فاقمت الأمطار الغزيرة التي هطلت على محافظات قطاع غزة معاناة عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين دمرت حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية منازلهم، في ظل تأثير منخفض جوي يضرب الأراضي الفلسطينية.

وأغرقت الأمطار -التي هطلت في ساعات الليل- الخيام ومراكز الإيواء في شمالي وجنوبي غزة، مما زاد صعوبة الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين الذين يقيمون في خيام فوق أنقاض منازلهم المدمرة.

الاحتلال يواصل منع دخول الخيام والكرفانات إلى القطاع… أوضاع صعبة قضاها أهالي خانيونس بعد أن أغرقت مياه الأمطار خيامهم. pic.twitter.com/fyJ5iP0Nxf

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) February 6, 2025

برد ورياح عاتية

ويواجه النازحون الفلسطينيون ظروفا قاسية وسط برد قارس ورياح عاتية، حيث يعيش الآلاف في خيام مصنوعة من النايلون والقماش الرقيق وتفتقر إلى أدنى مقومات الحماية من الأمطار والعواصف.

وفي ساعات الصباح الباكر حيث تنخفض درجات الحرارة إلى مستويات متدنية يفتقر هؤلاء الفلسطينيون إلى أبسط مقومات الحماية من البرد القارس ومخاطر العواصف والأمطار الغزيرة التي زادت معاناتهم داخل المخيمات المنتشرة في أنحاء القطاع.

ويواجه من عادوا إلى شمال القطاع صعوبات في نصب خيامهم وتثبيتها في ظل ظروف مناخية غير مواتية، إضافة إلى النقص الحاد في المواد الغذائية وانعدام مواد التدفئة.

إعلان انعدام وسائل التدفئة

وأوضح مراسل الجزيرة أن المياه ألحقت أضرارا مادية بالممتلكات والأغطية، مما زاد صعوبة الأوضاع الإنسانية داخل المخيمات المؤقتة، إذ يعاني الفلسطينيون في غزة من نقص حاد بالأغطية والملابس الشتوية ووسائل التدفئة.

وفي مناطق متفرقة بغزة -خاصة شمال القطاع حيث يقع مخيم جباليا وبلدتا بيت لاهيا وبيت حانون- يقيم الناجون من الإبادة بين أنقاض منازلهم المدمرة، وقد لجؤوا إلى خيام بدائية مصنوعة من القماش والنايلون.

وإلى جانب ذلك، يقيم الفلسطينيون الذين دمرت منازلهم في الطرقات والملاعب والساحات العامة والمدارس، دون أي وسائل تحميهم من البرد والعواصف.

ويواجه الفلسطينيون في القطاع ظروفا صعبة مع تواصل الحصار الإسرائيلي الذي يمنع إدخال المواد الأساسية، بما في ذلك مستلزمات التدفئة والخيام والمنازل المتنقلة التي تحمي من الأمطار والبرد.

ويفاقم غياب الوقود الأزمة، إذ تجد العائلات نفسها عاجزة عن تأمين أي وسيلة للتدفئة في ظل انخفاض درجات الحرارة ليلا.

الرياح الشديدة تدمر خيام النازحين في مواصي خانيونس جنوب قطاع غزة#فيديو #الجزيرة pic.twitter.com/tvbgpFCMMs

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) February 6, 2025

تأخير المساعدات

وأول أمس الثلاثاء، قال المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حازم قاسم إن إسرائيل تراوغ في تنفيذ المسار الإنساني من اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، وذلك بتعمد تأخير دخول المتطلبات الأكثر أهمية، خاصة ما يرتبط بمستلزمات الإيواء والوقود والمعدات الثقيلة لرفع الأنقاض.

وأمس الأربعاء، قال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل إن الفلسطينيين في القطاع يعيشون أوضاعا إنسانية مأساوية، إذ يضطر عشرات الآلاف منهم للبقاء في العراء دون مأوى أو مقومات حياة، في ظل الدمار الذي خلفته الإبادة الإسرائيلية.

وأضاف بصل أن القطاع معرّض لمنخفضات جوية عدة، مما يشكل خطورة بالغة على حياة مئات الآلاف من المواطنين الذين يقطنون في الخيام أو المنازل الآيلة للسقوط، في ظل البرد القارس والأمطار الغزيرة.

إعلان

وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن إسرائيل دمرت على مدار أكثر من 15 شهرا من الإبادة نحو 88% من البنى التحتية في القطاع، بما يشمل المنازل والمنشآت الحيوية والخدماتية.

وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء المرحلتين الثانية والثالثة بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.

وبدعم أميركي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025 إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 14 ألف مفقود.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی غزة

إقرأ أيضاً:

الزاهد شنغراي.. لاجئ إريتري يرعى النازحين السودانيين في كسلا

وقال أحد النازحين من ولاية الجزيرة إن أهل كسلا أحسنوا استقبالهم وتقاسموا معهم كل شيء بعدما سلبتهم قوات الدعم السريع كل ما يملكون.

والتقى مقدم البرنامج الشاب السوداني محمد فكي الذي عمل لسنوات في خدمة سكان المخيمات، والذي اصطحبه إلى اللاجئ الإريتري الزاهد شنغراي.

يقول شنغراي إنه جاء وحيدا إلى السودان منذ 1984 وإنه يسكن في المخيم منذ وصوله لكنه تخلى عن بيته لنازحين سودانيين قدموا بسبب الحرب.

ويقوم شنغراي بتقديم كل ما يمكنه تقديمه للنازحين، وقالت إحدى النازحات القادمات من مدينة سنار إنه استقبلهم عندما وصلوا إلى المخيم بعد 3 أيام من السير.

وأضافت أنهم وصلوا إلى المكان عطاشا وجوعى، وأن شنغراي استقبلهم وجعلهم يبيتون في بيته وفي صباح اليوم التالي اصطحبهم إلى الجهات المختصة.

يرعى 11 فردا

وظلت هذه الأسرة المكونة من 11 فردا في بيت شنغراي الذي تركه لهم منذ 9 أشهر، ولم يتوقف عن جمع كل ما يمكنه جمعه لهم من طعام وشراب.

وخسرت هذه الأسرة عددا من أفرادها على يد قوات الدعم السريع التي منعتهم حتى من دفن موتاهم. وقد تركت وراءها دكانين و3 سيارات فضلا عن البيوت.

وفرّت إلى جبل موية ومنها إلى سنّار ثم إلى القضارف قبل أن يصلوا إلى مخيم كسلا الذي يسكن المقيمون فيه بيوتا من الطين والقش.

إعلان

ويطوف شنغراي على الناس وفي السوق لكي يجمع كل ما يمكنه جمعه لمساعدة هذه الأسرة التي منحها بيته والتي أصبحت بلا معيل بعد مرض ربّها الذي أصبح طريح الفراش ولم يعد قادرا على مفارقته.

7/3/2025

مقالات مشابهة

  • البابا فرنسيس: نحن بحاجة إلى ”معجزة الحنان“ التي ترافق الذين هم في محنة
  • نائب: المليارات التي خصصت إلى أمانة بغداد لمعالجة مياه الأمطار ذهبت إلى جيوب الفاسدين
  • مناطق وشوارع بغداد تغرق بمياه الأمطار ومناشدات للسوداني لتعطيل الدوام الأحد
  • مناطق وشوارع بغداد تغرق بمياه الأمطار ومناشدات للسوداني لتعطيل الدوام الأحد - عاجل
  • المحافظات العراقية التي عطلت الدوام الأحد بسبب الأمطار
  • المحافظات العراقية التي عطلت الدوام الأحد بسبب الأمطار - عاجل
  • جاوا الغربية: الفيضانات تتوسع وعشرات الآلاف من المتضررين
  • “شِعب الجرار” إحدى المكونات الطبيعية التي تعزّز الحياة الفطرية والبيئية في جبل أحد بالمدينة المنورة
  • سوقٌ وسط الركام.. كيف يواجه الفلسطينيون في مخيم جباليا الحصار وغياب المساعدات؟
  • الزاهد شنغراي.. لاجئ إريتري يرعى النازحين السودانيين في كسلا