مقترح للاستفادة من ركام غزة لردم البحر وتوسيع مساحة القطاع.. ما الجدوى؟
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
قدم المهندس والأكاديمي المصري في اليابان، الدكتور محمد سيد علي حسن، مقترحًا بديلاً نال اهتمامًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرًا، مستندًا إلى التجربة اليابانية في ردم مياه البحر بالركام.
وقال حسن على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك: "هذا الحل يمكن أن يوسع مساحة القطاع ويوفر حلاً عمليًا وسريعًا لمواجهة خطة التهجير".
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
وأوضح حسن أن اليابان نفذت مشروعات عملاقة لردم مياه البحر بالركام نتيجة العديد من الكوارث الطبيعية والبشرية، مضيفًا أن "اليابان حفل تاريخها بالعديد من الكوارث سواء كانت طبيعية مثل الزلازل أو بسبب الإنسان مثل الحروب، وهو ما خلف أطنانًا هائلة من الركام، تم استغلالها لهذا الغرض. حيث تقدر مساحة الأراضي الناتجة عن ردم البحر بنحو 0.5% من إجمالي مساحة اليابان".
ويرى الأكاديمي المصري أن هذه التجربة يمكن استلهامها في قطاع غزة الذي يواجه تحديات مشابهة.
جدير بالذكر أن الاستشاري الهندسي المصري والمعارض السياسي، ممدوح حمزة، قدم مؤخرًا عبر مقطع فيديو نشره على حسابه بمنصة "إكس"، اقتراحًا هندسيًا يتضمن استخدام الأنقاض الناتجة عن الحرب في قطاع غزة كمواد خام لإنتاج الطوب، مما يسرع عملية إعادة الإعمار ويقف عقبة أمام مخطط ترامب.
وأشار حسن إلى أن قطاع غزة يحتوي على عشرات وربما مئات ملايين الأطنان من الأنقاض والركام الناتجة عن العدوان الهمجي، وأن اقتراح الدكتور حمزة يحتاج إلى عدد هائل من الكسارات والطواحين وكميات ضخمة من الطاقة لتشغيلها، وبعد انتهاء مهمة تلك الكسارات والطواحين ستصبح هي نفسها عبئًا لا حاجة لها في المستقبل القريب، ما يعني إهدار أموال كبيرة.
وأضاف حسن أن تقليل عدد الكسارات والطواحين ليس عمليًا، لأن الكم الهائل من الأنقاض يتطلب وقتًا طويلاً للتعامل معه، وهو ما ليس في صالح أهل القطاع وسط دعوات التهجير.
وتابع٬ وأخيرًا بعد طحن الأنقاض إلى بودرة، يحتاج القطاع إلى عدد كبير من مصانع الطوب وكميات كبيرة من الطاقة لتشغيلها، مما يعني تكلفة مادية إضافية ووقتًا أطول لصناعة الطوب.
التجربة اليابانية
وطرح الدكتور حسن البديل، وهو الاستفادة من التجربة اليابانية في تحويل الدمار إلى فرصة للبناء والتمكين والتوسع في وقت أقصر، مشيرًا إلى أن هذا هو ما حدث بعد الحرب العالمية الثانية وزلزال كوبي المدمر في عام 1995.
وأضاف أن الخطوات الأساسية لتنفيذ هذا المقترح تبدأ بنقل المخلفات الخرسانية الكبيرة بواسطة سيارات نقل إلى أكثر شواطئ القطاع ضحالة والأخفض أمواجًا مثل الخلجان، للبدء في ردم أجزاء من البحر، ثم نقل بقية الركام الأصغر حجمًا وتكويمه فوق الكتل الخرسانية الكبيرة، حتى يحين وقت دكه لإنشاء الأراضي الجديدة في مياه البحر.
وبعد التخطيط وإزالة الأنقاض، يتم إنشاء بنية تحتية ذكية تشمل شبكات صرف صحي ومياه شرب وكهرباء وإنترنت لا مركزية علوية على أبراج وأعمدة، لضمان سهولة الصيانة في حالة الكوارث. كما يتم بناء مدن ذكية تعتمد على مصادر طاقة محلية، مثل إضافة ألواح شمسية على المباني.
وأشار الأكاديمي المصري المقيم في اليابان٬ إلى أن اليابان ردمت مساحة من البحر تقدر بنحو ألفي كيلومتر مربع باستخدام مخلفات الزلازل والحروب، ما يعادل مساحة قطاع غزة ست مرات، ومن أشهر المناطق التي نتجت عن هذا الردم منطقة أوديبا في خليج طوكيو ومطار كانساي الدولي في خليج أوساكا.
تآكل بحر غزة
وقبل العدوان الإسرائيلي والإبادة الجماعية على القطاع٬ تصاعدت ظاهرة تآكل شاطئ بحر غزة وكانت تثير مخاوف كبيرة، نتيجة العوامل المناخية والأنشطة البشرية، مما يهدد بانهيار المباني المجاورة وغرق المناطق القريبة من الساحل.
وكان شاطئ بحر قطاع غزة، قبل عقود، يتمتع بعرض يصل إلى نحو 50 متراً، مما كان يوفر للسكان مساحة واسعة. إلا أن الشاطئ بدأ يتآكل مع مرور الوقت، حيث اختفت الرمال تدريجياً في مناطق واسعة، حتى أصبحت أمواج البحر تصل إلى الأرصفة، مهددة البنى التحتية والمباني المحاذية.
وتفاقمت هذه الظاهرة بسبب التعرية الناتجة عن التغيرات المناخية، والعواصف، والارتفاع العالمي في منسوب مياه البحر.
وفي ظل انعدام القدرة على معالجة المشكلة بشكل جذري، بسبب نقص التمويل ومنع الاحتلال الإسرائيلي إدخال المواد والآليات اللازمة، تتزايد التخوفات من تفاقم ظاهرة تآكل الشاطئ.
وطلبت لجنة حكومية برئاسة وزارة الأشغال العامة والإسكان بالقطاع، من جهات مانحة مثل الاتحاد الأوروبي وأونروا وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) تمويل مشروع بتكلفة تتراوح بين 12 و15 مليون دولار، لحل مشكلة تآكل البحر بشكل كامل.
ولم تتلقَ اللجنة الحكومية حتى الآن، أي استجابة إيجابية لتمويل المشروع، مما يزيد من تعقيد الأزمة ويترك مستقبل الشاطئ ومحيطه في حالة من عدم اليقين.
ويمتد قطاع غزة على مساحة تبلغ 360 كيلومترًا مربعًا، ويصل طوله إلى 41 كيلومترًا، فيما يتراوح عرضه بين 6 و12 كيلومترًا. ويحد القطاع من الشمال والشرق الأراضي الفلسطينية المحتلة من إسرائيل، بينما يحده البحر الأبيض المتوسط من الغرب، وتحدّه مصر من الجنوب الغربي.
تفاعل واسع
وأثار هذا المقترح تفاعلا واسع على منصات التواصل الاجتماعي٬ حيث يأتي إجابة على السؤال المطروح منذ فترة٬ "ماذا نفعل بهذا الكم الركام في غزة؟"
يرى البعض أن يتم إنشاء ميناء في قطاع غزة بهذا الركام٬ بينما يرى البعض الآخر صعبة تنفيذ هذه المقترحات نتيجة رفض الاحتلال الإسرائيلي.
ونقل الصحفي المصري الرياضي حسن المستكاوي٬ عن مهندس قوله إن الردم سيوسع مساحة القطاع٬ كما فعلت الإمارات والبحرين وقطر.
بخصوص ردم البحر وعمل مساحات إضافية
اعتقد الاحتلال لن يوافق ، لانه يشكل خطر على سواحله القريبة من غزة
ستتآكل شواطئه وسيزداد مد البحر عليها
لانه سبق ومنع بناء موانئ تزيد عن 200 متر شمال غزة وعدد بقصفها ، فما بالكم باستحداث مساحات عرضية طويلة — محمد سعيد ???????? (@MhmedPs) January 20, 2025
ماذا تفعل غزة بكل هذا الركام الناتج عن التدمير ؟
قال مهندس كبير للزميل عمرو أديب ": ردم البحر امام غزة سيكون حلا سهلا ".
الرأي للمهندسين بالطبع لكن هذا الركام سيضيف مساحة أرض كبيرة للقطاع ويمكن البناء عليه وفقا لتجارب ماسمي بدفن البحر في قطر وابوظبي ودبي لمضاعفة مساحات الارض… — Hassan Mestikawi (@hmestikawi) February 3, 2025
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية اليابان ردم البحر الركام غزة اليابان غزة بحر ركام ردم المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة میاه البحر الناتجة عن قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
إستشهاد 25 فلسطينيا في قصف إسرائيلي على مناطق متفرقة من القطاع
غزة رام الله (الاراضي الفلسطينية) "أ ف ب" "د ب أ": إستشهد 25 فلسطينيا على الأقل وأصيب العشرات جراء الغارات الإسرائيلية على مناطق متفرقة من قطاع غزة منذ فجر اليوم.
وقال الدفاع المدني في غزة في بيان غارة إسرائيلية استهدفت منفذ لتوزيع الطعام على النازحين في خانيونس جنوب قطاع غزة، أسفرت عن مقتل خمسة فلسطينيين وإصابة العشرات.
كما أدت غارة مماثلة على منزل في نفس المدينة إلى مقتل ستة فلسطينيين، بحسب البيان.
وبالقرب من مجمع ناصر الطبي في خانيونس، أسفرت غارة على خيمة للصحفيين إلى مقتل شخصين أحدهما الصحفي حلمي الفقعاوي الذي يعمل في وكالة فلسطين اليوم الإخبارية، بالإضافة إلى إصابة تسعة صحفيين آخرين.
وبحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحماس في غزة، بلغ عدد الصحفيين الذين قتلتهم إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023 في غزة 210 صحفي.
كما قتل فلسطيني في استهداف إسرائيلي لتجمع فلسطينيين في شارع الجلاء غرب مدينة غزة، كما قتل شخصا في استهداف طائرة مسيرة لسيارة مدنية غرب المدينة، فيما قتل فلسطينيان في استهداف الجيش الإسرائيلي لتجمع مواطنين غرب غزة.
وفي حي الزيتون جنوب مدينة غزة، قتل ثلاثة فلسطينيين في قصف إسرائيلي لتجمع مواطنين، بحسب الدفاع المدني.
وفي حي الشجاعية شرق مدينة غزة، قتلت المدفعية الإسرائيلية فلسطينيين اثنين.
وفي منطقة جباليا شمال قطاع غزة، هاجمت طائرة مسيرة تجمع للمواطنين مما أسفر عن مقتل فلسطيني وإصابة العشرات، فيما أسفرت غارة مماثلة عن مقتل شخصين في منطقة جباليا البلد.
المخزون آخذ في النفاد
كشفت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا اليوم عن أن مخزون الإمدادات الإنسانية في قطاع غزة آخذ في النفاد، مؤكدة على أن الوضع يزداد سوءا. وأضافتا الوكالة في بيان لها اليوم أنه مر أكثر من شهر منذ أن منعت قوات الاحتلال دخول المساعدات والإمدادات التجارية إلى القطاع. وشددت على أن فرقها تواصل تقديم المساعدة بما تبقى لديها من إمدادات، إلا أن المخزون آخذ في النفاد، والوضع يزداد سوءا. وطالبت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، بإنهاء الحصار الإسرائيلي والسماح بعودة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وكان الكيان الإسرائيلي استأنف في 18 مارس الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق غزة الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، لكن الاحتلال خرق بنود الاتفاق على مدار الشهرين، حيث استمر في قصفه أماكن متفرقة من قطاع غزة، ما أوقع شهداء وجرحى، ورفض تطبيق البروتوكول الإنساني، وشدد حصاره الخانق على القطاع الذي يعيش مأساة إنسانية غير مسبوقة.
إضراب شامل
عمّ إضراب شامل اليوم القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين إذ بدت الشوارع خالية وأغلقت المحلات التجارية تضامنا مع قطاع غزة ومطالبة بإنهاء الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023.
وقال فادي سعدي صاحب محل تجاري في بيت لحم لوكالة فرانس برس إن الالتزام "غير اعتيادي، تجولت في المدينة اليوم ولم يكن هناك أي شيء مفتوح، التزام حديد".
وبحسب سعدي "اعتقد أن هذا شيء طبيعي كان يجب أن يكون منذ بداية الحرب".
ودعت القوى الوطنية والإسلامية في الأراضي الفلسطينية وحركتا فتح وحماس إلى الإضراب "تضامنا مع غزة" و"من أجل إعلاء الصوت وتسليط الضوء على مذابح وجرائم الاحتلال البشعة بقتل المدنيين الأطفال والنساء والتدمير بهدف تهجير أبناء شعبنا".
وبحسب بيان القوى فإن الإضراب يشمل "كل مناحي الحياة في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي مخيمات اللجوء والشتات وبمشاركة المتضامنين مع قضيتنا وأحرار العالم".
واستأنفت إسرائيل الحرب على قطاع غزة في 18 مارس منهية هدنة مع حماس استمرت نحو شهرين.
وقتل منذ استئناف الحرب 1391 شخصا لترتفع حصيلة القتلى منذ بدء الحرب في 2023 إلى 50752 شخصا.
وفي القدس القديمة التي احتلتها إسرائيل كما الضفة الغربية في العام 1967 وضمتها لاحقا في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي، بدت الأزقة التي عادة ما تكون مكتظة، فارغة.
وقال عماد سلمان (68 عاما) وهو صاحب محل تجاري لبيع التذكارات يقع عند باب العمود "نغلق اليوم من أجل أهلنا في غزة، أطفالنا في غزة".
وأضاف "ما نفعله من أجلهم لا شيء، لكن هذا فقط ما يمكننا فعله، في القدس، في الضفة الغربية لا يمكننا فعل اكثر مما نفعله الآن".
وفي خارج أسوار البلدة القديمة وتحديدا في شارع صلاح الدين التجاري قال أحمد "هذا الاضراب من أجل غزة وما يحصل هناك والحرب التي يشنها على الشعب الفلسطيني سواء ترامب او نتانياهو أو الحكومة الاسرائيلية أو الأميركية".
وأضاف أحمد الذي فضل عدم الكشف عن اسم عائلته "يجب أن تنتهي هذه الحرب ويتوقف القتل والدمار ويعم السلام فقط السلام".
وفي رام الله التي شمل الإضراب فيها البنوك والوزارات والمؤسسات والقطاع التعليمي، خرجت مسيرة مسيرة انطلقت من وسط المدينة تضامنا مع قطاع غزة.
وقال منسق القوى الوطنية في محافظة رام الله والبيرة عصام بكر "هذه المرة الإضراب جدي والالتزام جدي من قبل الناس لأن العدوان الإسرائيلي بات اليوم يطال كل منزل فلسطيني سواء في الضفة أو غزة".
من جهته، قال مصدر أمني فلسطيني لفرانس برس "لاحظنا أن هناك التزاما كاملا بالإضراب في الضفة الغربية وبشكل يختلف عن الدعوات السابقة منذ السابع من أكتوبر".
إخفاء جرائم الإبادة
أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن جريمة استهداف الصحفيين في غزة تعكس مدى الوحشية التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، ويأتي ذلك ضمن سلسلة متصاعدة من الجرائم التي تطال الصحفيين بشكل مباشر، في محاولة ممنهجة لإسكات الصوت الفلسطيني وتغييب الحقيقة. وقالت الخارجية في بيان اليوم إن استهداف الصحفيين يأتي في سياق الحرب الشاملة التي تشنها قوات الاحتلال على الشعب الفلسطيني، والتي تهدف إلى تغييب الحقيقة ومنع توثيق الجرائم والانتهاكات المتواصلة بحق المدنيين، وتندرج هذه الجريمة ضمن سلسلة من الانتهاكات المتعمدة التي تشمل القصف والقتل خارج إطار القانون والاعتقال التعسفي والاختفاء القسري، بهدف ترويع الصحفيين وردعهم عن أداء مهامهم الإنسانية والمهنية. وشددت على مواصلة جهودها الحثيثة في فضح جرائم الاحتلال على المستويات الثنائية والمتعددة كافة، مطالبة المجتمع الدولي واتحاد الصحفيين الدوليين والمنظمات الأممية المعنية بالتحرك العاجل لتوفير الحماية الدولية للمدنيين، وعلى وجه الخصوص للصحفيين والعاملين في المجال الإنساني والإغاثي.
كما دعت إلى ممارسة ضغط حقيقي على دولة الاحتلال لوقف انتهاكاتها وجرائمها، وإلزامها احترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف وقرارات الشرعية الدولية.