بيروت- بينما يستمر الجيش الإسرائيلي في احتلال بعض البلدات الحدودية الجنوبية، ومع تمديد موعد الانسحاب حتى 18 فبراير/شباط، يشهد لبنان تحولات كبيرة تتوزع بين التطورات العسكرية والسياسية، بدءا من انتخاب قائد الجيش اللبناني جوزيف عون رئيسا للجمهورية، وصولا إلى تكليف نواف سلام بتشكيل حكومة جديدة.

وفي هذا السياق، يبرز دور حزب الله الذي يثير اهتماما متزايدا، خاصة في ظل تسليط الضوء على حضوره العسكري والسياسي وتعامله مع المتغيرات الداخلية.

وفي سياق متصل، يواصل حزب الله تبنّي موقف صارم حيال تأجيل الانسحاب الإسرائيلي، مؤكدا ضرورة تصدّي الدولة اللبنانية للخروقات الإسرائيلية بحزم. ويرى أن أي تمديد إضافي للمهلة يمثل استمرارا للاحتلال، وذلك يمنح المقاومة والشعب اللبناني الحق في الرد والتصدي لهذه المحاولات.

وفي ظل هذه التطورات، يشدد النائب عن حزب الله الدكتور علي فياض، في مقابلة خاصة مع الجزيرة نت، على أن تأجيل الانسحاب الإسرائيلي لا يرتبط بالاعتبارات العسكرية فقط، بل يتعلق بحسابات سياسية وأمنية معقدة.

وأوضح فياض أن إسرائيل تسعى من خلال هذا التأجيل إلى فرض وقائع جديدة على الأرض، وسط أنباء عن تواطؤ أميركي في استخدام ملف الانسحاب كورقة ضغط على لبنان.

إعلان

وفي هذا السياق، شدد فياض على أن الأولويات في المرحلة الحالية تتمثل في تثبيت وقف إطلاق النار، وضمان انسحاب إسرائيلي كامل من الأراضي اللبنانية، إضافة إلى تسريع عمليات إعادة الإعمار للمناطق المتضررة، بعيدا عن أي شروط سياسية.

وفي ما يلي نص الحوار:

النائب عن حزب الله الدكتور علي فياض (الجزيرة) كيف تفسر تأجيل الانسحاب الإسرائيلي إلى 18 فبراير/شباط؟ وما الدوافع وراء ذلك؟

هذا انقلاب على الاتفاق الأساسي والعدو الإسرائيلي يمارس سياسة المراوغة والتملص، لا توجد ذرائع واقعية للقول إن سبب التأجيل هو عدم جاهزية الجيش اللبناني، من وجهة نظرنا الموضوع لا يتعلق بذلك ولكن العدو يستفيد من هذه اللحظة في أكثر من اتجاه.

تأجيل الانسحاب يهدف أولا إلى استكمال تدمير المنطقة الحدودية إذ يسعى إلى تحويلها إلى منطقة غير قابلة للحياة، وذلك يعيق إمكانية إعادة تأهيلها وبنائها بسرعة. ربما يضع العدو في حسبانه أن بدء عملية إعادة الإعمار الآن قد يستغرق نحو 5 سنوات ولذلك فهو يتعمد هذا التأخير.

أعتقد أيضا أن ما يجري يتم بتواطؤ أميركي بحيث يتم ربط الانسحاب الإسرائيلي بكل المشهد اللبناني بما في ذلك الأوضاع الداخلية مما يشكل أحد أوجه المشكلة.

ما الخيارات المتاحة أمام حزب الله اليوم للتعامل مع الخروقات الإسرائيلية؟

الخروقات الإسرائيلية والتمادي الإسرائيلي في هذه المرحلة مسؤولية الدولة اللبنانية والجيش اللبناني، نحن ندعو الحكومة اللبنانية إلى التعاطي مع هذا الموضوع بصلابة وتشدد وعدم التهاون مطلقا.

 

كيف تقيّمون تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701؟

نحن في مرحلة أثبت فيها الموقف الدولي واللجنة الدولية المعنية بتطبيق ورقة الإجراءات التنفيذية للقرار 1701 إضافة إلى الدور الأميركي والرعاية الدولية الفشل إلى حد كبير، مما يؤكد أنها لا تشكل ضمانات يمكن التعويل عليها.

إعلان كيف ستتصرفون إذا تم تمديد مهلة الانسحاب الإسرائيلي إلى ما بعد 18 فبراير/شباط؟

قرار تمديد المهلة هو استكمال لسياسة التملص والمراوغة، وهذا يستدعي من الحكومة إعادة تقييم الموقف لاستكشاف الفرص الكفيلة بالضغط على الموقف الدولي وعلى الإسرائيلي للانسحاب.

التأجيل في الأصل مرفوض، فكيف إذا كان تأجيلا ثانيا؟ أي بقاء إسرائيلي على أي شبر من أرضنا يعد استمرارا للاحتلال، وهذا يمنح الشعب اللبناني بكل مكوناته الحق الكامل في التصدي لهذا الاحتلال.

ما الأولويات التي حددها حزب الله في المرحلة الحالية؟

حدد حزب الله أولوياته في هذه المرحلة بحيث يسعى:

أولا: إلى تثبيت وقف إطلاق النار والتأكد من الانسحاب الإسرائيلي، وتتمثل الأولوية المطلقة في انسحاب العدو الإسرائيلي من أرضنا تمهيدا للانتقال سريعا إلى المرحلة الثانية. والمرحلة الثانية هي إعادة الإعمار، باعتبارها عملية وطنية وإنسانية يجب أن تكون محررة من أي شروط سياسية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات حزب الله

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية الإسرائيلي يزور الإمارات

استقبل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، في أبوظبي، وزير خارجية إسرائيل جدعون ساعر.

وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية “وام”، “أن عبد الله بن زايد آل نهيان وجدعون ساعر، بحثا العلاقات الثنائية المتطورة بين البلدين”، وجرى خلال اللقاء “بحث مجمل التطورات الراهنة في المنطقة وتداعياتها، لاسيما الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، كما تطرقا إلى الجهود الإقليمية والدولية لاستئناف اتفاق الهدنة والتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن”.

وأكد عبد الله بن زايد آل نهيان، “على أولوية العمل من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن وتجنب اتساع رقعة الصراع في المنطقة”، مشددا على “دعم الإمارات للجهود الدبلوماسية كافة الرامية إلى حماية المدنيين كافة وتعزيز الاستجابة للأزمة الإنسانية في قطاع غزة”.

وجدد وزير الخارجية الإماراتي “التأكيد على الأهمية العاجلة للدفع نحو إيجاد أفق سياسي جاد لإعادة المفاوضات لتحقيق السلام الشامل القائم على أساس حل الدولتين، وضرورة العمل من أجل إنهاء التطرف والتوتر والعنف المتصاعد في المنطقة، وتضافر جهود المجتمع الدولي لتلبية تطلعات شعوبها في الأمن والاستقرار والحياة الكريمة”.

وأشار “إلى أن الأوضاع المأساوية التي يعانيها المدنيون في قطاع غزة والتي تتطلب بذل الجهود كافة لضمان تدفق المساعدات الإنسانية الملحة على نحو آمن ومستدام ومن دون عراقيل”.

وأكد عبد الله بن زايد آل نهيان، “على مواقف الإمارات الأخوية التاريخية الراسخة تجاه الشعب الفلسطيني”، مشددا على “التزام أبو ظبي الثابت بدعم الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره، والتي لن تدخر جهدا في مد يد العون للأشقاء الفلسطينيين وتقديم الدعم الإنساني اللازم لهم بما يلبي احتياجاتهم”.

ولفت إلى “الأولوية الملحة لتضافر الجهود الإقليمية والدولية للتصدي للتطرف والكراهية والعنصرية، والعمل الدولي الجماعي من أجل نشر قيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية في المنطقة التي تشكل ركائز أساسية لبناء مجتمعات آمنة ومستقرة ومزدهرة”.

مقالات مشابهة

  • اولويات لبنان: الانسحاب الإسرائيلي من التلال والأسرى والتفاوض على النقاط ال 13 المختلف عليها
  • عن إعادة الإعمار و حزب الله.. هذا آخر ما قالته أورتاغوس
  • هل يسلم حزب الله اللبناني سلاحه؟
  • رويترز: الرئيس اللبناني يخطط لمحادثات بشأن سلاح حزب الله
  • أورتاجوس: الجيش اللبناني قادر على نزع سلاح حزب الله
  • سمير فرج: اتفاق إنشاء 100 مدرسة فرانكفونية في مصر يعكس التزام الدولة بتطوير التعليم
  • حكم تأجيل صيام الست من شوال بسبب المرض لشهر آخر.. ماذا يقول العلماء؟
  • الجيش الإسرائيلي يعلن إعادة لواء غولاني إلى قطاع غزة
  • الرئيس اللبناني: “حزب الله” مكون وطني وسحب سلاحه يتم عبر الحوار
  • وزير الخارجية الإسرائيلي يزور الإمارات