صحيفة الجزيرة:
2025-04-10@08:06:55 GMT

نقاش حول مصادر الأدب الشعبي والأمثال

تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT

جدة – صالح الخزمري

قدم الجلسة د. عبدالله الحيدري وشهدت مشاركة أ.د. حسن حجاب الحازمي بورقة بحثية عنوانها “من الشفاهية إلى التدوين – قراءة في جهود العقيلي في توثيق الأدب الشعبي في الجنوب”، طاف في مستهلها على سيرة العقيلي ومنجزاته الأدبية التي بلغت (35) كتابًا، من أشهرها: “تاريخ المخلاف السليماني”، و”التأريخ الأدبي لمنطقة جازان”، و”الأدب الشعبي في الجنوب”، و”التصوف في تهامة”، فضلًا عن تحقيقه لديوان الشاعر القاسم بن علي بن هتيمل الضمدي، أحد أشهر شعراء القرن السابع الهجري، وديوان الجراح بن شاجر الذروي أحد شعراء القرن العاشر الهجري، وغيرها.

معتبرًا أن العقيلي بهذا الجهد والإنجاز يمثل أحد أبرز رواد الأدب الحديث في المملكة، مخصصًا ورقته لوقفة عند كتابه “الأدب الشعبي في الجنوب”، متعقبًا بالتحليل والنقد والرصد أسلوب وطريقة العقيلي في تحويل الأدب الشعبي في منطقة جازان من أدب شفاهي تتناقله ألسنة الرواة ويضيع أكثره، إلى أدب مكتوب، محفوظ بين دفتي كتاب، يمكن الرجوع إليه في أي وقت، واستعادته في كل حين، حتى بعد وفاة حفظته ورواته.

• كما شاركت الدكتورة لمياء باعشن ببحث عنوانه “الحكاية الشعبية من الشفاهة إلى التدوين: التبات والنبات نموذجًا”، مشيرة في البداية إلى أن “المرويات الشفهية تعمل كمستودعات للغة واللهجة وفروقات المعاني الدقيقة”، كونها تجسد التعبيرات اللغوية الفريدة والعبارات الاصطلاحية المتأصلة في الثقافة المحلية، فتحمي تنوعها اللغوي الخاص، كما تعزز التقاليد المجتمعية وتعمق تواصل الأجيال بتراثهم الثقافي الثري.

ماضية إلى القول: ومع تغير المجتمعات نتيجة عوامل التمدن السريع، بدأ تصدع البنى السوسيوثقافية وغابت طقوس الحكي الجمعي تدريجيًا، مما هدد باندثار الحكايات في طيات التطور الزاحف الذي طال الكثير من الظواهر المجتمعية التي كانت تميز المجتمعات بعضها عن بعض. وأصبح من الضروري أن يبدأ مشروع تدوين المرويات الحكائية خوفًا من تلاشيها، مشروع يحافظ عليها في القوالب الكتابية لأول مرة بعد تناقلها لأزمان طويلة بأصوات الحكائين وبعفوية تامة.

وتبعًا لهذه الموجهات تتبعت الورقة مراحل انتقال الحكايات الشعبية من الوسط الصوتي إلى الوسط الكتابي، والأثر الذي تركه اختفاء دور الحكواتي في توصيلها للسامعين، كما وضحت التغيرات التي طرأت على سمات الحكايات الفنية، وعلى محتواها الأدبي والفكري في ضوء هذا الانتقال التخليدي.

• أما ورقة الدكتور أحمد اللهيب : فيقول: يمكنُ النظرُ إلى النّظرية الشّفاهيّة بأنّها ذاتُ علاقةٍ قويّةٍ بالبدائيّةِ البشريّة، وأنّها منحت الخلودَ لأعمالٍ بشريّة كانت جديرةً بالبقاء والديمومة والحياة؛ نظرًا لأنّها قدمت نماذج عليا من الإبداع البشريّ – كما يتصوّرهُ الإنسان في تلك الحقبة الزمنيّة التي ظهر فيها ذلك النّص الشّفاهيّ-، ويمكن – أيضًا – النّظر إلى هذه المرحلة بأنّها مرحلةُ تشكيل متنوعٍ لعطاءاتٍ بشريّة متعددة خلقت نصًّا أو نصوصًا متواليةً متوارثة عبر الأجيال؛ وجدت فيها لحمة إنسانيّة وعاطفة بشريّة ومعاني راسخةً في الفكر البشري.

اقرأ أيضاًالمجتمع“صرير” الأسنان.. مشكلة شائعة تؤثر على صحة الفم

ويتابع مضيفًا: الشفاهيّة في بعدها المتزن يُمكن –أيضًا- أن تكسب النصوص الخالدة المتميزة السيرورة والبقاء، وهذا ما يجعل أو ما يدعي بأنّ العمل الإبداعي الشفاهي مصدرٌ مهمّ في تلقي الأجيال المتعاقبة للصّورة الاجتماعيّة والثقافيّة في أبعادها الفكريّ والإبداعيّ والتّراثيّ التي تحملها النّصوص الشّفاهيّة وتغرسها في السلوك البشريّ. وهي تعكس القدرة البشريّة التي تحتفظ بذاكرةٍ ترتكز على الاسترجاع والتداول بين الأفراد، مما يؤكد على رسوخ التّلقي وأهميّته في العقل البشريّ، وامتداده التّاريخيّ في حفظ النّصوص الخالدة التي تناقلتها العقول.

• في حين تناولت ورقة أ.د. أحمد بن عيسى الهلالي “تقنيات المثل الحواري في الثقافة السعودية الشعبية، مرتئيًا في بدايتها أن “الأمثال ضرب من الأدب الجمعي العربي، عرفه الأوائل وظل مزدهرا في ثقافتهم، يحضر في كل مناسباتهم، ويدرج على ألسنتهم باعتياد، وزاد حضوره حين اختزن القرآن الكريم عددًا كبيرًا من الأمثال، وظل إلى عهد قريب يحظى بهذه المكانة الرفيعة في كل ما يتداول من الأحاديث، وحظي بعناية الثقافة الشعبية فشاع في كل أقوالهم وآدابهم، فلا يخلو حديث من أحاديث كبار السن اليوم من جملة من الأمثال.

وأضاف بقوله: الأمثال برشاقتها اللفظية وكثافتها الدلالية تستوقفني دائمًا، لكن الأمثال الحوارية ببنيتها الخاصة استوقفتني أكثر من غيرها؛ ذلك لأنها ذات بنية حوارية، كثفت موقفًا سرديًا شاسعًا في جملتين قوليتين غالبًا، وهي في الوقت ذاته تصور موقفًا آنيًا بمواقف سالفة، تصنع مفارقة دقيقة، مثل صناعتهم المفارقة في المثل المشهور: “قال: انفخ يا شريم. قال: ما شي برطم”! وأمثاله من الأمثال الحوارية.

وعلى هذا النسق مضت الورقة مستجلية الأمثال الحوارية في الثقافة السعودية الشعبية بما يتيسر لها في المحفوظ والمدون من الأمثال الحوارية، وتتبع حضورها التاريخي، وأشكال بناها التعبيرية، وتحليل تقنياتها السردية، وحمولاتها الدلالية القديمة والحالية، بغية الوصول إلى فهم أعمق لهذا الضرب من الأمثال العربية في بيئتيه القديمة والحديثة.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية الأدب الشعبی فی ة التی

إقرأ أيضاً:

هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية تقود نقاشًا عالميًا في مجال الأقمار الصناعية بملتقى الفضاء في كولورادو الأمريكية

المناطق_واس

قادت هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية جلسة نقاش عالمية رفيعة المستوى في “مجال الأقمار الصناعية ” على هامش النسخة الأربعين من أعمال ملتقى الفضاء “Space Symposium”, المقامة في مدينة كولورادو سبرينجز بالولايات المتحدة الأمريكية من السابع وحتى العاشر من أبريل الجاري، بحضور كبار المسؤولين والخبراء من أبرز الشركات العالمية الرائدة في مجال الاتصالات والفضاء، مثل شركة سبيس إكس (SpaceX)، وأمازون (مشروع كويبر) (Amazon – Project Kuiper)، وإيريديوم (Iridium)، وإيكوستار (EchoStar)، ولوكهيد مارتن (Lockheed Martin)، وبوينج (Boeing)، وبريس ووترهاوس كوبرز (PwC)، ومجموعة نيو للفضاء (NSG)، وسييكر (SEAKR)، وليوناردو (Leonardo)، وبي إيه سيستمز (BEA Systems).

وتهدف الجلسة إلى مناقشة توحيد المعايير الفنية في الاتصالات الفضائية وتعزيز التعاون الدولي في القطاع، وتوفير منصة دولية فاعلة للحوار ومناقشة التحديات والفرص المرتبطة بتوسيع نطاق استخدام هذه التقنيات، بالإضافة إلى دعم الابتكار، وتطوير منظومة متكاملة تعزز الاستثمار والتقدم التقني في هذا المجال الحيوي، ومواصلة تعزيز السياسات التنظيمية في قطاع الفضاء وتوحيد وجهات النظر العالمية بشأنها عالميًا.

أخبار قد تهمك هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية تعلن عن نجاح خطتها التشغيلية لشهر رمضان 1446هـ 29 مارس 2025 - 6:37 مساءً هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية تكشف عن تخطي مكالمات مكة والمدينة 320 مليون مكالمة خلال النصف الأول من رمضان 20 مارس 2025 - 7:22 صباحًا

وافتتح معالي محافظ هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية الدكتور محمد بن سعود التميمي الجلسة بالتطرق إلى تسارع تطور تقنيات الاتصالات الفضائية والحاجة إلى جهود مكثفة بغرض توحيد المعايير الفنية وتنسيق الطيف الترددي لإيجاد بيئة استثمارية محفزة في قطاع الاتصالات الفضائية، ودوره في تعزيز التكامل بين الجهات الفاعلة على المستويين المحلي والدولي، وتعزيز فرص دخول السوق لجميع المهمتين، وتبني أنظمة تقنية متوافقة المواصفات والمعايير, الذي سيؤدي إلى خفض التكاليف الرأس مالية والتشغيلية.

وأكد التزام المملكة الدائم بدعم الجهود الدولية الرامية إلى تطوير قطاع الاتصالات والفضاء، ويواجه سوق الاتصالات الفضائية تحديًا في تنوع تقنيات الاتصال دون وجود معايير فنية موحدة، وبالإمكان توفير فرص لمعالجة هذا التحدي لضمان عمل التقنيات المختلفة مع بعضها البعض وتقليل تكاليف التصنيع وإتاحة خدمات أفضل للمستخدمين النهائيين.

وتأتي هذه الجلسة ضمن جهود الهيئة المستمرة لتعزيز دور المملكة وريادتها العالمية في مجال الاتصالات الفضائية، بما ينسجم مع رؤية المملكة 2030 الهادفة إلى تعزيز دور التقنيات الحديثة في التنمية الاقتصادية والمجتمعية.

مقالات مشابهة

  • عبد اللطيف: مصر تستثمر في العنصر البشري لتطوير التعليم
  • مؤتمر طبي في جامعة حمص بالتَّعاون بين كليَّة الطِّب البشري ومنظمة ميد غلوبال العالمية
  • الحجار وعبدالله: نقاش مع وزير الأشغال لاستكمال مشاريع إقليم الخروب
  • كولورادو.. هيئة الاتصالات تقود نقاشًا عالميًا عن الأقمار الصناعية
  • هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية تقود نقاشًا عالميًا في مجال الأقمار الصناعية بملتقى الفضاء في كولورادو الأمريكية
  • تهدف لتنمية خيالهم.. قصر ثقافة المحلة ينظم ندوة عن «الأدب الموجه للأطفال»
  • مصر وفرنسا إرث ثقافي ممتد عبر العصور
  • الجبهة الشعبية: الحراك العالمي يجب أن يستمر حتى وقف الإبادة الصهيونية على غزة
  • الرئيس الفرنسي: مصر بلد الحضارة وتتمتع برأس المال البشري وهي الأكثر شبابًا
  • مكتبة مصر العامة بالدقي تناقش كتاب نجيب محفوظ شرقًا وغربًا