ليلة النصف من شعبان وتحويل القبلة.. أسرار الرحمة وكرامة النبي
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
ليلة النصف من شعبان من الليالي المباركة التي عظَّم النبي ﷺ شأنها، حيث قال: "إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن" (رواه ابن ماجه وابن حبان).
وقد وردت العديد من الأحاديث في فضل هذه الليلة، بعضها صحيح وبعضها ضعيف، إلا أن العلماء أقروا بجواز العمل بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال، ولهذا يحرص الصالحون على قيام ليلها وصيام نهارها.
يتميز شهر شعبان أيضًا بحدث عظيم في تاريخ الأمة الإسلامية، وهو تحويل القبلة. فقد كانت القبلة في بداية الإسلام موجهة إلى المسجد الأقصى، ثم جاء الأمر الإلهي بالتوجه إلى الكعبة المشرفة، لحكمة إلهية عظيمة، كما قال تعالى:
{وَمَا جَعَلْنَا القِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ} (البقرة: 143).
كان لهذا التحول دلالة تربوية عميقة، حيث اختار الله المسجد الأقصى كقبلة أولى للمسلمين ليطهر قلوبهم من شوائب الجاهلية ويختبر مدى تسليمهم لأوامره، ثم بعد أن استقر الإسلام في المدينة، أمرهم الله بالتوجه إلى المسجد الحرام، مما يؤكد ارتباط هذا التحويل بتحقيق العبودية الخالصة لله وحده.
مكانة المسجد الحرام والمسجد الأقصى في الإسلاملم يكن تحويل القبلة تقليلًا من شأن المسجد الأقصى، بل تأكيدًا على وحدة رسالة الأنبياء جميعًا، كما قال تعالى:{مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ} (الحج: 78).
كما أن العلاقة بين المسجدين راسخة، فكما كانت رحلة الإسراء انتقالًا مكانيًا بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، كان تحويل القبلة انتقالًا تعبديًا يعكس جوهر الإسلام في التوجه إلى الله.
استجابة لدعاء النبي ﷺكان النبي ﷺ يتمنى العودة إلى قبلة أبيه إبراهيم، فاستجاب الله لدعائه، كما جاء في قوله تعالى:
{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} (البقرة: 144).
وقد جاء هذا التحويل أيضًا تطييبًا لخاطر النبي ﷺ، حيث كان قلبه معلقًا بمكة، وطنه الحبيب الذي أُخرج منه رغمًا عنه، حيث قال ﷺ عند مغادرته مكة:
"والله إنك لخير أرض الله وأحب الأرض إلى الله، ولولا أني أُخرجت منك ما خرجت" (رواه الترمذي).
تحمل ليلة النصف من شعبان وتحويل القبلة دروسًا إيمانية عظيمة؛ فهي تذكير بمغفرة الله ورحمته، وأهمية تصفية القلوب من الشحناء، كما تعكس معاني التسليم التام لأوامر الله، وربط الإيمان بحب الأوطان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ليلة النصف من شعبان شعبان تحويل القبلة شهر شعبان رحلة الإسراء المسجد الحرام المسجد الأقصى النبي لیلة النصف من شعبان المسجد الأقصى تحویل القبلة النبی ﷺ
إقرأ أيضاً:
85 ألف مصل فلسطينى يؤدون العشاء والتراويح فى المسجد الأقصى
أدى 85 ألف مصل فلسطينى، مساء اليوم الجمعة، صلاتى العشاء والتراويح فى المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس المحتلة.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، إن 85 ألف مصل أدوا الصلاة فى اليوم السابع من شهر رمضان المبارك فى رحاب المسجد الأقصى المبارك.
وكان 90 ألف مصل، أدوا صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان المبارك، فى المسجد الأقصى، وفق ما أعلنته دائرة الأوقاف الإسلامية فى القدس، رغم إجراءات الاحتلال وتشديداته على الحواجز العسكرية على مداخل المدينة وداخلها.
من جهة أخرى، أصيب مواطن فلسطينى يبلغ من العمر 55 عامًا بجروح متوسطة الخطورة، مساء الجمعة، بعد أن صدمت آلية عسكرية إسرائيلية مركبته فى مدينة جنين، وتم نقله إلى مستشفى ابن سينا لتلقى العلاج.
يأتى هذا الحادث فى ظل استمرار العدوان الإسرائيلى على مدينة ومخيم جنين لليوم الـ46 على التوالي، والذى أسفر حتى الآن عن استشهاد 30 فلسطينيًا وعشرات الإصابات والاعتقالات، بالإضافة إلى تدمير واسع للبنية التحتية وعشرات المنازل.