فورين بوليسي: خطة ترامب لتطهير غزة جنون محض
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
لفت الزميل البارز في مجلس العلاقات الخارجية ستيفن كوك إلى أن أحد الامتيازات الخاصة برئيس الولايات المتحدة هو وجوب أخذ تصريحاته على محمل الجد، بغض النظر عن مدى جموحها.
قوض ترامب صدقية الولايات المتحدة
وينطبق ذلك على اقتراح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي دعا إلى تسهيل التطهير العرقي في قطاع غزة، ثم تملّك المنطقة بعد تنفيذ هذه المهمة.
أكد ترامب أن قادة العالم، بمن فيهم زعماء المنطقة، يدعمون خطته، لكن من تحديداً؟ سرعان ما أصدرت السعودية بياناً عقب ظهور ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أكدت فيه التزامها بحل الدولتين.
كما رفضت مصر والأردن بشكل قاطع فكرة نقل الفلسطينيين إلى أراضيهما، رغم المخاطر المحتملة على علاقتيهما مع واشنطن.
In just one press conference, Trump undermined U.S. credibility and added more uncertainty and instability to a region that has experienced too much of both, columnist @stevenacook writes. https://t.co/Kj3OwbzBl8
— Foreign Policy (@ForeignPolicy) February 5, 2025حتى المستوطنون الإسرائيليون لن يؤيدوا مثل هذا المخطط، ليس رفضاً لمبدئه فحسب، بل لأنه يتعارض مع توجهاتهم القومية التي تدفعهم إلى إعادة توطين غزة بأنفسهم، لا السماح لمستثمرين أمريكيين ببناء فنادق فاخرة هناك. ومع ذلك، يواصل ترامب التأكيد على أن "الناس" يدعمون فكرته، ربما بناءً على أحاديث خاصة مع أصدقائه في مارالاغو.
والأخطر، كما يحذر كوك، هو أن ترامب، كردّ فعل على الانتقادات، قد يسعى إلى إثبات صحة مزاعمه، مما قد يدفعه إلى تبني التطهير العرقي والاستعمار الجديد كسياسة أمريكية رسمية في الشرق الأوسط.
من الناحية العسكرية، قد تتمكن الولايات المتحدة من الاستيلاء على قطاع غزة، لكن ذلك لن يكون بلا ثمن، إذ ستتكبد خسائر في الأرواح. فحركة حماس، رغم الضربات الإسرائيلية، لا تزال مسلحة وقادرة على القتال. فهل يتوقع ترامب أن يغادر مقاتلوها غزة بهدوء؟
أما المدنيون الفلسطينيون، فيفترض ترامب أنهم سيغادرون غزة طوعاً بعد كل المعاناة التي مروا بها، سعياً وراء "أماكن جميلة" يتخيلها. غير أن هذا التصور يتجاهل واقع الفلسطينيين، الذين يرون في غزة امتداداً لقضيتهم الوطنية. فتجربة "النكبة" تلقي بظلالها الطويلة، ولن يقبل الفلسطينيون بالتهجير مرة أخرى.
وإذا كان ترامب يريد ترحيل سكان غزة، فلن يكون أمامه خيار سوى إصدار أمر للجيش الأمريكي بتنفيذ ذلك بالقوة. وهنا، يأمل كوك في أن يرفض الضباط الأمريكيون مثل هذا الأمر، نظراً لكونه غير قانوني وجريمة ضد الإنسانية.
لا تقتصر خطورة اقتراح ترامب على استحالة تنفيذه، بل تمتد إلى تهديد استقرار الشرق الأوسط. فتهجير مليوني فلسطيني من غزة والاستيلاء على المنطقة سيؤديان إلى:
إنهاء أي فرصة للتطبيع بين السعودية وإسرائيل. تقويض "الاتفاقات الإبراهمية"، التي تُعدّ إنجازاً رئيسياً لترامب. زعزعة معاهدات السلام بين إسرائيل وكلٍّ من مصر والأردن. منح إيران فرصة لتعزيز نفوذها الإقليمي مجدداً.كما أن ذلك سيؤدي إلى تورط الولايات المتحدة في صراع إقليمي لا يريده أحد، ولا سيما ترامب نفسه، الذي لطالما تبنّى خطاباً مناهضاً للتدخلات العسكرية الخارجية.
ترامب يضرّ بمصداقية بلادهفي نهاية مقاله، خلص كوك إلى أن ترامب، في مؤتمر صحافي واحد، لم يكتفِ بتقويض صدقية الولايات المتحدة، بل أضاف مزيداً من الفوضى وعدم الاستقرار إلى منطقة تعاني أصلاً من اضطرابات مزمنة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب غزة الولايات المتحدة غزة وإسرائيل ترامب غزة السعودية الولايات المتحدة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
روسيا تشن هجوم صاروخي كبير على أوكرانيا بعد قطع الولايات المتحدة المساعدات العسكرية
مارس 7, 2025آخر تحديث: مارس 7, 2025
المستقلة/- ألحقت القوات الروسية أضرارا بالبنية التحتية للطاقة والغاز الأوكرانية خلال الليل في أول هجوم صاروخي كبير لها منذ أوقفت الولايات المتحدة تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا، مما زاد الضغوط على كييف بينما يسعى الرئيس دونالد ترامب إلى نهاية سريعة للحرب.
ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يسعى إلى تعزيز الدعم الغربي لبلاده بعد التحول الدبلوماسي لترامب نحو موسكو، إلى هدنة تشمل الجو والبحر، ولكن ليس القوات البرية – وهي الفكرة التي اقترحتها فرنسا أولاً.
وقال زيلينسكي على تطبيق تليجرام، رداً على الهجوم الصاروخي الذي وقع خلال الليل: “يجب أن تكون الخطوات الأولى لإرساء السلام الحقيقي هي إجبار المصدر الوحيد لهذه الحرب، روسيا، على وقف مثل هذه الهجمات”.
وقال سلاح الجو الأوكراني إن روسيا أطلقت وابل من 67 صاروخ و194 طائرة بدون طيار في الهجوم الذي وقع خلال الليل، مضيفا أنه أسقط 34 صاروخا و100 طائرة بدون طيار.
وأبلغ مسؤولون إقليميون من مدينة خاركيف في شمال شرق البلاد إلى مدينة تيرنوبل الغربية عن أضرار في الطاقة والبنية التحتية الأخرى. وقال مسؤولون إن ثمانية أشخاص أصيبوا في خاركوف وأصيب اثنان آخران، بينهما طفل، في بولتافا.
وقال وزير الطاقة جيرمان جالوشينكو “تواصل روسيا إرهابها في مجال الطاقة. مرة أخرى تعرضت البنية التحتية للطاقة والغاز في مناطق مختلفة من أوكرانيا لنيران صاروخية وطائرات بدون طيار”.
تستهدف روسيا المدن والبلدات الأوكرانية البعيدة عن خطوط المواجهة كل ليلة بطائرات بدون طيار، لكن هجوم يوم الجمعة كان أول هجوم واسع النطاق منذ تعليق المساعدات العسكرية والاستخباراتية الأمريكية هذا الأسبوع.
انزلقت علاقات أوكرانيا مع الولايات المتحدة التي كانت في السابق حليفتها الأكثر أهمية، إلى أزمة منذ تصادم زيلينسكي مع ترامب في المكتب البيضاوي يوم الجمعة الماضي أمام كاميرات التلفزيون العالمية.
وقال ترامب بعد ذلك إن زيلينسكي – الذي وصفه بالفعل بأنه “دكتاتور” – كان عقبة أمام رؤيته لإحلال السلام في أوكرانيا.
وفي محاولة لإصلاح الأمور، قال زيلينسكي يوم الثلاثاء إن كييف مستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن والعمل تحت قيادة ترامب، واصفًا الطريقة التي سارت بها الأمور في واشنطن بأنها “مؤسفة”.
وفي إشارة أخرى إلى إعادة التواصل مع الولايات المتحدة، قال زيلينسكي في وقت متأخر من يوم الخميس إنه سيسافر إلى المملكة العربية السعودية يوم الاثنين المقبل لعقد اجتماع مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قبل المحادثات هناك في وقت لاحق من الأسبوع بين المسؤولين الأميركيين والأوكرانيين.
وقال المبعوث الخاص لترامب، ستيف ويتكوف، الذي أجرى بالفعل محادثات مكثفة مع المسؤولين الروس، إنه يجري مناقشات مع أوكرانيا بشأن إطار اتفاق سلام لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات وأكد أنه من المقرر عقد اجتماع الأسبوع المقبل مع الأوكرانيين في المملكة العربية السعودية.