المسماري: بعض القوى تريد تعطيل عمل اللجنة الاستشارية خوفاً من إزاحتها عبر الانتخابات
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
قال القانوني الدولي، راقي المسماري، إن بعض القوى التي تريد تعطيل عمل اللجنة الاستشارية، ستطعن فيها، بحجة تهميش بعض المناطق.
في تصريحات لصحيفة النهار العربي اللبنانية، أضاف أن الأطراف الفاعلة على أرض الواقع تنظر بقلق إلى اللجنة التي ستعمل على إزاحتها عبر الانتخابات، وبالتالي ستتعرض لضغوط ضخمة لعرقلة عملها.
ولفت إلى أن مهمة اللجنة في جوهرها تكمن في تسييس قانوني، يحل الإشكاليات العالقة، فيما الاعتماد على قامات قانونية ليس لها باع سياسي من شأنه تقويض قدرتها على صوغ الأزمة السياسية في نصوص تشريعية تكون مقبولة من كل الأطراف، مؤكدا أن غالبية أعضاء اللجنة ليس لهم ولاءات لأطراف الصراع، وهذا يُرسخ مبدأ الحياد.
المصدر: صحيفة الساعة 24
إقرأ أيضاً:
معركتنا الوطنية في خطر
مشكلة الجنوب انه ما زال يعيش في الماضي، وتتربع سدة ادارته قوى منشغلة باستدعاء الماضي، وإعادة ترتيب ادواته، وكأنها تسير على برنامج الإبقاء على أدوات الصراع والتناقضات، هذا الاستدعاء لمنعطفات تاريخية كانت قد حسمت هو العجز الواضح في انتاج حلول ومخارج حقيقية للازمة.
ومرد ذلك الى عاملين عدميين، الأول يتعلق بصعوبة قراءة المشهد السياسي المعقد ومالاته الأخيرة التي بنيت على خرافات وغيبيات غريبة عن الواقع، والثاني محاولات لي عنق الحقائق الجيوسياسية، وجرها عنوة باتجاهات انتهازية، يسعى أصحابها الى الاصطياد في الماء العكر، واستغلال التحولات في سبيل الترويج لأحلام وردية بحامل فئوي ضيق عفى عليه الزمن، على حساب مصالح الكتلة السكانية الأكبر وأحلامها في بناء مجتمعات ديمقراطية، تؤمن لمكوناتها الحرية والعدالة والكرامة والعيش الكريم .
ما نشهده في الواقع هو مخاض سمته البينة معاندة مسار التاريخ والتغيير والمنطق الاجتماعي، تديره قوى من الصعب تسميتها بنخبة، لأنها برزت من القاع ولا تملك أي تجربة، وغير قادرة على استقطاب العقول والكفاءات وذوي المهنية، فهي تبحث عن مناصرين تابعين، وتستهوي البطانة التي يجب ان تكون من نفس الصنف وفي مستوى نفس العقلية، ولن تجدهم الا في ذوي القربى والمنطقة والقرية، ولهذا لن نرى سوى خطاب ومقولات لن تنتج غير الويلات وتعزيز الفرقة والتشرذم ، وترسيخ الصراع المعزز للحروب العبثية، فلا تغيير مشهود، غير عودة النظام الاستبدادي بصور مختلفة، يدفع لخسارة القضايا الوطنية والقومية تباعا، ويسحق تطلعات الناس في الحرية والديمقراطية، فلا غرابة ان نشهد تربع العقليات الانتهازية والانانية، وسلوكيات مرفوضة وفساد مستشري وانتهاكات وظلم وقهر.
ومن السخرية ان نشهد قرارات، وترويج اعلامي كبير لها، وفي فترة قصيرة يتلاشى كل شيء ويصاب الناس بالخذلان، ومع وجود تابعين تم توظيفهم للمناصرة، وغير قادرين على التحرر، وليس باستطاعتهم التضحية بنعيم العيش والمال، ولهذا تضيع علينا الفرص الذهبية للتغيير والتحول لتحقيق أحلام العامة من المطحونين، الذين كانوا منهم .
كثرت المجالس والتشكيلات، وكلها تستهدف فكرة الدولة الوطنية, وبغباء يعتقد أصحابها انهم يمكن ان يفرضوا على الناس انفسهم، بالقوة والاحتيال.
يبحث البعض في قاموس المصطلحات التي روج لها هؤلاء، فيجدها متناقضة، بدأت بالدولة المدنية، وجنوب يستوعب كل أبنائه، وانتهت باستدعاء أدوات ما قبل الدولة الوطنية، عادوا يبحثون عن اصطفاف قبلي وترتيب مشايخي، كما يروج إعادة الاعتبار للسلاطين والامراء، ويضربون الاصطفاف الوطني بالصميم، بمعنى عودت الاسياد والعبيد، وإعادة الاعتبار لقوى الثورة المضادة وضرب القوى الوطنية.
ومن الوهلة الأولى عرف العقل الفطن ان التدخل الخارجي لن ينتج دولة وطنية، بل سيسعى لتنفيذ سلطة شبيه له ومسلوبة الإرادة، ادواتها دمى تحركها لتنفيذ المخطط، فلا غرابه ان نشهد عودة مشاريع استعمارية، وترتيبات توحي بمعالم الدولة الغير وطنية، ومبررات سخيفة كإعادة الاعتبار للقوى الاقطاعية، وضرب القوى الوطنية.
معالجة الماضي لا يعني ان تضرب ثورة أكتوبر، وتضحيات المناضلين والكفاح المسلح، ومخارج هذه التضحيات الجسام وهي الدولة الوليدة، مهما شابها من مساوئ واخطاء، يجب إصلاحها في الاطار نفسه، لا تنحر تلك الدولة وتدفن مع كل الشهداء والمناضلين الذين قدموا حياتهم قربانا لتحرر، وبعضهم دفن حيا من اجل ان تعيش الامه، في مؤامرة قذرة نشهد اليوم خيوطها الأخيرة وهي تلف حول الوطن والشعب، بدعم القوى الرجعية والصهيونية للقضاء على أحلام الناس وتطلعاتهم.
ولله في خلقه شئون