كريم الحسيني، المعروف بـ"الآغا خان الرابع"، رجل دين شيعي إسماعيلي، وُلد عام 1936 في مدينة جنيف السويسرية، ونشأ في العاصمة الكينية نيروبي.

تولى منصب الآغا خان الرابع عام 1957، وراثة عن جده. وأسس شبكة "الآغا خان للتنمية" بهدف دعم المجتمعات المهمشة حول العالم، وحاز على جوائز عدة لدوره في تنمية المجتمع. توفي يوم 4 فبراير/شباط 2025، عن عمر ناهز 88 عاما.

المولد والنشأة

ولد كريم الحسيني، المعروف بـ"الآغا خان الرابع"، يوم 13 ديسمبر/كانون الأول 1936، في مدينة جنيف السويسرية. وهو الابن الأكبر للأمير علي خان من زوجته الأولى جوان يارد بولر.

نشأ في صغره في العاصمة الكينية نيروبي، أثناء الحرب العالمية الثانية التي اندلعت عام 1939.

عام 1969، تزوج من عارضة الأزياء البريطانية سارة فرانسيس، وأنجبا ثلاثة أبناء هم زهراء ورحيم وحسين، وطلقها عام 1995 قبل أن يتزوج من غابرييلا تسو، وأنجبا ابنهما علي محمد عام 2000، قبل أن يطلقها هي الأخرى عام 2014.

ويحمل الحسيني الجنسية البريطانية والبرتغالية، كما أنه مُنح عام 2010 الجنسية الفخرية الكندية.

الدراسة والتكوين العلمي

تلقى الحسيني تعليمه الأولي في نيروبي، ثم التحق بـ"معهد لو روزي" بسويسرا، أحد أقدم المدارس الثانوية في العالم. وانتقل لاحقا إلى جامعة هارفارد لدراسة الهندسة، لكنه غير تخصصه إلى التاريخ، وتخرج عام 1959.

وقبل تخرجه في الجامعة، تولى منصب "الآغا خان الرابع" عام 1957، وهو في الـ20 من عمره، بناء على توصية جده السلطان محمد شاه، الآغا خان الثالث، ليكون خليفته في إمامة "طائفة الإسماعيلية النزارية"، فأصبح الإمام الـ"49″ للشيعة الإسماعيلية.

إعلان

وقد رأى جده الآغا خان الثالث أن الطائفة تحتاج إلى قائد نشأ في العصر الحديث و"يحمل رؤية جديدة للحياة".

كريم الحسيني مُنح الجنسية الفخرية الكندية عام 2010 (الفرنسية) التوجه الفكري

يتبع الآغا خان الرابع الطائفة الإسماعيلية النزارية التي انبثقت منها "الطائفة الآغاخانية"، وكان النزاريون يعرفون أيضا بـ"الحشاشين"، وهي طائفة شيعية تأسست في مصر أيام حُكم الفاطميين، وتؤمن بوجود إمام معصوم ومنصوص عليه.

اختلفت عقيدة "الحشاشين" باختلاف توجهات أئمتهم، فقد آمن إمامهم في الشام، رشيد الدين سليمان، بالتناسخ، وادعى علمه بالغيب. أما إمامهم الملقب بـ"الحسن الثاني" فقد أعلن قيام القيامة وألغى الشريعة وأسقط التكاليف، وجاء جلال الدين بن الحسن الثاني ونسف كل معتقدات آبائه، ثم جاء بعده ابنه ونسف عمل أبيه وعاد إلى الفكر الأصلي للجماعة.

وقد كانت نهاية "الحشاشين" على يد المغول، وكان حينها حكم الدين خورشاه زعيم الطائفة، وأعلن استسلامه لهولاكو الذي كان يتوسع في المنطقة، وسلمه عددا من القلاع، لكن المغول غدروا به وقتلوه على حين غرة، فتشتت أتباعه، وانتشروا في إيران وسوريا ولبنان واليمن ونجران والهند.

وفي إيران، ظهر حسن علي شاه حاكم إقليم كرمان وحمل لقب "الأغا خان الأول"، وحاول إشعال ثورة ضد الشاه القاجاري لكنه فشلت، فهرب إلى الهند، وهناك اعترف به الإنجليز إماما للطائفة، فعُرف بمؤسس "الأسرة الآغاخانية"، والإمام الـ46 في ترتيب الأئمة الإسماعيلية في نظر الطائفة الآغاخانية.

ولم يحمل لقب "آغا خان" سوى 3 قبل الحسيني، وهو لقب منحه ملك بلاد فارس لعائلته في ثلاثينيات القرن التاسع عشر.

ويعتقد أتباع الطائفة الإسماعيلية النزارية، البالغ عددهم 12 مليونا حول العالم، أن الحسيني هو من سلالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

كريم الحسيني قاد الطائفة الإسماعيلية النزارية 68 عاما (الفرنسية) محطات في حياته

في عام 1957، منحته إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا لقب "صاحب السمو"، كما منحه شاه إيران محمد رضا بهلوي اللقب ذاته عام 1959 تقديرا له.

إعلان

في عامه الأول من توليه منصب الآغا خان، بدأ الحسيني زيارة أتباعه الإسماعيليين المنتشرين حول العالم، ودعاهم إلى أن يصبحوا مواطنين صالحين في البلدان المقيمين بها، وحثهم على مغادرة الدول التي يعانون فيها من الاضطهاد.

وأشتهر الحسيني بالأعمال التجارية، إذ امتلك مجموعة من الاستثمارات الخاصة، بما في ذلك الفنادق وشركات الطيران والصحف، وأسس "مجموعة نيشن ميديا"، وهي شركة إعلامية كينية.

كما امتلك وأدار مجموعة مختصة في تربية الخيول في فرنسا، إلى جانب مزارع أخرى في أوروبا، وعُرف عنه مواصلته تقاليد العائلة في تربية الخيول الأصيلة.

وامتلك أيضا ناديا لليخوت في جزيرة سردينيا الواقعة في البحر الأبيض المتوسط، وجزيرة خاصة في البهاما، إضافة إلى طائرتين ويخت، وعقارات حول العالم.

شعار شبكة الآغا خان للتنمية التي أسسها كريم الحسيني عام 1967 (موقع الشبكة)

وفي عام 1967، أسس الحسيني "شبكة الآغا خان للتنمية"، وهي مجموعة تنموية كبرى مكونة من 9 منظمات وتوظف 96 ألف شخص حول العالم.

وتهدف المؤسسة إلى دعم الفقراء حول العالم، عبر تقديم الخدمات التنموية والصحية والتعليمية، كما تسعى للحفاظ على التراث الثقافي وتعزيزه في المجتمعات.

أسس الحسني معهد الدراسات الإسماعيلية في لندن، وجامعة آغا خان في باكستان، وجامعة آسيا الوسطى في طاجيكستان وكازاخستان، والمركز العالمي للتعددية في العاصمة الكندية أتاوا.

وتضم الشبكة مؤسسة للثقافة تدير مبادرات وبرامج مثل جائزة الآغا خان للعمارة، وبرنامج المدن التاريخية، وبرنامج الموسيقى، والعمارة الإسلامية في جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، إضافة إلى متحف في مدينة تورونتو بكندا.

وتبلغ النفقات السنوية للشبكة على أنشطتها التنموية غير الهادفة للربح نحو مليار دولار أميركي، بينما تبلغ الإيرادات السنوية نحو 4.5 مليار دولار.

إعلان الجوائز والأوسمة

حاز الحسيني على العديد من الأوسمة والدرجات الفخرية والجوائز من دول ومؤسسات عالمية، تقديرا لإسهاماته في التنمية البشرية وجهوده في تحسين الأوضاع الاجتماعية على مستوى العالم.

ومن الشهادات الفخرية التي حصل عليها:

شهادة في الآداب مع مرتبة الشرف من جامعة لندن عام 1989. شهادة في القانون مع مرتبة الشرف من جامعة براون في الولايات المتحدة عام 1996. شهادة في الآداب والعلوم الإنسانية من الجامعة الأميركية في بيروت عام 2005. شهادة في القانون مع مرتبة الشرف من جامعة أيرلندا الوطنية عام 2008. شهادة في القانون مع مرتبة الشرف من جامعة كالجاري في كندا عام 2018. الحسيني (يمين) أثناء لقاء مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على هامش منتدى باريس للسلام عام 2019 (الفرنسية)

ومن الجوائز والأوسمة التي حازها:

ميدالية مؤسسة توماس جيفرسون التذكارية في العمارة من جامعة فيرجينيا عام 1984. الميدالية الذهبية للمجلس الأعلى للمهندسين المعماريين في إسبانيا عام 1987. جائزة هادريان من الصندوق العالمي للآثار عام 1996. جائزة الدولة للسلام والتقدم في كازاخستان عام 2002. وسام "آندرو كارنيغي" للأعمال الخيرية في المملكة المتحدة عام 2005. الميدالية الذهبية من المعهد الملكي للهندسة المعمارية الكندي عام 2013. جائزة الإنجاز مدى الحياة من جمعية آسيا عام 2017. وسام الأمير هنري في البرتغال عام 1960. وسام الصليب الأكبر الوطني من مدغشقر عام 1966. وسام العرش من رتبة الحمالة الكبرى من المغرب عام 1986. وسام نجمة إيطاليا برتبة فارس عام 1988. وسام الإمبراطورية البريطانية من رتبة الفارس القائد عام 2004. وسام لؤلؤة أفريقيا من رتبة القائد الأكبر من أوغندا عام 2017. رحيم الحسيني حصل على إجازة في الأدب المقارن من جامعة براون بأميركا (مواقع التواصل) الوفاة

توفي الآغا خان الرابع كريم الحسيني يوم 4 فبراير/شباط 2025 في العاصمة البرتغالية لشبونة، عن عمر ناهز 88 عاما.

إعلان

وقالت شبكة الآغا خان للتنمية إنه "توفي بسلام محاطا بأسرته". وأُعلن عن تعيين ابنه الأكبر رحيم الحسيني خليفة له، ليكون الإمام الخمسين للشيعة الإسماعيلية.

ولد رحيم الحسيني يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول 1971، وهو والد طفلين، ويقيم في سويسرا، وحاصل على إجازة في الأدب المقارن من جامعة براون في الولايات المتحدة.

وتولى رحيم الحسيني عضوية مجالس إدارة العديد من الوكالات التابعة لشبكة الآغا خان للتنمية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات مع مرتبة الشرف من جامعة کریم الحسینی فی العاصمة حول العالم شهادة فی

إقرأ أيضاً:

علويون خارج سوريا يعلنون تأسيس لقاء تشاوري وسط مطالب بـتقرير المصير عبر استفتاء

أعلنت مجموعة من الشخصيات العلوية خارج سوريا، عن تأسيس ما وصفوه بـ"اللقاء التشاوري للسوريين العلويين في المغترب"، في خطوة تهدف إلى تشكيل كيان سياسي يمثل الطائفة العلوية عقب سقوط نظام بشار الأسد.

جاء الإعلان بعد أشهر من الاجتماعات والمناقشات التي شهدت تباينا في وجهات النظر، إلا أن القاسم المشترك بينهم كان ضرورة إيجاد مسار سياسي جديد يكون صوتا موحدا للعلويين في الداخل والخارج، مع التركيز على تشكيل جسم سياسي يتولى التفاوض مع الأطراف الداخلية والخارجية.

شارك في اللقاء عدد من الشخصيات المعروفة، بينهم الدكتورة منى غانم، رئيسة "ملتقى نساء من أجل السلام"، والباحث عمار وقاف، مؤسس ومدير "مؤسسة غنوغس للأبحاث" في بريطانيا، بالإضافة إلى الإعلامي أكثم سليمان، والمحامي عيسى إبراهيم، والدكتور أمجد بدران، والدكتور أحمد خلوف، والناشطة الحقوقية إنانا بركات، وغيرهم.

وأكد البيان الأول الصادر عن اللقاء على إدانة المجازر في الساحل السوري، محملا السلطات الجديدة القائمة مسؤوليتها، كما عبّر عن تحفظه على التشكيلة الحكومية الحالية، مشيرا إلى افتقارها للتجانس والتمثيل المناسب.


ورغم توافق المجتمعين على ضرورة إيجاد جسم سياسي يمثل الطائفة العلوية، إلا أن اللقاء شهد خلافات جوهرية حول آلية العمل وأهدافه المستقبلية.

وكان أبرز هذه الخلافات ما أُثير حول مقترح قدمه المحامي عيسى إبراهيم، حيث أصدر بيانا منفصلا طالب فيه بإجراء استفتاء دولي يمنح العلويين حق تقرير المصير في مناطقهم، وصولا إلى إمكانية إقامة كيان مستقل يقوم على مبادئ العلمانية والديمقراطية، مما أثار جدلا واسعا داخل وخارج اللقاء.

في المقابل، وصف الدكتور عدنان الأحمد، حفيد الشاعر السوري بدوي الجبل، بيان إبراهيم بأنه "ممتاز"، لكنه أعرب عن تفضيله نموذج الإدارة الذاتية على غرار تجربة "قوات سوريا الديمقراطية" بدلا من الحديث عن تقرير المصير، بينما رفض محمد صالح، المعتقل السياسي السابق، أي حديث عن التقسيم، معتبرًا أن سوريا تمر بمرحلة تحتاج فيها إلى مركزية قوية لضمان استقرارها.

في ظل هذه الخلافات، يبقى مستقبل "اللقاء التشاوري" مفتوحا على جميع الاحتمالات، خاصة أن المشاركين يملكون رؤى متباينة حول طبيعة الحلول المطروحة لمستقبل العلويين في سوريا. لكن ما يبدو مؤكدًا هو أن الطائفة العلوية باتت تبحث عن مسارات جديدة بعيدًا عن النظام الذي حكم سوريا لعقود، في ظل تعقيدات الواقع السياسي والميداني الحالي.

مقالات مشابهة

  • بالعفو العام.. إطلاق سراح اللواء غانم الحسيني المدان بتهريب النفط
  • الطائفة الإنجيلية تحتفل رسميًا بعيد القيامة المجيد بكنيسة مصر الجديدة السبت
  • الطائفة الإنجيلية تحتفل رسميا بعيد القيامة ظهر السبت بكنيسة مصر الجديدة
  • علويون خارج سوريا يعلنون تأسيس لقاء تشاوري وسط مطالب بـتقرير المصير عبر استفتاء
  • تونس وساحل العاج لأقل من 17 عاماً يتأهلان لنهائيات كأس العالم بقطر
  • المنتخب السعودي للناشئين يبلغ نهائيات كأس العالم قطر 2025
  • مصر تواجه أنغولا في الملحق المؤهل لكأس العالم تحت 17 عاما
  • مصر تواجه أنجولا في الملحق المؤهل لكأس العالم تحت 17 عاما
  • 2350 عاماً من الإشعاع الحضاري.. "الإسكندرية" قصة مدينة أسسها الإسكندر وأضاءت العالم
  • رسميا.. السعودية تتأهل إلى كأس العالم للناشئين