أستاذ هندسة وراثية: أقصى ما يمكن للعلماء فعله هو إيقاف عوامل الشيخوخة|تفاصيل
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
كشف الدكتور مصطفى العوضي أستاذ الهندسة الوراثية بالمركز القومي للبحوث حقيقة الأبحاث العلمية لوقف الشيخوخة واستعادة الشباب، مؤكدا أن الأمر يتعلق بعدد كبير من الجوانب في مقدمتها التركيب الوراثي للكائن الحي والذي يمثل ٣٠% من هذه العوامل، فضلا عن البيئة المحيطة وتختص ب٧٠% من هذه العوامل وهو ما يتعلق بالتغذية وممارسة الرياضة، والراحة النفسية، والبعد عن التلوث.
الخلايا الجذعية هي المسؤولة عن الشيخوخة
واضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج مصر جديدة تقديم الإعلامية انجي أنور والمذاع عبر فضائية" etc "أن الكثير من التجارب أجريت على كائن بحري خالد يعيش لملايين السنين ولا يتأثر بالبيئة المحيطة به يطلق عليه "الهيدرا"، لافتا إلي أن العلماء توصلوا إلي بعض الجينات في الخلايا الجذعية وهي المسؤولة عن الشيخوخة.
وأشار إلى أن التجارب على الهيدرا استطاع العلماء تحديد بعض الجينات المسؤولة عن خلود هذا الكائن، ووجدوا أن هناك ارتباطا وثيقا بين حدوده وبين جين معين في تركيبه، فسعوا من خلال الهندسة الوراثية الغاء عمل الجين، عمل تركيبات وراثية أخرى فوجدوا أنه أصيب بالشيخوخة، ومن خلاله بدأوا في معرفة السر.
الخلايا الجذعية الموجودة مرحلة الشباب تنقسم وتتحور الي خلايا
وأوضح العوضي أن الخلايا الجذعية الموجودة مرحلة الشباب تنقسم وتتحور إلى خلايا ووظائف مختلفة فيمكن أن تصبح خلية عصبية، أو خلية دم، أو خلية موجودة في الجهاز الهضمي، أو مسؤولة عن إفراز انزيمات، وعندما يصل الإنسان إلي مرحلة الشيخوخة تفقد الخلايا الجذعية جزء كبير من وظائفها وتظهر عليها علامات الشيخوخة.
وأكد لان ما يسعى إليه العلماء من خلال الدراسات معرفة العوامل الوراثية المسؤولة عن الشيخوخة، لافتا إلي أن أقصي ما يمكنهم فعله هو إيقاف عوامل الشيخوخة، وليس العودة من الشيخوخة للشباب ، وبالتالي نوقف عجلة الزمن، وليس إعادتها للوراء.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المركز القومي الشيخوخة الجينات الخلايا الجذعية الخلایا الجذعیة المسؤولة عن
إقرأ أيضاً:
نصر السودان هو نفسه ظاهرة عظيمة، شيء سيكتب عنه التاريخ كلحظة مجيدة
منذ بدايات القرن السادس عشر تقريبا قبل 521 عاما حتى اليوم، أي قبل خمسة قرون كاملة. لم تشهد هذه الجغرافيا السودانية تحد مثل هذا، من يحب منكم ليراجع التاريخ، نشوء سنار ثم دارفور ثم تقلي، ممالك وصلت كل منها لمراحل من التوسع ثم بدأت تتفكك وتضعف، ثم جاء قبل مئتي عام الأتراك وحكموا حوالي 64 عاما، ثم جاءت المهدية فحكمت 14عاما، وكانت جزء من تيارات الوجود السوداني لكنها كانت محكومة بالفشل والتراجع لأسباب كثيرة، ثم كان الاستعمار الثنائي البريطاني في حقيقته، فحكم لمدة 57 عاما وزرع البذور الخطيرة للصراع، وبعده جاءت دولة السودان في صيغ أنظمتها المحلية المتعاقبة لمدة 69 عاما حتي اليوم.
كل تلك التواريخ مهمة ومستمرة وحاضرة، خمسة قرون تشكلت فيها هذه الجغرافيا السودانية، لكنها لم تشهد تهديدا مثل ما حدث في هذه الحرب، نعم يا عزيري لم تتضافر في تاريخ السودان كل عوامل الضعف والتفكك والانهيار فتكون في كامل قوتها، وتتراجع في ذات الوقت عوامل القوة والوحدة والتقدم وتكون في قمة ضعفها، كل ذلك في عالم أصعب بكثير مما سبقه. عالم الهيمنة والاستعمار الجديد والعولمة والمؤثرات الخارجية العاصفة.
إن تهديد السودان كان حضاريا وثقافيا وقيميا ووحدويا واجتماعيا وسياسيا وفي كل صعيد، تهديد بالزوال وأن تفقد هذه الجغرافيا حمضها النووي الذي تشكل لخمسة قرون، قل لي بالله عليك:
متى عرف السودان مثل هذه اللحظة الحرجة؟ من سيستطيع أن يقول لنا: كانت تلك اللحظة المعينة أخطر من هذه؟ يا إخوتي وبدون نزعة لإلغاء التاريخ بل في كامل استحضاره نقول: هذه اللحظة التي نعايشها هي اللحظة الأشد خطرا في تاريخ السودان منذ خمسة قرون.
والجملة التي تصف خطورتها هي أنها كانت بمثابة التكثيف الشديد لكل عوامل الضعف الكامنة والجديدة، وهي كذلك عرفت تصفية وإضعاف لكل عوامل القوة الكامنة أيضا. في هذا السياق جاءت المليشيا وجماعة تقدم من العملاء، وأدوات خدمة المخطط التهديمي والتفكيكي ليكون كل ذلك بمثابة (حصان طروادة) للدولة السودانية، يفجرها من داخلها وترعاه مخططات التآمر الخارجي ودويلة الشر والصهيونية، فتكتب نهاية السودان وتركب مكانه (مسخا مشوها) منبتا عن كل أصل، لقد كانوا أعداء للتاريخ وللسودان وللقيم ولكل شيء.
لذا فإن نصر السودان هو نفسه ظاهرة عظيمة، شيء سيكتب عنه التاريخ كلحظة مجيدة وبطولية انبعث فيها السودان كالعنقاء من قلب الرماد، هي لحظة عناق الماضي مع الحاضر، وهي ركيزة صلبة للاستمرارية، فالجذور القديمة العطشى دبت فيها الحياة من جديد، والساق صار قويا والفروع ستعانق عنان السماء، أما الثمار فهي جيل جديد ونشء جديد، سيقوم بتصفية الحساب تماما مع العمالة والارتزاق والهزيمة والذل، تصفية قاسية لا هوادة فيها ولا مساومة، جيل تشرب روح الكرامة والعزة والسيادة، واتصل مع جذوره وهويته وحضارته، سيقوى عوده أكثر ليكتب حياة سودانية جديدة في هذه الجغرافيا. إن تصفية الحساب هذه شاملة لأنها ستكون نصرا على الأعداء وهزيمة لعوامل الضعف، ولذلك وكما أنها اللحظة الأشد خطورة لخمسة قرون من تاريخ السودان، فهي اللحظة الأهم لتأسيس خمسة قرون قادمة بإذن الله.
والله أكبر والعزة للسودان
وهذه هي الروح.
الشواني هشام عثمان الشواني