا من أماكن بعيدة جدًا، وكانوا يسافرون أحيانًا لأيام في ظروف صعبة بحثًا عن رعاية طبية مجانية".

 

المنظمة أوضحت أنه وفي عام 2018، وفي أعقاب الهجوم على الحديدة، قامت فرق أطباء بلا حدود بزيادة سعة المستشفى من 86 إلى 104 أسرة للاستجابة لتدفق آخر من جرحى الحرب، حيث كان مركز عدن للصدمات المستشفى الوحيد المتخصص في الإصابات الحادة في المنطقة، وكان بمثابة مركز رئيسي لعلاج المرضى.

 

وفي عام 2020، تصاعد الصراع في جنوب الحديدة، بينما كان المستشفى في عدن يستقبل عددًا كبيرًا من حالات الصدمات الشديدة التي تتطلب رعاية متخصصة ومكثفة ومتعددة التخصصات، وفقا لأطباء بلا حدود.

 

وأشارت المنظمة إلى أن من بين المرضى رياض محمد أحمد صالح ممن أُدخلوا مركز الإصابات خلال هذه الفترة. وهو من محافظة أبين المجاورة لعدن، وقد أُحيل إلى عدن بسبب إصابته بطلق ناري خطير، ففي مركز الإصابات بعدن، خضع لعملية فغر القولون، مما أنقذ حياته.

 

وقال رياض: "كان جرح الرصاصة بالغًا؛ لم أتخيل يومًا أنني سأبقى على قيد الحياة اليوم". "عندما وصلتُ إلى المستشفى، كنتُ أعاني من ألمٍ مبرح. طمأنني الأطباء بأنني سأكون بخير. ورغم بعض المضاعفات التي طرأت على فغر القولون، إلا أنني ممتنٌّ لحياتي اليوم وللدعم الطبي الذي تلقيته".

 

ولتخفيف الضغط المستمر على الفرق الطبية واللوجستية والتشغيلية في مركز عدن للصدمات، افتتحت منظمة أطباء بلا حدود في عام 2018 مستشفى ميدانيا للصدمات في المخا، بين الحديدة وعدن، مع تصاعد الصراع على الساحل الغربي لليمن.

 

وقال مارتو: "من أبريل إلى أغسطس 2020، استقبل مركز عدن للصدمات 493 مريضًا من جبهات القتال على الساحل الغربي، معظمهم مصابون بطلقات نارية أو ألغام أرضية أو تفجيرات". مضيفا: "كانت حوالي 20 سيارة إسعاف تنقل المرضى يوميًا من الحديدة والمناطق المحيطة بها إلى عدن، في رحلة تستغرق ست ساعات بالسيارة للوصول إلى الرعاية الصحية المنقذة للحياة".

 

وقال الدكتور يوسف نجوان، الذي يعمل مع منظمة أطباء بلا حدود في عدن منذ عام 2015: "في الأسابيع الأولى، استقبلنا مئات المرضى. وصل العديد منهم إلى المركز وهم يعانون بالفعل من متلازمة الضائقة التنفسية الحادة. كانت فرقنا تعمل على مدار الساعة لتقديم أفضل علاج ممكن، لكننا كنا تحت ضغط هائل."

 

في عام 2021، شهدت فرق أطباء بلا حدود تدفقًا هائلًا لمرضى كوفيد-19 ذوي الحالات الحرجة الذين يحتاجون إلى دخول المستشفى في عدن. بعد ست سنوات من الحرب، تراجع نظام الرعاية الصحية في اليمن، وتقلصت القدرة على علاج المرضى في العناية المركزة. بدأت منظمة أطباء بلا حدود بتقديم الدعم لمركز علاج كوفيد-19 في مستشفى الصداقة، بدعم من وزارة الصحة العامة والسكان.

 

وفي عام 2023، كان هناك انخفاض إضافي في العنف السياسي في اليمن، حيث انخفض إلى أدنى مستوى له منذ بدء الصراع الحالي في عام 2015، حيث حافظت جماعة الحوثي والحكومة المعترف بها دوليًا على هدنة غير رسمية منذ انتهاء الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في أكتوبر 2022. ونتيجة لذلك، شهدت فرقنا في عدن انخفاضًا في حالات الصدمات المرتبطة بالصراع، بينما عالجت عددًا متزايدًا من المرضى المصابين في حوادث منزلية وحوادث طرق.

 

وأوضحت منظمة أطباء بلا حدود، أنها تجري حاليًا تقييمًا للفجوات الطبية والاحتياجات ذات الأولوية في عدن بالتنسيق مع وزارة الصحة. وفي عام 2025، حيث تهدف المنظمة إلى إعادة تركيز أنشطتها في عدن لتقديم خدمات طبية جديدة للأشخاص الأكثر حاجة.


مقالات مشابهة

  • إسرائيل تُطوّق الفلسطينيين بـالسور الحديدي في الضفة الغربية
  • بالتزامن مع حرب غزة.. عملية عسكرية إسرائيلية واسعة في الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفّذ عمليات هدم في الضفة الغربية
  • المطران عطاالله حنا يدعو لتمكين الفلسطينيين من الاحتفال بعيد القيامة في القدس
  • الخارجية الفلسطينية: تصعيد الاحتلال لهدم المنازل في الضفة الغربية امتداد لجرائم الإبادة والتهجير
  • عاجل| مصابون في عملية طعن بالقدس الغربية
  • يعمل منذ 12 عاما.. أطباء بلا حدود تغلق مشروع جراحة الإصابات في عدن
  • رئيس المنظمة الدولية للتربية يُشيد بصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان
  • إضراب شامل يعم القدس ومختلف مدن الضفة المحتلة تنديداً بحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني
  • الاحتلال يقتحم محافظة طوباس بـ الضفة الغربية من محاور عدة ويفرض حظر تجول