السينما المصرية وحفظ الذاكرة في مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
شهدت الدورة الـ26 من مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة انطلاق أولى ندواتها تحت عنوان "السينما التسجيلية وحفظ الذاكرة"، والتي أدارها الناقد الصحفي محمد شعير، بحضور نخبة من المتخصصين في مجالات السينما والتوثيق، إلى جانب عدد كبير من طلاب السينما والمثقفين.
افتتح محمد شعير الندوة بالتأكيد على أهمية السينما كأحد الوسائل الفعالة للحفاظ على الذاكرة التاريخية، موضحًا أن الأفلام التسجيلية توفر وثائق بصرية قيمة تعكس شكل المدن والشوارع والملابس في حقب زمنية مختلفة، خاصة في ظل اختفاء بعض المعالم والحدائق بمرور الوقت.
كما أشار إلى الدور الذي تلعبه الصور الفوتوغرافية والفن التشكيلي في توثيق التاريخ، مما يجعل السينما جزءًا مهمًا من عملية التوثيق البصري.
وكان من المقرر أن يشارك المهندس محمد أبو سعدة، رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، في الحديث عن دور السينما في الحفاظ على الهوية البصرية للمدن، إلا أنه اعتذر عن عدم الحضور.
من جانبها، تحدثت الدكتورة هدى الصدة، أستاذة الأدب المقارن، عن دور مؤسسة المرأة والذاكرة، والتي تأسست عام 1995، في الحفاظ على التراث النسوي، حيث تمتلك المؤسسة مكتبة متخصصة في دراسات المرأة والتاريخ الشفوي.
وأوضحت أن المؤسسة بدأت في أواخر التسعينيات توثيق التاريخ الشفوي للنساء المصريات العاملات، من خلال تسجيل لقاءات نادرة تكشف تفاصيل حياتهن والتغيرات التي طرأت عليهن عبر الزمن.
كما أشارت إلى أن المؤسسة أطلقت مشروعًا لتوثيق السينمائيات المصريات، حيث تم جمع وثائق وأرشيفات تسلط الضوء على دور المرأة في صناعة السينما.
وخلال الندوة، تم عرض فيلم "مؤسسة المرأة والذاكرة"، من إخراج آية الله يوسف، التي عبرت عن سعادتها بالمشاركة في المشروع، مؤكدة أن كل مقابلة أجرتها في الفيلم كانت بمثابة "ماستر كلاس" تعلمت منها الكثير وأسهمت في تكوين صداقات جديدة.
أما الدكتورة مروة الصحن، مديرة مركز الأنشطة الفرنكوفونية بمكتبة الإسكندرية، فتحدثت عن تجربتها في توثيق التراث السينمائي، مشيرة إلى الصعوبات التي واجهتها، ومنها غياب قوائم مرجعية للأفلام المصرية وسوء حالة بعض الأرشيفات السينمائية، مما أدى إلى فقدان جزء كبير من التراث البصري.
وأوضحت أن الأرشيف السينمائي لا يقتصر فقط على الأفلام، بل يشمل السكريبتات، والصور، والأفيشات، التي تعد مكملة للوثائق البصرية.
وأشارت إلى أن دراستها حول "السينماتيك المصرية" في فرنسا تناولت مقارنة بين الأرشيف المصري ونظيره الفرنسي، حيث تمتلك فرنسا معامل ترميم متطورة تحافظ على الأفلام وتعيد تأهيلها للاستخدام.
شهدت الندوة تفاعلًا واسعًا من الحضور، خاصة مع مشاركة الناقدة ماجدة موريس ومجموعة من طلاب مكتبة الإسكندرية المهتمين بالسينما، مما أتاح مساحة كبيرة للنقاش حول سبل تطوير الأرشيف السينمائي المصري وتعزيز الوعي بأهمية التوثيق البصري للحفاظ على التراث الثقافي للأجيال القادمة.
تأتي هذه الندوة ضمن جهود مهرجان الإسماعيلية لتعزيز دور السينما التسجيلية كأداة للحفاظ على الذاكرة، وخلق جسور تواصل بين صناع الأفلام والمؤسسات المعنية بالتوثيق السينمائي، بهدف دعم المبادرات الرامية لحفظ التراث السينمائي في مصر والعالم العربي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاسماعيليه الجهاز القومي للتنسيق الحضاري السينما التسجيلية الصور الفوتوغرافية
إقرأ أيضاً:
مهرجان كان السينمائي يكرّم روبرت دي نيرو بالسعفة الذهبية الفخرية
أعلن منظمو مهرجان كان السينمائي الـ78 أمس الاثنين، أن الممثل الأميركي روبرت دي نيرو سيحصل على السعفة الذهبية الفخرية في المهرجان لهذا العام.
وأعلن المنظمون -اليوم الاثنين- أن دي نيرو البالغ من العمر 81 عاما، الحائز جائزة الأوسكار مرتين، سيحصل على جائزة الإنجاز مدى الحياة خلال حفل الافتتاح المقرر في 13 مايو/أيار المقبل.
وحقق أيقونة هوليود، المعروف بأفلام مثل "سائق التاكسي" (Taxi Driver) و"كازينو" (Casino) و"الثور الهائج" (Raging Bull)، شهرته العالمية بتصويره دور رجل العصابات في فيلم "الأب الروحي الجزء الثاني" (The Godfather Part II)، وحقق أيضا نجاحا كنجم كوميدي في أفلام مثل "قابل الوالدين" (Meet the Parents).
وأعرب دي نيرو عن علاقته العميقة بمهرجان كان السينمائي، بقوله في بيان، "خاصة الآن عندما تفرقنا كثير من الأشياء في العالم، يجمعنا مهرجان كان معا، رواة القصص وصناع الأفلام والمعجبين والأصدقاء، إنه بمنزلة العودة إلى المنزل".
يشار إلى أنه تم منح جائزة السعفة الذهبية الفخرية سابقا للممثلة الشهيرة ميريل ستريب والنجم السينمائي مايكل دوغلاس ومنتج "حرب النجوم" (Star Wars) جورج لوكاس بالإضافة إلى المخرج الإيطالي ماركو بيلوتشيو.
إعلان