تحل الذكرى الـ41 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام، ليكون سفينة النجاة التي عبرت بالبلاد، حينها، من اتون الصراعات والحروب الأهلية وأخذتها نحو مسيرة التنمية والديمقراطية والسلام، ترجمة لنهج المؤسس الزعيم علي عبدالله صالح.

تأسس المؤتمر الشعبي العام يوم 24 أغسطس 1982م، كنتاج أوضاع صعبة يمر بها البلد، وما كانت تعانيه من حروب أهلية طاحنة ونعرات مناطقية وغياب دولة حقيقية وافتقار البلد والشعب لأبسط مقومات الحياة وغيرها من الأوضاع المعقدة.

عقد المؤتمر العام الأول، بمشاركة ألف شخصية وتم خلاله انتخاب الرئيس علي عبدالله صالح، أميناً عاماً للحزب، كما تم خلاله إقرار الميثاق الوطني كبرنامج عمل لإخراج البلد من ويلات الحروب وليكون بمثابة دستور ينظم ويضبط كل الممارسات والسلوكيات، وليكون كذلك بمثابة دليل نظري فكري في مختلف الجوانب، سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وعلى كافة المستويات.

في ختام أعمال المؤتمر الشعبي العام الأول في التاسع والعشرين من أغسطس 1982م، ألقى رئيس المؤتمر علي عبدالله صالح كلمة عبرت عن مبادئ المؤتمر كتنظيم سياسي فتي وتضمنت أبرز ملامح الفترة التي أعقبت التأسيس.

أشاد الرئيس بالروح الديمقراطية الصادقة التي تتجسد لأبناء الشعب اليمني، وبالمنجزات العظيمة التي تتحقق في مختلف مجالات الحياة بفضل الأمن والاستقرار الذي ساد المجتمع اليمني، ثم تطرق لأهمية تقاسم المسئوليات في الحكم بين السلطة والشعب من خلال أعضاء المؤتمر الشعبي العام، مؤكداً (أن الشعب يشارك في تحمل المسئولية لكي لا تظل مركزة في منصة واحدة.. لا فرق بين أسود ولا بين أخضر ولا بين أبيض ولا بين شمالي ولا بين جنوبي ولا بين شرقي ولا بين غربي، بل الكل أبناء الشعب اليمني الواحد..).

وحث الرئيس صالح أيضاً على السعي للحد من الفوضى والتخريب واعتبرها مسئولية جماهيرية وطنية، كما حث على بذل الجهد لتوعية الآخرين بالميثاق الوطني وأهدافه وكيفية بلورتها وترجمتها لتحصين الفرد والمجتمع والوطن بها من أي اختراقات. وتطرق رئيس الجمهورية في خطابه الختامي للمؤتمر الشعبي العام لأسس السياسة الخارجية اليمنية وللموقف اليمني من القضية الفلسطينية وانخراط اليمنيين بين صفوفها واعتبار ((الشهيد الذي يستشهد في صفوف الثورة الفلسطينية شهيداً من شهداء ثورة الـ26 من سبتمبر..)).

منذ تأسيس المؤتمر الشعبي العام تلمس الوطن خطواته الأولى نحو النجاة من براثن الجهل والفقر ومعاناة الحروب، إذ تحققت نهضة شاملة وفي مقدمتها بناء الإنسان من خلال إنشاء المدارس والمؤسسات التعليمية بمختلف مستوياتها، وإنشاء الكثير من المشاريع التنموية في مختلف الجوانب والمستويات، وتوج كل ذلك بالمشروع الوطني العملاق المتمثل بإعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة يوم 22 مايو 1990م، بقيادة الزعيم علي عبدالله صالح وأخيه علي سالم البيض، كترجمة واضحة لمواقف ومبادئ المؤتمر الشعبي العام وقيادته النابعة من جذوره الوطنية السبتمبرية، والتي كانت وما زالت وستظل حاضرة في مناصرة القضايا الوطنية كمبدأ ثابت.

مر المؤتمر بعدد من المراحل الصعبة والتحديات الخطيرة، إلا أنه يتجاوزها بفضل إخلاصه الوطني ووعي منتسبيه الذين يمثلون السواد الأعظم من الشعب اليمني، ولعل البعض راهن على إحلال المؤتمر الشعبي العام خاصة منذ فوضى 2011م، وما شهد الوطن عقبها من مخاضات وتحديات كان أبرزها الانقلاب الحوثي، على مؤسسات الدولة، وعلى العمل السياسي والديمقراطي، وموقف المؤتمر الشجاع بقيادة زعيمه ومؤسسه علي عبدالله صالح في الحفاظ على مؤسسات الدولة، كبذرة نحو استعادة الوطن وعدم انزلاقه بيد عصابة كهنوتية، وقاتل في سبيل ذلك حتى استشهد تاركا إرثا وطنيا كبيرا ينهض به من بعده المخلصون من أبناء الوطن كبرنامج عمل للخروج بالبلد من أتون الصراعات والانقسامات وإنقاذ البلد من مخاطر التقسيم والشرذمة، والعودة به إلى مسار الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة.

إن‮ ‬الاحتفال‮ ‬بذكرى‮ ‬تأسيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬هو‮ ‬احتفال‮ ‬بوطن،‮ ‬بمواطنة‮ ‬وحرية‮ ‬وديمقراطية،‮ ‬بوحدة‮ ‬وسيادة‮ ‬واستقلال،‮ ‬بمنجزات‮ ‬وبناء‮ ‬ونهضة‮ ‬شاملة،‮ ‬بالميثاق‮ ‬الوطني‮ ‬الذي‮ ‬يعتبر‮ ‬مرجعية‮ ‬وطنية‮.. ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: المؤتمر الشعبی العام علی عبدالله صالح البلد من ولا بین

إقرأ أيضاً:

رئيس المصري الديمقراطي يلتقي قادة الحزب الاشتراكي اليمني

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

التقى فريد زهران، رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي ورئيس التحالف الديمقراطي الاجتماعي في العالم العربي  والمهندس باسم كامل، الأمين العام للحزب والمنسق العام للتحالف، وضاح اليمن، القائم بأعمال الدائرة السياسية والعلاقات الخارجية للحزب الاشتراكي اليمني وعضو هيئة التنسيق بالتحالف، و رشا كافي سكرتير أول القطاع الطلابي للحزب في الخارج، وعضو احتياط هئية التنسيق بالتحالف.

دار اللقاء حول تعزيز العلاقات الثنائية بين الحزبين ودراسة أوجه التعاون والتنسيق لإقامة أنشطة مشتركة بين أعضاء الحزبين.

كما تطرق الحوار لبحث مستقبل التحالف الديمقراطي الاجتماعي في العالم العربي في ضوء التغيرات المتسارعة والأحداث التي تشهدها المنطقة.

جدير بالذكر أن اللقاء جاء أثناء تواجد قادة الحزب الاشتراكي اليمني في القاهرة قبل توجههم لحضور مؤتمر الاشتراكية الدولية بالرباط.

مقالات مشابهة

  • شوايل: الحكومة الموحدة طوق النجاة لليبيا
  • خريس: قاتلنا من اجل منع التقسيم والاحتلال لوطننا وسنبقى ندافع بكل قوة
  • مناقشة أعراض «الربو الشعبي» بالمؤتمر السابع لأمراض الصدر بالأقصر.. صور
  • إلغاء الصف السادس الابتدائي .. وزارة التعليم تكشف لـ صدى البلد الحقيقة
  • كاتب صحفي: الولايات المتحدة تسعى لإخراج الروس والإيرانيين من سوريا
  • ماجدة خير الله: الجو العام الفني لا يليق بوجود عادل إمام |فيديو
  • الجنود العائدون من عاصفة الحزم من صفوة أسرة آل دقلو وإقحامهم في أتون المعارك يلقي معارضة
  • رئيس المصري الديمقراطي يلتقي قادة الحزب الاشتراكي اليمني
  • عضو الرئاسي اليمني طارق صالح يطالب الحوثيين تسليم السلاح
  • تحقيق ومخاطر تجسس محتملة سببها أجهزة اتصال بالإنترنت يستخدمها الملايين بأمريكا